مقالات وأبحاثأمراض شائعة

لماذا لا أستطيع تحمل الحرارة؟ كل ماتريد معرفته

ماذا يعني عدم تحمل الحرارة؟ وما هي أسباب ذلك؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها؟ وما المضاعفات الناجمة عن عدم تحمل الحرارة؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يتحملون الحرارة ولا يطيقونها، وتتضايق منها كثيراً، وتتعرق بشكل كبير، مع أن الكثيرون ممن حولك، لا يحسون بها بنفس القدر الذي تحس به أنت، فهذا يعني أن لديك حساسية زائدة تجاه الحرارة.

هناك العديد من الأسباب لذلك، بعضها قد يتعلق بردود أفعال تحسسية، تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي المرتبط بالدماغ، وبعضها قد يكون أحد أعراض لحالة طبية أساسية لديك.

الشيئ الهام والمطمئن، الذي يجب أن تعرفه قبل الخوض في تفاصيل الأسباب، هو أن هذه الحالة لا تعد مرضاً، ولا تشكل أي خطورة، بقدر ما تسبب لك الضيق والانزعاج، ولكنها قد تكون أيضاً علامة على حالة صحية لديك، تستدعي انتباهك واهتمامك.

تتناول هذه المقالة.. الأسباب، والأعراض، والمضاعفات، الناجمة عن مثل هذه الحالة، وكل شيء تود أن تعرفه تقريباً حول عدم تحمل الحرارة والأجواء الحارة عموماً.



ماذا يعني عدم تحمل الحرارة؟

يعد عدم تحمل الحرارة، أحد الأعراض العامة، التي يمكن أن تشير، إلى مجموعة متنوعة من الاستجابات للحرارة.

على سبيل المثال، بعض الأشخاص يكرهون الحرارة فقط، لأنها تجعلهم يعانون، ويتضايقون، ويتعرقون، وتعكر حالتهم المزاجية، وهذا أمر طبيعي جداً.

الشيئ الغير طبيعي، أن الكثير من الأشخاص الذين حولهم، لا يشعرون بهذا القدر من الضيق، وينظرون للجو على انه اعتيادي.

لهذا السبب قد يكون بعض الأشخاص، أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة، إذا كان لديهم حالات صحية مثل: (1) مصدر موثوق

  • السكرى.
  • السمنة والوزن الزائد.
  • العدوى.
  • اضطرابات جلدية، مثل الأكزيما أو الصدفية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • اضطراب تعاطي الكحول.

من جانب آخر، قد تزيد بعض الأدوية، مثل مدرات البول، من حساسية الشخص للحرارة، ويمكن أن يصاب بعض الأشخاص بأعراض خطيرة، أو حتى مهددة للحياة استجابة للحرارة.

يحتاج الأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل الحرارة، إلى توخي الحذر بشكل دائم، في ظروف درجات الحرارة الشديدة، خاصةً عندما يكون لديهم عوامل خطر أخرى للأمراض المرتبطة بها.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الحرارة؟

قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للحرارة، والمضاعفات المرتبطة بها أكثر من غيرهم، مثل كبار السن، والأطفال الصغار، والرياضيون، والعاملون في الهواء الطلق تحت حرارة الشمس أيضاً.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والحماية منها (CDC)، فإن الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس، مسؤولة عن أكثر من 600 حالة وفاة كل عام، في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، ناهيك عن باقي دول العالم، الواقعة جنوب خط الاستواء، والمعروفة بحرارتها الشديدة.

يحتاج الأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل الحرارة، إلى توخي الحذر بشكل دائم، في ظروف درجات الحرارة الشديدة، خاصةً عندما يكون لديهم عوامل خطر أخرى للأمراض المرتبطة بها.

امرأة تعاني من الطقس الحار وتستخدم مروحة يدوية-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. يؤثر الطقس الحار على حالتك المزاجية ومناعتك.

أعراض عدم تحمل الحرارة

يمكن أن تختلف أعراض عدم تحمل الحرارة من شخص لآخر، ولكن قد تشمل بعض الأعراض الشائعة مثل:

  • الشعور بالحرارة الشديدة في درجات الحرارة المعتدلة.
  • التعرق المفرط، مع الشعور بعدم الأريحية.
  • عدم التعرق بدرجة كافية في الحرارة.
  • الإرهاق والتعب أثناء الطقس الحار.
  • الحالة المزاجية السيئية، بسبب التعرق الشديد.
  • الحاجة الدائمة لأخذ دش بارد أو السباحة، وتغيير الملابس في كل مرة.
  • قد يشعر البعض أيضاً بالغثيان والقيء والدوخة بسبب الحرارة.

من جانب آخر، قد يجد الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة معينة، مثل التصلب المتعدد (MS)، أن أعراضهم تزداد سوءاً بشكل مؤقت في ظروف الحرارة الشديدة.

لعل الشيء الملفت والمثير أيضاً، أن الأشخاص الذين يعانون من ظروف الحرارة الشديدة في الصيف، غالباً ما يعانون أيضاً من عدم تحمل البرد القارس في أواخر الخريف وفصل الشتاء، والسبب في ذلك هو الحساسية وضعف في جهاز المناعة.



أسباب عدم تحمل الحرارة

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الحرارة، من اضطراب يسمى خلل الحركة التي تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي بدوره يساعد على تنظيم الوظائف التلقائية للجسم، بما في ذلك استجابة الجسم للحرارة.

يمكن أن تتسبب العديد من الحالات الطبية، في حدوث هذا الخلل والاظطراب، ومنها:

  • داء السكري
  • مرض باركنسون (شلل الرعاش)
  • التصلب العصبي المتعدد
  • الوزن الزائد
  • اضطراب تعاطي الكحول
  • مرض الميتوكوندريا

كما قد تشمل بعض الأسباب الأخرى لعدم تحمل الحرارة أشياء مثل:

العمر:

قد يكون الرضع والأطفال دون سن 4 سنوات وكبار السن أكثر حساسية للحرارة، تزيد هذه الحساسية من قابليتهم للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس.

بعض الأدوية:

تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول، يؤدي إلى زيادة استجابة الجسم للحرارة، بسبب فقدان السوائل من خلال التبول.

كما قد تؤدي الأدوية التي تقلل من إفراز العرق، مثل الأدوية المضادة للكولين، والتي غالباً ماتصرف لعلاج العديد من الحالات النفسية، ومرض باركنسون، إلى مزيد من الحساسية تجاه الحرارة.

المشكلات الحسية:

قد يؤدي اضطراب المعالجة الحسية، بالإضافة إلى المشكلات الحسية التي تصاحب مرض التوحد أحياناً، إلى جعل الشخص أكثر حساسية للحرارة.

الحالات العصبية:

يمكن للحالات الطبية التي تؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي، مثل إصابات الحبل الشوكي والتصلب المتعدد، أن تزيد من الحساسية للحرارة، عن طريق تغيير الطريقة التي يتم بها العلاج.

مشاكل نظام الغدد الصماء:

يساعد نظام الغدد الصماء الجسم، على تنظيم مجموعة واسعة من الوظائف، مثل اضطرابات مرض جريفز، وهو حالة تتعلق بوظيفة الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تزيد بفعل حساسية الحرارة.

قلة أو انعدام اللياقة البدنية:

بالنسبة لبعض الأشخاص، يعد عدم تحمل الحرارة، علامة على ضعف لياقة القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي.

في دراسة أجريت العام 2014م، وجد الباحثون أن الأشخاص، الذين أظهروا المزيد من علامات عدم تحمل الحرارة، كانوا أقل لياقة بدنية من غيرهم. (4) مصدر موثوق



المضاعفات الناجمة عن عدم تحمل الحرارة

يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة الشديدة، إلى مجموعة من المضاعفات، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مثل الحساسية، أو مرض التصلب العصبي المتعدد، والتي تزيد من خطر عدم تحمل الحرارة. (5) مصدر موثوق

يجب أن يكون الأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل الحرارة، على دراية بالمضاعفات، التي يمكن أن تنجم عنها. (6) مصدر موثوق

تشمل بعض تلك المضاعفات أشياء مثل:

ضربة الشمس

ضربة الشمس تعد حالة طبية طارئة، حيث يمكن أن تؤدي في أحسن الأحوال، إلى الصداع والحمى، والدخول بوعكة صحية قد تستمر لثلاثة أيام أو أكثر، على حسب قوة المناعة لدى الشخص. (7) مصدر موثوق

لكنها في أسوء الحالات، قد تؤدي أيضاً إلى مشكلات أكثر خطورة، مثل الدخول بنوبات صرع وفقدان للوعي، بل وحتى يمكن أن تصبح قاتلة ومهددة للحياة.

مع التنويه إلى أن هذه المضاعفات الكبيرة، قد تنطبق فقط على الأشخاص، الذين يعانون من أمراض الصرع، والتصلب المتعدد، وغير ذلك من الأمراض المزمنة، التي لا تتواءم مع ظروف الحرارة الشديدة.

الإرهاق الحراري

في حالة الإرهاق الحراري، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل، من خلال التعرق الزائد، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالدوخة والصداع والغثيان، وأعراض أخرى.

انحلال الربيدات

يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة والإجهاد لفترات طويلة، إلى انهيار وتمزق وموت أنسجة العضلات، المعروفة باسم انحلال الربيدات، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى إطلاق الشوارد، والمواد الأخرى، التي يمكن أن تسبب بدورها على تنظيم معدل ضربات القلب، والنوبات وربما تلف الكلى.

الإغماء الحراري:

قد يغمى على الشخص، أو يصاب بالدوار، بسبب الوقوف لفترة طويلة تحت حرارة الشمس، والجفاف.

تقلصات الحرارة:

التعرق المفرط ،يمكن أن يؤدي إلى فقدان الماء والمعادن في الجسم، مما قد يجعل الشخص يعاني من ألم أو تشنجات عضلية، أو تشنجات في الساقين، أو الذراعين أو البطن.

الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة:

يمكن أن يؤدي التعرق الزائد، إلى ظهور مناطق ملتهبة من الجلد، ومجموعات من البثور الصغيرة، المعروفة باسم الطفح الحراري، أو الحرارة الشائكة، والتي تحدث بدورها احمرار والتهابات في الجلد.

الوذمة الحرارية:

يحدث تورم وانزعاج في اليدين والقدمين والكاحلين، بسبب تمدد الأوعية الدموية، وتجمع السوائل، في هذه المناطق، وخصوصاً في الكاحلين.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى