مقالات وأبحاثعلوم صحية

أدلة جديدة تربط بين مرض التوحد والمواد البلاستيكية؟

بعد اتهامها بالوقوف وراء أمراض السرطان والعقم والتصلب، أبحاث جديدة تربط بين المواد البلاستيكية ومرض التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • يعتقد الباحثون بأن هناك علاقة، بين المواد البلاستيكية الشائعة الاستخدام، ومرض التوحد و اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • يعتقد الباحثون أيضاً، أن هناك عدة عوامل، تقف وراء استمرار ارتفاع معدل انتشار مرض التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، منها العوامل البيئية.
  • وجد الباحثون مؤخراً دليلاً كيميائياً حيوياً، على وجود صلة بين مادة BPA، وهي مادة يتم إضافتها في الكثير من الصناعات البلاستيكية شائعة الاستخدام، وبين تطور مرض التوحد، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

على الرغم من أن كلاً من هذه الاضطرابات العصبية مختلفة، إلاّ أن هناك بعض أوجه التشابه في الأعراض، وقد وجدت الأبحاث السابقة، أن واحداً من بين كل ثمانية أطفال مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مصابون بالتوحد في نفس الوقت.

مع استمرار تزايد انتشار مرض التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال كل عام، كان العلماء يبحثون عن الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، طوال الوقت.

لقد كان الاعتقاد لديهم يتزائد بأن بعض هذه الأسباب المحتملة هي عوامل بيئية، مثل بقايا المعادن الثقيلة في تلوث الغذاء والهواء.

يعاني حوالي واحد من بين كل 100 طفل حول العالم من مرض التوحد.

كما يعاني ما يقرب من 129 مليون طفل على مستوى العالم أيضاً، من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

في الدراسة الجديدة، التي نشرتها مجلة PLOS ONET، وجد باحثون من كلية روان فيرتوا للطب التقويمي، أدلة تشير إلى أن الأطفال المصابون بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو كليهما معاً، لديهم قدرة منخفضة على التخلص من مادة البيسفينول A البلاستيكية الشائعة (BPA) من أجسامهم.

يقول الباحثون بأن هذا الأمر، يوفر دليلاً كيميائياً حيوياً، على العلاقة الكامنة بين مادة BPA، وتطور مرض التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ما هي مادة BPA وهل؟ وهل هي ضارة؟

BPA هي مادة كيميائية اصطناعية، بدأت في الظهور منذ خمسينيات القرن الماضي، وهي تستخدم في الصناعات البلاستيكية (البولي كربونات).

تشمل بعض تلك الصناعات البلاستيكة مثل:

ربطت الأبحاث السابقة مادة BPA بالعديد من المشكلات الصحية، مثل العقم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع 2، والسرطان.

وقد وجدت دراسات سابقة أيضاً، وجود علاقة بين التعرض لـ BPA، ونمو دماغ الجنين، والقضايا السلوكية لدى الأطفال، بما في ذلك القلق وفرط النشاط وعدم الانتباه والاكتئاب.

كما ربطت كذلك أبحاث أخرى مادة BPA في الجسم بالاضطرابات العصبية، بما في ذلك مرض باركنسون، والتصلب المتعدد، ومرض الزهايمر، والتصلب الجانبي الضموري (ALS).



كيف يتخلص الجسم من مادة BPA؟

مديرة الاتصالات العلمية في معهد سياسات العلوم الخضراء، Rebecca Fuoco، والتي لم تشارك في هذه الدراسة، أوضحت أن مادة BPA يمكن أن تدخل الجسم بعدة طرق، حيث قالت:

“نحن نتعرض لها، لأنها تتسرب من الحاويات وغيرها من المنتجات، إلى الطعام الذي نأكله، والماء الذي نشربه، والغبار الذي نبتلعه أو نستنشقه عن غير قصد، كما أننا نتعرض لها بشكل أكبر من خلال امتصاص الجلد.

كجزء من الحياة الاعتيادية، يواجه الجسم العديد من المركبات السامة، سواء من خلال النظام الغذائي، أو من البيئة المحيطة.

يقول الدكتور Dr. T. Peter Stein، أستاذ الجراحة، بكلية الطب التقويمي والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة لـ Medical News Today عند شرح كيفية إزالة مادة BPA بشكل طبيعي من الجسم:

“معظم هذه المواد غير قابلة للذوبان، وبالتالي لا يمكن إخراجها مباشرة في البول، ولجعلها قابلة للذوبان في الماء، بحيث يمكن نقلها في مجرى الدم إلى الكليتين، ومن ثم إخراجها، يضيف الكبد مركباً شديد الذوبان في الماء، وهو الجلوكوز إلى السم”.

إن القيام بذلك يمكّن من إخراج المركب غير القابل للذوبان سابقاً بسهولة وسرعة في البول، وأشار أيضاً إلى أن عملية إضافة الجلوكوز إلى أحد هذه المركبات الأخرى، غير القابلة للذوبان تُعرف باسم الجلوكورونيدات.

ووفقا للباحثين، فإن قدرة الشخص على إزالة سموم مادة BPA من الجسم تختلف وراثيا، حيث أن أولئك الذين يجدون صعوبة في التخلص من مادة BPA من نظامهم، تكون أعضائهم وأنسجتهم معرضة للمادة الكيميائية، بتركيزات أعلى لفترات أطول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى