مقالات وأبحاثأخبار الصحةزيوت طبيعية

هل يساعد العلاج بالروائح في تحسين الذاكرة؟

في دراسة حديثة: العلاج بروائح الزيوت العطرية خلال الليل، يحسن الإدراك، والقدرة على تذكر الكلمات بشكل أسرع لدى كبار السن بنسبة 226%.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • هل يمكن أن يساعد العلاج بروائح الزيوت العطرية في تحسين الذاكرة؟
  • يبدو أن التعرض الدائم لروائح الزيوت العطرية الأساسية، يقدم تأثيرات ونتائج واعدة في تحسين الإدراك، وتعزيز القدرات المعرفية، وخصوصاً لدى كبار السن.

وجدت إحدى الدراسات الحديثة، أن استخدام الزيوت الأساسية، للعلاج بالروائح ليلاً، مثل زيت اللافندر، وزيت النعناع، يعزز استدعاء الكلمات بنسبة 226٪،  ويحسّن عمل عصب الدماغ الرئيسي، الذي يلعب دورًا في التعلم والذاكرة.

علاج منخفض التكلفة

تشير هذه النتائج الواعدة، إلى أن العلاج بالروائح أو مايسمى ” الإثراء الشمي” قد يكون علاج منخفض التكلفة، للمساعدة في تقليل الضعف المعرفي والإدراكي لدى كبار السن.

تشير التقديرات إلى أن:

التدهور المعرفي، الذي يتميز بعدم القدرة على استعادة الكلمات من الذاكرة بسرعة، أو الفقدان الكلي أو الجزئي للذاكرة، يؤثر على نحو 11.1٪ من السكان حول العالم، وهو يعادل واحد من بين كل 9 بالغين.

أظهرت عدد من الأبحاث السابقة، أن التدهور المعرفي، غالباً ما يترافق مع فقدان حاسة الشم، في العديد من الحالات الصحية العصبية، بما في ذلك مرض الزهايمر (الخرف)، ومرض باركنسون (شلل الرعاش).

تشير بعض الأبحاث أيضاً، إلى أن التعرض المنتظم لروائح الزيوت والنباتات العطرية، يمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة على زيادة القدرات الإدراكية والمعرفية، لدى كبار السن.

تحسن كبير في مستويات الإدراك

في دراسة إكلينيكية حديثة، قام باحثون من جامعة كاليفورنيا، بفحص ما إذا كان نظام العلاج بالروائح العطرية، خلال فترة المساء والليل، مفيداً في تحسين المهارات المعرفية لدى كبار السن، لمدة ستة أشهر.

عند انتهاء المدة، لاحظ الباحثون تحسينات كبيرة في القدرة على استعادة الكلمات لدى المشاركين، بالإضافة إلى تحسين الأداء، في جزء الدماغ المعروف باسم “الحزمة اليسرى غير المحددة”، وذلك بعد استخدامهم، العلاج بالروائح العطرية.



طريقة عمل الدراسة

في هذه الدراسة، التي مولتها شركة Procter & Gamble، ونشرتها مجلة Frontiers in Neuroscience، وأجريت على عدد 43 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 60-85 عاماً، ويتمتعون بصحة جيدة مع إدراك صحي.

تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتان:

المجموعة الأولى (مجموعة الزيوت العطرية) مكونة من 20 شخص، تم تعريضهم للزيوت الأساسية خلال الليل، والمجموعة الثانية (مجموعة التحكم)، مكونة من 23 شخص، تم تعريضهم لكميات ضئيلة جداً من الروائح.

خلال مدة الدراسة، التي استمرت 6 أشهر، تعرض المشاركون إما لتركيز عالي أو خفيف، من الزيوت الأساسية ليلاً، لمدة ساعتين أثناء نومهم، وذلك باستخدام ناشر العطر البخاخ.

قام ناشر البخاخ، بتدوير سبع روائح مختلفة من شركة The Essential Oil Company (بورتلاند، أوريغون)، واحدة لكل يوم من أيام الأسبوع: وشملت روائح الورد، والبرتقال، والكافور، والليمون، والنعناع، وإكليل الجبل، واللافندر.

أنماط التقييم بعد 6 أشهر

خضع جميع المشاركين لمجموعة من التقييمات، عند دخول الدراسة (خط الأساس) وبعد التدخل لمدة 6 أشهر:

  • التقييمات المعرفية، بما في ذلك اختبار فصل النمط الذي يقيم قدرة الشخص على التمييز بين اثنين من المحفزات المتشابهة
  • استبيانات عن الاكتئاب ونوعية الحياة.
  • اختبارات الأداء الشمي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، للتحقق من التغيرات في هياكل الدماغ، والاتصال الهيكلي للدماغ.

النتائج النهائية

في النتائج النهائية وجد الباحثون، بأن المشاركون الذين تم تعريضهم للروائح بالزيوت الطبيعية، قد أظهروا تحسناً واضحاً في اختبار استدعاء قائمة الكلمات، المستخدم لتقييم التعلم اللفظي والذاكرة، وذلك مقارنة بمجموعة التحكم.

بالإضافة لذلك، لاحظ الباحثون تحسناً في الأداء بالحزمة اليسرى غير المحددة، وفقاً لتقدير متوسط الانتشار، وهو متوسط معدل انتشار الماء داخل أنسجة المخ.

الحزمة غير المحددة، هي مسار دماغي يلعب دوراً حاسماً في التعلم والذاكرة، مع التقدم في العمر.

خلص الباحثون في نهاية الدراسة، إلى أن التعرض للحد الأدنى من العلاج بالروائح، باستخدام ناشر الرائحة في الليل، يحسن الذاكرة اللفظية، بشكل كبير وسلامة مسار العصب المسئول عن الإدراك في الدماغ.

وكتب المؤلفون توصيتهم في ورقة الدراسة، حيث قالوا: “لذلك قد يكون من المناسب، البدء في اعتماد العلاج بالروائح، كبرنامج علاجي منخفض التكلفة للصحة العامة، لتقليل المخاطر العصبية لدى كبار السن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى