الأغذية فائقة المعالجة، تُزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب

التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة

• تشير دراسة جديدة إلى أنه كلما كانت السعرات الحرارية اليومية التي يتناولها الشخص، تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة، كلما زاد احتمال تعرضه للاكتئاب على المدى الطويل.
• الارتباط بين هذه الأطعمة والاكتئاب يمكن أن يشمل كل الأشخاص، بغض النظر عن الجنس، أو مؤشر كتلة الجسم، أو العمر، أو الحالة الاجتماعية والمعيشية، أو مستوى النشاط البدني.

وفقا لدراسة استرالية جديدة، تم نشرها مؤخراً في مجلة الاضطرابات العاطفية، فإن الأشخاص الذين يستهلكون نظاما غذائياً غنياً بالأطعمة فائقة المعالجة، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، لمدة تصل إلى عقد من الزمن.

إن النظام الغذائي السيء، هو أحد أكثر حالات الصحة العقلية شيوعاً في العالم، ما يعني أن تغيير النظام الغذائي للشخص، قد يكون أحد الطرق الفعالة في تحسين الصحة العقلية، على الرغم من ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث.

أستراليا بلد يتمتع بواحد من أعلى معدلات استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، حيث يحصل السكان، في المتوسط، على أكثر من 40% من السعرات الحرارية اليومية من مصادر عالية المعالجة، ولهذا السبب قام الباحثون بعمل هذه الدراسة.

ماهي الأطعمة فائقة المعالجة؟

الأطعمة فائقة المعالجة، هي الأطعمة المصنعة، التي تحتوي عادة على خمسة مكونات أو أكثر.

غالباً ما يتم تحسين الأطعمة المصنعة، بإضافة النكهات والألوان التي تجعل شكلها مغرياً للشراء، وكذلك بالمواد الحافظة التي تطيل من مدتها، بدلاً من الاهتمام بقيمتها الغذائية.

نتيجة لذلك، فإنها غالباً ما تحتوي على السكريات المضافة، والمستحلبات والألوان والنكهات الاصطناعية، ومليئة كذلك بالسعرات الحرارية، التي تسبب تراكم الدهون في جسمك.

كما تسبب إصابتك أيضاً بالعديد من الأمراض، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، وغير ذلك من المشكلات الصحية المزمنة.

• سيهمك أيضاً:
• الغذاء الصحي والمتوازن بحث شامل
• المشروبات المحلاة بالسكر تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد

الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بالاكتئاب

قام الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة الأخيرة، بتحليل بيانات 23,299 شخص، تتراوح أعمارهم بين 27 و 76 عاماً، والذين شاركوا في دراسة أترابية تسمى ملبورن التعاونية.

لقد استبعد الباحثون جميع الأشخاص، الذين تظهر عليهم أعراض ضائقة نفسية، في بداية الدراسة وقبل 30 يوماً، بناءً على استبيانات الضائقة النفسية.

تمت متابعة المشاركين لمدة 13 إلى 17 عاماً، وفي ذلك الوقت تم قياس صحتهم العاطفية، باستخدام مقياس كيسلر للضيق النفسي المكون من عشرة عناصر.

للحصول على رؤية أوسع لاستهلاك الأغذية فائقة المعالجة، حتى يتمكن الباحثون من تقييم آثارها على مختلف المستويات، قاموا بتضمين المهاجرين من جنوب أوروبا وزيادة عيناتهم.

وهذا هو المجال الذي تلعب فيه الأطعمة فائقة المعالجة دورًا أصغر في الأنظمة الغذائية اليومية.

نتائج الدراسة

وجد الباحثون أن المراهقون، الذين تناولوا الأطعمة فائقة المعالجة بانتظام كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب، بعد 10 سنوات من بدء الدراسة، مقارنة بنظرائهم الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية.

بالإضافة لذلك، لم يتأثر الارتباط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالاكتئاب على المدى الطويل، بالجنس أو العمر أو مؤشر كتلة الجسم، واستمر أيضاً بغض النظر عن الحالة الاجتماعية، وعدد الأشخاص الذين يعيش معهم الشخص، ومستوى نشاطهم البدني.

العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الاكتئاب

تقول الدكتورة Dr. Melissa Lane.، المؤلفة الأولى للدراسة: “بينما يأكل الأستراليون الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة، لم يتم تقييم الارتباط بالاكتئاب لدى مجموعة من الأستراليين”.

“إن النتائج، وهي الأولى من نوعها بالنسبة لعينة سكانية أسترالية، ترتبط بارتفاع استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة مع ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب.”

يبدو أيضاً أن العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة والصحة العقلية، هي علاقة طردية، تسير على نفس الخط.

توضح الدكتورة لين بالقول أيض

«لاحظنا أنه عندما يأكل الناس كميات أكبر، أو متزايدة من الأطعمة فائقة المعالجة، ترتفع فرص إصابتهم بالاكتئاب، وقد أصبح هذا الخطر أعلى مما شهده معظم الأشخاص في دراستنا عندما شكلت الأطعمة فائقة المعالجة حوالي 30٪ من كل ما يأكلونه.”