مقالات وأبحاثعلوم صحية

الأرق وقلة النوم يرتبط بارتفاع ضغط الدم عند النساء

في دراسة جديدة: صعوبة النوم، وعدم أخذ القسط الكافي منه يومياً، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى النساء.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • يوصي الباحثون، في الدراسة الجديدة، بمراقبة ضغط الدم عن كثب، وأخذ الأرق ومشاكل النوم على محمل الجد.
  • وجدت دراسة جديدة من مستشفى بريجهام في بوسطن، ماساتشوستس، وجود علاقة بين عدم الحصول على مايكفي من النوم، وبين ارتفاع ضغط الدم لدى النساء.

في دراسة جديدة نشرتها مجلة Hypertension، وأجراها باحثون من مستشفى بريجهام في بوسطن، ماساتشوستس، حيث نصحوا بأن تخضع النساء، اللائي لا يحصلن على قسط كافي من النوم، لفحص ارتفاع ضغط الدم، لمعرفة ما إذا كان لديهن مشكلات تتعلق بالنوم، لكي يتم اكتشافها وعلاجها في وقت مبكر.

اضطرابات النوم وخطرها عل ارتفاع ضغط الدم

قام الباحثون في هذه الدراسة، بتتبع صحة 66,122 امرأة، من المسجلات في Nurses’ Health Study 2 (NHS2).، وقد تراوحت أعمارهن بين 25 و42 عامًا.

عند تسجيلهن في عام 2001م، لم تكن جميع المشاركات يعانين من ارتفاع ضغط الدم، وقد تابع الباحثون الحالة الصحية لهن لمدة 16 عامًا، حيث قاموا بتقييم ضغط الدم لديهم كل عامين، وأثناء المتابعة وجدوا أن هناك 25,987 حالة جديدة من ارتفاع ضغط الدم.

أخذ الباحثون في الاعتبار نمط الحياة، وعوامل الخطر الديموغرافية، ووجدوا أن خطر إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم، يرتبط بعدم حصولهن على النوم الكافي، أو صعوبة الحصول عليه.

النساء اللاتي أبلغن عن تعرضهن أحياناً أو عادة، لمشكلات في النوم، كُنَّ أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة تترواح بين 14 و 28%، مقارنة بالنساء اللائي لا يعانين من مشكلات في النوم إلاَّ نادراً.

نتائج فحص السجلات

كانت النساء اللاتي يحصلن على قدر من النوم يساوي 5 ساعات أو أقل يومياً، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 10%، في حين كانت النساء اللاتي يحصلن على 6 ساعات أو أقل عرضة للإصابة بنسبة 7%.

بالمقابل لم يكن هناك خطر متزايد للإصابة بارتفاع ضغط الدم بالنسبة للنساء اللاتي يحصلن على 8 ساعات أو أكثر من النوم يومياً، كما لم يكن هناك خطر أكبر، بالنسبة للنساء اللاتي يعملن في نوبات ليلية، أو لديهن نمط زمني مسائي.

بالإضافة لذلك، كانت النساء اللاتي أبلغن أنهن يتعرضهن أحياناً أو عادة، لمشكلات في النوم، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة تترواح مابين 14% و28%، مقارنة بالنساء اللائي لا يعانين من مشكلات في النوم إلاَّ نادراً.



الدراسة لم تحدد السببية

بحسب مجلة Medical News Today، الدكتورة Dr. Nicole Weinberg، طبيبة القلب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي، في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، والتي لم تشارك في الدراسة، أشارت إلى أنه من الصعب معرفة ما إذا كان النوم يسبب ارتفاع ضغط الدم أو العكس، أو ما إذا كان بينهما ارتباط فعلاً.

من جانبه أشار الدكتور Dr. Shahab Haghayegh، المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل الأبحاث في جامعة هارفارد ومهندس الطب الحيوي، بأن هناك آلية محتملة قد يؤدي النوم من خلالها إلى تعزيز ارتفاع ضغط الدم، حيث قال :

“يمكن أن تؤدي صعوبات النوم، إلى سلسلة من الأحداث التي يمكن أن تزيد من احتباس الصوديوم، وتصلب الشرايين والتاج القلبي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

يمكن أن تؤثر الاضطرابات في دورة النوم والاستيقاظ أيضاً على انقباض الأوعية الدموية ونشاط الاسترخاء، ووظيفة الخلايا التي تنظم أداء الأوعية الدموية”.

العلاقة بين الأرق وارتفاع ضغط الدم

من ناحية أخرى، تشير الفرضية المذكورة في الدراسة، إلى سيناريو معاكس يؤدي فيه ارتفاع ضغط الدم إلى قلة النوم.، وربما يتسبب في انقطاع نمط ضغط الدم على مدار 24 ساعة، حيث ينخفض أثناء النوم ويرتفع عند الاستيقاظ.

كما قال حقيقي محذراً من أن هذه مجرد فرضية: “لذا فإن صعوبة النوم والحفاظ عليه، عادة ما تحدث خلال الفترة الليلية، التي يُتوقع فيها حدوث انخفاض في ضغط الدم، مما يمنع انخفاض نمط ضغط الدم أثناء النوم”.

في الطرف الآخر من النوم، فإن هذا يعني حدوث زيادة في ضغط الدم عند الاستيقاظ، ومع ذلك، لم يجد الباحثون أي علاقة بين الاستيقاظ مبكراً وارتفاع ضغط الدم.

وقال الدكتور حقيقي أيضاً: “يجب أن أؤكد أن هذه مجرد فرضية، وتتطلب المزيد من التحقيق في الدراسات المستقبلية”.

وأضاف: “التحديات التي تواجه تحقيق النوم، تعني في الأساس أن ضغط الدم يظل مرتفعاً لفترة أطول من الوقت، وإذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم، فإن عدم النوم جيداً قد يزيد من تفاقم هذه المشكلة، مما يجعل ضغط دمك أسوأ”.

علاقة الأرق بارتفاع مؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي

وجدت هذه الدراسة أيضاً، أن النساء اللائي يعانين من الأرق أو مشكلات أخرى، تتعلق بعدم القدرة في الحصول على نوم جيد، لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى (BMI)، ويمارسن نشاطًا بدنياً أقل، ولا يتناولن نظاماً غذائياً عالي الجودة، كما كُنَّ يتعاطين التدخين والكحول.

وبما أن بعض هذه المشاكل مرتبطة أيضاً بارتفاع ضغط الدم، فإن الغموض يصبح أكثر تعقيداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى