
هل تفيد الأعشاب لعلاج الصرع فعلاً؟
ماهو الصرع؟ وما أعراضه وأنواعه؟ ولماذا يساعد نظام الغذاء الكيتون في علاجه؟ وكيف تساعد مستخلصات نبات القنب وبعض الفيتامينات في العلاج أيضاً؟
آخر تحديث في يوليو 26th, 2023
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
عادةً ما يعالج الأطباء الصرع، بالأدوية المضادة للتشنج، ومع ذلك لا يستجيب الكثير من الأشخاص لتلك الأدوية، أو ربما لايرغبون باستخدامها، بسبب تأثيراتها الجانبية المزعجة.
لذلك يلجأ الكثير منهم، إلى العلاجات الطبيعية البديلة، كالأغذية والأعشاب والفيتامينات، وبعض التقنيات الأخرى مثل الارتجاع البيولوجي والوخز بالإبر، وغيرها من الممارسات التقليدية الطبيعية، للمساعدة في تخفيف الأعراض.
- فهل تساعد مثل هذه الطرق، والأعشاب الطبيعية فعلاً، في علاج الصرع؟
- وما مدى موثوقيتها وأمانها؟
- وهل هناك أبحاث علمية تؤيدها وتدعمها؟
تستكشف هذه المقالة، أهم تلك الطرق والأعشاب، وتجيب على كل هذه الأسئلة، بالإضافة لتفاصيل أخرى كثيرة.
تابع القراءة لمعرفة المزيد…
ماهو الصرع؟
الصرع هو حالة صحية، يحصل فيها اضطراب للنشاط الكهربائي في الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نوبات من التشنج والاختلاج.
كما يعد الصرع من الأمراض الشائعة، حيث تشير التقديرات إلى أن 1 من كل 26 شخص يُصاب بهذا النوع من الاضطراب، ووفقاً لمؤسسة الصرع، فإن هذا المرض يمكن أن يصيب أي إنسان، من جميع الأجناس والأعراق والخلفيات والأعمار.
ماهي أعراض الصرع؟
تختلف أعراض الصرع باختلاف نوع النوبة، لأن الصرع ناجم عن نشاط معين في الدماغ، ولذلك يمكن أن تؤثر النوبات على أي عملية دماغية.
قد تشمل أعراض نوبة الصرع ما يلي:
- ارتباك مؤقت.
- تعويذة وتحديق في النظر.
- تصلب في العضلات.
- حركات الرجيج، التي تحدث غالباً في الذراعين أو الساقين، ولا يمكن السيطرة عليها.
- فقدان الوعي أو الإدراك.
- أعراض نفسية كالخوف والقلق.
- في بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص المصابون بالصرع من تغيرات في سلوكهم.
- في بعض الحالات قد يكون لدى المصاب أيضاً أعراض الذهان.
- يميل معظم المصابين بالصرع إلى الإصابة بنفس النوع من النوبات في كل مرة، وعادة ما تكون الأعراض متشابهة من حلقة إلى أخرى.

أنواع متعددة وظروف مختلفة
هناك أنواع مختلفة من الصرع وأنواع مختلفة من النوبات، ونستجيب حوالي ثلثي الحالات فقط بشكل جيد للأدوية والعلاج التقليدي، وقد تكون الجراحة خيارًا لبعض الأشخاص، لكن هذا ليس ممكن دائماً.
من جانب آخر يمكن أن تسبب الأدوية المضادة للصرع آثار جانبية لبعض الأشخاص، لذلك قد يحتاج الطبيب إلى إجراء تعديلات على نوع دواء الشخص أو جرعته بمرور الوقت.
أيضاً يعيش حوالي 80٪ من الأشخاص المصابون بالصرع، في البلدان ذات الدخل المنخفض حيث قد تكون هذه الأدوية إما غير متوفرة أو باهظة الثمن للشراء.
لكل هذه الأسباب وغيرها، يلجأ الأشخاص المصابون بالصرع، للبحث عن علاجات بديلة وتكميلية وغير دوائية، مثل الأعشاب والمكملات الغذائية، والزيوت الأساسية.
طرق وأعشاب طبيعية لعلاج الصرع
هناك القليل من الأبحاث العلمية، التي تدعم بعض العلاجات الطبيعية للصرع، لذلك من المهم التحدث إلى الطبيب المعالج، أو مقدم الرعاية الخاص بك قبل تجربة أي علاج للصرع، سواء كان دواء تقليدي بوصفة طبية، أو علاج عشبي بديل.
كما أن العديد من العلاجات الطبيعية كالأعشاب وغيرها، هي مخصصة بالأصل للاستخدام كرديف، إلى جانب الدواء القياسي المضاد للتشنج، ولا ينبغي أن تحل محله.
تشمل بعض الطرق والأعشاب الطبيعية لعلاج الصرع مثل:
النظام الغذائي الكيتوني
تمكن العديد من الأشخاص المصابون بالصرع، من تقليل وتيرة نوباتهم، عن طريق إجراء بعض التغييرات في أنظمتهم الغذائية.
يعد النظام الغذائي الكيتوني، واحد من أشهر الأنظمة الغذائية المفيدة لعلاج الصرع، حيث يتضمن تناول الأطعمة الغنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات فقط. (3) مصدر موثوق
لكن وعلى الرغم من أن هذا النظام الغذائي، قد أثبت فعاليته في تقليل عدد النوبات لدى بعض الأفراد المصابون، إلا أنه يعد نظاماً مقيداً بشكل كبير ويصعب اتباعه والالتزام به.
أظهرت إحدى المراجعات الحديثة، التي أجريت عام 2020م لأربع دراسات، حول تأثيرات النظام الكيتوني لعلاج الصرع، أن أكثر من نصف الأطفال المصابون بالصرع المقاوم للعلاج، والذين يتبعون نظام الكيتو قد توقفت لديهم النوبات تماماً. (4) مصدر موثوق
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن 85٪ حصل لديهم انخفاض واضح في عدد النوبات، ومع ذلك فقد كانت التقييمات للأدلة بأنها ذات جودة منخفضة للغاية.
من جانب آخر، أشارت بعض الدراسات، إلى أن الناس قد استخدموا هذا النظام الغذائي منذ عام 1921م، للمساعدة في علاج الصرع، ويبدو أنه لاقى نجاحاً لدى للأشخاص، الذين يعانون من الصرع المقاوم للعلاج، وخصوصاً لدى الأطفال. (5) مصدر موثوق
الأعشاب الطبيعية
الأدوية العشبية، هي عبارة عن نباتات، أو مستخلصات لتلك النباتات، تأتي على شكل زيوت طبيعية، أو مساحيق، أو أوراق مجففة، ويمكن من خلالها علاج الكثير من المشكلات الصحية.
على الرغم من عدم وجود أبحاث قوية تؤكد أن تلك الأعشاب فعالة لعلاج الصرع، إلا أن الكثير من الأشخاص المصابون، أفادوا بحدوث تحسن في النوبات لديهم بعد استخدامها.
من جهة ثانية يمكن أن تتفاعل بعض الأعشاب مع أدوية أخرى، أو تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب بها، لذلك من المهم التحدث إلى الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية الخاص بك قبل تناولها.
تشمل بعض تلك الأعشاب الطبيعية مثل:
نبات القنب Cannabis
يستخدم بعض الأشخاص مستخلصات نبات القنب، للمساعدة في علاج التشنجات المصاحبة للصرع، حيث تشير الأدلة العلمية الأولية، إلى أنه قد يساعد في تقليل النوبات، لبعض الأشخاص المصابون بأنواع معينة من الصرع. (6) مصدر موثوق
في عام 2020م، وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على عقار يحمل اسم Epidiolex، وهو دواء يحتوي على أحد المكونات القائمة على القنب. (7) مصدر موثوق
يتم استخدام هذا الدواء، لعلاج النوبات التي تنجم عن حالتان من الصراع، وراثيتان ونادرتان وشديدتان هما، متلازمة لينوكس غاستو Lennox-Gastaut syndrome، ومتلازمة دريفت Dravet syndrome.
وهذا هو المنتج الوحيد المعترف به حالياً لعلاج هذان النوعان النادران من الصراع، بموافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وهو يصرف بوصفة طبية فقط.
بالإضافة إلى ذلك ، تشير بعض الأدلة القصصية إلى أن بعض الأشخاص يستخدمون القنب أو المنتجات المحتوية عليه، للمساعدة في علاج نوباتهم.

كما تشمل بعض الأعشاب أنواعاً أخرى مثل:
- الكافا (هذه العشبة لا تستخدم إلا تحت إشراف طبي، لأن الإفراط في تناولها قد يسبب اتلاف الكبد).
- باكوبا (يستخدم في الطب الهندي القديم)
- البابونج
- الناردين
- زهرة العاطفة
- حشيشة الدينار
- اللحاء الثمين
- حليب الشوك
- مخلب القط
الفيتامينات
قد تساعد بعض الفيتامينات في تقليل عدد النوبات، التي تسببها بعض أنواع الصرع.
لكن من المهم أن تضع في اعتبارك أيضاً، أن الفيتامينات وحدها لا تعمل، بمعنى أنه يجب عليك تناولها إلى جانب الأدوية القياسية، المضادة للتشنج، التي يصرفها لك الطبيب. (8) مصدر موثوق
تشمل بعض الفيتامينات التي يمكن ان تكون مفيدة للحد من نوبات الصرع مثل:
فيتامين B6
يستخدم فيتامين B6 لعلاج أحد انواع الصرع، يعرف باسم النوبات المعتمدة على البيريدوكسين، وهو يحدث عادة بعد الولادة بفترة وجيزة، بسبب عدم قدرة الجسم على استقلاب فيتامين B6 بشكل صحيح.
على الرغم من أن الأدلة واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لتحديد ما إذا كانت مكملات فيتامين B6 تفيد الأشخاص المصابين بأنواع أخرى من الصرع.
المغنيسيوم
النقص الحاد في المغنيسيوم، قد يزيد من مخاطر نوبات الصرع، وقد أشارت بعض الأبحاث القديمة إلى أن مكملات المغنيسيوم، قد تقلل من النوبات.
من جهة أخرى، دعمت هذه الفرضية أيضاً الأبحاث المنشورة عام 2012م، في Epilepsy ResearchTrusted Source.
لكن ومع ذلك فقد أشار فيها الباحثون أيضاً، إلى أن هناك حاجة لمزيد من التجارب العشوائية والمراقبة، لفهم التأثيرات المحتملة للمغنيسيوم على نوبات الصرع بشكل أفضل.
فيتامين E
قد يعاني بعض الأشخاص المصابون بالصرع أيضاً من نقص فيتامين E.
وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2016م، أن فيتامين E، يزيد من التأثيرات المضادة للأكسدة، وهي جزيئات ضارة تتسبب بزيادة الالتهابات والأمراض المختلفة.
كما أفاد هذا البحث أيضاً بأن فيتامين E، يساعد في تقليل النوبات، لدى الأشخاص المصابون بالصرع، والذين لا يستجيبون بشكل فعال للأدوية التقليدية.
وقد خلصت نتائج هذه الدراسة، إلى أن تناول فيتامين E، مع الأدوية التقليدية لعلاج الصرع يعد آمناً بشكل عام، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث أيضاً. (10) مصدر موثوق
إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على