مقالات وأبحاثأمراض شائعة

ماهو طول النظر الشيخوخي؟ وكيف يمكن علاجه؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

قبل شهرين أو ثلاثة أشهر فقط، كنت أقرأ رسائل الهاتف التي تصلني على واتس أب أو ماسنجر بشكل واضح؟ واليوم لم أعد أراها بوضوح كما كنتُ في السابق.

  • أوووه يا إلهي.. مالذي حدث لعيوني؟ لقد بدأ نظري بالتدهور تدريجياً، ولم أعد أرى الأشياء القريبة.!!!
  • هل غزاني الشيب، وشاخ نظري؟
  • هل تجاوز سني الـ 45 ربيعاً؟ (يا إلهي.. كيف حدث ذلك! وبهذه السرعة).

ماهو طول النظر الشيخوخي؟

مع تقدمنا في العمر، تصبح عدسات أعيننا أقل مرونة، وتجعل من الصعب التركيز على الأشياء القريبة، وهي حالة طبيعية لا تدعو للقلق (ربي اوزعني يعني هههههه)، وتسمى طول النظر الشيخوخي (presbyopia).

لهذا السبب يحتاج الجميع في هذه المرحلة تقريباً، إلى نظارات للقراءة عند بلوغهم منتصف الأربعينيات أو بداية الخمسينيات من العمر، كما يمكن لبعض أنواع جراحات العيون تصحيح النظر في مثل هذه الحالة.

مثلما يتقدم جسمك في العمر، تتقدم معه جميع أعضاءك، ومنها العيون والنظر، حيث يبدأ نظرك في التدهور رويداً، عندما تتجاوز سن الـ 45 تقريباً.

كما أن هناك بعض التغييرات التي تحدث، لأسباب وراثية، والبعض الآخر يتفاقم بسبب الطقس الجاف والمشمس، أو بسبب تعاطي التدخين، أو الكحول، أو لأي أسباب أخرى مختلفة.



أخبار سارة

رغم تلك الأخبار السيئة، إلا أن هناك أخبار سارة وجيدة أيضاً.

تقول الأخبار الجيدة بأنه يمكن علاج جميع التغييرات التي تحدث للنظر، والمرتبطة بالتقدم في العمر، بما في ذلك طول النظر الشيخوخي، وذلك من خلال تناول بعض الأدوية، أو ارتداء النظارة، أو الجراحة.

أسباب تدهور النظر المرتبط بتقدم السن

بالإضافة إلى السبب الرئيسي لتدهور النظر بعد تجاز سن الأربعين وبلوغ سن الخمسين، وهو التقدم في السن، فإن هناك بعض الأسبا الأخرى أيضاً.

يقول الدكتور ميتول ميهتا، طبيب العيون في معهد UCI Health Gavin Herbert Eye Institute، والأستاذ المساعد، لأمراض وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي، بأن هناك بعض الأسباب، التي يمكن أن تؤثر على شيخوخة العين.

تشمل بعض تلك الأسباب مايلي:

جفاف العين Dry eyes

تفرز أعيننا الدموع لحماية القرنية، وهي الطبقة الخارجية الصافية لمقلة العين، لكن الالتهاب الناجم عن الشمس والرياح وارتفاع ضغط الدم والتوتر وعوامل أخرى قد يتسبب في تقليل إفراز العين للدموع.

يبدأ الأشخاص عادة، في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من العمر، بملاحظة الحرقان أو اللسع أو حتى العيون الممتلئة بالدموع.

تُعالج العيون الجافة بسهولة من خلال استخدام الدموع الاصطناعية، التي تُصرف دون وصفة طبية، أو باستخدام المواد الهلامية ليلاً.

قد يساعد كذلك، تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، في علاج جفاف العين أيضاً، مثل السلمون والتونة والهلبوت، وكذلك تناول البذور مثل بذور الكتان أو بذور الشيا، في منع تطور الحالة.

المياه الزرقاء Glaucoma

هناك أشكال مختلفة من الجلوكوما، وهي حالة وراثية إلى حد كبير، يمكن أن تسبب العمى الدائم، عن طريق إتلاف العصب البصري للعين، وهي عادة ما تحدث بسبب تراكم السوائل في مقدمة مقلة العين.

يُعرف الجلوكوما باسم “المرض الصامت”، لأن الأعراض لا تظهر إلا في وقت متأخر جداً من عملية المرض، لهذا السبب يوصَى بإجراء فحوصات للعيون كل سنتين، إلى ثلاث سنوات بعد سن الأربعين.

يتم اكتشاف معظم حالات المياه الزرقاء في وقت مبكر بما فيه الكفاية، ويمكن السيطرة عليها باستخدام قطرات العين وحدها، كما قد يساعد الليزر والجراحة أيضاً.

العوامات Floaters

مع تقدم الناس في العمر، يعاني كل شخص تقريباً من عوامات، وهي بقع بيضاء أو سوداء صغيرة، تتحرك في مجال الرؤية.

تحدث هذه الحالة، عندما يبدأ السائل الذي يشبه الهلام، الموجود خلف عدسة العين في الانهيار، وعادةً عندما يكون الأشخاص في أواخر الخمسينيات ومنتصف الستينيات من العمر.

لا تعد العوامات مشكلة خطيرة، ومع ذلك يجب رؤية الطبيب على الفور، إذا ظهرت عوامات مفاجئة، مصحوبة بمضات ضوئية.

إعتام عدسة العين Cataracts

عندما تبدأ العدسة الطبيعية للعين، بالتحول إلى غائمة أو يتغير لونها، تصبح الرؤية ضبابية، ويصعب التركيز، ويؤثر الوهج على البصر.

الخبر السار هنا، هو أنه يمكن استعادة الرؤية في مثل هذه الحالة عن طريق الجراحة، من خلال استبدال العدسات الغائمة، المسماة إعتام عدسة العين بعدسات اصطناعية.

قد يبدأ تكوّن إعتام عدسة العين مبكراً عند بلوغ سن الخمسين، لكن معظم الناس لا يحتاجون إلى الجراحة حتى أواخر الستينيات، أو السبعينيات من عمرهم.

يعد إعتام عدسة العين، هو السب الأكبر لفقدان البصر، المرتبط بالتقدم في السن.

يمكنك المساعدة في منع إعتام عدسة العين أو الحد منه، عن طريق تناول فيتامين سي، وكذلك تقليل تعرضك للرياح، والأشعة فوق البنفسجية، من خلال ارتداء النظارات الشمسية (ويفضل العدسات المستقطبة البنية) والقبعات.

الظمور البقعي Fuch’s dystrophy

هذه حالة نادرة تؤدي إلى تدهور القرنية، وضعف البصر في الصباح، بعد القيام من النوم، ثم تتحسن مع مرور اليوم، وهي تؤثر على نحو 4% فقط من الأشخاص فوق سن 40 عاماً.

يبدأ الناس عادةً في تجربة الحالة في الستينيات أو السبعينيات من العمر، يمكن معالجته من قبل أخصائي القرنية بالمراهم وقطرات العين والجراحة.

تدلي الجفون Drooping eyelids

مع بلوغ الأشخاص السبعينيات أو الثمانينيات من العمر، قد يبدأ جلد جفونهم بالتدلي فوق رموشهم ويتداخل مع الرؤية، وعادةً ما تكون الرؤية المحيطية في البداية، كما قد تبدأ الجفون الموجودة أسفل العين أيضاً في الترهل.

يتم إصلاح كلتا الحالتين بسهولة من خلال جراحة العيادات الخارجية.

التنكس البقعي الجاف المرتبط بالعمر (AMD)

تحدث هذه الحالة عندما يبدأ جزء من شبكية العين، يعرف باسم البقعة في النحافة، مع تقدم العمر، وتكوّن كتل من البروتين.

لا تسبب AMD العمى الكلي، لكنها تؤدي إلى فقدان الرؤية المركزية الأساسية، والتي نحتاجها للوظائف الأساسية، مثل رؤية تعابير الوجه، أو القيادة، أو القراءة، أو الطهي، أو إصلاح الأشياء في المنزل.

تميل AMD إلى التوارث في العائلات، وتبدأ العلامات الأولى في الظهور، عندما يكون الأشخاص في الستينيات من العمر، على الرغم من أن الرؤية قد لا تتأثر بشكل كبير حتى سن 70 عاماً أو أكثر.

لا يوجد علاج مُعتمد لهذه الحالة، ومع ذلك يمكن الحد منها من خلال عدم التعرض لأشعة الشمس، وتناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات .

على سبيل المثال، الخضروات الورقية الداكنة، قد يساعد في منع التنكس البقعي أو السيطرة عليه، كما تساعد المكملات الغذائية، المتوفرة بدون وصفة طبية أيضاً في التحكم في AMD.

كيف تحافظ على قوة وصحة بصرك؟

يقدم المعهد الوطني للشيخوخة، العديد من النصائح للحفاظ على صحة العيون.

تشمل بعض تلك النصائح مايلي:

  • ارتدِ النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية وقبعة واسعة الحواف عندما تكون بالخارج.
  • أقلع عن التدخين، وتعاطي المواد الكحولية.
  • تناول الأطعمة المغذية، التي تدعم صحة العين.
  • كن نشيطاً بدنياً وحافظ على وزن صحي.
  • خفض ضغط الدم المرتفع، الذي يمكن أن يساهم في مشاكل العين.
  • إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فمن المهم الاهتمام بعلاجه، لأنه يساهم في زيادة الأعراض.
  • عند التركيز على الهاتف أو جهاز كمبيوتر أو شيء واحد، قلل من إجهاد العين، من خلال النظر بعيداً بين كل 20 دقيقة، لمدة 20 ثانية تقريباً.
  • تعد فحوصات العين المنتظمة مهمة أيضًا، لمعرفة أي مشكلات، قبل أن تتطور إلى شيء أكثر خطورة.

خلاصة القول:

تناول الطعام بشكل صحيح، ومارس الرياضة، واشرب الكثير من الماء، ونجنب التدخين، وراجع طبيب العيون الخاص بك، كل سنتين أو ثلاث سنوات، ومرة واحدة في السنة عندما يتجاوز سنك الأربعين، وتصل إلى الخمسين.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتييوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى