مقالات وأبحاثأغذية طبيعيةأغذية عضوية

جاغري: الغذاء المذهل، الذي لا يعرفه الكثيرون

ماهو الجاغري؟ ومافوائده الصحية والعلاجية؟ ولماذا يعتبر بديلاً صحياً وآمناً للسكر؟ وكيف يلعب دوراً مهماً في الطب الهندي القديم؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

جاغري أو جاجري، بالإنجليزية jaggery، هو بديل صحي وطبيعي عن السكر الأبيض، يتم استخلاصه من قصب السكر، أو النخيل، يصفه البعض بأنه غذاء خارق، نظراً لفوائده الصحية والعلاجية المتعددة.

يُعد جاغري بنوعيه، المشتقان من قصب السكر أو النخيل، غذاءً صحياً، كثيفاً بالمغذيات الأساسية والهامة، حيث يمكنه تقديم الكثير من الفوائد لصختك العامة، وذلك عند تناوله بكميات مناسبة باعتدال.

تتناول هذه المراجعة البحثية، كل ما تريد معرفته عن الجاغري، بدءً بمنشئه وأسمائه، وطريقة تصنيعه، وليس انتهاءً بفوائده الطبية والعلاجية، للعديد من الأمراض والمشكلات الصحية.

هيا بنا.. تابع القراءة، لاستكشاف كل التفاصيل..



ماهو جاغري؟ ?What is jaggery

جاغري (Jaggery)، هو مُحلِّي طبيعي، يتم إنتاجه من عصير قصب السكر المركز، أو من عصارة النخيل، مع الاحتفاظ بمغذياته الأساسية، التي تسمى دبس السكر، وهو يتنوع من البني الذهبي، إلى البني الأصفر أو الغامق.

يحتوي جاغري، على حوالي 65 – 85% سكروز ، و 10 – 15٪ فركتوز، والنسبة المتبقية تتوزع بين المغذيات الأخرى بنسب متفاوتة، أهمه البروتين، والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وبعض الفيتامينات والألياف.

يعد جاغري أحد المُحلِّيات الطبيعية، الشهيرة جداً في شبة القارة الهندية، حيث لايكاد يوجد مطبخ هندي، إلاّ ويتوفر فيه هذا المُحَلِّى اللذيذ، والغني بالفوائد.

كومة كبيرة من مكعبات سكر جاغري-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. جاغري (Jaggery)، هو مُحلِّي طبيعي، يتم إنتاجه من عصير قصب السكر المركز، أو من عصارة النخيل.

الموطن الأصلي

تعد الهند، وتحديداً ولاية ماهارأشترا Maharashtra، أكبر منتج للجاغري حول العالم، وقد حققت حضوراً عالمياً كبيراً، من خلال منتج كولهابور جاغري Jaggery kolhapur، تليها ولايات أوتار براديش، وكارناتاكا، حيث لا تزال تستخدم الطرق التقليدية في إنتاج جاغري.

كما تعد دول مثل بنغلاديش وسريلانكا ونيبال وباكستان، من الدول المنتجة للجاغري أيضاً.

على الرغم من أن جاجري المصنوع من قصب السكر، كان شائعاً جداً في شبه القارة الهندية لآلاف السنين، إلا أن جاجري النخيل، المصنوع من أشجار النخيل، يحتل هو أيضاً مكاناً كبيراً، في النظام الغذائي اليومي، لمناطق الهند وباكستان، وأجزاء أخرى من قارة آسيا.

التسمية

يطلق على جاغري بالإنجليزية (Jaggery)، و بالهندية الرسمية جور (gur)، وفي ماليزيا جيولاميلاكا (Gula Melaka)، وفي اليابان كوكوتو (Kokuto)، وفي تايلاند نيمتان تانود (Namtan tanode).

أما في العالم العربي، فيعد “جاغري” هو أشهر أسمائه، بالعديد من الدول العربية، مثل السعودية، ومصر، واليمن، والأردن، والعراق، كما يسمى أيضاً “جاجري”.

شهرة منعدمة مقابل شهرة واسعة

بكل أسف.. لايحضى هذا الغذاء الفريد، بشهرة واسعة في البلدان والمطابخ العربية، إذ لايعرفه أو يدرك قيمته، سوى القليل من الناس، منهم على وجه الخصوص، جيل القدماء من الآباء والأجداد.

بالمقابل.. يحضى هذا الغذاء بشهرة واسعة النطاق، في دول الهند وآسيا وأمريكا وأجزاء من أوروبا، وغيرها من دول العالم، التي تعد الصحة على رأس أولوياتها، كما أنه يعد كذلك من المُحلِّيات الهامة، في المطابخ البرتغالية والبريطانية والفرنسية. (5)

كيف تتم صناعة وإنتاج جاغري؟

لعقود سابقة وحتى اليوم، يتم إنتاج هذا المُحلِّي المذهل، عن طريق استخلاص عصير قصب السكر، بواسطة الكسارات التي تحركها الثيران، أو بواسطة الكسارات الكهربائية حديثاً.

يتم جمع عصير قصب السكر في أوعية كبيرة، حيث يقوم المزارعون بعد ذلك، بنقل الكمية المطلوبة من العصير، إلى الوعاء الأصغر، ثم تسخينه في الفرن، الذي يشعله الخشب المجفف.

بمجرد أن يصل العصير إلى درجة الغليان، يضاف إليه الجير (lime)، وهو مادة صمغية تساعد على إزالة الشوائب العالقة، مثل الخشب الذي قد يطفو على السطح.

مع الاستمرار في التحريك والغليان، يبدأ عصير السكر بالتكاثف والسماكة، ويتحول إلى اللون الأصفر الغامق، أو البني الغامق.

بعد ذلك يتم سكبه ساخناً، إلى داخل وعاء واسع ذو قاع مسطح، ويتم تحريكه وتقليبه أيضاً، حتى يصبح عبارة عن عجينة ذهبية غامقة اللون، او بنية اللون، ثم يتم تشكيله على شكل قوالب كبيرة أو صغيرة، مربعة أو مستديرة الشكل، على حسب الطلب.

في الخطوة النهائية، يتم تعبئة تلك القوالب داخل أكياس مخصصة لذلك، حيث يصبح جاهزاً للاستخدام والتناول.

كيف تتم صناعة جاعري بطرق محلية-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. بعد الغليان يتم سكب عصير السكر إلى وعاء واسع، ثم تحريكه حتى يصبح عجينة قابلة للتشكيل بعد ذلك.

الجاغري في الطب الهندي القديم (الأيورفيدا)

لقد ورد ذكر جاغري gur أو jaggery في نصوص الأيورفيدا القديمة، حيث يعد أحد المكونات الهامة في أدوية الأيورفيدا، وخاصة المصنوعة في الأشكال السائلة مثل Arishtas و Asavas.

على سبيل المثال، تقول أحد نصوص أيورفيدا القديمة، أن الاستهلاك المنتظم لجاغري، المغسول والمنظف، يعمل كمنقي طبيعي للدم، وكمدر للبول، كما أنه يعزز القوة، ويعمل كمنشط جنسي أيضاً.

من جانب آخر، يوصي ممارسوا الأيورفيدا بشدة، باستخدام الجاغري القديم، الذي لا يقل عمره عن عام واحد، حيث يساعد على الأمور التالية:

  • تعزيز عملية الهضم.
  • تطهير الجهاز الهضمي.
  • تنظيف المثانة.
  • تعزيز وظائف القلب.
  • محاربة فقر الدم.

الحقائق الغذائية

بالإضافة إلى قيمته العالية في السعرات الحرارية، يحتوى الجاغري على الكثير من العناصر المغذية الأساسية.

على سبيل المثال، يحتوي مقدار 100 جرام، من الجاغري على الحقائق الغذائية التالية:

  • السعرات الحرارية: 375 سعرة حرارية.
  • السكروز: 65-85 جرام
  • الفركتوز والجلوكوز: 10-15 جرام
  • البروتين: 280 ملغ، ما يعادل 5.6٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • البوتاسيوم: 1056 مجم ما يعادل 22.5٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • المغنيسيوم: 70-90 ملغ، ما يعادل ما يقرب من 19٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • الكالسيوم: 40-100 ملغ ما يعادل 5٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • المنجنيز: 0.2-0.5 ملغ ما يعادل ما يقرب من 15٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • الفوسفور: 20-90 ملغ، ما يعادل ما يقرب من 5٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • الحديد: 11 ملغ ما يعادل 61٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • فيتامين أ: 3.8 ملغ ما يعادل 422٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • فيتامين ج: 7.0ملغ ما يعادل 7.8٪ من القيمة اليومية الموصى بها.
  • فيتامين (هـ): 111.30 ملغ ما يعادل 740٪ من القيمة اليومية الموصى بها.

تجدر الإشارة، إلى أن هذه الحقائق الغذائية، هي مخصصة فقط لمقدار 100 جرام ، أي حوالي نصف كوب، وهي تعد كمية كبيرة، في حال تم تناولها دفعة واحدة.

فوائد جاغري الصحية والعلاجية

من خلال إضافة الجاغري إلى نظامك الغذائي، فإنك ستحصل على مجموعة واسعة من الفوائد الصحية، منها مايلي:

تعزيز الهضم الصحي

تقول الروايات القادمة من الهند، بأن الناس هناك يتناولون مُحلِّي جاغري بعد الوجبات، وقد يكون السبب في ذلك، هو تأثيراته الإيجابية على صحة الجهاز الهضمي.

تشمل بعض تلك التأثيرات والفوائد مثل:

  • المساعدة في الحفاظ على الأداء السليم للجهاز الهضمي، من خلال التقليل من الاضطرابات، وتحسين عملية الهضم.
  • تحفيز إفراز الأنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى تسريع عملية الهضم، وبالتالي تقليل العبئ على الجهاز الهضمي بشكل كبير.
  • تنظيم حركة الأمعاء، من خلال المساعدة في الحفاظ على الهضم السليم، والتقليل من الاضطرابات المصاحبة لعسر الهضم مثل الإمساك وانتفاخات البطن والغازات.

يخفف السعال والربو

بالنسبة للأشخاص، الذين يعانون من مشاكل الجهاز التنفسي المتكررة، مثل ضيق التنفس والسعال والربو، والجيوب الأنفسية المزمنة، والحساسية، فيمكن أن يكون الجاغري أحد الحلول الأكثر فائدة.

وفقًا لبعض الأبحاث، فإن الجاغري يمكن أن يساعد على إزالة الأتربة والجزيئات الحرة، غير المرغوب فيها من مجرى التنفس، ومن كامل الجسم، مما يوفر الراحة للجهاز التنفسي والرئتان، والقصبة الهوائية وكذلك البلعوم والمعدة والأمعاء.

عند تناوله، يوصى بتناول جاغري مع القهوة والزنجبيل، أو الهيل والقرنفل، أو كذلك مع بذور السمسم، للحصول على أفضل النتائج.



قد يساعد على إنقاص الوزن

زيادة الوزن مشكلة تؤرق الكثير من الناس، كما تؤرق أكثر الأشخاص المولعون بتناول الحلويات، ولهذا السبب فقد يكون تناول جاعري هو البديل الأكثر أماناً وفائدة.

رغم أن جاغري من الأغذية عالية السعرات الحرارية، إلا أنه مع ذلك، يمكن أن يكون آمناً، للأشخاص الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد، إذا تم تناوله باعتدال، في حدود الكميات الموصى بها.

السبب في ذلك هو احتوائه على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة، إلى جانب مكوناته الرئيسية، وهي السكروز والفركتوز.

يستغرق الجسم وقتاً أطول في هضم السكروز، وبالتالي يتم إطلاق الطاقة المستخرجة منه ببطء ولفترات أطول، وهذا يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من شهيتك الدائمة للأكل، وبالتالي الحفاظ على وزنك عند المستوى الصحي.

أضف لذلك، ان جاغري هو مصدر جيد للبوتاسيوم، الذي يساعد على توازن الشوارد، وتعزيز التمثيل الغذائي، وبناء العضلات، كما يمكن أن يساعد البوتاسيوم أيضاً في تقليل احتباس الماء في الجسم، وبالتالي المساعدة في إنقاص الوزن.

يعزز مستويات الطاقة

على عكس السكر الأبيض، الذي يوفر دفعة طاقة قصيرة الأجل، فإن الجاغري يمنح جسمك طاقة تدريجية، تدوم لفترة أطول.

السبب في ذلك، لأنه عبارة عن عصير سكر طبيعي، غير مكرر، وهو ما يضمن استقرار مستويات السكر في الدم، وهذا مفيد بشكل خاص لمن يعانون من مرض السكري، أو أولئك الذين يعانون من الإرهاق الدائم والتعب الشديد.

يخفف آلام الدورة الشهرية

الجاغري يعد علاج طبيعي فعال، للمساعدة في تخفيف الهبات الساخنة، والآلام الناجمة عن تقلصات الدورة الشهرية.

يساعد الجاغري على إفراز الإندورفين، وهو هرمون، يساعد في معالجة أعراض الدورة الشهرية، مثل تقلب المزاج والتهيج، والرغبة الشديدة في تناول الطعام.

يخفف آلام المفاصل

إذا كنت تعاني في كثير من الأحيان من آلام في المفاصل ، فإن تناول الجاغري يمكن أن يوفر لك الراحة التي تشتد الحاجة إليها. ينصح الخبراء بتناوله مع قطعة من الزنجبيل لتخفيف آلام المفاصل.

يوصى أيضًا بشرب كوب من الحليب مع الجاغري يوميًا للمساعدة في تقوية العظام ، وبالتالي منع مشاكل المفاصل والعظام مثل التهاب المفاصل.

كما تشمل بعض فوائد الجاغري العلاجية الأخرى أشياء مثل:

  • يزيل السموم من الكبد والدم
  • علاج التهابات الرئة والشعب الهوائية
  • يخفف الإمساك
  • تخفيف التوتر
  • علاج متلازمة ما قبل الحيض
  • له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للسرطان.

يجدر بالذكر أن معظم الفوائد السابقة، هي في أغلبها قصصية إلى حد كبير، وهناك القليل منها مدعوم بالأبحاث العلمية، القائمة على الأدلة.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت من الوصفة، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتييوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى