مقالات وأبحاثعلوم صحية

النظام الغذائي النباتي قد يزيد من خطر الإصابة بالكسور

في دراسة حديثة: الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، هم أكثر عرضة للإصابة بكسور الورك والعظام بنسبة 50%، مقارنةً بالذين يتناولون اللحوم والأسماك.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

وجدت إحدى الدراسات الحديثة، أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، معرضون أكثر من غيرهم، للإصابة بكسور العظام، وخصوصاً الورك، مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون اللحوم أو الأسماك.

على الرغم من أن الارتباط غير واضح، إلا أن الباحثين يتوقعون أن النباتيين، يمكن أن يكون لديهم مؤشر كتلة جسم أقل (BMI)، من الذين يتناولون نظام غذائي يحتوي على اللحوم والدهون والبروتين، وهو ما يجعل عظامهم أقل تحملاً عند السقوط على الأرض مثلاً.

النباتيون يفتقرون إلى البروتين

يرى مؤلفوا الدراسة كذلك، أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية، ربما يفتقرون إلى البروتين، والمواد المغذية الأساسية الأخرى، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والعظام لديهم.

قد يكون الامتناع عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان، خياراً غذائياً شائعاً، لدى الكثيرين لأسباب مختلفة، وهو خيار يقدم العديد من الفوائد الصحية بالفعل، إلا أن الأبحاث لاتزال تسعى، إلى فهم ما إذا كان هنالك أي مخاطر محتملة، لاتباع نظام غذائي نباتي.

ينصح الباحثون الأشخاص، الذين يتبعون نظام غذائي نباتي، أن يتناولوا نظام غذائي متوازن، وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، لتقليل خطر الإصابة بكسور الورك والعظام بشكل عام.

أفادت نتائج إحدى الدراسات الحديثة، التي أجريت في المملكة المتحدة، وتم نشرها في BMC Medicine، عن مخاطر الإصابة بكسور الورك، بين الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية صرفة، ويبتعدون تماماً عن أكل اللحوم والأسماك.

كما أظهرت نتائج الدراسة، أن كلاً من الرجال والنساء المشاركون في الدراسة، الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً، كانوا أكثر عرضة للإصابة بكسور الورك، وقد كان هذا مرتبطًا بانخفاض مؤشر كتلة الجسم لديهم.

بيانات وطريقة البحث

اشتملت هذه الدراسة على أكثر من 400.000 مشارك من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عاماً، وقد استخدم فيها الباحثون بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والذي يتضمن أفراداً من مناطق متعددة، مثل إنجلترا، واسكتلندا، وويلز.

في الدراسة التي استمرت 12 عاماً ونصف العام، نظر الباحثون في مخاطر الإصابة بكسور الورك، واستبعدوا بعض المشاركين بناءً على معايير محددة، بما في ذلك ما إذا كان لديهم كسر سابق في الورك، أو تاريخ هشاشة العظام.

بناءً على استبيانات تكرار الطعام، قسم الباحثون المشاركين إلى أربع مجموعات رئيسية:

  1. أكلة اللحوم بانتظام: أفاد هؤلاء المشاركون بتناول اللحوم خمس مرات أو أكثر أسبوعيا.
  2. آكلو اللحوم من حين لآخر: أكل هؤلاء المشاركون اللحوم أقل من خمس مرات كل أسبوع.
  3. نباتيون ولكنهم يأكلون السمك: هؤلاء المشاركون كانوا يأكلون السمك ولكنهم لم يأكلوا اللحوم بخلاف ذلك.
  4. النباتيون: هؤلاء المشاركون لم يأكلوا اللحوم، ومع ذلك، تضمنت المجموعة الأشخاص الذين تناولوا منتجات الألبان، أو البيض وأولئك الذين لم يأكلوا البيض أو منتجات الألبان.

وقد اختار الباحثون، الجمع بين المجموعات النباتية وغير النباتية، لأن عددًا قليلاً فقط من المشاركين كانوا نباتيين.

وضع الباحثون في الاعتبار أيضاً، العديد من الأمور الأخرى، بما في ذلك الجنس، والعرق، والاستخدام المنتظم للمكملات الغذائية، ومستوى النشاط البدني، وتعاطي التدخين، واستهلاك الكحول.

ثم نظروا في المخاطر المصاحبة لكسور الورك، بين كل هذه المجموعات المختلفة.

النتيجة النهائية للدراسة

أشارت النتائج النهائية للدراسة، إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً، كانوا أكثر عرضة للإصابة بكسور الورك أو الفخذ بنسبة 50%، مقارنةً بالمجموعات التي تتناول اللحوم والأسماك.

لماذا النباتيون هم أكثر عرضة للإصابة بالكسور؟

لاحظ الباحثون، أن ذلك يمكن تفسيره، من خلال انخفاض مؤشر الكتلة للجسم، لدى المشاركين، الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً، حيث أن ذلك قد يعني وجود ضعف في قوة وصحة العضلات والعظام لديهم، وهو ما يجعلها عرضة للكسر بسهولة عند السقوط.

من جانب آخر، يقول الباحثون أن معظم أسباب ارتباط المخاطر لم تكن واضحة تماماً، ويتكهنون بأن زيادة خطر الكسور في الورك، قد تكون مرتبطة أيضاً بانخفاض مستويات البروتين، والعناصر الغذائية الرئيسية الأخرى بين النباتيين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى