مقالات وأبحاثأمراض شائعةعلوم صحية

الإفراط في تناول السكر يزيد من خطر تدهو الدماغ

أدلة جديدة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي عالي السكر، يسبب مقاومة الأنسولين في الدماغ، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالتنكس العصبي.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • الإفراط في تناول الأطعمة المحتوية على السكر، يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور صحة الدماغ.
  • يعاني حوالي 15% من الأشخاص حول العالم، من أمراض التنكس العصبي، والسمنة أحد عوامل الخطر المعروفة لتطوره.
  • أظهر باحثون من مركز فريد هاتش للسرطان، أدلة جديدة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي عالي السكر، يسبب مقاومة الأنسولين في الدماغ، مما يقلل من قدرته على إزالة الحطام العصبي، وبالتالي زيادة خطر التنكس العصبي.
  • تؤثر الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر، ومرض باركنسون، والتصلب اللويحي الضموري (ALS)، على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا لنتائج نهائية، بشأن السبب الرئيسي للعديد من الاضطرابات التنكسية العصبية، إلا أنهم يعرفون جيداً، أن بعض عوامل الخطر تلعب دوراً في ذلك.

أظهرت الأبحاث السابقة، أن أحد عوامل الخطر للإصابة بحالة التنكس العصبي هو السمنة، ولكن مع ذلك، فإن الكيفية التي تُزيد بها السمنة، من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي ليست واضحة تماماً.

في الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخراً في مجلة PLOS Biology، قام باحثون من مركز فريد هاتش للسرطان، بإلقاء الضوء على الآليات الكامنة وراء السمنة، ومخاطر الأمراض التنكسية العصبية.

باستخدام نموذج شائع لذبابة الفاكهة، يعتقد الباحثون أن اتباع نظام غذائي عالي السكر، يسبب مقاومة الأنسولين في الدماغ، مما يقلل من قدرته على إزالة الحطام العصبي، وبالتالي زيادة خطر التنكس العصبي.

العلاقة بين صحة الدماغ والسمنة

وفقا للدكتورة أخيلا راجان، الأستاذ المشارك في قسم العلوم الأساسية بمركز فريد هاتش للسرطان وكبير مؤلفي هذه الدراسة:

“في حين وجدت الدراسات السريرية البشرية، أن السمنة هي عامل خطر مستقل للاضطرابات التنكسية العصبية، إلاّ أن آليات الأسباب المباشرة، التي تربط بين السمنة الناجمة عن النظام الغذائي، وضعف وظائف المخ غير معروفة إلى حد كبير”.

كما أوضحت الدكتورة راجان لصحيفة Medical Nnews Ttoday، أن “استهلاك الأطعمة المصنعةK لا يؤثر فقط على زيادة الوزن، بل يؤثر على الوظيفة الإدراكية”.

وأضافت بالقول: “باستخدام نموذج ذبابة الفاكهة، أثبت مختبرنا سابقاً، أن التعرض لفترات طويلة للسكريات الزائدة، يمكن أن يساهم في مقاومة الأنسولين في الأنسجة المحيطية.

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى أن لدينا نظاماً جيداً لدراسة تأثير التعرض للنظام الغذائي المسبب للسمنة، فقد سعينا إلى معالجة كيفية تأثيره على وظائف المخ.



نموذج ذباب الفاكهة والخلايا الدبقية

في هذه الدراسة، استخدمت الدكتورة راجان وفريقها نموذجاً لذبابة الفاكهة الشائعة، نظراً لوجود أوجه تشابه بين الجينات لدى البشر وذباب الفاكهة.

تقول الدكتورة راجان: “الذباب بمثابة نموذج جيني لا يقدر بثمن، عند استخدامه للاستكشاف العلمي، ونحن نهدف إلى تسخير قوة هذا النموذج، لفهم تأثير مقاومة الأنسولين، الناجمة عن النظام الغذائي على الوظيفة الإدراكية.”

وركز الباحثون على دراسة كيفية تأثير النظام الغذائي، الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر، على الخلايا الدبقية، وهي نوع من خلايا الدماغ، التي توفر الدعم والحماية للخلايا العصبية.

بالإضافة إلى ذلك، تعد الخلايا الدبقية مسؤولة عن تنظيف الخلايا العصبية الميتة أو ما يسمى “الحطام العصبي” من الدماغ.

“إن الحفاظ على بيئة الخلايا العصبية خالية من الحطام، هو أمر مهم لوظيفة الجهاز العصبي الصحية، كعملية طبيعية للشيخوخة، حيث قد تصبح البيئة الدقيقة أكثر فوضوية، نتيجة للوظيفة غير السليمة لأنواع الخلايا في الدماغ، التي تحافظ على بيئة صحية.

الخلايا الدبقية، هي خلايا في الدماغ تساعد، من بين أشياء أخرى كثيرة، في الحفاظ على البيئة العصبية نظيفة، عن طريق التهام الحطام.

نتائج الدراسة

خلال الدراسة، وجد الباحثون بروتين يسمى PI3k، والذي يشير إلى مدى استجابة الخلية للأنسولين.

وجد الباحثون أيضاً، أنه عند اتباع نظام غذائي عالي السكر، تقوم الخلايا الدبقية بخفض كميات بروتين PI3k، مما يشير إلى مقاومة الأنسولين.

وجد العلماء كذلك أن الخلايا الدبقية، تحتوي على كمية أقل من بروتين آخر يسمى دريبر، والذي يساعد عادةً في إزالة الحطام العصبي.

في نهاية المطاف، عمل هذا على إيقاف الخلايا الدبقية، من إزالة النفايات العصبية من الدماغ.

قالت الدكتور راجان: “ما أظهرناه في هذه الدراسة، هو أنه عندما يتم تغذية الذباب بنظام غذائي عالي السكر، فإن الخلايا الدبقية تكون غير قادرة على إزالة الحطام العصبي”.

“قبل الدراسة، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الخلايا الدبقية، قادرة على تطوير مقاومة الأنسولين على أساس النظام الغذائي، وقدمت دراستنا أدلة مفقودة، على أن مقاومة الأنسولين الدبقية، التي تتطور في خلايا الدماغ المركزية للذباب، لها تأثير على دور الخلايا الدبقية في إزالة الحطام.

وتابعت قائلة: “دراساتنا تتم باستخدام ذباب الفاكهة”. “بينما يمكننا تقديم رؤى جديدة حول ما يحتمل أن يحدث على المستوى البيولوجي للخلية، إلا أنه لا يزال يتعين علينا القيام بسنوات عديدة من العمل قبل أن نتمكن من التأكد من أن قضايا مماثلة تنطبق على البشر.

ومع ذلك، تشير الآثار المترتبة على المستوى السطحي “لعملنا على الأقل”، إلى أن الحفاظ على حساسية الأنسولين لدى المرضى المعرضين للخرف، حتى لو لم يكونوا مصابين بالسكري، قد يكون مفيداً لتعزيز وظيفة الجهاز العصبي لديهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى