مقالات وأبحاثنباتات وأعشابأغذية طبيعية

النعناع الصوفي: ميليسا الفوائد الكاملة

هل صحيح بأن النعناع الصوفي "ميليسا"، يساعد على تخفيف التوتر والقلق، ويحسن من المزاج العام؟ وما هي فوائده لعلاج القولون وعسر الهضم والمعدة؟ وهل له آثار جانبية ضارة؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

ميليسا أوفيسيناليس Melissa officinalis، هو الاسم العلمي لشجيرة بلسم الليمون lemon balm، التي تنتمي إلى عائلة النعناع، والتي تُعرف في بعض الأقطار العربية بالعديد من التسميات منها:

مليسا، النعناع الصوفي، المليسة، الترنجان المخزني، لكنها ليست عشبة “تمرصاد”، ولا “المرسيطة”، ولا النعناع البري “تيميجا”، ولا “اللويزي” كما يُطلق عليها في بعض دول المغرب العربي.


المحتويات:



ماهو النعناع الصوفي؟

شجيرة النعناع الصوفي، “ميليسا” أو “المليسة”، هي عبارة عن نبات معمر كثيف، يأتي بأوراق ذات شعيرات بيضاء خفيفة أسفلها، بالإضافة إلى عمود فقري مركزي قوي، وأوردة متجهة للخارج.

موطنها الأصلي أوروبا، وبعض أجزاء من إيران، وتتميز برائحة الليمون الحمضية، المنبعثة من أوراقها عند لمسها باليد، وهناك ما يزيد عن 40 نوعاً من الشجيرات، التي تنتمي إلى عائلة النعناع، وكلها تتشابه إلى حد كبير عند النظر إليها.

استخدامات النعناع الصوفي

لقد تم استخدام أوراق النعناع الصوفي في الطب الشعبي التقليدي، للكثير من الأمراض والحالات الصحية مثل:

في العصور الوسطى وما قبلها، كان النعناع الصوفي ينقع في النبيذ لرفع الروح المعنوية، وكعلاج للدغات ولسعات الحشرات السامة، وكذلك للمساعدة في التئام الجروح.

أما اليوم فغالباً ما يتم الجمع، بين النعناع الصوفي، وبين والأعشاب والزيوت الطبيعية الأخرى، مثل، البابونج، حشيشة الهرالناردين“، والجنجل، لتعزيز الاسترخاء، كما أنه يستخدم في الكريمات، لعلاج تقرحات البرد كالهربس الفموي.

بالإضافة لذلك يمكن تناوله أيضاً كشاي، أو كمكمل غذائي، أو كزيت يمكن فركه ودهنه على الجلد كمسكن ومهدئ، مثل زيت المليسة العطري، الذي يُستخدم لتخفيف التوتر والحفاظ على هدوء الأعصاب.

الفرق بين 4 أنواع من عائلة النعناع- التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. هناك ما يزيد عن 40 نوعاً من الشجيرات، التي تنتمي إلى عائلة النعناع، وهي تتشابه إلى حد كبير

النعناع الصوفي في الأبحاث العلمية الحديثة

أظهرت معظم الأبحاث، والدراسات العلمية الحديثة، بأن النعناع الصوفي، “ميليسا أوفيسيناليس” يمتلك كمية عالية من النشاط المضاد للأكسدة، من خلال مركباته الكيميائية، بما في ذلك كميات عالية من الفلافونويد، وحمض روزماريك، وحمض الغاليك، ومحتويات الفينول.

وقد أكدت تلك الدراسات على آثاره المضادة للأكسدة والفيروسات والبكتيريا، وبالتالي، فإن تأثيره في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالإجهاد التأكسدي، وعلاجها قد يكون موثوقًا به.

كما أشارت مراجعة بحثية، نشرها المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (ncbi)، بأن ميليسا أوفيسيناليس هو نبات طبي، يستخدم منذ فترة طويلة في الطب التقليدي لعلاج الجهاز الهضمي، ولتأثيره على الحالة المزاجية والأداء المعرفي.

لقد تم الاعتراف به كمنتج طبي عشبي تقليدي، لعلاج أعراض شكاوى الجهاز الهضمي الخفيفة، بما في ذلك غازات وانتفاخات البطن.



الاستخدامات الطبية والعلاجية

النعناع الصوفي مهدئ للتوتر والقلق

أشارت العديد من الدراسات، بأن النعناع الصوفي “ميليسا”، يساعد على تقليل التوتر والقلق، والمساعدة على النوم، وذلك عند دمجه مع أعشاب مهدئة أخرى، مثل البابونج، وحشيشة الهر، والجنجل.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2013 في الممارسة السريرية بالعلاجات التكميلية، فإن النعناع الصوفي “ميليسا”، قد عمل جنباً إلى جنب مع جذور حشيشة الهر، إلى تحسن كبير في جودة النوم، لدى 100 امرأة مع انقطاع الطمث عند مقارنتها بالعلاج الوهمي.(2) مصدر موثوق

وفي إحدى الدراسات، التي أتم اجراؤها على مجموعة من الأشخاص، الذين يعانون من مشاكل النوم والأرق، حيث أفاد 81٪ ممن تناولوا مزيجاً عشبياً من النعناع الصوفي، مع حشيشة بأن نومهم قد تحسن كثيراً، مقارنة بالآخرين الذين تناولوا دواءً وهمياً بمفرده.

وفي دراسة أخرى مزدوجة التعمية، خاضعة للتحكم الوهمي، تلقى 18 متطوعاً جرعتين منفصلتين من مستخلص النعناع الصوفي”ميليسا” بواقع 300 مجم و 600 مجم، في مقاب العلاج الوهمي أو البديل لمدة 7 أيام، وقد أدت جرعة 600 مجم من النعناع الصوفي “مليسا” إلى زيادة الحالة المزاجية للمتطوعين، وزيادة الهدوء واليقظة لديهم بشكل ملحوظ. (3) مصدر موثوق

يساعد في علاج القولون وعسر الهضم والمعدة

هناك أدلة متزايدة على أن النعناع الصوفي “ميليسا”، يمكن أن يساعد في علاج أعراض عسر الهضم، واضطراب المعدة، ومتلازمة القولون العصبي (IBS)، والارتجاع الحمضي “حرقة المعدة”.

بالإضافة إلى احتواءه على حمض الروزمارينيك، يحتوي النعناع الصوفي على مركبات السترال، لينالول، جيرانيول، وبيتا كاريوفيلين، وكلها عناصر تساعد في تخفيف تقلصات العضلات والغازات. (4)

أشارت الكثير من التجارب السريرية والواقعية، بأن دمج النعناع الصوفي مع أعشاب أخرى مثل البابونج، والكراوية، وعرق السوس، وزيت الخردل، وشوك الحليب Milk Thistle) يحسن من ارتداد الحامض المعدي، وآلام المعدة، والتشنج والغثيان والقيء.



يساعد في علاج تقرحات الفم “الهربس”

اشارت بعض المراجعات إلى أن المراهم الموضعية، المحتوية على النعناع الصوفي، قد ساعدت على التئام التقرحان الفموية، التي يسببها فيروس الهربس البسيط (HSV).

في إحدى الدراسات التي أجريت على 116 شخصاً كانوا مصابين بفيروس الهربس، فإن أولئك الذين وضعوا مرهم يحتوي على مليسا، على مكان التقرحات في شفاههم، قد حصل لديهم تحسن ملحوظ في الاحمرار والتورم بعد يومين فقط من بدء استخدامهم للعلاج.

كما أظهرت دراسة أخرى شملت ثلاثة مستشفيات ألمانية، وعيادة جلدية واحدة، أن النعناع الصوفي كان فعالاً لعلاج العدوى الأولية للهربس.

وقد أظهرت نتائج تلك الدراسة أيضاً، بأن وقت الشفاء لكل من الهربس التناسلي والفموي، كان أسرع بشكل ملحوظ، وقد دعمت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضاً، الفوائد العلاجية للنعناع الصوفي بشكل موضعي لآفات الهربس.

شاي النعناع مفيد للتوتر والقلق والقولون والمعدة-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. يمكن تناول النعناع الصوفي كشاي، أو كمكمل غذائي، أو كزيت يمكن فركه ودهنه على الجلد.

طريقة استخدام النعناع الصوفي

للتقليل من عسر الهضم، وانتفاخ البطن، والأرق، والانتفاخات والتوتر والقلق يمكن أخذ الجرعات التالية، مالم ينصح طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية بغير ذلك وهي كمايلي:

عند الاستخدام كشاي:

نأخذ ملعقة صغيرة من أوراق النعناع الصوفي المجففة والمطحونة، ونضعها في كوب ماء ساخن، ونتركها حتى تنقع، ثم نتناولها ثلاث مرات يومياً.

كمكمل غذائي: قرص واحد أو كبسولة واحدة بمقدار500 ملجم، ثلاث مرات يومياً.

كقطرات زيتية: 30 قطرة من زيت النعناع الصوفي مرتين في اليوم.

كمرهم موضعي: ضع الكريم الموضعي على المنطقة المصابة، 3 مرات يومياً أو حسب ارشادات مقدم الرعاية الصحية لديك.

لتقرحات البرد والهربس:

انقع من 2 إلى 4 ملاعق صغيرة، من الأوراق المطحونة، وضعها داخل ماء مغلي لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ثم ضعها على مكان التقرحات بقطعة قطن نظيفة معقمة، مرتين في اليوم.

الأثار الجانبية والأضرار

النعناع الصوفي يعد آمناً للاستخدام بشكل عام، عند استخدامه بالكميات الموصى بها.

كما يعد آمناً للبالغين أيضاً، عند تناوله عن طريق الفم، أو وضعه كزيت أو كمرهم، على الجلد بالكميات الطبية الموصى بها من قبل مقدم الرعاية الطبية، على المدى القصير، وقد تم استخدامه بأمان خلال الأبحاث السريرية، لمدة تتجاوز الأربعة أشهر.

في بعض الحالات النادرة، وعند تناوله بكميات كبيرة، عن طريق الفم، قد يسبب الغثيان، والقيء، وآلام البطن، والدوخة.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على
فيس بوككورةتويتر X، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى