مقالات وأبحاثنباتات وأعشابوصفات وماسكات طبيعية

الحناء: فوائد للشعر والجسم والأظافر

ماهي القيمة الصحية والعلاجية للحناء؟ ولماذا هي مفيدة لعلاج مشكلات الشعر والبشرة؟ وهل تساعد في تحسين وتقوية الأظافر فعلاً؟ وما دلالاتها في الثقافة العربية؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

الحناء Henna، من النباتات المزهرة دائمة الخضرة، التي تنتمي إلى عائلة Lythraceae، من الفصيلة الخثرية، وتتبع رتبة الآسيَّات، وهي تنمو في المناخات الجافة، في الهند وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.

تاريخ ونشأة الحناء

الاسم العلمي للحناء Lawsonia inermis، ويعتقد بعض المؤرخين أن ثقافة الحناء نشأت في الهند القديمة، بينما يقول آخرون بأن مصر هي موطنها الأول، وأن المغول هم من جلبها إلى الهند، خلال القرن الثاني عشر.

عمل علماء الطب القدماء أمثال ابن سينا، على البحث في فوائد الحناء، وقد أثبتت تجاربهم أنها تساعد في شفاء بعض الحالات الصحية مثل التقرحات والجروح، وآلام المفاصل والرأس، وذلك وفق طرق تحضير معينة، حيث تضاف إليها مكونات طبيعية أخرى كالزيوت النباتية، أو تستعمل أوراقها المجففة أو المطبوخة في الماء أو على شكل مسحوق.



الحناء في الثقافة العربية

ارتبطت الحناء في الثقافة العربية والإسلامية، بنوع من القداسة ذات الأُطُر الروحية، نظراً لعلاقتها بالهدي النبوي، من خلال ورودها في بعض الآثار والأحاديث النبوية، ولهذا السبب يتم استخدامها في العديد من الأغراض الطبية والعلاجية، خصوصاً وأن العلم الحديث قد أثبت صحة تلك الفوائد المستوحاة من الهدي النبوي.

من ناحية أخرى ارتبطت الحناء في الثقافة العربية كذلك ومنذ القدم، بمعالم الفرحة والابتهاج، خصوصاً في الأعراس ومواسم الزواج، حيث يتم تخضيب العروس ونقش أذرعها وأكفها وأقدامها بالحناء.

كما تستخدمها الغالبية العظمى من النساء كذلك لنقوش الأيادي والأقدام، ولعلاج الكثير من مشكلات الشعر، كالتخلص من الشيب المبكر، وعلاج التساقط والجفاف، ويستخدمها الرجال أيضاً لإخفاء معالم الشيب المبكر مثل الشعر الأبيض.

استخدامات متعددة للحناء

يمكن استخدام الحناء بعدة طرق، منها على شكل صبغة للشعر، أو معجون للنقش والتخضيب، وكذلك على شكل مستخلصات مائية ومراهم وهلام، حيث يتم استخلاصها من اللحاء أو البذور أو الأوراق، وكل هذا التنوع يجعل منها عنصراً ذو قيمة في الطب التقليدي والشعبي، وخاصة في الطب العربي، وممارسات الأيورفيدا.

يعتبر زيت الحناء المستخلص من اللحاء والبذور، من أكثر أشكال الحناء شيوعاً، والتي تمثل فوائدها الطبية، حيث يعمل التركيز العالي للمواد الكيميائية والمغذيات المتوفرة فيها إلى إعطائها تأثيرات مضادة للالتهابات، وخافضة للضغط، ومضادة للجراثيم والفيروسات.

يمكن استخدام الحناء بعدة طرق، منها على شكل صبغة للشعر، أو معجون للنقش والتخضيب-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. يمكن استخدام الحناء بعدة طرق، منها على شكل صبغة للشعر، أو معجون للنقش والتخضيب

فوائد الحناء الصحية والعلاجية

قد تشمل أهم الفوائد الصحية للحناء قدرتها المحتملة على تخفيف الصداع، وإزالة السموم من الجسم، وتحسين الأظافر، وحماية الجلد، وتعزيز صحة الشعر، وتهدئة الجسم، وتقليل الالتهابات، وتسريع الشفاء.

تحسين صحة الشعر

على مر العصور تم استخدام الحناء بشكل أساسي، كصبغة طبيعية للشعر، تعمل على صبغ الشعر باللون الأحمر أو بظلاله، ولكن هناك من يستخدمها مع بعض الإضافات الطبيعية الأخرى، للحصول على مزيج يعمل على تعديل لون الشعر من الأحمر الفاتح إلى الأحمر الغامق أو المحايد. (1)

على الرغم من أن معظم الناس يعتقدون بفوائد الحناء على إضفاء صبغة لونية محسنة للشعر، إلا أنها قد تلعب كذلك أدوراً أخرى، مثل تحسين فروة الرأس، من خلال القضاء على الفطريات، التي قد تكون متواجدة في سطح الجلد حيث ينبت منه الشعر، وبالتالي تقوية بصيلاته، وزيادة كثافته ومنع تساقطه، وحمايته من التكسر.

يقول Dr. Khushboo Garodia، خبير الشعر المعتمد: “الحناء لها خصائص مضادة للفطريات، مما يجعلها مفيدة لمن يعانون من قشرة الرأس والقضايا المتعلقة بتساقط الشعر، فضلاً عن المشاكل الميكروبية الأخرى”.

تساعد الحناء أيضاً في تقليل الشيب المبكر للشعر، لاحتواءها على العفص، وهو مركب نباتي موجود في الشاي أيضاً، حيث يساهم في إعطائها تلك الصبغة اللونية الغنية.

تحتوي الحناء كذلك على فيتامينE، الذي يساعد على تنعيم الشعر، كما أن أوراق النبات الطبيعية، تعد هي الأخرى غنية بالبروتينات ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الشعر.(2)

تحسين جمال وقوة الأظافر

في زحمة انشغالاتنا بالحياة، غالباً ماننسى الحفاظ على صحة أظافرنا، وقد نلجأ لاستخدام الأظافر الاصطناعية، التي من شأنها أن تزيد الطين بلة، حيث تعد من الممارسات السيئة، التي تؤدي إلى جفاف وهشاشة الأظافر الطبيعية، ثم تلفها بنهاية المطاف.

لهذا السبب يعد علاج أظافرك الهشة باستخدام الحناء من الخيارات الرائعة والحكيمة، وذلك من خلال تطبيقه كمادة مباشرة على الأظافر، تعمل على إزالة التهيج والألم والعدوى والفطريات تحت الأظافر، او من خلال تناوله من الفم كشاي أعشاب، عن طريق نقع الأوراق وتصفية الماء، حيث قد يساعد ذلك أيضاً في الحفاظ على صحة الجلد بشكل عام. (3)

خصائص مضادة للشيخوخة

تحتوي الحناء على خصائص مضادة للأكسدة، تساعد في الحفاظ على صحة الجلد، من خلال القضاء على الجذور الحرة، التي تسبب تلف الأنسجة والخلايا للجلد، كما تسبب ظهور البثور والندبات المزعجة.

كما أن زيت الحناء يحتوي على مواد قابضة يمكن أن تساعد في التقليل من علامات الشيخوخة والتجاعيد، فضلاً عن المظهر القبيح للندوب وحب الشباب، وباقي العيوب الأخرى، ويكتمل ذلك من خلال التأثيرات المضادة للفيروسات والبكتيريا في الحناء، والتي يمكن أن تساعد في حماية الجلد أيضاً. (4)



المساعدة في الشفاء من الجروح

حماية الجلد من الالتهابات والقضاء عليها يعد من أبرز استخدامات الحناء، حيث يمكن تطبيق هلام أو معجون الحناء على الحروق والجروح والخدوش، سيعمل ذلك على إضافة طبقة واقية ضد مسببات الأمراض والمواد الغريبة، كما سيقوم بعملية تبريد طبيعية تساعد في امتصاص الحرارة من الجلد.

سيقوم هلام الحناء كذلك بعملية تبريد طبيعية تساعد في امتصاص الحرارة من الجلد، وهذا قد يجعله مفيداً كذلك لحروق الشمس، مثل هلام الصبار. (5)

التخفيف من الحمى

وفقاً لتقاليد الأيورفيدا، قد تساعد الحناء كذلك في التخفيف من أعراض الحمى، وذلك بسبب خصائصها الخافضة للحرارة.

عندما يتعرض الإنسان لحمى شديدة، فإن ارتفاع درجة الحرارة في جميع أنحاء الجسم بسببها، يمكن أن يكون خطيراً على وظائف الجسم وأعضائه، وعلى عمليات التمثيل الغذائي، وبالتالي تصبح الحاجة لخفض درجة الحرارة الكلية للجسم أمراً ضرورياً، وقد تتمكن الحناء من تحقيق ذلك، إما عن طريق التعرق وكسر الحمى بشكل فعال، أو عن طريق تبريد الجسم وتوفير بعض الراحة. (6)

خصائص مضادة للالتهابات

قد تساعد التأثيرات المضادة للالتهابات الموجودة في الحناء، في تقليل الأعراض الناجمة عن العديد من الالتهابات، مثل تخفيف التوتر الناجم عن الصداع، أو التهابات الجلد المختلفة، كالأكزيما والطفح الجلدي والحكة.

في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، أظهر نموذج على الفئران أن التأثير المضاد للالتهابات لمستخلص الحناء كان مشابهًا لعقار فينيل بوتازون، وهو عقار مضاد للالتهابات. يمكن أيضًا استخدام زيت الحناء موضعياً لآلام المفاصل والروماتيزم. (7)


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، تكرم بمشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً ، لمواكبة جديد المقالات والنصائح والوصفات، التي ننشرها أولاً بأول.

تستطيع كذلك متابعتنا على:

فيس بوكتويتر – انستغراموالاشتراك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى