أغذية عضويةمقالات وأبحاث

سبيرولينا..الفوائد الكاملة للغذاء السوبر

تم تصنيف سبيرولينا على أنها "غذاء المستقبل" لاحتوائها على مكونات استثنائية، تُسهم في ارتفاع مستويات الطاقة، وتعزيز المناعة، ومكافحة الفيروسات والالتهابات، وتدمير الأورام الخبيثة والسرطانات.  

آخر تحديث في ديسمبر 2nd, 2022

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

سبيرولينا “Spirulina”، هي طحالب خضراء مجهرية وخيطية مُزرقة، تستمد اسمها من الطبيعة الحلزونية لخيوطها، لها تاريخ طويل من الاستخدام كغذاء وعلاج في الحضارات القديمة، وقد تم الإبلاغ عن استخدامها خلال حضارة الأزتك (1) مصدر موثوق


محتويات الدليل:



اين تتواجد سبيرولينا

تشير سبيرولينا إلى الكتلة الحيوية المجففة، لفصيلة Arthrospira platensis، وهي بكتيريا التمثيل الضوئي للأكسجين، الموجودة في جميع أنحاء العالم، في المياه العذبة والمالحة، وتمثل هذه الطحالب نظاماً غذائياً مُهماً للبشر.

تتواجد سبيرولينا وتزدهر، فقط في البحيرات القلوية، ذات الرقم الهيدروجيني العالي للغاية، وفي الأحواض الخارجية الكبيرة، تحت ظروف ومناخات محكومة، ولا يوجد سوى عدد قليل من المناطق حول العالم، تتمتع بمناخ مُشمس ومثالي لإنتاج هذه الطحالب.

من تلك المناطق الهند وماليزيا، اليابان، اليونان، وكذلك الولايات المتحدة وإسبانيا في العقود والسنوات الأخيرة.(2) مصدر موثوق

كما يمكن العثور على سبيرولينا في متاجر الأغذية الصحية، وتباع بشكل أساسي كمكمل غذائي، على شكل مسحوق وأقراص، وقد تم استخدامها منذ العصور القديمية، كمكملات غذائية دون آثار جانبية تُذكر.

طجالب سبيرولينا تتواجد في البرك والمياه المالحة
التشافي بالغذاء.. طحالب سبيرولينا تتواجد في البحيرات والمياه المالحة، تحت ظروف ومناخات محكومة

خصائص واستخدامات سبيرولينا الخارقة

تتمتع سبيرولينا بخصائص مضادة للالتهابات، عن طريق تثبيط إطلاق الهستامين بواسطة الخلايا البدينة، كما أن لديها القدرة على تعديل وظائف المناعة، وقد ازدادت شهرتها بعد أن استخدمتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بنجاح، كمكمل غذائي لرواد الفضاء في عدة رحلات فضائية.

لقد استُخدمت سبيرولينا كمصدر للبروتين، الذي يشكل حوالي 70% من مكوناتها الطبيعية، وكفيتامين مكمل أيضاً، دون أي آثار جانبية تُذكر.

تحتوي سبيرولينا كذلك على الكثير من الفيتامينات، وأهمها B12، والبروفيتامينات، والكاروتينات، والمعادن، وخصوصاً الحديد، كما أنها غنية بالأحماض الفينولية، مثل توكوفيرول، وحمض لينولينيك، ولذلك فهي سهلة الهضم على المعدة.

لقد استُخدمت سبيرولينا كمصدر للبروتين، الذي يشكل 70% من مكوناتها الطبيعية، وكفيتامين مكمل أيضاً، دون أي آثار جانبية تُذكر، كما أنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن النادرة.

سبيرولينا غذاء طبيعي وعلاج آمن

لقد تم إجراء العديد من الدراسات التي بحثت في الفعالية والتطبيقات السريرية المحتملة لـ سبيرولينا في علاج العديد من الأمراض، وأشارت بعض التجارب المُعاشة ذات الشواهد والمراجعات المنهجية، إلى أن سبيرولينا تساعد على التحسن والتشافي للكثير من الأمراض، كما أن لها تأثيرات مضادة للسرطان والفيروسات والحساسية.

وقد أثبتت تلك الدراسات أيضاً سلامة سبيرولينا للاستخدامات الغذائية والدوائية، ولذلك فقد أدرجتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية US FDA تحت الفئة المعترف بها عُموماً على أنها آمنة (GRAS)،

فوائد سبيرولينا العلاجية (القائمة على الأدلة)

تحتوي سبيرولينا على نسبة عالية من البروتين والفيتامينات والمعادن، مما يجعلها مُكملاً غذائياً هاماً، لكل شخص يُولي صحته اهتماماً خاصاً، وفي هذا الدليل سنتناول الفوائد الصحية والغذائية، التي يمكن استخلاصها من هذا الغذاء العجيب والخارق، وهي على النحو التالي:

فوائد سبيرولينا لتحسين الصحة العامة للإنسان

يُعد استهلاك مسحوق سبيرولينا بشكل دائم ومنتظم، وسيلة رائعة لتكملة البروتينات والفيتامينات، في الوجبات اليومية، دون الشعور بأي آثار جانبية، فملعقة واحدة من اسبرولينا المجففة على سبيل المثال، تحتوي على المكونات الغذائية التالية:

  • 20 سعرة حرارية
  • 4  غرام من البروتين
  • 1.65 غرام من الكربوهيدرات
  • 0.58  غرام من الدهون
  • 8  مللي غرام (ملغ) من الكالسيوم
  • 3  ملغ من الحديد
  • 15 ملغ من المغنيسيوم
  • 9  ملغ من الفوسفور
  • 98  ملغ من البوتاسيوم
  • 70  ملغ من الصوديوم
  • 0.8  ملغ من فيتامين ج

كما أن سبيرولينا تحتوي على الثيامين، الريبوفلافين، النياسين، الفولات، وفيتامينات B6 ،A، و K، ويُعد تناول سبيرولينا كجزء من نظام غذائي متوازن، عامل مساعد للإنسان بشكل كبير، على البقاء بحالة صحية جيدة على الدوام.

تتوفر سبيرولينا على شكل مسحوق وأقراص-التشافي بالغذاء.
التشافي بالغذاء.. سبيرولينا تتوفر وتباع بشكل أساسي كمكل غذائي على شكل مسحوق وأقراص

فوائد سبيرولينا في تخفيف التعب المزمن

تم تصنيف سبيرولينا على أنها “غذاء المستقبل” لاحتوائها على مكونات استثنائية تُسهم في ارتفاع مستويات الطاقة، فهي تزيد من عنصر اكتوباكيللوس الصحي في الأمعاء، الذي يتيح إنتاج فيتامين B6 المساعد في إطلاق الطاقة لجسم الإنسانز

وقد أظهرت التجارب العشوائية بأن تناول جرعة واحدة بمقدار 2-3 جرامات من سبيرولينا، ثلاث مرات يومياً، تخفف من أعراض التعب المزمن، بشكل يفوق العلاج التقليدي بعشر مرات.


شاهدي الفيديو

واشتركي بقناتنا على يوتيوب

فوائد سبيرولينا لعلاج التهاب الأنف التحسسي

ما تم توثيقه جيداً أن سبيرولينا لديها خصائص مُضادة للحساسية، كالتهاب الأنف التحسسي،والسعال والربو والتثبيط المناعي، وذلك عن طريق تثبيط إطلاق الهيستامين (109)من الخلايا البدينة.

ففي تجربة عشوائية حديثة ومزدوجة، تم تقسيم الأفراد الذين يُعانون من التهاب الأنف التحسسي إلى فريقين،(11) وقد تم اعاطاء الفريق الأول الدواء التقليدي إلى جانب الغذاء المعتاد، كما تم اضافة جرعة مخصصة من  اسبيرولينا لوحدها، واستمرت التجربة لمدة 12 أسبوعاً.

كما تم عزل الخلايا أحادية النواة للدم المحيطي قبل وبعد تغذية سبيرولينا وكذلك مستويات السيتوكينات وإنترلوكين -4 (IL-4)، والإنترفيرون- γ (IFN-γ) والإنترلوكين -2، والتي تعد هامة في تنظيم الجلوبيولين المناعي (Ig) E.

وقد أظهرت النتائج النهائية للدراسة، بأن استخدام جرعة عالية من سبيرولينا، قد خفضت بشكل كبير من مستويات انترلوكين IL-4، بنسبة 32 ٪، مما يدل بوضوح على التأثيرات الوقائية لسبيرولينا تجاه التهاب الأنف التحسسي، كما أشارات العديد من الدراسات الأخرى، بأن سبيرولينا تعزز الجهاز المناعي، من خلال دوره في تغطية النقص الغذائي.

التهاب الأنف التحسسي
التشافي بالغذاء.. أثبتت الدراسات العلمية بأن سبيرولينا لها خصائص علاجية مضادة للالتهاب الأنف التحسسي

فوائد سبيرولينا لمكافحة الفيروسات

أظهرت دراسة مختبرية أن المُستخلص المائي للبكتيريا البلاتينية المتواجدة في سبيرولينا، تمنع تكاثر فيروس العَوَز المناعي البشري، في الخلايا التائيَّة البشرية، والخلايا الأحادية النواة للدم، وخلايا لانجرهان، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن ميزة استخدام الأعشاب، ومُنتجات الطحالب، ذات الخصائص المُضادة للفيروسات، مثل سبيرولينا، التي أثبتت جدواها في مكافحة بعض الفيروسات، هي أنه يمكن استخدامها من خلال التحوير المناعي، حتى عند ثبُوت الإصابة.

فوائد سبيرولينا للقولون وصحة الأمعاء

يمكن هضم سبيرولينا بسهولة، بسبب تركيبتها الملائمة، حيث لا تملك خلاياها جدراناً ليفية صلبة، ولذلك فإن المداومة على استهلاكها، تعمل على تحسين صحة الأمعاء، خصوصاً وأنها تحتوي على الكثير من الألياف.

وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات، إلى أن سبيرولينا تدعم صحة الأمعاء مع تقدم العمر، كما اشارت دراسة أخرى أجريت على الفئران الأكبر سناً، في العام 2017، إلى أن سبيرولينا تساعد في الحفاظ على بكتيريا الأمعاء الصحية، في مرحلة الشيخوخة.

فوائد سبيرولينا لانقاص الوزن

يمكن للناس عادة فقدان الوزن، إذا أكلوا وجبات ذات سعرات حرارية أقل، لكن الأمر مختلف مع سبيرولينا، فهي غذاء غني بالسعرات الحرارية وتحتوي على الكثير من العناصر الغذائية الهامة، في كمية صغيرة من المسحوق، ولذلك فإن إدخال سبيرولينا في نظامك الغذائي، سيساعدك على فقدان وزنك، دون أن تفقد التغذية الكاملة، التي يحتاجها جسمك.

وقد أشارت نتائج بعض الدراسات، إلى أن سبيرولينا قد ساعدت في إنقاص الوزن، حيث أظهر الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن تحسناً كبيراً في نقص أوزانهم،بعد تناولهم نظاماً غذائياً يحتوي على سبيرولينا بشكل منتظم لمدة 3 أشهر.



فوائد سبيرولينا للمرأة وجمالها

إذا كنتِ تهتمين بجمال جسدك الخارجي، بالإضافة إلى الاهتمام بصحة بدنك الداخلي، فإن سبيرولينا قادرة على فعل الكثير لأجلكِ، فهي تحتوي على مجموعات واسعة من المعادن والأحماض والدهون الطبيعية، وكذلك على العديد من العناصر الغذائية الأساسية والهامة، للعناية بجمال شعرك وبشرتك وبكامل جسمك.

فوائد سبيرولينا للشعر

تعمل الفيتامينات والبروتينات والأحماض الأمينية، المتوفرة في سبيرولينا، بشكل طبيعي، على تهدئة فروة رأسك وترطيبها طوال الوقت، كما تعمل الحوجز المنتشرة بجدرانها على التقاط جزيئات الماء من البيئة التي تعيش فيها تلك الطحالب، وتوصيلها إلى فروة الرأس والجلد، وبالوقت نفسه تعمل البروتينات والسكريات الأحادية، والألياف الموجودة في سبيرولينا، هي أيضاً كمكافحات طبيعية للبكتيريا، ولذلك فإنها تساعد في خلق طبقة واقية على فروة الرأس.

والنتيجة النهائية لذلك كله هي ترطيب مكثف وطويل الأمد لفروة رأسك ولشعرك بالكامل، وتزويده بالدهون اللازمة لحمايته، من كل العوامل الخارجية، التي تسبب تساقطه وتلفه وجفافه.

في دراسة عشوائية مزدوجة، خاضعة للتحكم الوهمي، تم إعطاء جرعة موحدة من سبيرولينا، لمجموعة من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 21 و 75 عاماً، ويتمتعن بصحة جيدة، لكنهن يعانين من ترقق الشعر وتساقطه، وقد لاحظت جميع النساء تحسناً متفاوتاً في حجم الشعر الكلي وسماكته، بعد 90 يوماً من بدء الاستخدام،، كما تضمنت النتائج النهائية، احتفاظ الشعر بالرطوبة الدائمة، بعد 180 يوماً من الاستخدام المنتظم.

طريقة عمل ماسك سبيرولينا للشعر

الكميات والمقادير:

  • ثلاث ملاعق كبيرة من مسحوق سبيرولينا.
  • ملعقتان كبيرتان من زيت جوز الهند العضوي.
  • ثلاث ملاعق متوسطة من الحناء المحايدة.
  • ملعقة كبيرة من جُل الصبَّار.
  • ملعقة متوسطة من زيت النخيل.
  • كوب زبادي.

طريقة التحضير والاستخدام:

  • قومي بمزج جميع المقادير السابقة داخل وعاء نظيف.
  • ضعي المزيج على كامل شعرك.
  • اتركيه لمدة ساعتين على الأقل حتى يجف، ثم اشطفيه بالماء الدافئ.

ويُفضل أن يكون تحت درجة حرارة متوسطة، أو تحت منشفة ساخنة قبل الشطف، كما يمكنك أيضاً ترك القناع يقوم بمفعوله السحري طوال فترة الليل، للحصول على شعر جميل وناعم في الصباح.

فوائد ماسك سبيرولينا للشعر-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. سبيرولينا تمنح شعرك وفروة رأسك ترطيب مكثف وطويل الأمد، وتزوده بالدهون اللازمة لحمايته.

فوائد سبيرولينا للوجه والبشرة ولكامل الجسم

عندما تخرجين تحت أشعة الشمس في الصيف، فإنك تتعرضين إلى لفحات قوية من الأشعة السينية، تطلق جُذوراً حُرة، تتسبب في عمل تجاعيد لبشرتك وتُغيِّر لونها، كما تتعرضين للعديد من الملوثات الطبيعية، مثل الهواء الملوث والأتربة وأدخنة السيارات والمصانع، خصوصاً إذا كنتِ تعيشين في أجواء مدنية، ممتلئة بالصخب والزحام.

يقول جوش دوفوتشيل “الخبير الصحي، والمدرب الشخصي المعتمد”: “إن سبيرولينا غنية بالمُغذيات النباتية والكاروتينات، ومُضادات الأكسدة الطبيعية، التي يُمكن أن تُساعد في حماية بشرتك وجسمك، من كل هذه الجذور الحرة”.(2)

كما أن سبيرولينا تزيد من التمثيل الغذائي للجلد، ولذلك فهي تحيِّد الجذور الحرة والسموم، التي تسبب  الترهلات وعلامات الشيخوخة المبكرة في الجلد، (3) وبفضل محتواها العالي من فيتامينات (أ) و هـ و (B12)، يمكن لـ سبيرولينا أن تحسن الترهُّل وانعاش البشرة المُتعبة، تاركة وراءها بشرة أكثر  نعومة وإشراقاً.

يقول شليسينجر، الطبيب المعتمد وجراج التجميل، بأن كل هذه الفيتامينات تمنع أيضاً النمو الحُر والواسع الانتشار لتلك الجذور، وتُوقف زحف الشيخوخة المبكرة.

وقد تم العثور على الكلوروفيل (الصِّباغ الأخضر الموجود في النباتات) بتركيزات عالية بشكل ملحوظ في سبيرولينا، مما جعل منها أحد الأطعمة الطبيعية الأكثر تطهيراً للجسم من السموم.

يقول موريس الخبير والمتخصص في التجميل “يمكن للكلوروفيل أن يساعد في القضاء على المعادن الثقيلة والسموم، وهو ما يجعل بشرتك أكثر نعومة وإشراقاً”.

طريقة عمل ماسك سبيرولينا للوجه عميق (مهدئ وملطِّف)

الكميات والمقادير:

  • ملعقتان كبيرتان من مسحوق سبيرولينا.
  • كوب صغير من اللبن أو الزبادي.
  • ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي.

طريقة التحضير والاستخدام:

  • امزجي الجميع في وعاء نظيف، وقومي بتحريكه حتى يختلط بشكل جيد.
  • ضعيه على وجهكِ بفرشاة ناعمة، واتركيه لمدة 30 – 40 دقيقة.
  • قومي بإزالته برفق ثم اشطفيه بالماء الدافئ والنقي.
ماسك سبيرولينا للوجه والبشرة-التشافي بالعذاء
التشافي بالغذاء.. سبيرولينا تحيِّد الجذور الحرة والسموم، التي تسبب  الترهلات وعلامات الشيخوخة المبكرة

سبيرولينا تخفض مستويات الكوليسترول في الدم

لا يزال مرض القلب والأوعية الدموية هو السبب الأول للوفاة في البلدان المتقدمة، كالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، على الرغم من زيادة الوعي في تلك الدول، ويُعد الكوليسترول المرتفع هو واحد من أهم عوامل الخطر في تصلب الشرايين.

قال عدد من المختصين إن مضادات الأكسدة والتضمين المناعي لـ سبيرولينا، ربما يكون لها آلية مُحتملة في تدمير الأورام الخبيثة، وبالتالي فإنها قد تلعب دوراً مهماً في الوقاية من السرطان. 

الدكتور نكايا وآخرون أعطوا في أول دراسة إنسانية ما مقداره 4.2 جرامات من سبيرولينا يومياً لـ 15 متطوعًا من الذكور، وعلى الرغم من عدم وجود زيادة كبيرة في مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة، فقد لاحظو انخفاضاً كبيراً في مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (LDL) “الكولسترول”، بعد 8 أسابيع من العلاج بواسطة سبيرولينا، كما انخفض تأثير تصلب الشرايين بشكل ملحوظ في المجموعة المذكورة أعلاه (12).

وفي دراسة حديثة قام بها Ramamoorthy و (Premakumari] (13] على مُكملات سبيرولينا في مرضى القلب اللافقارية، ووجدوا انخفاضاً كبيراً في نسبة الكوليسترول بالدم، والدهون الثلاثية، وكوليسترول LDL، وزيادة في نسبة الكوليسترول الحميد.

ولاتزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يُوصَى باستخدام سبيرولينا لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، ولكن لا ينبغي التغاضي عن دورها الهام كمكمل غذائي طبيعي في مكافحة فرط شحميات الدم، بالاقتران مع الخيارات العلاجية الأخرى. وأخيراً ماني وآخرون، (14) في دراسة سريرية، وجدوا بأن هناك انخفاضاً كبيراً في نسبة LDL: HDL في 15 مريضاً بالسكري، تلقوا علاجاً بواسطة سبيرولينا.

فوائد سبيرولينا لعلاج مرض السكري

يُعد ارتفاع السكر في الدم مُشكلة شائعة لدى مرضى السكري من النوع 1 و 2، وقد وجدت مُراجعة بحثية في العام 2018، أن مكملات سبيرولينا قد خفَّضت من مستويات الجلوكوز في الدم، بشكل ملحوظ خلال الصوم، وهذا يشير إلى أن مكملات سبيرولينا قد تساعد الأشخاص المصابين، على التحكم بمرض السكري.

كما دعمت دراسة أخرى، أجريت على الحيوانات في العام 2017، فكرة أن سبيرولينا قد تساعد في علاج مرض السكري، وبهذه الدراسة قام الباحثون بإعطاء الفئران جرعات من سبيرولينا عن طريق الفم.

وكانت النتيجة هي انخفاض نسبة السكر في الدم لدى الفئران، وكذلك ارتفاع مستويات الأنسولين، وتحسين علامات إنزيم الكبد، وقد أشار الباحثون أيضاً إلى أن تأثير مضادات الأكسدة من سبيرولينا، قد تكون مفيدة في علاج مرض السكري من النوع 1أيضاً.



فوائد سبيرولينا المضادة للسرطان

قال عدد من المختصين، إن مضادات الأكسدة والتضمين المناعي لسبيرولينا، ربما يكون لها آلية مُحتملة في تدمير الأورام الخبيثة، وبالتالي فإنها قد تلعب دوراً مهماً في الوقاية من السرطان، وبالوقت الذي توجد فيه العديد من الدراسات، التي أجريت على الحيوانات وفي المختبر، لا توجد تجارب كثيرة على البشر، وقد سلطت هذه الدراسة الضوء بوجه التحديد حول تأثيرات سبيرولينا على سرطان الفم، وخاصة في حالات قلة كريات الدم البيضاء (15).

هذه الدراسة أجراها ماثيو وآخرون على مجموعة تتكون من 77 مريضاً، حيث أظهرت انحداراً للورم، بعد التطبيق الموضعي لمستخلص سبيرولينا (1716)، وقد أفادوا بأن 45 ٪ من المرضى الذين شملتهم الدراسة، أظهرت النتائج لديهم أنحداراً تاماً لاضطرابات كريات الدم البيضاء، بعد تناولهم مكملات سبيرولينا لمدة عام كامل.

كما ذكر الباحثون بأنه لم يكن هنالك أي ارتفاع في تركيز مصل الكاروتين، بشبكية العين لديهم، وقد خلصوا إلى أن المُركبات التي تحتوي عليها سبيرولينا، قد تكون هي المسئولة عن الآثار المضادة للسرطان.

فوائد سبيرولينا في دعم الصحة العقلية

تعتبر سبيرولينا مصدراً لمادة التربتوفان، و هو حمض أميني، يدعم إنتاج السيروتونين، الذي يلعب دوراً مهماً في الصحة العقلية للإنسان، فالأشخاص الذين يعانون من بعض حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، قد يكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين، وبالتالي فإن تناول مكملات التربتوفان، المتوفرة في سبرولينا، ستعمل للحفاظ على مستويات السيروتونين، الأمر الذي من شأنه دعم الصحة النفسية.

فوائد سبيرولينا لعلاج التسمُّم

يستهلك ملايين الأشخاص في مناطق عديدة حول العالم، مثل بنجلاديش، والهند، وتايوان، وتشيلي، كميات عالية من مياه الشرب الملوثة، وبذلك يكونون معرضين لخطر التسمم المزمن بالعديد من الملوثات، مثل الفلوريد والزئبق، والزرنيخ، والتي لا يوجد لها علاج محدد.

وقد أجريت دراسة مزدوجة لتقييم فعالية سبيرولينا في علاج التسمم المزمن بالزرنيخ (18)، وتم علاج واحد وأربعون شخصاً من المرضى، الذين يعانون من التسمم المزمن بالزرنيخ، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى وتتكون من17 مريضاً تمت معالجتهم بالعلاج التقليدي، والمجموعة الثانية تمت معالجتهم بـ 250 ملغم من اسبيرولينا، بالإضافة إلى 2 ملغم من الزنك، مرتين يومياً لمدة 16 يوم.

كما تم تزويد كل مريض بمياه شرب آمنة من الزرنيخ، عن طريق تثبيت فلتر مياه محلي الصنع، على مستوى الأسر، ثم تم تقييم فعالية مستخلص سبيرولينا، بالإضافة إلى الزنك، من خلال مقارنة التغيُّرات في مظاهر الجلد، ومحتويات الزرنيخ في البول والشعر، بين مستخلص الدواء التقليدي وسبيرولينا، بالإضافة إلى المجموعات المعالجة بالزنك. وقد أظهرت النتائج النهائية، أن مستخلص سبيرولينا، بالإضافة إلى الزنك، مرتين يومياً لمدة 16 أسبوعاً، قد كانت مفيدة بالفعل لعلاج التسمم المزمن بالزرنيخ.

شرب المياه الملوثة يسبب التسمم بالزرنيخ
يعد شرب المياه الملوثة من الأسباب المؤدية إلى التسمم بمادة الزرنيخ القاتلة

هل هناك أضرار لسبيرولينا؟

ما تشير إليه معظم الأبحاث والدراسات، هو أن سبيرولينا مُكمل غذائي آمن ذو خصائص علاجية، يحتوي على عناصر غذائية كثيرة وهامة، تفيد في تحسين الصحة العامة للإنسان عُموماً، وتعمل على تقوية جهاز المناعة لديه، وليس له أية آثار جانبية ضارة.

لكن دوره كدواء ما زال يحتاج إلى المزيد من الأبحاث، ولذلك فمن المستحسن مراجعة طبيبك في حالات معينة، كالنساء الحوامل أو المرضعات، مع أنه لا توجد معلومات تشير بأن هناك أضرار قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين جراء تناول سبيرولينا.

الخلاصة

لقد استُخدمت سبيرولينا كغذاء وعلاج في الحضارات القدريمة، وكمصدر للبروتين، الذي يشكل حوالي 70% من مكوناتها الطبيعية، وكفيتامين مكمل أيضاً، دون أي آثار جانبية تُذكر، وهي تحتوي على الكثير من الفيتامينات،  والكاروتينات، والمعادن، وخصوصاً الحديد، كما أنها غنية بالأحماض الفينولية مثل حمض لينولينيك.

وتستند الآثار الإيجابية لسبيرولينا على أدلة كافية، في العديد من الأمراض والمشكلات الصحية، كالتهاب الأنف التحسسي، وتخفيض مستويات الكوليسترول بالدم، والسكري، وعلاج مشاكل الشعر والجلد والبشرة، والتسمم، وتحسين الصحة العامة للإنسان عموماً.

كما يُعتقد أن آثار سبيرولينا المضادة للسرطان ربما مشتقة من كاروتين B، وهو أحد مضادات الأكسدة المعروفة، ومع ذلك لا يمكن تأسيس العلاقة بين مستوى كاروتين وسرطان الخلايا، حيث أن مسببات السرطان غالباً ما تكون متعددة العوامل (19،20)،.

ختاماً.. لا توجد تجارب بأدلة قطعية عالية المستوى، على الدور الذي تلعبه سبيرولينا في بعض الأمراض الأخرى كالتعب المزمن والتطبيقات المضادة للفيروسات بالوقت الحالي على الأقل.

لكن غالبية الأبحاث والدراسات العلمية قد أكدت بأن سبيرولينا هو مكمل غذائي آمن، يحتوي على عناصر غذائية كثيرة وهامة، تفيد في تعزيز الصحة العامة للإنسان عموماً، وتعمل على تقوية جهاز المناعة لديه، وليس لها أي أضرار أو آثار جانبية، لكن دورها كدواء ما زال يحتاج إلى المزيد من البحث.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، تكرم بإعادة مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية

تابعنا على  فيس بوك، تويتر، و اتستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى