مقالات وأبحاثأمراض شائعةأغذية طبيعية

كيف تؤثر السكريات والمحليات على صحتك؟

هل تناول السكر يعد أمراً سيئاً؟ وأين يوجد السكر الطبيعي؟ ولماذا تعد المشروبات الغازية ومشروبات الدايت مصدر كبير للسكر؟ وما العلاقة بين الدماغ والرغبة بتناول الحلويات؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

الكثير منا يحب الأطعمة والمشروبات الحلوة، خصوصاً في المناسبات الخاصة، كأعياد الميلاد وحفلات التخرج والزواج وما إلى ذلك.

لكن بالرغم من تلك المتعة والحلاوة، من المهم أن ندرك أن الإفراط في تناول تلك الأغذية المليئة بالسكر، يمكن أن يعرض حياتنا للكثير من المتاعب والمشكلات الصحية.

تتناول هذه المقالة، كيف يمكن للأطعمة والمشروبات المليئة بالسكريات المضافة، أن تؤثر على صحتك العامة، وأن تجلب لك الأمراض مثل الوزن الزائد وداء السكر على سبيل المثال.

هل تناول السكر يعد أمراً سيئاً؟

الإجابة السريعة والمختصرة هي لاء.. ولكن بقيود، ومن دون تعدٍ للحدود.

أما الإجابة المفصلة فهي كالتالي:

تحتاج أجسامنا إلى نوع واحد من السكر، يسمى الجلوكوز، من أجل البقاء على قيد الحياة.

تقول الدكتورة كريستينا روثر، طبيبة الأطفال وخبيرة المحليات في المعاهد الوطنية للصحة: “الجلوكوز هو الغذاء الأول للدماغ، وهو مصدر مهم للغاية للوقود في جميع أنحاء الجسم”.

لكن ليست هناك حاجة لإضافة الجلوكوز إلى نظامك الغذائي، لأن جسمك يقوم تلقائياً بإنتاج الجلوكوز، الذي يحتاجه عن طريق تحطيم جزيئات الطعام مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وتحويلها إلى سكر جلوكوز.



أين يوجد السكر الطبيعي؟

توجد بعض السكريات بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الفواكه والخضروات والمسكرات.

يقول الدكتور أندرو بريمر، طبيب الأطفال وخبير المحليات في المعاهد الوطنية للصحة: “هذه إضافات صحية لنظامك الغذائي، فعندما تأكل برتقالة، على سبيل المثال، فإنك تحصل على الكثير من العناصر الغذائية والألياف، إلى جانب السكريات الطبيعية.”

على الرغم من أن السكر في حد ذاته ليس سيئًا، إلاَّ أنه قد اكتسب سمعة سيئة جداً بمرور الوقت، بسبب أننا نبالغ في استهلاك الكثير منه عن طريق تناول الحلويات المصنعة، التي تحتوي على الكثير من السكريات المضافة.

الإفراط في تناول السكر هو السيء

كما أسلفنا القول في الفقرة الماضية، فإن السكر ليس سيئاً بحد ذاته ولكن الإفراط في تناوله هو الشيء السيء، لأنه يؤدي إلى المزيد من السعرات الحرارية، التي تعد السبب الأكبر في انتشار الكثير من الأمراض، أهمها السمنة وزيادة الوزن، وتراكم الدهون حول الخصر والأرداف.

بالإضافة لذلك يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكريات المضافة، إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول الضار، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغير ذلك الكثير من الأمراض.

عادة ما تقوم الشركات المصنعة للحلويات بإضافة الكثير من السكر، بهدف تحسين مذاق الأطعمة والمشروبات، كما أنها تضيف بعض التحسينات الأخرى مثل الألوان والنكهات والمواد الحافظة.

كل هذا يجعلها أطعمة عالية السعرات الحرارية بشكل كبير، وبنفس الوقت لا تقدم أياً من الفوائد الصحية، الموجودة في الفواكه والخضراوت وباقي الأطعمة الطبيعية.



المشروبات الغازية مصدر كبير للسكر

تعد المشروبات الغازية (مشروبات الصودا) ومشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية، هي من أكبر المصادر للسكريات المضافة في النظام الغذائي للكثير من البلدان.

يقول بريمر: “قد توفر العصائر المصنعة بعض الفيتامينات والمواد المغذية الأخرى، لكنني أعتقد أن هذه الفوائد تقابلها آثار ضارة ناجمة عن تناول الكثير من السكر الموجود فيها”.

مع مرور الوقت، يمكن أن تؤثر المحليات الزائدة على صحتك. يقول بريمر: “لقد وجدت العديد من الدراسات، وجود صلة مباشرة بين الاستهلاك الزائد للسكر والإصابة بأمراض السمنة والقلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم”.

بسبب هذه الآثار الضارة، توصي العديد من المنظمات الصحية، بالتقليل من تناول السكريات المضافة، والتوجه نحو الأغذية الطبيعية، التي تحتوي على السكر بشكل طبيعي كالفواكه والخضروات كما أسلفنا القول.



أطعمة الدايت هل هي صحية فعلاً؟

يحاول العديد من الأشخاص تقليل السعرات الحرارية، عن طريق التحول من الأطعمة المحلاة بالسكر، إلى الأطعمة والمشروبات الخاصة بالحمية الغذائية (الدايت) التي تحتوي على مواد تحلية منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية.

لكن المشكلة في هذه المُحليات الصناعية، والمعروفة أيضاً باسم بدائل السكر، أو أطعمة الدايت ومشروبات الدايت، أنها قد تكون أكثر حلاوة من سكر المائدة، خصوصاً وأن هناك عدة أبحاث قد أشارت إلى أنها غير صحية، مثلها مثل باقي الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر.

لقد ناقش الباحثون سلامة المُحليات الصناعية لعقود من الزمن، وحتى الآن لم يجدوا أي دليل واضح، على أن هناك مواد تحلية صناعية تمت الموافقة على استخدامها.

هل تساعد أطعمة الدايت على إنقاص الوزن؟

هل يمكن للأطعمة والمشروبات، التي يتم التسويق لها على أنها (أطعمة دايت) أن تساعد في إنقاص الوزن فعلاً؟

الأدلة العلمية مختلطة في هذا الأمر، إذ تشير بعض الدراسات، إلى أن مشروبات الحمية يمكن أن تساعدك على إنقاص الوزن على المدى القصير، لكن الوزن يميل إلى الارتفاع مرة أخرى بمرور الوقت.

تشير الدراسات التي أجريت على القوارض وأعداد صغيرة من الناس، إلى أن المحليات الصناعية، يمكن أن تؤثر على ميكروبات الأمعاء الصحية، التي تساعدنا على هضم الطعام.

وهذا بدوره يمكن أن يغير قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز، مما قد يؤدي بعد ذلك إلى زيادة الوزن، ولكن حتى يتم إجراء دراسات أكبر على البشر، فإن التأثير طويل المدى لهذه المحليات على ميكروبات الأمعاء والوزن يظل غير مؤكد.

يقول الدكتور إيفان دي أروجو من جامعة ييل: “هناك الكثير من الجدل حول الآثار الصحية للمُحليات الصناعية، والاختلافات بين السكريات والمحليات”.



العلاقة بين الدماغ والرغبة بتناول الحلويات

“تشير بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات، إلى أن المحليات يمكن أن تنتج تأثيرات فسيولوجية، ولكن ذلك يعتمد على نوع القياس الذي يتم إجراؤه، بما في ذلك عند البشر، حيث قد تكون النتائج متضاربة.

من جهة ثانية، وجدت إحدى الدراسات التي اجريت على الحيوانات، أن السكر والمحليات تتفاعل بشكل مختلف مع دوائرالاستجابة في الدماغ، حيث يكون للسكريات تأثير أكثر قوة وإمتاعاً.

يقول دي أروجو، وهو باحث في المعاهد الصحية: “يبدو أن الجزء من الدماغ الذي يتوسط أنواع السلوكيات التي تقول “لا أستطيع التوقف”، حساس بشكل خاص للسكريات والمحليات الصناعية”.

ويضيف: “إن هدفنا على المدى الطويل، هو أن نفهم ما إذا كانت السكريات أو المحليات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، تؤدي إلى الرغبة في تناولها بشكل مستمر.

بمعى آخر، إذا تعرضنا لكمية كبيرة من الأطعمة الشهية المحلاة بالسكر، فهل يستجيب الدماغ بطريقة تؤدي إلى الاستهلاك الزائد؟ وهذا ما نود أن نعرفه.”

تشير بعض الأبحاث إلى أن المذاق الحلو الشديد للمحليات الصناعية منخفضة السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى “الرغبة في تناول الحلويات” أو تفضيل الأشياء الحلوة.

وهذا بدوره قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الأطعمة المحلاة بالسكر، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، لتأكيد التأثيرات النسبية للمحليات ذات السعرات الحرارية، مقابل المحليات الخالية من السعرات الحرارية.

تأسيس نمط حياة صحي

يقول روثر: “على المدى الطويل، إذا كنت ترغب في إنقاص الوزن، فأنت بحاجة إلى تأسيس نمط حياة صحي يحتوي على الأطعمة غير المصنعة، والسعرات الحرارية المعتدلة، والمزيد من التمارين الرياضية”.

عندما يكبر الأطفال ويتناولون الكثير من الأطعمة الحلوة، فإنهم يميلون إلى تطوير تفضيلهم للحلويات. ولكن إذا أعطيتهم مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضروات في وقت مبكر من الحياة، فسوف ينمّون إعجابهم بها أيضًا.

يقول بريمر: “من المهم للآباء تعريض أطفالهم لمجموعة متنوعة من الأذواق في وقت مبكر، ولكنهم يدركون أن الأمر غالبًا ما يستغرق عدة محاولات لجعل الطفل يأكل مثل هذه الأطعمة”. “لا تستسلم مبكرًا.”

مفتاح الصحة الجيدة هو تناول نظام غذائي متوازن، مع مجموعة متنوعة من الأطعمة الطبيعية، الغنية بالعناصر الغذائية المغذية والمفيدة، مع ممارسة الكثير من النشاط البدني، والتمارين الرياضية.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى