مقالات وأبحاثأمراض شائعةعلوم صحية

كيف يدمر الكحول أمعاءك ويصيبك بالسرطان؟

دراسة علمية جديدة، تؤكد ما قاله رسول الله ﷺ قبل أكثر من 1400عام، حول الخمر وكل المسكرات :"ما أسكر كثيره، فقليله حرام".

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • كيف يدمر الكحول أمعاءك، وكبدك، وصحتك العقلية، ويصيبك بالسرطان؟
  • بحث علمي جديد، يؤكد ما قاله رسول الله (ﷺ) قبل أكثر من 1400عام :”ما أسكر كثيره، فقليله حرام”.
  • يقول الخبراء، إنه حتى الاستهلاك المعتدل للكحول، يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، منها أنواع مختلفة من السرطان.
  • شرب الكحول حتى بكميات قليلة، يؤدي إلى مشاكل صحية في الكبد والبنكرياس وصحة العقل، وسرطان المعدة والقولون والمستقيم.

مرض الأمعاء المرتبط بالكحول؟

اكتشف باحثون من المعهد الوطني للصحة (NIH) التابع لوزارة الصحة الأمريكية، المزيد من المعلومات حول كيفية تأثير الكحول على الأمعاء الدقيقة والغليظة، والمعروفة باسم مرض الأمعاء المرتبط بالكحول.

أهم تلك المعلومات بحسب الباحثون، هي أن شرب الكحول، حتى ولو بكميات معتدلة، يمكن أن يكون له آثار ضارة على الصحة.

كما يمكن أن يؤدي مقدار وعدد مرات الشرب، إلى زيادة هذه التأثيرات، مما يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل أمراض الكبد، والتهاب البنكرياس، وقضايا الصحة العقلية، وبعض أنواع السرطانات، مثل سرطان المعدة، وسرطان القولون والمستقيم.

جاء ذلك في دراسة حديثة، نشرتها مؤخراً مجلة eGastroenterology.

في هذه الدراسة، ألقى باحثون من المعهد الوطني للصحة المزيد من الضوء، حول الكيفية التي يمكن أن يسبب بها تناول الكحول أضراراً كبيرة، في مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء الدقيقة والغيضة.

وتُعرف هذه الحالة طبياً، بمرض الأمعاء المرتبط بالكحول.

بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن شرب وتعاطي الكحول، يتسبب بوفاة حوالي 3 ملايين إنسان كل عام، بجميع أنحاء العالم.

الهدي النبوي يسبق العلم

تعد هذه الدراسة، واحدة من الدراسات العلمية، التي تؤكد ما قاله النبي ﷺ قبل أكثر من 1400عام، حول تحريم الخمر وباقي المسكرات الأخرى، حتى وإن كان بنسبة ضئيلة، بسبب أضرارها المترتبة على صحة الإنسان.

وبحسب موقع إسلام ويب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه الترمذي.

فكل ما كانت فيه نسبة من الكحول فلا يجوز تناوله، إذ أن العلة في التحريم هي وجود المسكر ولو لم يُسكر لقلته.



كيف يؤثر الكحول على الأمعاء؟

عندما تشرب الكحول، فإنه يبدأ على الفور بالتأثير على الجهاز الهضمي، حيث ينزل من المريء إلى معدتك، وفيها تبدأ عملية امتصاصه إلى مجرى الدم.

بمجرد وصول الكحول إلى مجرى الدم، يتم نقله إلى جميع مناطق وأعضاء الجسم، وتُعرف كمية الكحول الموجودة بمجرى دم الشخص بتركيز الكحول في الدم.

يبدأ الجسم على الفور أيضاً،  في استقلاب الكحول بمجرد دخوله الجسم، وهنا يتم تكسير الإيثانول (Ethanol) الموجود في الكحول عن طريق الكبد، إلى مركب مسرطن يسمى الأسيتالديهيد acetaldehyde.

على الرغم من أن الأسيتالديهيد يتحلل في النهاية إلى أسيتات acetate، ثم يطرد الجسم الماء وثاني أكسيد الكربون، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يكون له آثار ضارة قبل حدوث ذلك.

بحسب Medical News Today، يقول الدكتور  Dr. Luca Maccioni، زميل ما بعد الدكتوراه في مختبر أمراض الكبد، ومختبر الدراسات الفسيولوجية بالمعهد الوطني للصحة، والمؤلف الأول لهذه الدراسة: “إن هذا ما يجعل الكحول عامل خطر كبير للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي”.

“إن الجهاز الهضمي على اتصال بأعلى كمية من الإيثانول ومستقلباته، أثناء استهلاك الكحول، والتركيزات العالية للغاية من الإيثانول ومستقلباته، تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والسرطان”.

يقول Maccioni، كبير المؤلفين للدراسة بأن:

“الإيثانول، هو أحد المكونات الرئيسية للمشروبات الكحولية، وهو مادة ذات تأثير نفسي، لها خصائص سامة ومسببة للإدمان”.

ما هو مرض الأمعاء المرتبط بالكحول؟

في هذه الدراسة، قام ماتشيوني وفريقه، بمراجعة الدراسات السابقة لجمع المزيد من المعلومات، حول أمراض الأمعاء المرتبطة بالكحول، والتي يقول الباحثون إنها حالة غير مفهومة بشكل جيد.

وأوضح ماتشيوني أن “مرض الأمعاء المرتبط بالكحول، هو مجموعة من الاختلالات المعوية، المرتبطة بالإفراط في استهلاك الكحول”.

ويضيف بالقول: “حتى الآن، نفتقر إلى تعريف تشخيصي لمرض الأمعاء المرتبط بالكحول، بالإضافة إلى التوصيف الجزيئي التفصيلي لمرض الأمعاء المرتبط بالكحول، والذي يمكن أن يسبق سرطانات الجهاز الهضمي.

ولذلك، هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفهم التسبب في أمراض الأمعاء المرتبطة بالكحول بشكل أفضل وتحديد الأهداف العلاجية لعلاج أو تخفيف هذا المرض”.

في حين ذكر الباحثون، أن العملية الفيزيائية الكاملة، لكيفية حدوث مرض الأمعاء المرتبط بالكحول، ليست مفهومة تماماً، إلا أنهم يعتقدون أنها تنطوي على استقلاب الإيثانول، ومستقلبات الأسيتالديهيد والأسيتات التي ينتجها.

وقال ماتشيوني: “الإيثانول، هو أحد المكونات الرئيسية للمشروبات الكحولية، وهو مادة ذات تأثير نفسي، لها خصائص سامة ومسببة للإدمان”.

وأضاف بالقول:”يؤدي استقلاب الإيثانول في الجهاز الهضمي، إلى توليد مركبات الأسيتالديهيد والأسيتات، والتي قد تعزز أو يساهم في التسبب بأمراض الأمعاء عبر آليات مختلفة، بما في ذلك التغيرات المرتبطة بميكروبيوم الأمعاء، والخلل الظهاري المعوي، وضعف المناعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى