مقالات وأبحاثعلوم صحية

تمارين القوة والقلب تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ

في دراسة جديدة: الجمع بين تمارين القلب والتنفس، وتدريبات القوة، يحسن الإدراك المعرفي لدى كبار السن، الذين تجاوزت أعمارهم الـ 80 عاماً وأكثر.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • التمارين الهوائية وتمارين القوة يمكن أن تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ.
  • تشير دراسة جديدة، إلى أن ممارسة التمارين الرياضية، مثل تمارين القوة والتمارين الهوائيى، يمكن أن تحسن الأداء المعرفي، لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً.
  • تؤكد الدراسة أيضاً على أهمية وقيمة ممارسة النشاط البدني لأطول فترة ممكنة من العمر، حتى يصل المرء إلى سنواته الأخيرة.

توصلت دراسة جديدة، أجرتها مؤسسة McKnight Brain Research Foundation، ونُشرت في مجلة GeroScience، إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر، فإن الجمع بين تمارين القلب والتنفس، وتدريبات القوة قد يحسن الإدراك لديهم.

وجدت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين جمعوا بين هذين النوعين من التمارين أظهروا أداءً معرفياً أعلى، من الأشخاص الذين كانوا خاملين بدون ممارسة أي نشاط، والأشخاص الذين مارسوا تمارين القلب فقط.

كان الأفراد الذين شاركوا في تمارين القلب جنباً إلى جنب مع تدريبات القوة (بغض النظر عن مدتها وشدتها) أكثر مرونة عقلية، وأسرع في التفكير، وكان لديهم أيضاً قدرة أقوى على تغيير أو تكييف تفكيرهم حسب الضرورة.

ما هي التمارين الأفضل لتعزيز الأداء المعرفي؟

شملت الدراسة 184 شخصاً يتمتعون بصحة معرفية جيدة، وتتراوح أعمارهم بين 85 إلى 99 عامًا، بمتوسط عمر 88.49 عاماً، وكان من بين هذه المجموعة 98 امرأة، وقد تم الإبلاغ عن أنظمة التمارين الخاصة بهم ذاتياً، حيث شارك 68.5% في شكل من أشكال التمارين.

تم تقسيم الأشخاص إلى ثلاث مجموعات:

  • الأشخاص الذين كانوا مستقرين ولا يمارسون انشطة بدنية أو رياضية.
  • الأشخاص الذين مارسوا تمارين القلب فقط.
  • الأشخاص الذين مارسوا تمارين القلب وتمارين القوة.

تم تقييم الأداء الإدراكي للمشاركين، وفقاً لمجموعة اختبارات التقييم المعرفي في مونتريال، المصمَّمة لقياس التدهور المعرفي المعتدل، وعلامات الخرف المبكرة.

النتائج

حصلت مجموعة الأشخاص الذين مارسوا تمارين القلب وتمارين القوة معاً، على نتائج أفضل بكثير من المجموعة المستقرة التي لا تمارس أي أنشطة، في اختبارات الترميز والبحث عن الرموز.

سجلت هذه المجموعة أيضًا نتائج أفضل بكثير من المجموعة التي مارست تمارين القلب فقط، في البحث عن الرموز، وطلاقة الحروف، واختبارات Stroop Color-Word.

وكانت نتائج اختبار مجموعة القلب فقط هي نفس نتائج المجموعة المستقرة.



مخاطر الخمول وعدم النشاط

وفقاً لمجلة Medical News Today، يقول الدكتور Dr. Eric Lenze، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي، بكلية الطب بجامعة واشنطن، والذي لم يشارك في البحث الحالي: “من الواضح أن التدريبات الهوائية وتدريبات القوة مفيدة لكبار السن، حتى في سنوات متقدمة من العمر”.

وأشار الدكتور لينز إلى أنه: “ليس من غير المعتاد أن نتباطأ مع تقدم السن، ولكن ممارسة النشاط البدني بدرجة معينة، مثل المشي المنتظم، يعد مهماً للحفاظ على الأداء الوظيفي، والبقاء خارج دار رعاية المسنين”.

“يمكن أن يضيف تدريب القوة إلى هذه الفائدة، من خلال إبقاء كبار السن قادرين على النهوض من المرحاض، على سبيل المثال.

وأشار الدكتور لينز كذلك إلى أن مثل هذه القدرات، تعد حيوية لبقاء الإنسان مستقلاً بذاته، دون الحاجة للمساعدة في الأمور الحياتية اليومية، لأطول فترة ممكنة من حياته”

من جهته حذر  Ryan Glatt، مدرب صحة الدماغ ومدير برنامج FitBrain في معهد علم الأعصاب في سانتا مونيكا، الذي لم يشارك أيضاً في البحث، من المخاطر المرتبطة بنمط الحياة المتسمة بالخمول:

حيث قال “تشمل مخاطر السلوك المستقر ضمور العضلات (فقدان كتلة العضلات)، وانخفاض الأداء البدني، وزيادة خطر السقوط والكسور، والضعف الإدراكي.”

لماذا قد تدعم التمارين الصحة المعرفية

مثل هذه الدراسة تبحث فقط عن الارتباطات، ولا يمكن إثبات وجود علاقة سببية، مثل العلاقة بين أمراض القلب واللياقة البدنية والحدة العقلية، وكما قال الدكتور لينز: “كان المؤلفون أنفسهم حريصين على وصف هذا الأمر بأنه استكشافي”.

وأضاف الدكتور لينز: «ليس من الواضح مدى فائدة هذه التمارين، في تحسين الوظيفة الإدراكية مثل الذاكرة».

مع ذلك، أشار لينز إلى أنه من المتوقع أن يؤدي كلا النوعان من التمارين، إلى تحسين صحة الدماغ على نطاق واسع من خلال تحسين حساسية الأنسولين، وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وإبقاء الناس أكثر نشاطًا بشكل عام”.

واقترح جلات أن هذين الشكلين من النشاط قد يؤثران على مناطق مختلفة من الدماغ، قائلا: “لقد وجدت الأبحاث السابقة أن التمارين الرياضية تفيد الدماغ بطرق مماثلة، ومع ذلك، فقد وجد أن أنواعاً معينة من التمارين تؤثر على مناطق معينة في الدماغ”.

وأضاف جلات بالقول أيضاً: “على سبيل المثال، وجدت الأبحاث السابقة، أن تمارين المقاومة يمكن أن يفيد وظيفة وبنية الفص الجبهي، في حين أن التمارين الرياضية، يمكن أن تفيد وظيفة وبنية مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، مثل الحصين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى