مقالات وأبحاثأغذية طبيعيةصحة وجمال

ملح الطعام بين الفوائد والأضرار

هل هناك فوائد صحية من تناول الملح؟ وماهي الأضرار والمخاطر المترتبة على الإفراط في تناوله؟ ولماذا تتم إضافة عنصر اليود إلى ملح الطعام؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

الملح Salt، أو كلوريد الصوديوم، هو أحد العناصر الغذائية المتوفرة في كل مطبخ، والذي يتم استخدامه للطعام من أجل تعزيز مذاقه، كما يستخدم في تتبيلات السلطة، وفي العديد من المأكولات المختلفة.

يحتوي الملح على الصوديوم، الذي يعد أحد أهم مكوناته الرئيسية، وهو من المعادن الهامة لصحة الإنسان، حيث يساعد في العديد من وظائف الجسم الأساسية، كتوازن السوائل، وصحة الأعصاب، وعملية التمثيل الغذائي، ووظيفة العضلات، وغير ذلك من الوظائف الحيوية.

غالباً ما يوصي الأطباء بالحد من تناول الملح في النظام الغذائي اليومي، لأن تناول الكثير من الصوديوم، يمكن أن يساهم في الإصابة بالجفاف، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وغير ذلك من المشكلات الأخرى.

تتناول هذه المقالة.. الأهمية الغذائية للملح، وفوائده لصحة الجسم، كما تتناول الأضرار والمخاطر المترتبة على الإفراط في تناوله.



ما هي مكونات الملح؟

يعد الملح هو المصدر الأول للحصول على الصوديوم، كما يعرف كذلك باسم كلوريد الصوديوم (NaCl)، وهو يتكون من عنصرين أساسيين هما الصوديوم والكلوريد، بنسبة 40% صوديوم و 60% كلوريد، وغالباً ما يُستخدم المصطلحين بالتبادل، الملح والصوديوم، والمقصود واحد.

تحتوي ملعقة صغيرة من ملح الطعام على 2.330 مجم من الصوديوم، وكميات ضئيلة أو أقل من العناصر الغذائية الأخرى. (1) مصدر موثوق

أنواع الملح

هناك أنواع متعددة للملح، لكن أشهرها نوعان هما:

1 – الملح المعالج باليود:

هو ملح الطعام الذي نعرفه جميعاً، وهو الأكثر شيوعاً واستخداماً حول العالم، ويحتوي على بلورات أصغر حجماً، ونكهة أقوى من أنواع الملح الأخرى، وقد يحتوي أيضاً على عوامل مضادة للتكتل، مثل سيليكات الكالسيوم، كما يتم إضافة عنصر اليود إليه أثناء معالجته وتصنيعه.

لماذا تتم إضافة اليود إلى الملح؟

اليود من المغذيات الدقيقة، التي تحتاجها أجسامنا بكميات صغيرة فقط، وهو يعد كذلك من العناصر النادرة، التي لا تتواجد بكثرة في العديد من الأغذية والمأكولات الطبيعية، التي نتناولها يومياً، في نظمنا الغذائية العادية.

لهذا السبب تتم إضافة اليود إلى الملح، من أجل المساعدة في منع حدوث أي نقص فيه، ولأنها تعد طريقة ميسورة التكلفة، وفعالة لمكافحة نقص اليود في جميع أنحاء العالم.

2 – ملح البحر

يأتي ملح البحر من تبخر مياه البحر، التي تُخلف وراءها أكوماً من الملح، لذلك فهو يعد مصدر طبيعي للصوديوم.

يستخدم الطهاة ملح البحر في بعض الوصفات، بسبب قوامه الخشن والمقرمش، كما يفضل بعض الناس أيضاً الطعم الأقوى لملح البحر.

لكن على الرغم من أن الناس قد يرون أن ملح البحر أفضل للصحة، إلا أنه يحتوي على نفس المحتوى من الصوديوم مثله مثل ملح الطعام، كما قد يعتقد بعض الناس أن ملح البحر يحتوي على نسبة صوديوم أقل من ملح الطعام، لكن هذه فكرة خاطئة.

تشمل بعض الأنواع الأخرى للملح: ملح الهيمالايا الوردي، والملح الأحمر والأسود وغيرها، كما قد يتم إنتاج هذه الأملاح من مناطق جغرافية معينة، أو إضافة مكونات أخرى إليها.

يعد الملح المدعم باليود هو أفضل أنواع الملح لصحة الجسم-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. يعد الملح المدعم باليود هو أفضل أنواع الملح لصحة الجسم

فوائد الملح

الحد من نقص اليود

الملح المعالج باليود، هو أحد أكثر مصادر اليود شيوعاً، كما أشرنا في فقرات سابقة، وهو عنصر هام لإنتاج هرمون الغدة الدرقية.

لا تقوم أجسامنا بإنتاج اليود بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى حصول نقص فيه، هذا النقص قد يؤدي إلى الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، والتي يعد نقص اليود من أهم أسبابها.(2) مصدر موثوق

لهذا السبب يعد اليود عنصر هام لاستمرارية إنتاج الهرمون المسئول عن الغدة الدرقية، من أجل القيام بوظائفها المختلفة، مثل المساعدة في بناء ونمو الدماغ والعظام، خصوصاً أثناء الحمل، وفي فترات النمو المبكر للأطفال الصغار.

إذا كانت الأم الحامل أو المرضعة تعاني من نقص اليود، فقد ينعكس ذلك على طفلها، حيث قد يتسبب ذلك في حدوث إعاقة ذهنية للطفل، ولذلك فإن تناول كمية من الملح المعالج باليود، في حدود الموصى به يومياً، يمكن أن يمنع مثل هذه الحالات الصحية المؤلمة. (3) مصدر موثوق



تعزيز رطوبة الجسم

مع أن الإفراط في تناول الملح قد يسبب الجفاف، إلا أن تناوله بالقدر الموصى به، سيعمل على تعزز مستويات الترطيب الصحية وتوازن الإلكتروليت، وهو أمر ضروري لجسمك لكي يعمل بالشكل الصحيح.

إذا كنت من أولئك الأشخاص الذي يعملون لفترات طويلة، أو يمارسون الرياضة بانتظام، فمن الضروري تعويض نقص الملح والماء، الذي يفقده جسمك أثناء التعرق، حتى لا يصاب بالجفاف.

عندما يصاب الجسم بالجفاف وتصيبه بعض الأمراض مثل الكوليرا والإسهال الحاد، غالباً ما ينصح الأطباء باستخدام مزيج من الماء والسكر والملح، وذلك من أجل تعويض السوائل المفقودة، والذي عبارة عن محلول فعال لمعالجة الجفاف بشكل سريع.  (4)

السيطرة على انخفاض ضغط الدم

يعد تناول الملح من الحلول السريعة والعملية، عند الإصابة بالانخفاض المفاجئ للضغط ( الهبوط).

لقد ثبت أن ملح الطعام يساعد في الحد من انخفاض ضغط الدم، الذي له تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية، والذي يرتبط كذلك بخطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.

يمكن السيطرة على انخفاض ضغط الدم، عن طريق استهلاك المزيد من الملح والسوائل المرطبة، حيث يساعد ذلك على زيادة تدفق الدم في الشرايين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، إلى المستوى الطبيعي. (5) مصدر موثوق

حفظ الأطعمة من التلف

لقد تم استخدام الملح تقليدياً للحفاظ على الطعام والإبقاء عليه لفترة أطول، منذ العصور القديمة، حيث تساعد التركيزات العالية من الصوديوم والكلوريد، المتوفرة فيه بكثافة، في منع نمو البكتيريا والميكروبات، التي يمكن أن تسبب فساد وإتلاف الأطعمة. (6) مصدر موثوق

مطهر للفم والحلق والأسنان

يمكن أن تسبب الالتهابات البكتيرية المؤلمة مثل الفم الخندق قرحًا في اللثة ، والتي يمكن تخفيفها باستخدام شطف الماء المالح.

يمكن تحضير الغسول عن طريق خلط نصف ملعقة صغيرة من الملح مع كوب من الماء الدافئ. يساعد في تقليل التورم وتهدئة التهاب اللثة. كإجراء وقائي لنظافة الفم ، تنظيف الأسنان بمزيج من 1/4 ملعقة صغيرة من الملح وصودا الخبز في 1 كيو تي. من الماء الدافئ يساعد على تنظيف البلاك وتبييض الأسنان والحفاظ على صحة اللثة. (7) مصدر موثوق

يمكن تخفيف التهاب البلعوم ، المعروف باسم التهاب الحلق ، عن طريق الغرغرة المتكرر بكوب من الماء الدافئ ممزوجًا بنصف ملعقة صغيرة من الملح. (8) مصدر موثوق

يخفف من التهاب الجيوب المزمن

تشير الدراسات البحثية إلى أن استخدام الري الأنفي باستخدام المياه المالحة، يساعد في علاج مشاكل الأنف والجيوب الأنفية. (9) مصدر موثوق

الأضرار المترتبة على الإكثار من الملح

الملح سلاح ذو حدين، فبقدر ماهو مفيد لصحتك، يمكن أن يكون مدمراً لصحتك أيضاً، إذا ما تم تناوله بشكل مفرط، لذلك يجب توخي الحذر الشديد وعدم تجاوز الكمية الموصى بها يومياً.

أشارت دراسة حديثة إلى أن تناول نظام غذائي غني بالملح، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري، لذلك يُنصح باختيار نظام غذائي منخفض الملح في حالة الإصابة بمرض السكري. (10) مصدر موثوق

كما أن التناول المفرط للأطعمة والمأكولات الغنية بالملح، قد يؤدي إلى بعض العواقب السيئة مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم، والذي بدوره يؤثر على صحة القلب.
  • زيادة احتباس الماء، وهي حالة لا تتمكن فيها الكلى من تصفية الصوديوم والسموم الزائدة من مجرى الدم.
  • العطش الشديد الذي يؤدي إلى الجفاف.

ماهي الكمية الموصى بتناولها من الملح يومياً؟

توصي الإرشادات الغذائية العالمية، بأن يتناول الإنسان البالغ كمية تقل عن 2300 مجم من الملح يومياً، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح أو أقل قليلاً.(11) مصدر موثوق

وعلى الرغم من هذه النصيحة، إلا أن الناس تستهلك في المتوسط، ما يعادل 1.5 ملعقة صغيرة من الملح يومياً، بحسب احصاءات الجهات المعنية كمنظمة العالمية، وهو ما يتجاوز الكمية الموصى بها صحياً.

إذا كنت تعاني من مشكلات صحية وطلب منك طبيبك أو اخصائي الرعاية، تقليل تناول الملح، فمن المهم أن تتبع تلك التوصيات ضماناً لأمان وسلامة صحتك.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوكتويتر، – اتستغرام، واشترك بقناتنا على يوتييوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى