مقالات وأبحاثنباتات وأعشاب

الجنجل: فوائد ألف عام من الاستخدام

كيف يخفف نبات الجنجل (حشيشة الدينار) من أعراض انقطاع الطمث؟ وهل يعمل على تقوية وتكبير الأثداء للنساء فعلاً؟ وكيف يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب وتحسين المزاج؟

آخر تحديث في ديسمبر 26th, 2021

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

نبات الجنجل، بالإنجليزية Hops وتعني القفزات، اسمه العلمي Humulus lupulus، هوميولوس لوبيولوس، وتعني بالعربية “حمَّال الذئبة”، وهو من جنس Humulus، الذي ينتمي إلى عائلة Cannabaceae، موطنها لرئيسي نصف الكرة الشمالي وأجزاء من الصين، أما مطلح lupulus فهو اسم مشتق من lupus، وهي كلمة لاتينية تعني الذئب، استناداً إلى عادة النبات في التسلق على النباتات الأخرى مثل الذئب.


محتويات المقال:



نبات الجنجل يُعرف في العديد من الأقطار العربية باسم “حشيشة الدينار”، أونبات حشيشة الدينار، وهو عبارة عن كرمة ثنائية المسكن، من النبات المتسلق، حيث يكون الجزء العلوي منها عشبياً خلال العام، في حين أن الجذر معمر، ويمكنه تكوين جذور عرضية كل عام.

الجنجل في العصور القديمة

تاريخياً تم استخدام مخاريط “زهرات” نبات الجنجل (Humulus lupulus) منذ العصور القديمة، كعلاج للعديد من الأمراض، وكمصدر للبوليفينول والأحماض المرة، حيث أنها فعالة جداً في علاج متلازمة التمثيل الغذائي (MS)، كما أن مركبات الفلافونويد، وخاصة زانثوهومول المتوفرة في الجنجل، هي مواد ذات أنشطة خافضة لنسبة السكر في الدم، ومضادة لفرط شحمياته، وللسمنة أيضاً.

كذلك فإن أحماض الأيزو ألفا (IAA)، وأحماض القفزات المرّة الناضجة (MHBA)، الموجودة في مخاريط الجنجل، تعمل على تحسين الصحة العامة للإنسان، من خلال التأثير على التمثيل الغذائي للدهون، وتحميل الجلوكوز ووزن الجسم.

يمكن العثور على نبات الجنجل بشكل أساسي في الغابات، والغابات المتساقطة الأوراق في أوروبا وغرب آسيا، وفي مناطق أخرى ذات مناخ معتدل، وقد تمت زراعتها لأول مرة في حضارة بابل في العام 200م، واستخدمت لعدة قرون بشكل أساسي كمكون لخميرة البيرة.

وحديثاً تعد ألمانيا هي المنتج الرئيسي لنبات الجنجل، حيث وصل حجم انتاجها منه 41792 طن، خلال العام 2018 وتعتبر مخاريط الجنجل “الزهرات” هي الجزء الأكثر استخداماً في هذا النوع من النبات، وهي تتواجد بشكل مكملات غذائية، يتم تعاطيها للعديد من الأمراض مثل الأرق، وتخفيف القلق والتوتر، وأعراض انقطاع الطمث عند النساء، وقد كشفت الأبحاث العلمية التي أجريت على مكوناتها، عن أنشطة جديدة، ذات تطبيقات إكلينيكية واعدة في المستقبل.

زهرات نبات الجنجل تخفف التوتر وتساعد على النوم-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. تم استخدام زهرات نبات الجنجل (Humulus lupulus) منذ العصور القديمة، كعلاج للعديد من الأمراض، وكمصدر للبوليفينول والأحماض المرة.

فوائد نبات الجنجل الصحية والعلاجية

لقد تم استخدام مخاريط “زهرات” نبات الجنجل، وخصائصها النباتية في الطب التقليدي، كعلاج للقلق والتوتر والأرق، كما زاد الاهتمام بمستخلص الزانثهومول xanthohumol، وهو الفلافونويد الرئيسي المسبق للزهرات الأنثوية في نبات الجنجل، بسبب خصائصه الدوائية العديدة، والتي تشمل مضادات السرطان، والوقاية الكيميائية، وحماية القلب والأوعية الدموية، ومضادات الالتهاب والسمنة، ومضادات الأكسدة، ومضادات الفيروسات، وكعلاج لانقطاع الطمث وهشاشة العظام.

ويبدو أن هذه الفوائد الصحية مرجحة للتزايد في ظل الأبحاث المستمرة، لأن الزانثهومول هو من المركبات المعروفة بخصائصها الصحية الإيجابية في العصر الحديث وقد تم العثور على مساحيق الجنجل في العدد من المنتجات الغذائية والدوائية، وفي متاجر الصحة والتغذية بجميع أنحاء العالم لتعزيز هذه الفوائد.



يخفف من التوتر والقلق ويساعدك على النوم

تشتهر زهرات نبات الجنجل بخصائصها المهدئة، فإذا كنت تعاني من الأرق وتواجه صعوبات في النوم، أو كان لديك جدول زمني متقلب، يتسبب بإحداث فوضى في إيقاع ساعتك البيولوجية، والمعروفة أيضاً باسم دورة النوم والاستيقاظ، فستعمل مخاريط الجنجل على مساعدتك.

ففي إحدى الدراسات، وجد الباحثون بأن الممرضات، اللواتي عملن في نوبات دورية داخل المستشفى بأوقات مختلفة، قد استطعن ​​النوم بشكل أسرع وأفضل بعد تناولهن مكملات الجنجل على وجبات العشاء، مقارنة بمجموعة تحكم أخرى لم تتناول تلك المكملات.

كما أشارت التجارب المخبرية الحديثة على النشاط المهدئ إلى نشاط على مستقبل الميلاتونين، وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في البشر، من خلال الارتباط بمستقبلاتها، وهو المسؤول عن الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية اليومية في الفقاريات.

وجدت مراجعة أجريت عام 2010 على مزيج من القفزات وحشيشة الهر أن 12 من أصل 16 دراسة تمت مراجعتها وجدت تحسنًا واضحًا في جودة النوم وتقليل الوقت الذي يستغرقه النوم. نظرت دراسة أخرى في مزيج من القفزات والأعشاب الأخرى ووجدت أنها فعالة مثل دواء النوم الشهير Ambien.

الجنجل عامل مساعد للنساء في فترات الطمث

تُستخدم مخاريط الجنجل عادةً للنساء في فترة انقطاع الطمث، بسبب أنها تساعد في دعم العلامات المصاحبة للدورة الشهرية، مثل الومضات والهبات الساخنة والقلق والانفعالات الزائدة، وأيضاً اضطرابات وتقلبات المزاج، كما يسمح وجود هومولون في مخاريط الجنجل بتعديل مستقبلات GABA المثبطة، وتهدئة الجهاز العصبي، وبالتالي تعزيز القدرة على النوم.

يعزز نشاط الاستروجين

القول بأن مخاريط أو زهرات نبات الجنجل لها نشاط استروجين، ليس حديث اليوم فقط، وإنما له تاريخ طويل جداً، ففي ألمانيا على سبيل المثال، تم استخدام مخاريط الجنجل لعلاج الاضطرابات النسائية المصاحبة للدورة الشهرية، وفي الآونة الأخيرة، تم الإبلاغ عن أن مستخلصات مخاريط الجنجل لها فعالية في تقليل الومضات الساخنة عند النساء بعد انقطاع الطمث، كما أكدت الدراسات العلمية المبكرة، أن مخاريط الجنجل تمتلك نشاطًا عالياً في هرمون الاستروجين.

كما تم إثبات أن المركب البارز ، 8-prenylnaringenin (8-PN)، في مخاريط الجنجل، والذي ينتمي هيكلياً إلى مجموعة مركبات الفلافونويد السابقة، هو أستروجين نباتي قوي، أصبح يمثل نهجاً جديداً لعلاج أعراض انقطاع الطمث، وما بعد انقطاع الطمث، والتي تحدث نتيجة للانخفاض التدريجي، في مستويات الهرمون لدى النساء.

تأثيرات نبات الجنجل لتقوية وتكبير الأثداء عند النساء

لقد تم دمج خلاصة مخاريط نبات الجنجل المجففة في عدد من المستحضرات العشبية الخاصة بالنساء، بما في ذلك بعض الأدوية التي تدعي القدرة على تكبير الثديين، ولربما تستند تلك الادعاءات بشكل جزئي على محتوى مخاريط الجنجل من الاستروجين النباتي من خلال المركب 8-prenylnaringenin (8-PN).

إن تركيز 8-prenylnaringenin (8-PN) في مستحضر واحد لتعزيز الثدي، يحتوي على مخاريط الجنجل بواقع 10.9 ميكروغرام / غرام، لكن مثل هذه التجارب تمت على الفئرانمن خلال حقن المستخلص تحت الجلد، لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن مثل هذه الكمية قد تحدث تأثير كبير في البشر.

الشيء المهم الذي يجب أن نشير إليه، هو أن منطقة الثديين هي منطقة حساسة جداً، وتعد أي محاولة لزيادة تحفيز هرمون الاستروجين فيها، بالشكل الغير مناسب، أمراً مقلقاً، وقد يفضي إلى نتائج خطيرة، إذ لا يُتوقع أن تقتصر تأثيرات هرمون الاستروجين على أنسجة الثدي وحدها، وإنما قد تمتد إلى مناطق أخرى من الجسم.

هذا ينطبق أيضاً على العلاجات الهرمونية بالاستروجين، التي تستخدمها بعض النساء، للمساعدة في تخفيف أعراض سن اليأس، ومكافحة ترقق العظام والشيخوخة، والتي تعد من الأسباب الرئيسية لاحتمالات الإصابة بسرطان الثدي.

راجعي مقال أسباب سرطان الثدي عند النساء والفتيات لمزيد من الفائدة.



يساعد في علاج الاكتئاب ويحسن المزاج

يمكن أن تساعد مخاريط نبات الجنجل في تحسين مزاجك أيضاً، فقد أظهرت دراسة حديثة أن الاكتئاب الخفيف، والقلق والتوتر، لدى البالغين الأصحاء، قد تحسن مع استخدام مكملات خلاصة مخاريط الجنجل الجافة، خلال 4 أسابيع من الاستخدام، وذلك بحسب ما قاله د. مارفين سينغ، اختصاصي الجهاز الهضمي.

كما أفادت الدكتورة / آمي شاه، اخصائية الطب الوظيفي، بأن خصائص تعزيز المزاج لمخاريط الجنجل، تعود إلى الطريقة التي تتفاعل بها مع مستقبلات السيروتونين والميلاتونين في الجسم.

كما تم استخدام مخاريط الجنجل كذلك لعلاج الاكتئاب، خصوصاً إذا كان الاكتئاب مرتبطًاً بشكل أساسي بالتوتر، وهناك بعض الأدلة على أنه قد يقلل من التوتر والقلق، المرتبطَين بالاكتئاب، وبهذه الطريقة قد يكون له بعض التأثير في تقصير فترة الاكتئاب.

نبات الجنجل يعزز القدرات الإدراكية للإنسان

أظهرت الدراسات المعملية نتائج إيجابية من زانثوهومول كمكمل غذائي، حيث قام أحد الباحثين بتقييم تأثير زانثهومول xanthohumol على القدرة الإدراكية للفئران الصغيرة والكبيرة، كطريقة ممكنة للتخفيف من متلازمة التمثيل الغذائي، المرتبطة بالعمر وفقدان الذاكرة (3).

وقد أظهرت الفئران الصغيرة، التي عولجت بـ زانثهومول xanthohumol زيادة في المرونة الإدراكية، والتعلم المكاني، لكنها لم تتحسن بشكل ملحوظ في الفئران الأكبر سناً، على الرغم من أن كلا المجموعتين من الفئران، أظهرت انخفاضاً في الأحماض الدهنية بالدماغ.

ويمكن تلخيص بعض فوائد نبات الجنجل بالآتي:

  • تخفيف القلق.
  • يخفف الأرق والتوتر.
  • تقليل الالتهابات.
  • يخفف من أعراض انقطاع الطمث
  • تعزيز الهضم.
  • التخلص من العصبية والتهيج.
  • تعزيز الاسترخاء والمساعدة على النوم.
  • يعزز القدرات الإدراكية والذهنية.

إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، تكرم بإعادة مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوك و تويتر، و اتستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى