
هل يساعد حليب الإبل في علاج التوحد فعلاً؟
ماهي القيمة الغذائية لحليب الإبل؟ وما فوائده الصحية والعلاجية؟ وكيف يساعد في علاج مرض السكري وتعزيز جهاز المناعة؟
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
يعتبر حليب الإبل Camel’s milk، جزءاً مهماً من النظام الغذائي الأساسي، في أجزاء عديدة من العالم، لا سيما في المناطق الصحراوية القاحلة وشبه القاحلة.
حليب الإبل غني بالمواد المفيدة للصحة العامة للإنسان، مثل الببتيدات النشطة بيولوجياً، واللاكتوفيرين، والزنك، والأحماض الدهنية الأحادية، والمتعددة غير المشبعة.
يمكن أن تساعد هذه التركيبة من العناصر الغذائية المتعددة، في علاج عدد من الأمراض الهامة والمزمنة، مثل السل والربو، وأمراض الجهاز الهضمي، واليرقان، وغيرها من الأمراض المختلفة. (1) مصدر موثوق
تتناول هذه المراجعة.. القيمة الغذائية وحقائق التغذية، المتوفرة في حليب الإبل، وكذا الفوائد الصحية والعلاجية، التي يمكن أن تساعد في علاج حالات مختلفة من الأمراض، وخصوصاً مرض التوحد عند الأطفال.
القيمة الغذائية
تعد تركيبة حليب الإبل أكثر تنوعاً، مقارنةً بحليب البقر وباقي الأنواع الأخرى، حيث تعتبر تأثيرات أنواع العلف، والتكاثر، والعمر، ومرحلة الإرضاع، أكثر أهمية على تكوين اللبن في الإبل.
كما أن طبيعة المنطقة الجغرافية، والأعشاب التي تتغذى عليها الإبل، واختلافات الموسم، تؤثر بشكل كبير على نسبة المركبات في حليب الإبل. (1)
من جانب آخر، يحتوي حليب الإبل على مستويات منخفضة من السكر، والكوليسترول، وهذا مفيد جداً لمرضى السكري، والقلب، كما يحتوي أيضاً على كميات عالية من الفيتامينات والمعادن، مثل: (2) مصدر موثوق
- فيتامين أ
- فيتامين ب
- فيتامين سي
- فيتامين د
- فيتامين هـ
- البوتاسيوم
- الحديد
- النحاس
- المغنيسيوم
- الكالسيوم
حقائق التغذية
يحتوي نصف كوب سعة 120 مل، من حليب الإبل على العناصر الغذائية التالية (3):
- السعرات الحرارية: 50 سعرة حرارية
- البروتين: 3 جرام
- الدهون: 3 جرام
- الكربوهيدرات: 5 جرام
- الثيامين: 29٪ من الاحتياج اليومي للجسم (DV)
- الريبوفلافين: 8٪ من الاحتياج اليومي للجسم
- الكالسيوم: 16٪ من الاحتياج اليومي للجسم
- البوتاسيوم: 6٪ من الاحتياج اليومي للجسم
- الفوسفور: 6٪ من الاحتياج اليومي للجسم
- فيتامين سي: 5٪ من الاحتياج اليومي للجسم
الفوائد الصحية والعلاجية
يحتوي حليب الإبل على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، التي تساعد على منع تلف الخلايا، الذي يمكن أن يتسبب في إصابتك بأمراض خطيرة مثل السرطان، والسكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وغيرها من الأمراض.
كما أن حليب النوق (الإبل) يعد أقرب مادة طبيعية لحليب الأم، الذي يحمي الأطفال حديثي الولادة، من العديد من المشكلات الصحية، حيث يمكن أن يوفر حليب الإبل عدداً من الفوائد الصحية (4)، منها:
يخفض نسبة السكر في الدم
أشارت العديد من الأبحاث، أن حليب الإبل، يخفض نسبة السكر في الدم، ويحسن من حساسية الأنسولين، لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 والنوع 2. (5) (6) مصدر موثوق
يحتوي حليب الإبل على بروتينات شبيهة بالأنسولين، والتي قد تكون مسؤولة عن نشاطه المضاد لمرض السكر، والأنسولين كما نعلم، هو هرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
تشير الدراسات، إلى أن حليب الإبل، يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين، لكل 4 أكواب سعة 1 لتر، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الزنك، مما قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين كذلك. (7) (8) مصدر موثوق
في إحدى الدراسات التي استمرت شهرين، وأجريت على 20 شخصاً، من البالغين المصابين بداء السكري من النوع 2، حيث تحسنت حساسية الأنسولين، بين الأشخاص الذين تناولوا كوبين سعة 500 مل من حليب الإبل يومياً. (9) مصدر موثوق
من جانب آخر، وجدت دراسة أخرى، أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول، الذين شربوا كوبين سعة 500 مل، من حليب النوق يومياً، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول علاج الأنسولين الدائم.
قد شهدوا انخفاضاً في مستويات السكر والأنسولين في الدم، مقارنة بمن لم يتناولوا حليب النوق، وقد كان من بينهم ثلاثة أشخاص لم يعودوا بحاجة إلى تناول الأنسولين. (10) مصدر موثوق
قد يساعد في علاج مرض التوحد
يعد اضطراب طيف التوحد، حالة مرتبطة بنمو الدماغ، وتؤثر على كيفية إدراك الشخص للآخرين، والتواصل معهم، مما يتسبب في مشاكل في التفاعل الاجتماعي، وضعف في التواصل، كما يشمل الاضطراب أيضاً، أنماط سلوك محدودة ومتكررة. (11) مصدر موثوق
كثر الحديث حول فوائد حليب الإبل لمرض التوحد عند الأطفال، فهل هو كذلك فعلاً؟ أم أن الأمر فيه مبالغة؟
لنرى ماذا تقول الأبحاث العلمية.
تمت دراسة تأثيرات حليب الإبل على الظروف السلوكية للأطفال المصابين بالتوحد، وقد أشارت بعض تلك الدراسات، إلى أنه قد يساعد فعلاً في شفاء حالات الإصابة بالتوحد، لكن تلك الدراسات كانت صغيرة، وغير كافية للخروج باستنتاجات مؤكدة. (12) مصدر موثوق
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات، أن حليب الإبل قد يحسن من سلوك التوحد لدى الأطفال، لكن مع ذلك، فقد استخدمت هذه الدراسة حليب البقر أيضاً كعلاج وهمي، ولاحظت أن العديد من المشاركين، يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب. (13) مصدر موثوق
من ناحية ثانية، أشارت دراسة أخرى، أجريت على 65 طفلاً مصابون بالتوحد، تتراوح أعمارهم ما بين عامان و 12 عام، إلى أن تناول حليب الإبل لمدة أسبوعين، أدى إلى تحسن كبير في الأعراض السلوكية للتوحد، والتي لم تظهر في مجموعة الدواء الوهمي. (14) مصدر موثوق
على الرغم من أن الأبحاث تبدو واعدة، حول فوائد حليب الإبل لمرض التوحد، إلا أنه لا يُوصى باستبداله بالعلاجات القياسية، كما أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تحذر الآباء، من أن هذه الادعاءات غير مضمونة، وتفتقر إلى الأدلة العلمية الكافية. (15) (16) مصدر موثوق
بالإضافة لما سبق، قد يفيد حليب الإبل كذلك، في علاج الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون والزهايمر، ولكن عدد الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص تعد قليلة، كما أنها أجريت على الحيوانات فقط. (17) مصدر موثوق
يحارب الالتهابات ويعزز المناعة
المكونان الرئيسيان والنشطان في حليب الإبل، هما اللاكتوفيرين والغلوبولينات المناعية، وهي بروتينات تمنح حليب الإبل خصائصه المعززة للمناعة، كما يحتوي أيضاً على مركبات، تعمل على محاربة الكثير من الكائنات الحية المسببة للأمراض. (18) مصدر موثوق
يحتوي اللاكتوفيرين على خصائص مضادة للبكتيريا، والفطريات، والفيروسات، ومضادة للالتهابات والأكسدة، لذلك فهو يمنع نمو بكتيريا E. coli و K. pneumoniae و Clostridium و H.pylori و S. aureus و C. albicans، وهي كائنات بكتيرية تسبب العدوى الشديدة.
بالإضافة لذلك، وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت على الفئران، أن حليب الإبل يحمي من نقص كريات الدم البيضاء، ومن الآثار الجانبية الأخرى للسيكلوفوسفاميد، وهو عقار سام مضاد للسرطان. (19) مصدر موثوق
من جهة أخرى، تشير الأبحاث الإضافية، إلى أن بروتين مصل اللبن للإبل، يعد هو المسؤول عن قدرة هذا الحليب على محاربة الكائنات الحية الضارة، لذلك فقد يحتوي أيضاً على خصائص مضادة للأكسدة، تساعد الجسم، على محاربة أضرار الجذور الحرة، المسببة للالتهابات. (20) مصدر موثوق
مناسب لمن لديهم حساسية تجاه الحليب
عدم تحمل اللاكتوز، أو مايسمى حساسية الحليب، هو حالة شائعة عند الكثير من الأشخاص.
اللاكتوز هو الإنزيم اللازم لهضم السكر، الموجود في منتجات الألبان، والذي يمكن أن يسبب الانتفاخ، والإسهال، وآلام البطن، بعد تناول منتجات الألبان، للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز.
يحتوي حليب الإبل على نسبة أقل من اللاكتوز، مقارنة بحليب البقر، مما يجعله خياراً مثالياً للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت على 25 شخصاً، ممن يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز، أن 2 من المشاركين فقط، كان لديهم رد فعل خفيف بعد تناول كوب واحد سعة 250 مل من حليب الإبل، بينما لم يتأثر الباقون. (21) مصدر موثوق
يحتوي حليب الإبل أيضًا على تركيبة بروتين مختلفة عن حليب البقر، ويبدو أنه يمكن تحمله بشكل أفضل من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه حليب البقر.(22) مصدر موثوق
أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على 35 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و 10.5 سنوات يعانون من حساسية حليب البقر أن 20٪ فقط، كانت لديهم حساسية تجاه حليب الإبل، وذلك من خلال اختبار وخز الجلد. (23) مصدر موثوق
إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على