مقالات وأبحاثأغذية طبيعية

فوائد المخللات للبشرة وإنقاص الوزن

ماهي المخللات؟ وما قيمتها الصحية والغذائية؟ وهل يعد التخمير ضرورياً لتحضيرها؟ وكيف تساعد على التحكم بنسبة السكر في الدم؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

تتمتع المخللات بتاريخ مثير للاهتمام يعود إلى العصور القديمة، حيث يمكن أن تعزز الوجبات والمقبلات والسندويشات والأطباق الجانبية لأي مائدة.

كما يمكن أن تكون حلوة أو حامضة أو حارة، على حسب طريقة تحضيرها، وهي تأتي بنكهات وأحجام وألوان مختلفة.

تعتمد نكهة المخلل على المكونات التي يُنقع فيها، لذا فإن بعض المخللات قد تختلف في نكهتها ومذاقها عن البعض الآخر، وهناك خيارات لا حصر لها، لما يمكنك فعله بالمخللات.

تتناول هذه المقالة، الحقائق الغذائية من المخللات، وكذا الفوائد المحتملة منها، لصحة الجلد والبشرة، وإنقاص الوزن، ولتحسين الصحة العامة بشكل عام.

ما هي المخللات؟

يعرف معظم الناس المخللات، على أنها طعام أخضر، حلو وحامض ولذيذ، نتناوله مع شطائرنا أو داخل الشندويشات، أو كوجبة خفيفة لذيذة، لكنهم مع ذلك قد لايدركون، أن المخللات يمكن تحضيرها من الخضروات والفواكه وغيرها من الأطعمة الأخرى.

مما تتكون المخللات؟

يتم تحضير المخللات من الخضروات المختلفة، مثل الخيار والفجل والفاصوليا الخضراء، والقرنبيط، والجزر، والبصل، وحتى مخلل الملفوف الي يعد نوع من الخضار المخللة، لأنه يتم تحضيره من الملفوف المخمر.

يمكنك أيضاً تحضير المخلل من أنواع الطعام الأخرى، مثل البيض على سبيل المثال.

لكن معظم المخللات المعروفة على نطاق واسع، هي عبارة عن خضروات مخللة في الخل، أو الماء الملحي، أو محاليل أخرى، ويعد النوع الأكثر شيوعاً من الخضروات المخللة هو الخيار.



حقائق غذائية عن المخللات

يمكن أن تختلف الحقائق الغذائية بشكل كبير، على حيب نوع المخلل، والطريقة التي تمت تخميره وتحضيره بها، ولكن بشكل عام تحتوي جميع المخللات تقريباً على نسبة عالية جداً من الصوديوم.

على سبيل المثال، تحتوي قطعة صغيرة من مخلل الخيار أو الشبت، تزن 35 جم، على العناصر الغذائية التالية:

  • السعرات الحرارية: 4 سعرة حرارية
  • الكربوهيدرات: 8 جم
  • الألياف: 3 جم
  • الصوديوم، 283 ملغ
  • البروتين: 0.2 جم
  • السكر: 4 جم

هل يعد التخمير شرطاً ضرورياً في المخللات؟

التخمير هو إحدى طرق التخليل، وأكثرها انتشاراً وفائدة، ولكن ليست كل المخللات مخمرة بالضرورة.

عندما يتم تخمير الخضار والفواكه، تقوم البكتيريا السليمة بتفكيك السكريات الطبيعية، وهذه العملية هي التي تعطي المخللات المتخمرة طعمها الحامض، حيث توضع المخللات في الخل، أو الماء المالح وتترك لعدة أيام حتى تتخمر.

التخمير أيضاً هو السبب وراء قدرة بعض الأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، على تناول الزبادي مثلاً، حيث تقوم البكتيريا الجيدة الموجودة في الزبادي، بتفكيك السكر المسمى اللاكتوز.

هذه البكتيريا، المعروفة أيضاً باسم البروبيوتيك، تعمل كمادة حافظة للأطعمة، ولها العديد من الفوائد الصحية لجسمك.

عندما لا يتم تخمير المخللات، فإن الخل يمنحها نكهة مميزة، حيث يتم إنتاج الخل نفسه من خلال عملية التخمير، ولكن الخل الذي يبقى خاماً وغير مبستر، مثل خل التفاح الخام، هو الذي يحتفظ بالعناصر الأساسية، التي توفر تلك البكتيريا الجيدة.

معظم المخللات التي ستجدها في متجر البقالة هي مخللات غير مخمرة، وفي مثل هذه الحالات، يتم نقع الخيار في الخل والبهارات، ومن السهل صنعها في المنزل أيضاً.

فوائد المخللات الصحية والعلاجية

قد يكون للمخللات بعض الفوائد الصحية بسبب محتواها من مضادات الأكسدة وقد يكون لها فوائد إضافية إذا تم تخميرها. ولكنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من الصوديوم ومن الأفضل الاستمتاع بها باعتدال.

المساعدة على تخفيف الوزن

وفقا لدراسة أجريت عام 2014م، ونشرت في المجلة البريطانية للتغذية، فإن البكتيريا الجيدة في الأمعاء قد تساعد على فقدان الوزن، وبما أن المخللات المخمرة هي أطعمة بروبيوتيك قوية، فإنها يمكن أن تساعد في فقدان الوزن أيضاً.

في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية، تم التحكم فيها بالعلاج الوهمي، قام الباحثون بفحص آثار مكملات البروبيوتيك على فقدان الوزن لدى النساء والرجال، الذين يعانون من السمنة المفرطة لمدة 24 أسبوعًا.

وقد وجدوا أنه على مدار 24 أسبوعاً، تمكنت مجموعة البروبيوتيك من الحفاظ على وزن صحي، وخاصة لدى النساء.

حيث أظهرت الدراسة الحالية، أن تركيبة Lactobacillus rhamnosus CGMCC1.3724، الموجودة في البروبيوتيك، تساعد النساء البدينات على تحقيق فقدان الوزن بشكل مستدام.



توازن الإلكتروليت (Electrolyte balance):

الإلكتروليتات هي أملاح يحتاجها الجسم، لأداء وظائفه بشكل صحي، وعندما يعاني الشخص من الجفاف مثلاً، فإنه يفقد الكثير من السوائل ومن الطاقة أيضاً.

تحتوي المخللات على نسبة عالية من الصوديوم، وبالتالي فهي تحتوي أيضًا على نسبة عالية من الإلكتروليتات.

من الناحية النظرية، يشير هذا إلى أن المخلل قد يكون خياراً جيداً لاستعادة الشوارد الكهربائية، للأشخاص الذين يعانون من الحمى أو القيء أو الذين يعانون من الجفاف.

يقول بعض الرياضيين بأن عصير المخلل قد ساعدهم في استعادة إلكتروليتاتهم التي يفقدونها خلال التمرين، ومع ذلك لاتوجد أدلة علمية قاطعة تؤكد ذلك.

فوائد للبشرة

تحتوي البشرة على بيئة مناسبة لنمو الكائنات الحية الدقيقة، مما يجعل الحاجة ماسة إلى دعم صحة البشرة والعناية بها بشكل دائم ومستمر.

من المؤكد أن تنظيف البشرة بشكل صحيح أمر مهم، ولكن توفير البيئة المناسبة للبشرة لتكون في حالة أفضل دائماً، يعد جزءاً من هذا الدعم، وهنا ياتي دور البروبيوتيك المتوفر في المخللات.

على الرغم من أنه يمكن تطبيقه موضعياً، إلا أن البروبيوتيك الذي تتناوله فموياً، يفيد أيضاً لصحة الجلد والبشرة، كما يفيد في دعم صحة الجسم بشكل عام.

على سبيل المثال، وفقاً لبحث منشور في مجلة Beneficial Microbes: (3)، يمكن للبروبيوتيك والبكتيريا الجيدو، إنتاج الببتيدات المضادة للميكروبات، التي تفيد في دعم الاستجابات المناعية الجلدية، والقضاء على مسببات الأمراض.

المنتجات الغذائية التي تحتوي على البريبايوتكس أو البروبيوتيك، أو كلاهما معاً، لها تأثير إيجابي على الجلد، عن طريق تعديل جهاز المناعة، وتوفير فوائد علاجية للأمراض التأتبية.

نظرًا لأن المخللات المخمرة توفر قدرًا جيدًا من البروبيوتيك، فهذا يجعلها خيارًا جيدًا كجزء من نظام صحي للبشرة.

تفيد لتشنجات العضلات

تشير الأبحاث القديمة من عام 2010 إلى أن المخللات قد تساعد في علاج تشنجات العضلات.

قام الباحثون بتحفيز تشنجات العضلات كهربائياً، لدى الرجال الذين يتمتعون بترطيب جيد مرة واحدة ثم بعد أسبوع، ووجدوا أن المشاركين الذين شربوا عصير المخلل، قدد حصلوا على راحة سريعة من التشنجات.

عند تطبيق الماء منزوع الأيونات، فإنه لم يقدم نفس الفوائد، مما يعني أن حالة الإلكتروليتات والترطيب وحدها لم تفسر النتيجة، وقد يشير ذلك إلى أن شيئاً آخر يتعلق بالمخللات، قد يساعد في علاج تقلصات العضلات، بدلاً من محتوى الماء أو الشوارد.

التحكم بنسبة السكر في الدم

المخللات التي تستخدم محلول ملحي يحتوي على الخل، قد تساعد في التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم.

يمكن أن تساعد مستويات الجلوكوز المستقرة في الدم، على منع الشعور بالجوع الشدي، حيث يعد منع ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم أمراً بالغ الأهمية أيضاً لصحة الأشخاص المصابين بداء السكري.

في دراسة صغيرة أجريت عام 2013م، قام الباحثون بمتابعة 14 شخصاً بالغاً من المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وجد الباحثون أن أولئك المشاركون، الذين تناولوا الخل في وقت الطعام، كان لديهم مستويات أقل من السكر في الدم أثناء الصيام، مقارنة بالأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك.

من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث، لتحديد مدى الفوائد، ومقدار الخل الذي يمكن تناوله، والذي الأكثر أماناً للاستهلاك.

يمكن للأشخاص الذين يبحثون عن طريقة سهلة نسبياً، للمساعدة في التحكم بنسبة السكر في الدم، أن يفكروا في تناول المخللات، أو أي طعام آخر غني بالخل مع وجبات الطعام.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى