مقالات وأبحاثأمراض شائعة

كيف يحمي جهاز المناعة جسمك ضد الأمراض؟

ماهو جهاز المناعة التكيفي؟ وكيف يتم بناء الدفاعات الخاصة بجهاز المناعة لديك؟ وما الطريقة التي تنتقل بها الخلايا المناعية من الأمر إلى الجنين؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

تتواجد الجراثيم والميكروبات والجزيئات الضارة، في كل مكان تقريباً على كوكب الأرض، وهي تصل إلى إجسامنا بالعديد من الطرق.

من تلك الطرق على سبيل المثال، الملوثات البيئية المحيطة بنا، مثل أدخنة السيارات والسجائر، والهواء الملوث، وعن طريق الأطعمة والمشروبات التي نتناولها … الخ.

تمتلك أجسامنا أنظمة دفاعية بشكل طبيعي، لمواجهة مثل هؤلاء الغزاة، الذين يسببون لنا الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية، تسمى الأجهزة المناعية الذاتية.

ماهي الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة؟

يتكون جهاز المناعة لكل شخص، من تريليونات الخلايا والبروتينات، التي تتواجد في دمك، وفي كل عضو من أعضاء جسمك، وهو يتواجد معك منذ ولادتك وطوال بقاءك على قيد الحياة.

الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة، هي محاربة المواد الضارة مثل الجراثيم والميكروبات وكل الملوثات والأجسام الغريبة، التي تدخل إلى الجسم عبر الجلد أو الجهاز الهضمي، من خلال الأطعمة والمشروبات على سبيل المثال.



كيف يتم بناء الدفاعات الخاصة بجهاز المناعة لديك؟

عندما نكون أجنة في أرحام أمهاتنا قبل الولادة، فإن الأجهزة المناعية لأمهاتنا هي التي تحمينا ضد العدوى، كما توضح ذلك الدكتورة/ ويتني هارينجتون، التي تقوم بتدريس مراحل تطور الجهاز المناعي، في معهد سياتل لأبحاث الأطفال.

يتم نقل الجزيئات المقاومة للجراثيم، التي يصنعها الجهاز المناعي، والتي تسمى الأجسام المضادة، إلى الجنين عبر المشيمة.

كما تنتقل إلى الطفل بعد الولادة أيضاً من خلال الرضاعة الطبيعية، حيث تلتصق الأجسام المضادة بالجراثيم وتمنعها من إصابة الخلايا.

تقول هارينجتون: “إن ذروة خطر الإصابة بأمراض خطيرة، ناجمة عن العديد من أنواع العدوى، تكون خلال الستة الأشهر الأولى من الحياة بعد الولادة، وذلك لأن الجهاز المناعي للطفل، بالكاد قد بدأ للتو في مرحلة التطور والنمو.

يمكن للأجسام المضادة، التي تنتقل من الأم إلى الطفل أن تستمر لعدة أشهر من خلال الرضاعة الطبيعية، حيث تساعد في حماية الطفل الوليد، إلى أن يبدأ جهاز المناعة لديه في التطور والتكيف.

يقوم الجهاز المناعي ببناء العديد من خطوط الدفاع. توفر خلايا الجهاز المناعي الفطري استجابة مبكرة للخطر. إنهم يتحركون عبر الجسم بحثًا عن علامات تلف أو إصابة خلايا أخرى. ثم يقومون بتدمير تلك الخلايا.

ما هو جهاز المناعة التكيفي؟

جهاز المناعة التكيفي، هو أحد الدفاعات التي يتم تنشيطها بواسطة إشارات من جهاز المناعة الأساسي، ومن التعلم والخبرة في التعامل مع الجراثيم والميكروبات وكل الأجسام الغريبة والضارة.

أثناء التعامل مع تلك الأجسام الضارة يقوم الجهاز المناعي بتوليد استجابات قوية لردعها، ومن خلال ذلك تحتفظ خلايا هذا النظام بذاكرة طويلة الأمد للجراثيم والأجسام الضارة التي يحاربها.

كما أن خلايات الجهاز المناعي، تستجيب أيضاً لعمليات التطعيم ضد الأمراض التي غالباً ما تتم في مرحلة الطفولة، مما يساعدها على إنتاج المزيد من الأجسام المضادة وتطويرها.

كيف تنتقل الخلايا المناعية من الأم إلى الجنين؟

وجد الباحثون أيضاً، أن بعض الخلايا المناعية التكيفية، مثل الأجسام المضادة، تنتقل من الأم إلى الجنين، حيث تبدأ هذه الخلايا في تعليم الجهاز المناعي للجنين، حول الجراثيم والميكروبات التي تعرضت لها الأم من خلال عملية التكيف.

هارينجتون وفريقها يحاولون معرفة المزيد عن هذه الخلايا، وفهم كيف ومتى يحدث هذا الانتقال من الأم إلى الجنين، وكيف يتم استخدامه لتحقيق أقصى قدر من الحماية المناعية التي توفرها الأم.

خلال مرحلة الرضاعة والطفولة، يستمر جهاز المناعة في التكون والتطور، وبناء الخلايا المناعية المقاومة لمختلف الأمراض، كما أن التعرض للجراثيم في مرحلة الطفولة، يساعد جهاز المناعة للطفل على التكيف والنمو بشكل أقوى بمرور الوقت.

الخلايا المناعية التكيفية، كالأجسام المضادة، تنتقل من الأم إلى الجنين-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. الخلايا المناعية التكيفية، كالأجسام المضادة، تنتقل من الأم إلى الجنين.

المناعة الذاتية أثناء وبعد البلوغ

عندما يصل الإنسان إلى مرحلة البلوغ، يكون قد تعرض للعديد من الجراثيم والميكروبات والجزيئات الضارة.

لذلك فمن المرجح أن يكون قد أصبح لديه جهاز مناعة قوي، يستطيع الاستجابة والتصدي بقوة لأي محاولة للهجوم على الجسم، مثل أنواع العدوى والالتهابات وغيرها من الآفات التي تجلب الأمراض.

كما أن اللقاحات التي تأخذها في فترة الطفولة تساعد على تقوية دفاعاتك المناعية، حيث تعمل تلك اللقاحات على تعريض جهازك المناعي للجراثيم الميتة أو الضعيفة، أو بعض أجزاء منها.

يساعد ذلك خلاياك المناعية، على تعلم كيفية محاربة مثل هذه التهديدات، وتذكرها في المرات القادمة، وبالتالي صدها ومنعها قبل أن تصيبك بالمرض.

لهذا السبب غالباً ما يوصَى بلقاحات خاصة للأم أثناء الحمل، حيث تعزز هذه اللقاحات الحماية التي توفرها الأم ضد الأمراض الفتاكة، خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل.

كما يُوصى بعد ذلك باللقاحات الأخرى، بعد وقت قصير من الولادة وحتى مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى بناء جهاز مناعة قوي أثناء وبعد فترة البلوغ، وطوال حياة الإنسان.



المناعة الذاتية مع التقدم في السن

تتطلب بعض اللقاحات جرعات إضافية أثناء مرحلة البلوغ لتعزيز ذاكرة جهازك المناعي مستقبلاً، كما قد يحتاج بعض الأشخاص – اعتماداً على صحتهم أو وظائفهم أو أي عوامل أخرى – إلى لقاحات إضافية للحفاظ على سلامتهم عند التقدم في السن.

مثل ياقي الأجهزة الأخرى للجسم، يمكن أن يبدأ الجهاز المناعي في الضعف مع التقدم في العمر، حيث يمكن لهذه التغييرات أن تمنع الخلايا المناعية من العمل بالشكل الأفضل.

يقول الدكتور رونالد جيرمان، خبير جهاز المناعة في المعاهد الوطنية للصحة: “مع التقدم في السن، تفقد الخلايا المناعية قدرتها على الاستجابة بسرعة وبقوة لمختلف أنواع العدوى”.

يمكن لأجزاء أخرى من الجسم، مثل القلب أو الرئتين، أن تبدأ بالضعف أيضاً مع التقدم في السن، مما قد يؤدي إلى تعريض كبار السن لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض بسبب العديد من أنواع العدوى.

يقول جيرمان، إن المزيد من الضرر الناجم عن العدوى، يمكن أن يتسبب في ضعف الأداء لوظائف أعضاء وأنسجة الجسم لكبار السن، ولهذا السبب يُوصى أيضاً بلقاحات معينة خاصة بالاشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

محاولات لإنتاج دفاعات أفضل

لا يزال الباحثون يتعلمون كيفية تحسين الاستجابات المناعية واللقاحات، لأن هناك أنواع من الميكروبات، لازالت قادرة على تطوير نفسها والاختباء من جهاز المناعة، بل ومهاجمته في بعض الحالات.

من جانبه أيضاً، يحاول الدكتور شين كروتي وفريقه، في معهد لا جولا لعلم المناعة، الاستفادة من طريقة الجسم في مواكبة هذه التغيرات.

إنهم يدرسون جزءاً من جهاز المناعة التكيفي يسمى المراكز الجرثومية، وهذه هي المناطق في العقد الليمفاوية، حيث تذهب الخلايا المناعية لتتطور وتتعلم إنتاج أجسام مضادة أكثر فعالية.



كيف تتشكل المراكز الجرثومية؟

تتشكل المراكز الجرثومية بشكل مؤقت استجابة للعدوى أو التطعيم، فهي لا تنتج فقط أجسامًا مضادة ضد الجراثيم الموجودة في جسمك.

تقوم تلك الجراثيم بإنتاج أجسام مضادة لإصدارات مختلفة (متغيرات) من تلك الجراثيم التي لم تتعرض لها. تقوم الخلايا الموجودة في المراكز الجرثومية بشكل أساسي بتخمين كيفية تغير الفيروس بمرور الوقت.

يقول كروتي: “تعد المراكز الجرثومية واحدة من أكثر الأشياء المدهشة التي يقوم بها جهازك المناعي”.

خذ لقاحات كوفيد كمثال، حيث تسببت لقاحات فيروس كورونا، التي تم تطويرها ضد الفيروس الأصلي، في قيام الأشخاص بتكوين أجسام مضادة تحمي من المتغيرات الأخرى.

يوضح كروتي بالقول أيضاً: “جميع الأجسام المضادة التي طورها أي شخص ضد المتغيرات الأخرى من التطعيم جاءت من مراكز جرثومية”.

يمكن أن تستمر المراكز الجرثومية في الجسم لمدة تصل إلى ستة أشهر، وكلما طالت مدة وجودها، زاد تنوع الأجسام المضادة التي تنتجها.

لقاح تجريبي لإنتاج خلايا مناعية

يقوم كروتي وفريقه باختبار ما إذا كان تغيير طريقة إعطاء اللقاحات يمكن أن يساعد المراكز الجرثومية على الاستمرار لفترة أطول، وقد اختبرت دراستهم الأخيرة لقاحًا تجريبيًا لفيروس نقص المناعة البشرية على الحيوانات.

أعطى الباحثون اللقاح بجرعات صغيرة بشكل متكرر، ومع مرور الوقت أدى هذا إلى إنتاج مضادات أكثر تنوعاً، واستمرت لفترة أطول من تلك الناتجة عن جرعة اللقاح الكبيرة الواحدة.

بينما يواصل الباحثون البحث عن طرق جديدة لحمايتك من الأمراض، فإن البقاء على اطلاع دائم باللقاحات، والعيش بأسلوب حياة صحي يعد هو أفضل الطرق لتعزيز دفاعاتك المناعية.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى