مقالات وأبحاثعلوم صحية

هل يساعد وسابي على تعزيز المعرفة والإدراك فعلاً؟

في دراسة جديدة: وجد باحثون من جامعة توهوكو أن وسابي (الفجل الياباني)، قد يساعد في تحسين مناطق معينة من الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • هل يمكن لـ وسابي (wasabi) تعزيز الصحة المعرفية والإدراك، مع تقدمنا في السن؟
  • تشير الأبحاث أن وسابي، المعروف أيضاً بـ الفجل الياباني، قد يكون له فوائد لتعزيز المعرفة والإدراك، خصوصاً لكبار السن.
  • تؤثر الشيخوخة عادةً على الدماغ وإدراك الشخص، ومن المعروف أن بعض الأطعمة والتوابل تتمتع بقدرات تساعد على تعزيز صحة الدماغ.
  • مع تقدمنا في العمر، تتغير عدة أشياء داخل وخارج أجسامنا، وتشمل أيضاً الدماغ والإدراك، أو مدى قدرة الدماغ على معالجة المعلومات والذاكرة.

تشمل بعض الأعراض الشائعة للتدهور المعرفي المرتبط بالتقد في العمر، على سبيل المثال، نسيان المكان الذي وضعت فيه شيئاً ما، وحل المشكلات بشكل أبطأ، وصعوبة العثور على الكلمة المناسبة عند التحدث.

تظهر الأبحاث السابقة، أن العديد من عوامل وأنماط الحياة التي نعيشها، يمكن أن تساعد الأشخاص على حماية صحتهم المعرفية، مع تقدمهم في السن، أحد هذه الأمور هو اتباع نظام غذائي صحي.

كما ثبت أن بعض الأطعمة تتمتع بقدرات تساعد على تعزيز صحة الدماغ أكثر من غيرها، مثل التوت، والأسماك الزيتية، والبيض واللفت، كما وجد أن بعض التوابل، مثل الكركم والقرفة والزعفران والزنجبيل، تساعد أيضاً في تحسين وظائف المخ.

في دراسة جديدة، نشرتها مؤخراً مجلة Nutrients، وجد باحثون من جامعة توهوكو في اليابان أن وسابي (الفجل الياباني)، الذي يتم تقديمه تقليدياً كتوابل في المطبخ الياباني، قد يساعد في تحسين مناطق معينة من الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن.

وجد فريق البحث، أن المشاركين الذين تناولوا مكمل وسابي، الذي يحتوي على 6-MSITC.

أظهروا تحسناً ملحوظاً في أداء الذاكرة العاملة، والذاكرة العرضية، مقارنة بأولئك الذين تناولوا القرص الوهمي.

ما الذي يجعل وسابي غذاءً صحياً؟

وسابي المعروف أيضاً باسم الفجل الياباني، هو نبات موطنه الأصلي اليابان وأجزاء قليلة من روسيا وكوريا، وهو عضو في عائلة Brassicaceae، التي تشمل أيضاً الفجل والجرجير.

وسابي أيضاً هو جذمور، أي أنه ينمو تحت الأرض، ويتم استخدام الجذر، حيث يتم بشره لتشكيل عجينة طازجة ذات رائحة عطرية وطعم حار، يشبه إلى حد ما الفجل الحار، أو الخردل الساخن.

قام الباحثون بالتحقيق في فوائد وسابي المحتملة من خلال زراعة الخلايا، والنماذج الحيوانية، وفي البشر أيضاً، وقد أظهرت بعض الأبحاث السابقة، أن له العديد من الفوائد الصحية.

من تلك الفوائد مايلي:

  • يحتوي على مستويات عالية من فيتامين C تدعم الجهاز المناعي.
  • خصائص مضادة للالتهابات.
  • تأثيرات مضادة للجراثيم.
  • الحماية من الاضطرابات التنكسية العصبية.
  • يدعم صحة القلب.
  • المساعدة في فقدان الوزن.
  • تحسين صحة الأمعاء.
  • تعزيز صحة العظام.
  • تحسين النوم والتعب.
  • سمات مضادة للسرطان.


وسابي يحسن الذاكرة

في هذه الدراسة، قام الباحثون بعمل تجربة شملت 72 شخصاً بالغاً من اليابانيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 80 عامًا.

وطُلب من المشاركين في الدراسة، إما تناول قرص وسابي الذي يحتوي على 0.8 ملليجرام من ميثيل سلفينيل هيكسيل إيزوثيوسيانات (6-MSITC)، وهو المركب الرئيسي النشط بيولوجياً، أو تناول قرص وهمي كل ليلة، قبل الذهاب إلى السرير، لمدة 12 أسبوعاً.

تم إعطاء المشاركين اختبارات معرفية واختبارات ذاكرة، قبل وبعد 12 أسبوعاً من التجربة، والتي اختبرت مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الذاكرة العاملة، والانتباه، وسرعة المعالجة، والذاكرة العرضية.

في ختام الدراسة، وجد فريق البحث أن المشاركين الذين تناولوا مكمل وسابي، الذي يحتوي على 6-MSITC، أظهروا تحسناً ملحوظاً في أداء الذاكرة العاملة، والذاكرة العرضية، مقارنة بأولئك الذين تناولوا القرص الوهمي.

لكن ومع ذلك، أفاد العلماء أيضاً، أنهم لم يجدوا تحسناً كبيراً في المجالات المعرفية الأخرى، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثير وسابي على الصحة المعرفية والإدراك.

بيانات غير مقنعة

بالمقابل، وبعد مراجعة هذه الدراسة، قال الدكتور كليفورد سيجيل، طبيب الأعصاب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، لـ Medical News Today:

“إنه على الرغم من أن وسابي غذاء جيد لاستخدامه في الأكل، إلا أنني غير مقتنع بالبيانات التي تفيد بأن له فوائد معرفية”.

وتابع الدكتور سيجيل: “باعتباري طبيباً يعالج المرضى الذين يعانون من فقدان الذاكرة والخرف، فأنا أبحث دائماً عن شيء لمساعدة مرضاي، لأن الطب الحديث ليس جيداً بما يكفي، لعلاج فقدان الذاكرة مثل الحالات العصبية الأخرى”.

“غالباً ما يتم الترويج للأطعمة الذكية من قبل مجموعات اهتمام مختلفة، وأتمنى أن تكون نتائج هذه الدراسات السريرية مرئية في الممارسة السريرية.”

“أود أن أرى هذا يتكرر في مجموعة كبيرة من المرضى، الذين يخضعون لاختبار معرفي موحد، وأضاف: “أود أن أرى محاولة لتوحيد كمية الوسابي التي يستهلكها هؤلاء المرضى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى