مقالات وأبحاثنباتات وأعشاب

الجنجل: فوائد ألف عام من الاستخدام

كيف يخفف نبات الجنجل من أعراض انقطاع الطمث؟ وهل يعمل على تقوية وتكبير الأثداء للنساء فعلاً؟ وكيف يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب وتحسين المزاج؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

نبات الجنجل، بالإنجليزية Hops وتعني القفزات، اسمه العلمي Humulus lupulus، هوميولوس لوبيولوس، وتعني بالعربية “حمَّال الذئبة”.


محتويات المقال:


الموطن والعائلة

نبات الجنجل من جنس Humulus، الذي ينتمي إلى عائلة Cannabaceae، موطنه الرئيسي نصف الكرة الشمالي وأجزاء من الصين.

أما مطلح lupulus فهو اسم مشتق من lupus، وهي كلمة لاتينية تعني الذئب، استناداً إلى عادة النبات في التسلق على النباتات الأخرى مثل الذئب.

يُعرف في العديد من الأقطار العربية باسم “حشيشة الدينار”، أونبات حشيشة الدينار، وهو عبارة عن كرمة ثنائية المسكن، من النبات المتسلق، حيث يكون الجزء العلوي منها عشبياً خلال العام، في حين أن الجذر معمر، ويمكنه تكوين جذور عرضية كل عام.

الجنجل في العصور القديمة

تاريخياً تم استخدام مخاريط “زهرات” نبات الجنجل (Humulus lupulus) منذ العصور القديمة، كعلاج للعديد من الأمراض، وكمصدر للبوليفينول والأحماض المرة.

إنها فعالة جداً في علاج متلازمة التمثيل الغذائي (MS)، كما أن مركبات الفلافونويد، وخاصة زانثوهومول المتوفرة في الجنجل، هي مواد ذات أنشطة خافضة لنسبة السكر في الدم، ومضادة لفرط شحمياته، وللسمنة أيضاً.

كذلك فإن أحماض الأيزو ألفا (IAA)، وأحماض القفزات المرّة الناضجة (MHBA)، الموجودة في مخاريط الجنجل، تعمل على تحسين الصحة العامة للإنسان، من خلال التأثير على التمثيل الغذائي للدهون، وتحميل الجلوكوز ووزن الجسم.

يمكن العثور على نبات الجنجل بشكل أساسي في الغابات، والغابات المتساقطة الأوراق في أوروبا وغرب آسيا، وفي مناطق أخرى ذات مناخ معتدل، وقد تمت زراعتها لأول مرة في حضارة بابل في العام 200م، واستخدمت لعدة قرون بشكل أساسي كمكون لخميرة البيرة.

حديثاً تعد ألمانيا هي المنتج الرئيسي لنبات الجنجل، حيث وصل حجم انتاجها منه 41792 طن، خلال العام 2018م.

تعتبر مخاريط الجنجل “الزهرات” هي الجزء الأكثر استخداماً في هذا النوع من النبات، وهي تتواجد بشكل مكملات غذائية، يتم تعاطيها للعديد من الأمراض مثل الأرق، وتخفيف القلق والتوتر، وأعراض انقطاع الطمث عند النساء.

وقد كشفت الأبحاث العلمية التي أجريت على مكوناتها، عن أنشطة جديدة، ذات تطبيقات إكلينيكية واعدة في المستقبل.

زهرات نبات الجنجل تخفف التوتر وتساعد على النوم-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. تم استخدام زهرات نبات الجنجل (Humulus lupulus) منذ العصور القديمة، كعلاج للعديد من الأمراض، وكمصدر للبوليفينول والأحماض المرة.

فوائد نبات الجنجل الصحية والعلاجية

لقد تم استخدام زهرات نبات الجنجل، وخصائصها النباتية في الطب التقليدي، كعلاج للقلق والتوتر والأرق، كما زاد الاهتمام بمستخلص الزانثهومول xanthohumol، وهو الفلافونويد الرئيسي المسبق للزهرات الأنثوية في نبات الجنجل، بسبب خصائصه الدوائية العديدة.

تشمل تلك الخصائص مضادات السرطان، والوقاية الكيميائية، وحماية القلب والأوعية الدموية، ومضادات الالتهاب والسمنة، ومضادات الأكسدة، ومضادات الفيروسات، وكعلاج لانقطاع الطمث وهشاشة العظام.

يبدو أن هذه الفوائد الصحية مرجحة للتزايد في ظل الأبحاث المستمرة، لأن الزانثهومول هو من المركبات المعروفة بخصائصها الصحية الإيجابية في العصر الحديث.

لقد تم العثور على مساحيق الجنجل أيضاً في العدد من المنتجات الغذائية والدوائية، وفي متاجر الصحة والتغذية، بجميع أنحاء العالم لتعزيز هذه الفوائد.



يخفف من التوتر والقلق ويساعدك على النوم

تشتهر زهرات نبات الجنجل بخصائصها المهدئة، فإذا كنت تعاني من الأرق وتواجه صعوبات في النوم، أو كان لديك جدول زمني متقلب، يتسبب بإحداث فوضى في إيقاع ساعتك البيولوجية، والمعروفة أيضاً باسم دورة النوم والاستيقاظ، فستعمل مخاريط الجنجل على مساعدتك.

في إحدى الدراسات، وجد الباحثون بأن الممرضات، اللواتي عملن في نوبات دورية داخل المستشفى بأوقات مختلفة، قد استطعن ​​النوم بشكل أسرع وأفضل بعد تناولهن مكملات الجنجل على وجبات العشاء، مقارنة بمجموعة تحكم أخرى لم تتناول تلك المكملات.

كما أشارت التجارب المخبرية الحديثة على النشاط المهدئ لعنصر الميلاتونين، وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في البشر، من خلال الارتباط بمستقبلاتها، وهو المسؤول عن الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية اليومية في الفقاريات.

وجدت مراجعة أجريت عام 2010م على مزيج من القفزات وحشيشة الهر، أن 12 من أصل 16 دراسة تمت مراجعتها وجدت تحسناً واضحاً في جودة النوم وتقليل الوقت الذي يستغرقه النوم.

كما نظرت دراسة أخرى في مزيج من زهرات الجنجل والأعشاب الأخرى ووجدت أنها فعالة مثل دواء النوم الشهير Ambien.

 عامل مساعد للنساء في فترات الطمث

تُستخدم مخاريط الجنجل عادةً للنساء في فترة انقطاع الطمث، بسبب أنها تساعد في دعم العلامات المصاحبة للدورة الشهرية، مثل الومضات والهبات الساخنة والقلق والانفعالات الزائدة، وأيضاً اضطرابات وتقلبات المزاج.

كما يسمح وجود مركب هومولون في مخاريط الجنجل، بتعديل مستقبلات GABA المثبطة، وتهدئة الجهاز العصبي، وبالتالي تعزيز القدرة على النوم.

يعزز نشاط الاستروجين

القول بأن مخاريط أو زهرات نبات الجنجل لها نشاط استروجين، ليس حديث اليوم فقط، وإنما له تاريخ طويل جداً.

في ألمانيا على سبيل المثال، تم استخدام مخاريط الجنجل لعلاج الاضطرابات النسائية المصاحبة للدورة الشهرية، وفي الآونة الأخيرة، تم الإبلاغ عن أن مستخلصات مخاريط الجنجل لها فعالية في تقليل الومضات الساخنة عند النساء بعد انقطاع الطمث.

كما أكدت الدراسات العلمية المبكرة، أن مخاريط الجنجل تمتلك نشاطًا عالياً في هرمون الاستروجين.

من جهة اخرى تم إثبات أن المركب البارز 8-prenylnaringenin (8-PN)، في مخاريط الجنجل، وهو أستروجين نباتي قوي، ينتمي هيكلياً إلى مجموعة مركبات الفلافونويد.

تم إثبات أن هذا المركبت قد أصبح يمثل نهجاً جديداً لعلاج أعراض انقطاع الطمث، وما بعد انقطاع الطمث، والتي تحدث نتيجة للانخفاض التدريجي، في مستويات الهرمون لدى النساء.



تقوية وتكبير الأثداء عند النساء

لقد تم دمج خلاصة مخاريط نبات الجنجل المجففة في عدد من المستحضرات العشبية الخاصة بالنساء، بما في ذلك بعض الأدوية التي تدعي القدرة على تكبير الثديين.

لربما تستند تلك الادعاءات بشكل جزئي، على ما تحتويه مخاريط الجنجل من الاستروجين النباتي، من خلال المركب 8-prenylnaringenin (8-PN).

إن تركيز 8-prenylnaringenin (8-PN) في مستحضر واحد لتعزيز الثدي، يحتوي على مخاريط الجنجل بواقع 10.9 ميكروغرام / غرام.

لكن مثل هذه التجارب تمت على الفئران فقط، من خلال حقن المستخلص تحت الجلد، لكن لا يوجد دليل حتى الآن، على أن مثل هذه الكمية قد يكون لها تأثير على البشر أيضاً.

منطقة الثديين هي منطقة حساسة جداً، وأي محاولة لزيادة تحفيز هرمون الاستروجين فيها بالشكل غير الصحيح والمناسب هو أمر مقلق، وقد يفضي إلى نتائج خطيرة.

الشيء المهم الذي يجب أن نشير إليه، هو أن منطقة الثديين هي منطقة حساسة جداً، وأي محاولة لزيادة تحفيز هرمون الاستروجين فيها بالشكل غير الصحيح والمناسب هو أمر مقلق، وقد يفضي إلى نتائج خطيرة.

إذ لا يُتوقع أن تقتصر تأثيرات هرمون الاستروجين على أنسجة الثدي وحدها، وإنما قد تمتد إلى مناطق أخرى من الجسم.

هذا ينطبق أيضاً على العلاجات الهرمونية بالاستروجين، التي تستخدمها بعض النساء، للمساعدة في تخفيف أعراض سن اليأس، ومكافحة ترقق العظام والشيخوخة، والتي تعد من الأسباب الرئيسية لاحتمالات الإصابة بسرطان الثدي.



يساعد في علاج الاكتئاب ويحسن المزاج

يمكن أن تساعد مخاريط نبات الجنجل في تحسين مزاجك أيضاً.

أظهرت دراسة حديثة أن الاكتئاب الخفيف، والقلق والتوتر، لدى البالغين الأصحاء، قد تحسن مع استخدام مكملات خلاصة مخاريط الجنجل الجافة، خلال 4 أسابيع من الاستخدام، وذلك بحسب ما قاله د. مارفين سينغ، اختصاصي الجهاز الهضمي.

كما أفادت الدكتورة / آمي شاه، اخصائية الطب الوظيفي، بأن خصائص تعزيز المزاج لمخاريط الجنجل، تعود إلى الطريقة التي تتفاعل بها مع مستقبلات السيروتونين والميلاتونين في الجسم.

تم استخدام مخاريط الجنجل كذلك لعلاج الاكتئاب، خصوصاً إذا كان مرتبطًاً بشكل أساسي بالتوتر، وهناك بعض الأدلة على أنه قد يقلل من التوتر والقلق، المرتبطَين بالاكتئاب، وبهذه الطريقة قد يكون له بعض التأثير في تقصير فترة الاكتئاب.



تعزيز القدرات الإدراكية للإنسان

أظهرت الدراسات المعملية نتائج إيجابية من زانثوهومول كمكمل غذائي، وهو مركب موجود في زهرات الجنجل.

حيث قام أحد الباحثين بتقييم تأثير زانثهومول xanthohumol على القدرة الإدراكية للفئران الصغيرة والكبيرة، كطريقة ممكنة للتخفيف من متلازمة التمثيل الغذائي، المرتبطة بالعمر وفقدان الذاكرة.

وقد أظهرت الفئران الصغيرة، التي عولجت بـ زانثهومول xanthohumol زيادة في المرونة الإدراكية، والتعلم المكاني، لكنها لم تتحسن بشكل ملحوظ في الفئران الأكبر سناً، على الرغم من أن كلا المجموعتين من الفئران، أظهرت انخفاضاً في الأحماض الدهنية بالدماغ.

ويمكن تلخيص بعض فوائد نبات الجنجل بالآتي:


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على
فيس بوككورةتويتر X، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى