مقالات وأبحاثأمراض شائعة

10 طرق فعالة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي

ما هي أسباب وأعرض التهاب المفاصل الروماتويدي؟ ولماذا يعد التدخل المبكر للعلاج أمراً مهماً للسيطرة على الحالة؟ وكيف تساعد أنماط الغذاء الصحي والتمارين الخفيفة والنشاط البدني في العلاج؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم) Rheumatoid arthritis (RA)،  هو أحد أمراض المناعة الذاتية والالتهابية، مما يعني أن جهازك المناعي يهاجم الخلايا السليمة في جسمك عن طريق الخطأ، مسبباً التهاباً أو تورماً مؤلماً، في الأجزاء المصابة.

  • في العام 2019م، كان هناك حوالي 18 مليون شخص حول العالم، مصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • حوالي 70% من الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي هم من النساء، و55% منهم تفوق أعمارهم الـ 55 عامًا.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، هو مرض التهابي مزمن وشائع، يؤثر بشكل رئيسي على المفاصل الزليلية، والغشاء الزلالي هو النسيج الذي يبطن المفاصل الزلالية، وعادةً ما تكون هذه البطانة رقيقة وحساسة، وتنتج سائلاً شفافاً يسمح للمفصل بالتحرك بحرية.

عندما يلتهب الغشاء الزلالي، يفقد السائل لزوجته الطبيعية ويبدأ بالتراكم، مما يسبب ضغطاً مؤلماً على أنسجة المفصل المحيطة، ويتصاحب بتورم واحمراراً.

كما أن التهاب المفاصل الروماتويدي، ليس مجرد مرض يصيب المفاصل وحسب، بل إنه مرض التهابي جهازي، يمكن أن يؤثر على الرئتين والعينين،  وغير ها من أعضاء الجسم المختلفة أيضاً، وهذا هو سبب أهمية العلاج الفوري، كما سنذكر ذلك لاحقاً.

يتميز هذا النوع من الأمراض أيضاً، بوجود الأجسام المضادة للمناعة الذاتية، وعند إهماله وتركه دون علاج، يسبب في  حدوث أضرار جسيمة، وتدمير مستمر لأنسجة المفصل.

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإنه في العام 2019م، كان هناك حوالي 18 مليون شخص حول العالم، مصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

حوالي 70% من الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي هم من النساء، و55% منهم تفوق أعمارهم الـ 55 عامًا.

يعاني 13 مليون شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي، من مستويات خطورة متوسطة أو شديدة، يمكن أن تستفيد من إعادة التأهيل.

أهمية التدخل المبكر للعلاج

استراتيجية العلاج الفعال تعمل بشكل أفضل، كلما أسرعت في السيطرة على الأعراض بوقت مبكر، ومن الأفضل أن يكون ذلك في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر من ظهور العلامات الأولى للمرض.

وفقاً للابحاث العلمية، كلما كان التشخيص والعلاج مبكراً، كلما كانت فرص الحصول على نتائج أفضل، كبيرة على المدى الطويل، كما أن ترك التهاب المفاصل الروماتويدي دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في المفاصل خلال أقل من عامين.

ولأن التهاب المفاصل الروماتويدي، هو مرض جهازي يمكن أن يؤثر على أي مكان في الجسم، فإنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل مشاكل في الرئة، وأمراض القلب، وغير ذلك.



الأعراض والعلامات

تشمل بعض علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  •  ألم أو يبوسة في أكثر من مفصل وخاصة في مفاصل اليدين.
  • تورم في المفاصل المصابة.
  • تكون الأعراض عادة متناظرة في الجهة اليمنى واليسرى من الجسم.
  • فقدان الوزن.
  • حمى.
  • تعب وإعياء
  • ضعف عام.

أسباب التهاب المفاصل

لاتوجد أسباب محددة وواضحة، غير أن الاستجابة المناعية، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم خلاياه السليمة، هي السبب المباشر في حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أن هناك بعض العوامل، التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض.

من تلك العوامل مايلي:

العمر:

يمكن أن يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي في أي عمر، لكن الاحتمال يزداد مع التقدم في العمر، حيث تكون بداية الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، هي الأعلى بين البالغين بين 40 –  60 سنة من العمر.

الجنس:

عادة ما تكون الحالات الجديدة من التهاب المفاصل الروماتويدي، أعلى مرتين إلى ثلاث مرات لدى النساء مقارنة بالرجال.

العوامل الوراثية:

الأشخاص الذين يولدون بجينات محددة، هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث أن هذه الجينات، التي تسمى الأنماط الجينية HLA-DR4 من الدرجة الثانية، يمكن أن تجعل التهاب المفاصل أسوأ.

التدخين:

أشارت دراسات متعددة، إلى أن تدخين السجائر وغيرها من أنواع التدخين المختلفة، يزيد من خطر إصابة الشخص بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كما يمكن أن يجعل المرض أسوأ.

وجدت إحدى الدراسات، أن الأطفال الذين تدخن أمهاتهم، لديهم ضعف خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند البلوغ، كما يتعرض أطفال الآباء ذوي الدخل المنخفض لخطر متزايد للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند البلوغ.

السمنة والوزن الزائد:

يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث أشارت بعض الدراسات التي بحثت حول آثار السمنة، بأنه كلما زاد وزن الشخص، ارتفع لديه خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

الخصائص التي يمكن أن تقلل من المخاطر

على عكس عوامل الخطر المذكورة أعلاه، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، هناك خاصية واحدة على الأقل قد تقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهي:

الرضاعة الطبيعية: النساء اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لديهن خطر أقل للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

العلاجات الطبيعية لالتهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم)

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مزمن وهناك عدة برتوكولات علاجية تستخدم تحت الرعاية الطبية لسنوات، إلا أن العلاجات الطبيعية مثل تمارين التمدد والضغط والتدليك والكمادات وغيرها، يمكن أن تساعد في التخفيف من الأعراض، وغالباً ما يوصي بها الأطباء إلى جانب الأدوية.

تشمل بعض تلك العلاجات الطبيعية مايلي:

1. العلاج بالإبر

يعد هذا الشكل التقليدي من الطب الصيني، أحد أقدم علاجات الألم الطبيعية المتوفرة، وفيه يتم استخدام إبر فائقة الدقة، لتحفيز الطاقة على طول مسارات محددة في الجسم تسمى خطوط الطول، والهدف منها هو تصحيح اختلال توازن الطاقة.

لا يوجد الكثير من الأبحاث العلمية، التي تشير إلى إمكانية علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، من خلال الوخز بالإبر، لكن هناك القليل من الدراسات التي أظهرت بأنه يمكن أن يخفض مستويات المواد الكيميائية في الجسم، المرتبطة بالالتهاب.

في إحدى المراجعات البحثية، التي شملت 20 دراسة، وكلها تجارب عشوائية، خلص الباحثون إلى أن استخدام الوخز بالإبر، ربما يكون له تأثير ضئيل أو معدوم في التهاب المفاصل الروماتويدي.

كما أنه يمكن أن يساعد أيضاً في علاج الآلام المزمنة، وخاصة آلام الظهر، وقد يساعد أيضاً في علاج هشاشة العظام.

نظرًا لأن الوخز بالإبر يتطلب خبرة ومهارة، لذلك من المهم أن تطلب من طبيب الروماتيزم، أن يوصي بممارس لديه الخبرة في تطبيقها، مع الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

2. تمارين التمدد

يمكن أن يؤدي تمديد العضلات حول المفاصل المصابة، إلى توفير بعض الراحة من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

وجدت دراسة أجريت عام 2015م أن تمارين التمدد البسيطة، وتمارين التقوية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي في اليدين والمعصمين، وخلص الباحثون إلى أن تمارين التمدد يمكن أن تدعم طرق الرعاية التقليدية.

استشر طبيباً أو معالجاً متمرساً قبل محاولة القيام بأي تمرين تمدد، في منطقة مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث أن بعض التمارين يمكن أن تزيد من الضغط على المفاصل.

3. التمارين الرياضة

بالإضافة إلى أداء تمارين التمدد المستهدفة، يمكن لبعض أشكال التمارين الأخرى منخفضة الضغط، أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.

يمكن لبعض الأنشطة الرياضية مثل السباحة، أو ركوب الدراجات، تقوية العضلات حول المفاصل المصابة، كما يمكن أن يساعد هذا في تقليل التأثير الكلي على المفاصل، وإبطاء تقدم التهاب المفاصل الروماتويدي.



4. (Biofeedback) الارتجاع البيولوجي

تساعدك هذه التقنية على تعلم التحكم في الاستجابات التلقائية، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم.

يمكنك القيام بذلك باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على جسمك، والتي ترسل المعلومات إلى الشاشة، كما يعلمك المعالج في هذه التقنية، كيفية التحكم في ردة فعلك تجاه الضغوط.

يجدر بالذكر أن تقنية الارتجاع البيولوجي تستخدم أيضاً للمساعدة في علاج الكثير من المشكلات الصحية الأخرى مثل الصداع على سبيل المثال، حيث أظهرت الدراسات انخفاضاً نسبياً في وتيرة الصداع النصفي، لدى الأشخاص الذين كانوا يستخدمون الارتجاع البيولوجي.

5. التدليك

يعود تاريخ هذا النهج الطبيعي من العلاج إلى آلاف السنين، وفيه يقوم الممارس بأداء بعض التقنيات مثل الضغط والفرك، والتلاعب بالجلد والعضلات، والأوتار والأربطة، والذي قد يتراوح من التمسيد الخفيف، إلى الضغط العميق.

أظهرت بعض الأبحاث الحديثة أن التدليك، يمكن أن يساعد في تخفيف الألم، ولهذا السبب يمكن أن يساعد في تخفيف الألم للأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

يعتبر العلاج بالتدليك أحد أشكال الطب التكاملي، التي يتم تقديمها بشكل متزايد، للمساعدة في علاج مجموعة واسعة من الحالات الطبية، جنباً إلى جنب مع العلاج القياسي.

كما أنه يعد أيضاً، من العلاجات التي لا تنطوي على مخاطر، إذا كان الشخص الذي يقوم به طبيب ممارس.



6. ممارسة النشاط البدني

مع تقدمك في العمر، تحتاج عظامك ومفاصلك وعضلاتك، إلى قدر كبير من الحماية، لكي تستمر في دعم جسمك على الحركة السلسلة والدائمة.

بما أن التهاب المفاصل الروماتويدي، غالباً ما يصيب الأشخاص، الذين تتجاوز أعمارهم الـ 40 عاماً، فإنه سيكون مفيداً للمساعدة في علاج هذا النوع من المرض.

أفادت احدى الدرسات بأن النشاط البدني المنتظم، يساعد في التقليل من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، الحفاظ على صحة العظام، والعضلات، وفي ضمان قدرتك على القيام بالأنشطة اليومية،

كما ثبت علمياً بأنه، يساعد على محاربة ومنع الكثير من الأمراض الخطيرة والمزمنة الأخرى، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية، والسكري والاكتئاب وحتى أنواع من السرطان.

7. الحرارة والبرودة

يوصي العديد من الأطباء بالعلاجات الحرارية والباردة لتخفيف الالتهاب والألم، ومنها أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تساعد البرودة في الحد من تورم المفاصل والتهابها، كما أن الحرارة تعمل على استرخاء العضلات وتحفيز تدفق الدم. (9)

يمكنك وضع كيس من الثلج على المفصل المصاب، أثناء تفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي، لمدة 15 دقيقة، ثم أخذ استراحة لمدة 30 دقيقة على الأقل بين العلاجات.

يمكنك أيضاً استخدام وسادة تدفئة رطبة، أو منشفة دافئة ورطبة، ووضعها فوق المنطقة المصابة، كما يمكنك كذلك اخذ حمام ساخن، اغمس كامل جسمك في الماء الدافئ، بما في ذلك المناطق التي تشكو فيها من الألم.

يعد حوض الاستحمام بالماء الساخن، وسيلة جيدة لإرخاء العضلات المتصلبة، لكن يجب أن تقلل من استخدامه، سواء في المنزل أو المنتجعات الصحية، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب أو إذا كنتِ امراة حامل.

8. تخفيف التوتر

تظهر الأبحاث أن التعرض للإجهاد الزائد يفضي إلى التوتر، مما قد تؤدي إلى ظهور أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، أو تفاقمها، وتبدو هذه العلاقة بين الإجهاد والتهاب المفاصل الروماتويدي أكثر أهمية عند النساء.

هناك العدد من الأنشطة والتمارين، التي يمكنك القيام بها، للمساعدة في التغلب على التوتر، ومن ثم تخفيف حدة الألم المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتويدي.

تشمل بعض تلك الأنشطة والتمارين مثل:

  • تمارين اليوغا.
  • تمارين التأمل.
  • العلاج بالمساج.
  • العلاج بالإبر
  • تمارين تاي تشي
  • التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي.
  • تمارين التنفس العميق.


9. النظام الغذائي

يعد الالتهاب سمة رئيسية لمرض التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أنه أيضاً خاصية مشتركة للعديد من أمراض المناعة الذاتية، واتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.

في الأبحاث المنشورة عام 2015م، قام الباحثون بدراسة آثار النظام الغذائي النباتي، في التقليل من الالتهاب عموماً، وتعزيز الجهاز المناعي للجسم.

وخلص الباحثون، إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي، غني بالفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، يقلل بشكل كبير من الالتهابات الجهازية لدى المشاركين.

تشمل بعض الأغذية والأعشاب الطبيعية، التي أشارت الأبحاث، إلى أنها تساعد في علاج التهاب المفاصل مثل:



10. مجموعات الدعم

يمكن أن يساعد التواصل مع المجموعات أو المؤسسات أو النوادي، أو المراكز الصحية، التي تقدم الدعم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، سواء في المكان الذي تتواجد فيه محلياً، أو عبر شبكة الإنترنت.

يستطيع أي شخص يعاني من هذا المرض، أن يبحث عن تلك المجموعات والمؤسسات، ويتواصل معها وسيجد الدعم اللازم.

عادة ما يكون الأشخاص الموجودون ضمن هذه المجموعات على دراية ومعرفة، بطرق التفاهم والتخاطب مع مثل هذه الفئات، كما يفهمون مشاعرها وبالتالي التعايش والتعامل معها.

تتضمن أمثلة لبعض المنظمات الدولية، التي تقدم دعماً للأشخاص الذين يعانون من (RA) ما يلي:


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على
فيس بوككورةتويتر X، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

د. محمود الوجيه - M.B.B.CH

حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الجزائر، وعلى ماجستير روماتيزم وتأهيل، من جامعة المنصورة، بجمهورية مصر العربية. طبيب روماتيزم وتأهيل- مدقق علمي، ومؤسس مشارك، لديه شغف كبير للمعرفة والاطلاع في مجال تخصصه، وفي المجال الطبي عموماً، ويستمتع بتقديم الأفكار المبدعة لتطوير الفريق، والإسهام في النصائح والاستشارات الطبية. المزيد »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى