مقالات وأبحاثعلوم صحية

تلوث الهواء يضاعف حالات الوفاة لمرضى القلب

في دراسة حديثة: يرتبط تلوث الهواء بزيادة نسبتها 31٪ في حالات الوفاة والعجز، المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة بين التعرض لملوثات الهواء، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • درس الباحثون آثار تلوث الهواء على صحة القلب والأوعية الدموية، ووجدوا أن تلوث الهواء، مرتبط بأعداد أكبر من الوفيات وسنوات العمر المفقودة، والسنوات التي انقضت في الإعاقة.
  • وجدت الدراسة أيضاً، وجود علاقة بين تلوث الهواء وصحة القلب والأوعية الدموية، ولكن دون علاقة سببية.

يعد تلوث الهواء أحد أكبر عوامل الخطر للإعاقة، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع مستويات السكر في الدم، كما أنه عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، والتي تساهم في حوالي 1 من كل 3 وفيات على مستوى العالم.

يعيش حوالي 91٪ من سكان العالم، في أماكن يتجاوز فيها مؤشر جودة الهواء، الحدود التي وضعتها إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO).

ماهي الجسيمات؟

عادةً ما يُصنف تلوث الهواء، على شكل جسيمات (PM) إلى ثلاث مجموعات فرعية بناءً على قطر الجسيم، على النحو التالي:

  • الجسيمات الخشنة: أقل من 10 ميكرومتر، ولكن أكثر من 2.5 ميكرومتر، (أي الغبار وحبوب اللقاح والرماد المتطاير).
  • الجسيمات الدقيقة: أقل من 2.5 ميكرومتر، ولكن أكثر من 0.1 ميكرومتر، (أي جزيئات الاحتراق والدخان).
  • الجسيمات فائقة الدقة: أقل من 0.1 ميكرومتر، (أي جزيئات عادم الديزل وحرق الأخشاب).

تظهر الأبحاث أن الجسيمات الدقيقة، هي أكثر عوامل الخطر البيئية تأثيراً على الوفيات والإعاقة، بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يمكن إجراء مزيد من الدراسات، حول العلاقة بين PM 2.5 وصحة القلب والأوعية الدموية، بمرور الوقت لتوجيه سياسة الصحة العامة والتوصيات بشأنها.

ماذا تقول الدراسة؟

في دراسة حديثة نشرتها مؤخراً مجلة جمعية القلب الأمريكية، قام الباحثون بدراسة آثار PM 2.5، والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجد الباحثون في هذه الدراسة، أنه بين عامي 1990 و 2019م، ارتفع عدد الوفيات المبكرة، بأمراض القلب والأوعية الدموية، وسنوات العجز المرتبطة بـ PM 2.5 بنسبة 31٪ على مستوى العالم.

وبحسب MNT، قال الدكتور Dr. Wei Chung-Su، طبيب القلب التداخلي، والمدير الطبي لبرنامج القلب البنيوي، في مركز ميموريال كير سادلباك الطبي، في لاجونا هيلز بكاليفورنيا، وغير المشارك في الدراسة:

تُظهر الدراسة على نطاق عالمي، كيف أن تأثير الجسيمات الدقيقة، على أمراض القلب والأوعية الدموية، يتغير بمرور الوقت، حيث يظل تلوث الهواء عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويبدو أن المشكلة تزداد سوءً.

لا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين الجنسين اجتماعياً وديموغرافياً في تأثيرات تلوث الهواء، مما يوفر لنا فرصاً لتحسين استهداف مكافحة التلوث من أجل تحسين صحة الناس”.

العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة مخاطر الوفاة

بالنسبة للدراسة، فقد حلل الباحثون بيانات من دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2019م، والتي تحتوي على بيانات صحية من 204 دولة.

على وجه الخصوص، قاموا بفحص البيانات المتعلقة، بأمراض القلب الإقفارية، والسكتة الدماغية، المنسوبة إلى الجسيمات، بين عامي 1990 و 2019م.

تم تقدير التعرض لتلوث الجسيمات، باستخدام معلومات من الأقمار الصناعية، والرصد على مستوى الأرض، ونماذج الكمبيوتر للمواد الكيميائية في الغلاف الجوي، وبيانات استخدام الأراضي.

كما قام الباحثون بتقييم التغيرات بمرور الوقت، في سنوات العمر المفقودة، بسبب الوفاة المبكرة (YLLs)، وسنوات العمر مع الإعاقة (YLDs)، وسنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)، وهو مقياس قائم على الوقت، يجمع بين سنوات العمر المفقودة والعمر الافتراضي.

نتائج الدراسة

أشار الباحثون من خلال نتائج الدراسة إلى الحقائق التالية:

  •  وفيات جميع الأعمار، زادت من 2.6 مليون في عام 1990 إلى 3.5 مليون في عام 2019م.
  • ارتفع عدد وفيات الذكور، التي حدثت خلال فترة الدراسة، بنسبة 43٪، بينما ارتفع عدد وفيات الإناث بنسبة 28.2٪.
  • ارتفع معدل DALYs لجميع الأعمار بنسبة 31٪، من 6.8 مليون عام 1990م إلى 8.9 مليون عام 2019م.
  • انخفض معدل سنوات العمر المفقودة بنسبة 36.7٪ خلال نفس الفترة.

كما أفاد الباحثون كذلك، بأن المناطق ذات الظروف الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة، لديها أقل معدل سنوات للعيش، وأعلى عدد من سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة.

معنى ذلك أنه في حين أن الناس كانوا أقل عرضة للوفاة، بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالجسيمات، إلا أنهم كانوا أكثر عرضة للتعايش مع الإعاقة بسببها.

بالمقابل كان العكس هو الصحيح بالنسبة للبلدان ذات الظروف الاقتصادية المتدنية، حيث كان الناس أكثر عرضة للوفاة، من أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالجسيمات، وأقل عرضة للعيش مع الإعاقة.

ومع ذلك، شهدت بعض البلدان انخفاضاً في الوفيات والعجز من أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالجسيمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى