مقالات وأبحاثعلوم صحية

الكافيين يؤخر نوم حركة العين السريعة، ويزيد تدفق الدم للدماغ

في دراسة جديدة: لاحظ الباحثون أن الكافيين يؤخر بداية نوم حركة العين السريعة، بما يصل إلى ساعتان، قبل أن تدخل في النوم العميق.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • يعاني حوالي نصف سكان العالم، من مشاكل في النوم والأرق، ومع ذلك فإن النوم الصحي، يعد أمراً حيوياً للصحة العامة للإنسان.
  • في حين أن استخدام الكافيين يمكن أن يساعد في الحصول على الطاقة خلال النهار، إلاًّ أنه قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في النوم ليلاً.
  • وجد الباحثون مزيداً من الأدلة، على أن الكافيين يؤثر على أنماط النوم، وطريقة تدفق الدم في الدماغ.

يعد الحصول على قدر كافي من النوم كل يوم، أمراً حيوياً للصحة، وقد ربطت الأبحاث السابقة بين نقص النوم وسبعة من إجمالي 15 سبباً رئيسياً للوفاة، منها أمراض السكري، والقلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وحوادث الطرق أيضاً.

غالباً ما يشعر الأشخاص بالتعب أثناء النهار، بسبب قلة النوم المناسب في الليل، ولهذا السبب يلجأ الكثير منهم للبحث عن أشياء تزودهم بالنشاط والطاقة نهاراً، مثل المشروبات المحتوية على الكافيين، أو تناول مهدئات الصداع المحتوية على الكافيين.

مع ذلك، فإن التأثيرات التحفيزية للكافيين ليست دائمة، وقد أظهرت الأبحاث السابقة، أن تناول الكافيين يمكن أن يؤدي إلى مزيد من مشاكل النوم.

حالياً وفي دراسة جديدة، نشرتها مؤخراً مجلة PNAS Nexus، وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، دليلاً إضافياً جديداً، على أن الكافيين يؤثر على أنماط النوم وتدفق الدم في الدماغ، من خلال تجارب تمت على الفئران.

وجد الباحثون أن تناول الكافيين يومياً، أدى إلى تغيير وقت بداية النوم لدى الفئران، وخاصة نوم حركة العين السريعة، بما يصل إلى ساعتين، مقارنة بدورة الضوء والظلام.

كيف يؤثر الكافيين على نوم حركة العين السريعة؟

استخدم الباحثون في هذه الدراسة، نموذج فأر مثبت برقائق دقيقة طفيفة التوغل، ونظام تسجيل فيديو لتسجيل العادات الفسيولوجية والسلوكية للفئران، على مدى فترة طويلة من الزمن.

في حالتها الطبيعية، لاحظ العلماء أن الفئران تحصل باستمرار على قيلولة قصيرة، خلال الجزء الأخير من مرحلة الاستيقاظ، وعندما تم إعطاءها الكافيين، لم تعد الفئران تأخذ قيلولة قصيرة.

وفقاً لمجلة Medical News Today، فإن الفئران – مثل بعض البشر – مبرمجة وراثياً للحصول على “قيلولة”،كجزء من نمط نومها الطبيعي، كما يقول الدكتور Dr. Andrew Charles، أستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وأحد كبار مؤلفي هذه الدراسة.

كما قال أيضاً: “لقد وجدنا أن الفئران تم تعويضها عن تأخر بداية النوم، الناجم عن الكافيين اليومي، من خلال النوم بقوة أكبر و”النوم العميق”.

ووجد الباحثون أيضاً أن تناول الكافيين يومياً، أدى إلى تغيير وقت بداية النوم لدى الفئران، وخاصة نوم حركة العين السريعة، بما يصل إلى ساعتين مقارنة بدورة الضوء والظلام.



الكافيين يزيد من تدفق الدم في الدماغ

اكتشف الباحثون خلال الدراسة، أن تدفق الدم في دماغ الفئران، كان أعلى عندما كانوا مستيقظين وأقل أثناء النوم، لكن ومع ذلك، كان هناك استثناء، خلال فترات نوم حركة العين السريعة، عندما كانت هناك زيادات كبيرة في تدفق الدم بالدماغ.

وأوضح الدكتور تشارلز بالقول: «لقد وجدنا أنه في ظل ظروف التحكم (أي عند عدم تناول الكافيين)، ارتبط نوم حركة العين السريعة، بزيادة كبيرة في تدفق الدم في الدماغ، والذي نعتقد أنه قد يكون له دور في وظيفة نوم حركة العين السريعة».

في الواقع، كان لدى الفئران التي تناولت الكافيين، انخفاض في تدفق الدم بالدماغ أثناء استيقاظها، وزيادة كبيرة في تدفق الدم بالدماغ أثناء النوم.

وتابع: “أدى تناول الكافيين أثناء حالة اليقظة لدى الفئران إلى زيادة كبيرة في تدفق الدم في الدماغ أثناء نوم غير حركة العين السريعة، وزاد من الزيادة في تدفق الدم أثناء نوم حركة العين السريعة”.

“نتوقع أن هذا التدفق المتزايد للدم في الدماغ يمكن أن يلعب دوراً في تأثيرات الكافيين الوقائية للأعصاب، من خلال تعزيز إزالة نفايات الدماغ أثناء النوم.”

تعتمد مدة استمرار تأثيرات الكافيين على عادات الشخص، وكمية الكافيين التي يتناولها.

لكن بشكل عام، عادة ما يكون نصف عمر الكافيين خمس ساعات، بمعنى أن الجسم يستغرق هذا القدر من الوقت للتخلص من نصف مفعوله.

كم من الوقت يستمر تأثير الكافيين؟

الكافيين هو منبه يساعد على تحفيز نشاط الدماغ والجهاز العصبي بشكل مؤقت، وهي مادة كيميائية طبيعية، توجد في أكثر من 60 نوعاً من النباتات الطبيعية، بما في ذلك حبوب البن، وجوز الكولا، وحبوب الكاكاو، وأوراق الشاي.

لاستهلاك الكافيين، يشرب معظم الناس المشروبات التي تحتوي على المنشطات، بما في ذلك القهوة والشاي، ومشروبات الطاقة والشوكولاتة الساخنة، والمشروبات الغازية، وهناك أيضاً بعض ألواح البروتين، وحتى بعض الأدوية التي تحتوي على الكافيين.

تقترح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن البالغين يستهلكون فقط ما يصل إلى 400 ملغ من الكافيين يومياً، وهو ما يعادل حوالي أربعة إلى خمسة فناجين من القهوة.

عندما تتناول الكافيين، يبدأ مفعوله بسرعة كبيرة، ويصل إلى ذروته في الدم خلال 30 إلى 60 دقيقة، ويمكن أن تشمل تأثيرات الكافيين زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس، والطاقة البدنية، واليقظة العقلية.

قد تعتمد مدة استمرار هذه التأثيرات على عادات الشخص، وكمية الكافيين التي يتناولها، لكن بشكل عام، عادة ما يكون نصف عمر الكافيين خمس ساعات، مما يعني أن الجسم يستغرق هذا القدر من الوقت للتخلص من نصف مفعوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى