مقالات وأبحاثأمراض شائعةعلوم صحية

هل هناك علاقة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي؟

في دراسة جديدة: باحثون صينيون من مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، يؤكدون على وجود صلة وراثية محتملة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • أظهرت الأبحاث السابقة، أن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى، منها سرطان الثدي.
  • تشير تقديرات الباحثين، إلى أن ما بين 14-15% من سكان العالم يعانون من الصداع النصفي، وهو اضطراب عصبي يسبب صداعاً شديداً، يمكن أن تؤثر على حياة الشخص اليومية.
  • ربطت الدراسات نوبات الصداع النصفي بزيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والصرع، وطنين الأذن، ومتلازمة القولون العصبي (IBS).

في دراسة جديدة نشرتها مؤخراً مجلة BMC للسرطان، أكد باحثون من مركز السرطان، في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان،  وجود صلة وراثية محتملة، بين الصداع النصفي وسرطان الثدي.

كيف تؤثر نوبات الصداع النصفي على الصحة البدنية؟

تتميز نوبات الصداع النصفي (الشقيقة)، بحدوث بصداع شديد، يمكن أن يسبب آلام شديدة أو نبض، عادة ما يكون في جانب واحد من الرأس، وقد يشمل العين مع الفك، وهو قد يستمر ما بين بضع ساعات إلى بضعة أيام.

عادةً ما يكون الصداع النصفي مصحوب أيضاً بالغثيان والقيء والحساسية الشديدة للضوء والصوت، ويمكن أن تزداد شدة الألم لدرجة تعيقك عن ممارسة أنشطتك بشكل طبيعي.

تحدث نوبة الصداع النصفي على مراحل، ولكل منها مجموعة من الأعراض الخاصة بها، فقبل نوبة الصداع النصفي، قد يعاني الشخص من تغيرات في المزاج، والدوخة، والعطش، أو حساسية الضوء والأصوات.

الصداع النصفي وسرطان الثدي

على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك عدد من الدراسات، التي تبحث في العلاقة المحتملة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي. ومع ذلك، كانت النتائج مختلطة.

على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في أبريل 2023م، أن النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي، لديهن خطر أعلى للإصابة بأنواع معينة من سرطان الثدي، كما ظهرت لديهن أعراض مبكرة بشكل عام لسرطان الثدي.

كما وجدت دراسة ثانية نشرت في ديسمبر 2018م، أن النساء اللاتي قمن بأربع زيارات طبية أو أكثر، لعلاج الصداع النصفي كل عام، كان لديهن خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي.

على العكس من ذلك، وجدت دراسة تحليلية نُشرت في فبراير 2022م، وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية، بين الصداع النصفي والخطر الإجمالي للإصابة بسرطان الثدي.

ووجدت دراسة نشرت في أبريل 2023م، أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي، لديهم خطر أقل قليلاً للإصابة بسرطان الثدي، وخاصة سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات.



جمع وتحليل البيانات

في الدراسة الجديدة، جمع الباحثون الصينيون، بيانات من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) لكل من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي والمصابين بسرطان الثدي.

تم أخذ البيانات الوراثية للصداع النصفي، من خمس دراسات مجمعة، أجريت على أكثر من 102,000 شخص يعانون من الصداع النصفي وأكثر من 771,000 شخص.

تم استخلاص البيانات الوراثية لسرطان الثدي، من اتحاد جمعية سرطان الثدي (BCAC)، وتضمنت حوالي 250.000 حالة مختلفة، كما تم أخذ جميع البيانات من المشاركين في الدراسة من أصل أوروبي.

عند تحليل البيانات، استخدم الباحثون التحليل العشوائي، للبحث عن علاقة سببية بين الصداع النصفي وسرطان الثدي.

نتائج الدراسة

في ختام الدراسة، أفاد الباحثون أن النساء المصابات بأي نوع من الصداع النصفي، لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي بشكل عام، ومستقبلات هرمون الاستروجين (ER) الإيجابية.

وجد الباحثون أيضاً، أن النساء اللاتي عانين من الصداع النصفي دون هالة، كان لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي السلبي، وكان مرتبط بشكل موحي بزيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي بشكل عام.

الحاجة إلى مزيد من البحث

وفقاً لصحيفة Medical News Today، قال الدكتور Dr. Parvin Peddi، طبيب الأورام المعتمد، ومدير طب أورام الثدي في مركز مارجي بيترسن للثدي في مركز بروفيدانس سانت جون الصحي، والذي لم يشارك في الدراسة:” إن هذه دراسة ترابطية بأثر رجعي، وأن استنتاجها تخميني للغاية”.

وأضاف بالقول: “مع وجود مشكلة غير محددة وشائعة مثل الصداع النصفي، فمن الصعب جداً ربطها بسرطان الثدي، ولا يتوقع وجود صلة بين الاثنين، ويجب تكرار البحث في بلدان أخرى، ومجموعات سكانية أخرى، قبل استخلاص المزيد من الاستنتاجات”.

كما تحدثت الدكتورة  Dr. Louise Morrell، المدير الطبي لمعهد لين للسرطان، وهو جزء من Baptist Health South Florida، في مستشفى بوكا راتون الإقليمي، حول هذه الدراسة، قائلة:

“تستخدم النتائج الجديدة في هذه الدراسة قاعدة بيانات كبيرة جداً، تبحث عن أي نوع من الاختلافات الجينية، التي يمكن أن تسبب سرطان الثدي والصداع النصفي”.

كما حذرت موريل بالقول:

“إن الارتباط لا يساوي السبب، ودرجة المخاطر المتزايدة سوف تنطوي على عوامل متعددة، على سبيل المثال، على أساس عدد السكان، حيث قد تجد امرأة واحدة لديها زيادة في المخاطر من 10% إلى 11%، لكن ذلك لن يغير ما سنفعله لفحص المريضة.

الطفرات الجينية مثل BRCA يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي من 10٪ إلى 80٪ مدى الحياة، وهذا يغير العلاج والنتيجة.”

وأضافت موريل أيضاً: “بالنسبة لي، فإن الدراسة مثيرة للاهتمام، وستفتح الباب أمام دراسات مستقبلية، وربما فهم مختلف المساهمين حول سبب سرطان الثدي”.

“هناك العديد من الفرضيات المحتملة حول هذا الأمر، ولكن هذا سيكون السبب لمواصلة البحث في المستقبل.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى