مقالات وأبحاثنباتات وأعشابأمراض شائعة

الطرق المنزلية لعلاج الملاريا هل هي مجدية فعلاً؟

كيف تنتقل الملاريا من شخص لآخر؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها؟ وما العلاج القياسي الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية؟ وهل يمكن أن تفيد الأدوية المنزلية في العلاج أيضاً؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

الملاريا مرض حموي حاد، تسببه طفيليات البلازموديوم، التي تنتشر بين البشر، من خلال لدغات أنثى بعوض الأنوفيلة المصابة، ومع أن هذا المرض يعد خطيراً في حال تطوره، إلاَّ أنه يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة.

ما هي الملاريا؟

الملاريا مرض يهدد الحياة، يوجد بشكل أساسي في البلدان الاستوائية، وهو أمر يمكن الوقاية منه وعلاجه، من خلال التشخيص السريع والعلاج الفعال، ومن ذون ذلك يمكن أن تتطور إلى شكل حاد من المرض، والذي غالباً ما يكون مميتاً إذا لم يتم علاجه.

كيف تنتقل الملاريا؟

الملاريا ليست مرضاً معدياً، ولا تنتقل من شخص إلى آخر، وإنما تنتقل عن طريق لدغات البعوض الحامل للمرض، وخصوصاً أنثى بعوضة الأنوفيلة، وهي أحد أنواع الطفيليات التي تنقل مرض الملاريا.

يمكن لخمسة أنواع من الطفيليات أن تسبب الملاريا لدى البشر، ويشكل نوعان من هذه الأنواع التهديد الأكبر وهما: Plasmodium falciparum و Plasmodium vivax.

كما أن هناك أكثر من 400 نوع مختلف من بعوض الأنوفيلة، ونحو 40 نوعاً آخر تُعرف بالأنواع الناقلة، والتي يمكنها نقل المرض.

يكون خطر الإصابة بالعدوى أعلى في بعض المناطق، منه في مناطق أخرى، وذلك اعتماداً على عوامل متعددة، مثل نوع البعوض المحلي، كما قد يختلف أيضاً وفقاً للموسم، حيث يكون الخطر أعلى، خلال موسم الأمطار في البلدان الاستوائية.

بحسب منظمة الصحة العالمية: ما يقرب من نصف سكان العالم، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا.

ففي عام 2021م فقط، أصيب ما يقدَّر بنحو 247 مليون شخص بالملاريا في 85 دولة، وفي العام ذاته، أودى المرض بحياة ما يقرب من 619.000 شخص.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الملاريا؟

يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالملاريا الحادة من غيرهم، على سبيل المثال، يكون الرضع والأطفال دون سن 5 سنوات، والنساء الحوامل، والمرضى المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) معرضون للخطر بشكل أكبر من غيرهم.

كما تشمل الفئات الأخرى أيضاً، الأشخاص الذين يتواجدون في مناطق تشهد انتقالاً شديداً للملاريا، والذين لم يكتسبوا مناعة جزئية من التعرض الطويل للمرض، أو الذين لا يتناولون علاجات وقائية كيميائية، مثل المهاجرين والسكان المتنقلين والمسافرين.

كذلك فإن بعض الأشخاص، الذين يتواجدون في المناطق التي تنتشر فيها الملاريا، سوف يطورون مناعة جزئية، على الرغم من أنها لا توفر الحماية الكاملة أبداً، إلا أن المناعة الجزئية تقلل من خطر تسبب عدوى الملاريا في مرض شديد.

لهذا السبب، فإن معظم الوفيات الناجمة عن الملاريا في أفريقيا مثلاً تحدث بين الأطفال الصغار، في حين أن جميع الفئات العمرية معرضة للخطر في المناطق التي تكون فيها معدلات انتقال المرض أقل ومناعة منخفضة.



أعراض الملاريا

تبدأ الأعراض الأولى للملاريا عادةً خلال 10 إلى 15 يوماً، بعد لدغة بعوضة ناقلة للمرض، وتشمل تلك الأعراض أشياء مثل:

على الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون خفيفة ويصعب التعرف عليها فب بداية الأمر على أنها ملاريا.

في المناطق التي تتوطن فيها الملاريا، قد يصاب الأشخاص الذين تطورت لديهم مناعة جزئية بالعدوى، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض، يمعنى آخر (عدوى بدون أعراض).

صورة مكبرة للبعوض الناقل للملاريا-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. تبدأ أعراض الملاريا بعد بضعة أيام من لدغة بعوضة ناقلة للمرض.

العلاجات المتاحة للملاريا

رغم خطورتها، إلاَّ أن الملاريا تعد مرضاً قابلاً للعلاج.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تعد العلاجات المركبة، القائمة على مادة الأرتيميسينين، من أكثر الأدوية المضادة للملاريا من الفعالية، ومن حيث كونها متاحة أيضاً، وتعد هي الدعامة الأساسية للعلاج الموصى به للملاريا المنجلية، وهي طفيل الملاريا الأكثر فتكاً على مستوى العالم.

تجمع العلاجات المركبة ACTs بين مادتين صيدلانيتين فعالتين مع آليات عمل مختلفة، بما في ذلك مشتقات مادة الأرتيميسينين، المستخرجة من نبات Artemisia annua ودواء شريك آخر.

ويتمثل دور مركب الأرتيميسينين في تقليل عدد الطفيليات، خلال الأيام الثلاثة الأولى من العلاج، أما دور الدواء الشريك فهو القضاء على ما تبقى من الطفيليات.

توصي منظمة الصحة العالمية، بعدم إعطاء العلاج إلا إذا ثبتت إصابة الشخص بالملاريا.

كما أنها لا تدعم الترويج أو استخدام نبات الشيح (Artemisia)، للوقاية من الملاريا أو علاجها، سواء كان ذلك على شكل شاي أعشاب، أو أقراص، أو كبسولات.

علاجات منزلية للملاريا

لا توجد دراسات علمية، تشير بأن هناك أدوية منزلية محددة، يمكن أن تعالج الملاريا، أو غيرها من الأمراض، ولكن هناك بعض التوابل والأعشاب الطبيعية، التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الملاريا، والتعافي منها بسرعة.

لكن لا يجب أن تستخدم هذه الأغذية والأعشاب المنزلية، كبديل عن العلاج الطبي القياسي للملاريا، الذي توصي به منظمة الصحية العالمية، كما أسلفنا القول في الفقرة السابقة، وإنما كعوامل مساعدة، للوقاية والتخفيف من الأعراض فقط.

تشمل بعض تلك العلاجات المنزلية التي ثبتت فعاليتها مثل:

1. الكركم

وفقاً للدراسات التي أجريت على الحيوانات، أظهر الكركمين، وهو المكون الرئيسي للكركم، نشاطًا مضاداً لمسببات مرض الملاريا، ولهذا السبب، قد يساعد الكركم الأشخاص، الذين يعانون من الملاريا على التعافي بسرعة. (3)

كيف تستخدمه؟

هناك عدة طرق يمكنك من خلالها استخدام الكركم للملاريا.

على سبيل المثال، يمكنك وضع الكركم في كوب من الحليب الدافئ للحصول على الفوائد، كما يمكنك أيضاً إضافته إلى الأطعمة والأطباق التي تتناولها.



2. الزنجبيل

قد يعاني الأشخاص المصابون بالملاريا من أعراض مثل الغثيان والقيء، وتظهر العديد من الدراسات السريرية أن الزنجبيل قد يكون فعالاً ضد هذه الأعراض.

بعد شاي الزنجبيل مثلاً من الوصفات الشهيرة، الفعالة جداً في علاج الكثير من الالتهابات والحالات الصحية، ولذلك فهو يمكن أن يساعد في التخفيف من أعراض الملاريا. (4)

كيف تستخدمه؟

  • يمكنك تحضير شاي الزنجبيل منزلياً، عن طريق إضافة ملعقة من الزنجبيل الطازج والمطحون، إلى مقدار كوب من الماء المغلي.
  • بعد ذلك قم بخلط المزيج جيداً، وتناوله كشاي مرتين إلى ثلاث مرات يومياً.
  • يمكنك أيضاً إضافة عصير الليمون، أو ملعقة من العسل، لإضافة نكهة ومذاق، حسب رغبتك.

3. القرفة

القرفة من التوابل الشائعة، والشهيرة بخصائصها الطبية المفيدة، لعلاج الكثير من الحالات الصحية.

على سبيل المثال، أشارت العديد من الدراسات التي أجريت في المختبر وعلى الحيوانات، إلى أن القرفة أظهرت تأثيرات مثبطة ضد مسببات الأمراض التي تسبب الملاريا. (5)

كيف تستخدمه؟

  • يمكنك إضافة مسحوق القرفة إلى كوب من الماء المغلي أو الدافئ، وتناوله كشاي أعشاب.
  • يمكنك أيضاً إضافة قليل من الفلفل الأسود المطحون، والعسل لتعزيز الطعم، إذا رغبت بذلك.

5. مستخلص النيم

استخدم النيم كعلاج مضاد للملاريا لعقود طويلة، وقد أظهرت المركبات الموجودة في هذا النبات فعالية ضد الطفيليات المسببة للملاريا.

قد يساعد تناول النيم أيضاً على خفض الحمى المصاحبة للمرض، وتعزيز جهاز المناعة، مما يساعد على تسريع عملية الشفاء، ويمكنك شرب شاي النيم أو مضغ أوراقه الطازجة للحصول على نتائج في مكافحة الملاريا، إلى جانب العلاج الأساسي. (6)

كيف تستخدمه؟

  • لتحضير شاي النيم، قم بغلي كوب من الماء.
  • أضف إليه بعض أوراق النيم.
  • دعها تنقع لبعض الوقت.
  • قم بتصفية المزيج إلى داخل كوب.
  • يمكنك إضافة العسل إليه لتعزيز المذاق.
  • تناوله مرتين في اليوم، إلى أن تشعر بالتحسن.


6. عشبة تولسي

تولسي هو عشب مشهور، يستخدم في نظام الطب الهندي القديم (الأيورفيدا)، ومن المعروف أن تولسي يمتلك العديد من التأثيرات المفيدة للعديد من الحالات الصحية، كما تم توثيق النشاط المضاد للملاريا في التولسي من خلال بعض الدراسات العلمية. (7)

قد يعمل التولسي أيضاً على تعزيز الاستجابة المناعية، ضد مسببات الأمراض المعدية.

كيف تستخدمه؟

  • يمكنك صنع شاي التولسي، عن طريق غلي أوراقه التولسي في الماء.
  • بعد ذلك قم بتصفية المزيج إلى داخل كوب وسيكون جاهزاً للشرب.
  • يمكنك إضافة  القليل من عصير الليمون أو العسل لتعزيز المذاق.

إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى