مقالات وأبحاثعلوم صحية

كيف تؤثر جودة نومك على حالتك المزاجية وعافيتك؟

في دراسة حديثة: إن إدراكك لجودة نومك، هو أكثر أهمية لحالتك المزاجية ورفاهيتك، مما تقوله أجهزة النوم الخاصة بك.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • وجدت دراسة جديدة أن النوم الهادئ والعميق، له تأثير كبير على الرفاهية والمزاج العام للإنسان.
  • أشارت نتائج دراسة جديدة، إلى أن إدراكنا لنوعية نومنا، يعد هاماً لحالتنا المزاجية ومدى شعورنا بالرضا، بالعافية والرفاهية.
  • يقول الخبراء في الدراسة، إن جودة النوم المتصورة، تتأثر بعوامل فسيولوجية ونفسية وعاطفية مختلفة.

كيف تحكم على ليلة نوم أنها جيدة؟

يمكنك استخدام أداة تعقب، والاطلاع على بيانات نومك من الليلة السابقة، أو ربما تستطيع ببساطة، أن تقيس مدى جودة نومك، من خلال حالتك المزاجية، ومدى شعورك بالراحة في اليوم التالي.

أفات إحدى الدراسات الحديثة، إلى أن جودة نومك، لا تؤثر فقط على حالتك المزاجية وعافيتك في اليوم التالي، وإنما تؤثر أيضاً على كيفية إدراكك لنوعية نومك.

آلية عمل الدراسة

الدراسة الحديثة، التي أجريت في جامعة وارويك، واستمرت لمدة أسبوعين، وجدت أن ما يشعر به الناس حيال نومهم، من حالة الرضى او عدم الرضى، له تأثير كبير على حالتهم المزاجية ومدى شعورهم بالرفاهية في حياتهم اليومية.

طلب الباحثون في هذه الدراسة من المشاركين، الذين بلغ عددهم 100 مشارك، تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 22 عاماً، أن يحتفظة بمذكرات نومهم، التي تتضمن الامور التالية:

  • توثيق الوقت الذي استعدوا فيه للنوم، وذهبوا فيه إلى السرير.
  • المدة التي استغرقوها في النوم.
  • وقت استيقاظهم بالضبط، ووقت نهوضهم من السرير.
  • مدى رضاهم عن نومهم بشكل عام.

كما طُلب من المشاركين، تقييم مشاعرهم الإيجابية والسلبية، ومدى رضاهم عن حياتهم في اليوم التالي، طوال فترة الدراسة، وقد ارتدى جميعهم رسماً حركياً على معصمهم، من أجل قياس حركتهم، وأنماط نومهم ودورات الراحة لديهم.

قد يشير جهاز تتبع النوم الخاص بك، إلى أنك نمت بشكل سيئ، ولكن إذا كان إدراكك وانطباعك لمدى جودة نومك إيجابياً، فقد تكون في حالة مزاجية أفضل في ذلك اليوم.

مقارنة البيانات وتحليل النتائج

قارن الباحثون بيانات أكتيغراف، بتصورات المشاركين عن نومهم، لمعرفة كيف ترتبط جودة نومهم بمزاجهم العام، ومدى ورضاهم عن الحياة في اليوم التالي.

تقول المؤلفة الرئيسية، الدكتورة أنيتا لينيس، من قسم علم النفس بجامعة وارويك، في تعليقها على النتائج: ” لقد وجدت نتائجنا أن كيفية تقييم الشباب لنومهم، كان مرتبطاً باستمرار، بما يشعرون به حيال رفاهيتهم، ورضاهم عن الحياة”.

عندما أفاد المشاركون أنهم ينامون بشكل أفضل من المعتاد، شعروا بمزيد من المشاعر الإيجابية، وكان لديهم شعور أعلى بالرضا عن الحياة في اليوم التالي.



أجهزة تتبع النوم ليست صائبة دائماً

أضافت لينيس بالقول: “إن مقياس جودة النوم، المشتق من الرسم البياني، الذي يسمى كفاءة النوم، لم يكن مرتبطاً بالحالة المزاجية للمشاركين في اليوم التالي على الإطلاق”.

بمعنى آخر، إن إدراكك لجودة نومك، هو أكثر أهمية لحالتك المزاجية ورفاهيتك، مما تقوله أجهزة النوم الخاصة بك.

قد يشير جهاز تتبع النوم الخاص بك، إلى أنك نمت بشكل سيئ، ولكن إذا كان إدراكك وانطباعك لمدى جودة نومك إيجابياً، فقد تكون في حالة مزاجية أفضل في ذلك اليوم.

لماذا يعتبر إدراكك لنوعية نومك مهماً؟

لم يتفاجأ الدكتور نهيد علي، الطبيب والكاتب الكبير في Sleep Bubble، بهذه النتائج.

“تقنية تتبع النوم الحديثة، على الرغم من كونها مفيدة، إلا أنه يمكنها فقط تحديد جوانب معينة من النوم، ولكن لا يمكنها التقاط التجربة الشخصية والنوعية، كما هو الحال مع العديد من الأمور الأخرى المتعلقة بالصحة، حيث أن الإدراك غالباً ما يلعب دوراً مهماً “.

لا تضع متتبع نومك في الفراش بعد الآن

يقول علي إن هذه الأجهزة تقدم مقياساً موضوعياً للمظاهر الجسدية للنوم، مثل الحركة، والتي يمكن أن تكون مفيدة، لكنها تصبح عاجزة، عندما يتعلق الأمر بقياس أشياء مثل حالتك المزاجية عند الاستيقاظ، أو الأحلام التي قد تكون لديك، أو ببساطة مدى استعدادك لمواجهة يومك التالي.

ويشرح قائلاً: “لا يمكن التقاط هذه الفروق الدقيقة بواسطة جهاز، مما يفسر التناقض بين بيانات الرسم البياني، وتقييمات النوم الشخصية في هذا البحث الجديد”.

وبالمثل، تقول عالمة النفس لشئون النوم LeMeita Smith، الحاصلة على درجة الدكتوراه، إن هذا البحث يتماشى مع ما تراه مع مرضاها.

تقول إن إدراكنا لنوعية النوم يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك مستويات التوتر، والتجارب اليومية ومفاهيمنا المسبقة عن النوم.

“لقد سلطت الأبحاث النفسية باستمرار، الضوء على قوة معتقدات الفرد وتصوراته على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك النوم والرفاهية.

لذلك فمن المنطقي أنه إذا اعتقد شخص ما أنه قد حصل على نوم جيد ليلاً، فقد يستيقظ بعقلية إيجابية، مما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، والرضا عن الحياة لديه على مدار اليوم “.

على العكس من ذلك، حتى إذا كان متتبع النوم يشير إلى نوم كافٍ، فإن التصور السلبي لشخص ما عن نومه، قد يؤدي إلى يوم أقل إشباعاً من الناحية العاطفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى