مقالات وأبحاثعلوم صحية

أطباء الأشعة يتفوقون على الذكاء الاصطناعي

في دراسة حديثة: اختصاصيو الأشعة يتفوقون على الذكاء الاصطناعي، في تحديد أمراض الرئة، من خلال الأشعة السينية للصدر.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) وأدوات التعلم الآلي، شائعة بشكل متزايد، في مجال الرعاية الصحية وخارجها.
  • قارنت دراسة جديدة، بين أدوات الذكاء الاصطناعي، وأطباء الأشعة البشرية، ووجدت أن أطباء الأشعة كانوا متفوقين على تلك الأدوات، في تحديد الحالات المرضية، من خلال الأشعة السينية.
  • أفاد الباحثون أنه كلما كان التشخيص أكثر تعقيداً، كان أداء الخبراء البشريين، أقوى مقارنة بأدوات الذكاء الاصطناعي.

يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) بالفعل على تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم، مثل المساعدة في التنبؤ بالأعاصير بشكل أفضل من أي وقت مضى، إلى تقديم النصائح المالية، وغير ذلك.

الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً طوال الوقت

ولكن عندما يتعلق الأمر بقراءة الأشعة السينية في عيادة الطبيب، فقد لا يكون الذكاء الاصطناعي جاهزًا محل أطباء الأشعة في العالم.

وفقاً لدراسة جديدة، نُشرت في مجلة الأشعة، جمع باحثون من الدنمارك مجموعة مكونة من 72 متخصصاً في الأشعة، وأربعة أدوات تجارية للذكاء الاصطناعي، وقاموا بوضعها في مواجهة بعضها البعض، لتفسير 2040 حالة من الأشعة السينية للصدر، لكبار السن (متوسط أعمارهم 72 عاماً) .

أظهر حوالي ثلث الأشعة السينية واحدة على الأقل من ثلاث حالات يمكن تشخيصها:

  1. مرض المجال الجوي.
  2. استرواح الصدر (الرئة المنهارة).
  3. الانصباب الجنبي (المعروف أيضًا باسم “الماء على الرئة”).

أفاد الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي، كانت حساسة إلى حد معقول، حيث قامت بتشخيص أمراض المجال الجوي بنسبة 72% إلى 91% من حالات المجال الجوي، و63% إلى 90% من حالات استرواح الصدر، و62% إلى 95% من حالات الانصباب الجنبي.



نتائج إيجابية كاذبة

قال الباحثون إن أدوات الذكاء الاصطناعي، أنتجت أيضاً عدداً كبيراً من النتائج الإيجابية الكاذبة منخفضة الدقة، كلما أصبح التشخيص أكثر تعقيدًا.

بالنسبة لاسترواح الصدر، على سبيل المثال، عندما تم جمع هذه النتائج الإيجابية الكاذبة، كانت القيم التنبؤية الإيجابية لأنظمة الذكاء الاصطناعي تتراوح بين 56% و86%، بينما كان اختصاصيو الأشعة على صواب بنسبة 96% من الحالات.

وكانت القيم التنبؤية الإيجابية للانصباب الجنبي مماثلة لتلك الخاصة باسترواح الصدر، وتراوحت من 56% إلى 84%.

كما كان الذكاء الاصطناعي أسوأ في تشخيص أمراض المجال الجوي أيضاً، حيث توقع الحالة بشكل إيجابي فقط في 40% إلى 50% من الحالات.

في هذه العينة الصعبة والمسنة من المرضى، تنبأ الذكاء الاصطناعي بمرض المجال الجوي، خمس إلى ست مرات من أصل 10، بأنه ليس هناك أي مرض.

قال: مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور لويس بليسنر، وأخصائي الأشعة المقيم في قسم الأشعة بمستشفى هيرليف وجينتوفتي في كوبنهاغن، الدنمارك، في مؤتمر صحفي: “لا يمكن أن يكون لديك نظام ذكاء اصطناعي يعمل بمفرده بهذا المعدل”.

وأضاف بالقول: “تبدو أنظمة الذكاء الاصطناعي جيدة جداً في اكتشاف المرض، لكنها ليست جيدة مثل أطباء الأشعة، في تحديد غياب المرض، خاصة عندما تكون الأشعة السينية للصدر معقدة.”

وقال بليسنر ” إن هناك مشكلة أخرى، وهي أن ارتفاع معدل النتائج الإيجابية الكاذبة سيكون مكلفاً، سواء من حيث الوقت أو الاختبارات غير الضرورية، أو زيادة التعرض للإشعاع بين المرضى”.

كيف ينظر خبراء الذكاء الاصطناعي لهذه الدراسة؟

وفقاً لمجلة Medical News Today، قال زي ريزفي، المؤسس المشارك ورئيس Odesso Health، وهي خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة السجلات الطبية الإلكترونية: “هذه الدراسة لم تفاجئني وهي بالضبط ما يمكن توقعه من نظام الذكاء الاصطناعي”.

وأضاف بالقول: “في أحسن الأحوال، يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز المهارات البشرية بطريقة تكميلية، والنظر إلى الذكاء الاصطناعي والقدرة البشرية على أنهما متعارضان، سيؤدي دائماً إلى نتائج مخيبة للآمال.

“نحن لسنا بعيدين بما فيه الكفاية، في مجال الذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق لإزالة البشر تماماً، من معادلة الإنتاجية ونتائج المرضى”.

تصميم قوي بأدوات متعددة

من جانبها استجابت الدكتورة فارا كامانجير، طبيبة الأمراض الجلدية، ورئيسة جمعية سان فرانسيسكو للأمراض الجلدية، ومؤسس أداة DermGPT لصحة الجلد، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بشكل إيجابي للدراسة، مع الإشارة إلى حدودها.

حيث قالت: “إن تصميم هذه الدراسة قوي، لأنه يتضمن أدوات متعددة للذكاء الاصطناعي ويتضمن اثنين من أخصائيي الأشعة لتأكيد التشخيص.

كما أضافت بالقول: “في حالات الخلاف، يتم استشارة أخصائي أشعة ثالث، حيث أن إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية هائلة وتشمل تطبيقات مختلفة، بما في ذلك تطوير الأدوية، والأبحاث ورعاية المرضى، وإدارة الممارسات والوصفات الطبية والتأمين، والمزيد”.

ومن المشجع أن نرى الأطباء يقومون بدور استباقي في قيادة تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى