دراسة تربط الهاتف الذكي بانخفاض الحيوانات المنوية والعقم

التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة

• دراسة تربط بين استخدام الهاتف الذكي وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، والعقم عند الذكور
• أظهرت دراسة سكانية كبيرة، انخفاض في تركيز وعدد الحيوانات المنوية، مع زيادة استخدام الهاتف المحمول.
• على مدى نصف قرن الماضية، ظل خبراء الصحة يبحثون عن ماهية التأثيرات البيئية، وأنماط الحياة اليومية، التي تقف وراء انخفاض عدد الحيوانات المنوية عند الذكور.
• يعتقد بعض الباحثون، أن الهواتف المحمولة، التي تنبعث منها مجالات كهرومغناطيسية، ذات ترددات هوائية منخفضة المستوى، قد تؤثر على خصوبة الرجال.

في الآونة الأخيرة، كشفت دراسة سكانية كبيرة، قام بها باحثون من سويسرا، عن انخفاض في تركيز وإجمالي عدد الحيوانات المنوية، مع زيادة استخدام الهاتف المحمول.

تشير نتائج هذه الدراسة، إلى أن التقنيات المتقدمة للهواتف الذكية، قد يكون لها تأثير سلبي على جودة الحيوانات المنوية، كما يعتقد الباحثون بأن ضعف خصوبة الرجال، يساهم في ما يقرب من نصف حالات العقم السريري.

بحثاً عن إجابات

بحثاً عن إجابات لهذه المشكلة، قام الباحثون بالتحقيق في التأثيرات المحتملة، للعوامل البيئية المختلفة، على جودة وعدد الحيوانات المنوية.

شملت بعض تلك العوامل:

• التعرض للإشعاع.
• اختلال الغدد الصماء.
• عادات وأنماط الحياة، التي يعيشها الإنسان، مثل أنماط الغذاء، ومدى النشاط والتمارين … الخ.

تأثيرات استخدام الهاتف المحمول

في هذه الدراسة الحديثة، قام علماء من جامعة جنيف، والمعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة، بفحص التأثيرات التي قد يحدثها استخدام الهاتف المحمول، على العقم عند الرجال.

تشير الدراسة التي استمرت 13 عاماً، ونشرت نتائجها في مجلة الخصوبة والعقم، إلى أن استخدام الهاتف الذكي، قد يرتبط بانخفاض تركيز وإجمالي عدد الحيوانات المنوية (TSC) لدى الذكور البالغين الشباب.

• قد يهمك أيضاً:
• 8 أطعمة فريدة تزيد الخصوبة والحيوانات المنوية
• واحد من بين 6 أشخاص مصاب بالعقم على مستوى العالم

اجراءات الدراسة وفحص العينات

لغرض إجراء الدراسة، قام الباحثون بتجنيد 2886 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاماً، وذلك خلال 13 عاماً، بين عامي 2005 و 2018 في مراكز التجنيد العسكرية.

امتدت فترات الدراسة على ثلاثة مراحل هي:

• 2005 – 2007.
• 2008 – 2011.
• 2012 – 2018.

قام متخصصوا المختبر، بالتقاط عينات من السائل المنوي، وتسجيل تركيز وإجمالي عدد الحيوانات المنوية (TSC) وحركتها.

أجاب المشاركون على جميع الأسئلة، المتعلقة بصحتهم الإنجابية والعامة، وعادات التعليم، وأسلوب الحياة، وعدد المرات التي يستخدمون فيها هواتفهم المحمولة، وقد تراوحت الإجابات حول تكرار الاستخدام ،من مرة واحدة في الأسبوع، إلى أكثر من 20 مرة في اليوم.

أجاب 2764 شخص على الأسئلة، وقام الباحثون بتصنيفهم إلى خمس مجموعات، وفقاً لمرات تكرار استخدام الهاتف النقال.

نتائح فحص العينات

كان متوسط تركيز الحيوانات المنوية أعلى بشكل ملحوظ، بين الرجال الذين أبلغوا عن استخدامهم للهاتف الذكي، مرة واحدة أسبوعياً، مقارنة بأولئك الذين يستخدمون هواتفهم أكثر من 20 مرة يومياً.

علاوة على ذلك، أظهرت فترة الدراسة الأولى وجود صلة “أكثر وضوحًا”، بين استخدام الهاتف الذكي وتركيز الحيوانات المنوية، مقارنة بالفترات اللاحقة.

ويبدو أن هذا المسار يتماشى مع تطور التقنيات الجديدة للهواتف، من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث إلى الرابع (2G to 3G to 4G) وهو ما يتوافق مع انخفاض طاقة الخروج من الهاتف المحمول (Mobile phones output power).

أين تحتفظ بهاتفك عند عدم استخدامه؟

كما سأل الباحثون المشاركين، عن مكان احتفاظهم بهواتفهم عند عدم استخدامها، وقد تضمنت الإجابات أماكن مثل البنطال، أو السترة، أو حامل الحزام، أو أي مكان آخر بعيداً عن الجسم.

وذلك على النحو التالي:

• أفاد 85.7% من إجمالي الأشخاص المشاركين الدراسة، البالغ عددهم 2764 شخص، بأنهم يحتفظون بهواتفهم في جيب بنطالهم، عندما لا تكون قيد الاستخدام.
• 4.6 % أفادوا بأنهم يحتفظون بهواتفهم في ستراتهم.
• 9.7 % أفادوا بأنهم يحتفظون بهواتفهم في أماكن بعيدة عن أجسامهم.

لم تظهر نماذج الدراسة أي ارتباط بين حمل الهواتف في البنطال وانخفاض جودة السائل المنوي، وكان هذا النقص في الارتباط واضحاً أيضاً في التحليل الطبقي.

لماذا ينخفض عدد الحيوانات المنوية؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، قد يستغرق الرجل، الذي يقل لديه تركيز الحيوانات المنوية، عن 15 مليون لكل 1 مليلتر، أكثر من عام لإنجاب طفل.

علاوة على ذلك، تقل فرص الحمل، إذا انخفض تركيز الحيوانات المنوية عن 40 مليون لكل مليلتر.

تشير الأبحاث، إلى أن عدد الحيوانات المنوية، قد انخفض في العقود الأخيرة، إلى متوسط 47 مليون حيوان منوي لكل مليلتر، وخصوصاً في الدول الغربية.

في حديثه مع صحيفة Medical News Today، أشار الدكتور Dr. Hussain Ahmad، استشاري ممارس في المملكة المتحدة، والذي لم يشارك في البحث، إلى أن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر على عدد الحيوانات المنوية، مثل:

• تعاطي المخدرات.
• تناول الكحول.
• تعاطي التدخين والتبغ.
• الضغوطات النفسية.
• الخمول البدني وعدم النشاط.

بشكل عام، أصبح العالم اليوم أكثر استخداماً للعلاجات والأدوية، مقارنة بالعهود السابقة التي عاشها الآباء والأجداد، فضلا عن زيادة التوتر والضغط، بسبب أنماط الحياة الحديثة، وأنماط التغذية التي باتت تعتمد على المأكولات المصنعة، وغير ذلك.