مقالات وأبحاثنباتات وأعشاب

عشبة الشبت: 8 فوائد صحية وعلاجية فريدة

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

لعل الكثير من الناس يعرفون الشبت على أنه عشبة تستخدم في تحضير المخللات، لكنه في حقيقة الأمر أكثر بكثير من مجرد مادة مضافة لمحلول ملحي مخلل أو مقبلات على الحساء البارد.

إنه عشب أساسي في العديد من أنواع المأكولات حول العالم، وهو يستخدم بشكل روتيني، في تحضير الخضار واللحوم والأسماك، وغير ذلك.

لعل الشيئ الذي قد يكون مفاجئاً، أو ربما غير معروف للكثير من الناس، هو أن عشبة الشبت تحتوي على عناصر غذائية هامة، لها فوائد صحية وعلاجية، مفيدة لمجموعة من الأمراض والحالات الصحية، وهو ما سنتناوله في ثنايا هذه المقالة.

واصل القراءة حتى النهاية لمعرفة التفاصيل..



ماهي عشبة الشبت؟

عشبة الشبت أو نبات الشبت (Anethum Graveolens) هو عشب سنوي ينتمي لعائلة (Apiaceae)، إلى جانب البقدونس والكزبرة والكمون.

يمكن أن تكون عشبة الشبت من النباتات المعمرة، اعتمادًا على مكان زراعتها في العالم، يمكن استخدامها كمنكه وتزيين لعدد من الوجبات، وكذلك كتوابل تضاف إلى العديد من الأطباق.

الموطن والنشأة

نشأت عشبة الشبت في منطقة البحر الأبيض المتوسط وما حولها منذ آلاف السنين، وقد تم استخدامها في الثقافات القديمة، منذ العصور اليونانية والرومانية القديمة كتوابل ودواء.

حالياً يُزرع الشبت على نطاق واسع، في جميع أنحاء أوروبا، وأمريكا الشمالية وآسيا، وهو من النباتات التي يمكن زراعته طوال العام.

أصل التسمية

اسم “الشبت” يعني “التهدئة، أو المهدئ” وهذا الاسم ينبع على الأرجح من قدرة النبات المعروفة في تهدئة اضطرابات المعدة، خصوصاً لدى الأطفال الذين يعانون من المغص.

الحقائق الغذائية

يحتوي كوب واحد (حوالي 9 جرام) من أغصان الشبت الطازجة على العناصر الغذائية التالية:

  • 4 سعرة حرارية
  • 0.6 جرام كربوهيدرات
  • 0.3 جرام بروتين
  • 0.1 جرام دهون
  • 0.2 جرام ألياف
  • 675 وحدة دولية من فيتامين أ (14% من الاحتياج اليومي)
  • 7.4 ملليجرام فيتامين سي (12% من الاحتياج اليومي)
  • 0.1 مليجرام منجنيز (6% من الاحتياج اليومي)
  • 13.1 ميكروغرام من حمض الفوليك (3% من الاحتياج اليومي)
  • 0.6 ملليغرام حديد (3% من الاحتياج اليومي)
رزمة من عشبة الشبت على خلفية بيضاء-التشافي بالغذاء
التشافي بالغذاء.. عشبة الشبت تحتوي على عناصر غذائية هامة، لها فوائد صحية وعلاجية.

فوائد عشبة الشبت الصحية والعلاجية

1. تخفيف أعراض الاكتئاب

الاكتئاب من المشكلات الشائعة جداً، سواء بين فئات البالغين أو المراهقين من الجنسين، وقد أشارت بعض الأبحاث أن عشبة الشبت يمكن أن تساعد في الحد من أعراض الاكتئاب بشكل طبيعي.

على سبيل المثال هدفت إحدى الدراسات، التي نشرتها المجلة الأمريكية للعلاجات، إلى التحقق من الخصائص المسكنة والمضادة للاكتئاب في المستخلص المائي لعشبة الشبت المستخرج من جنوب المغرب.

تم إعطاء مستخلص النبات للمشاركين وأظهر تأثيراً كبيراً في الحد والتقليل من الاكتئاب مقارنةً بالأدوية مثل سيرترالين وترامادول، من دون حدوث أي آثار ضارة.

كما أظهرت المغذيات النباتية الموجودة في المستخلص المائي لنبات الشبت فوائد مسكنة، بسبب محتواها من مركبات البوليفينول والفلافونويد، التي تعد من مضادات الأكسدة القوية.



2. مضاد للبكتيريا والميكروبات

تحقق الباحثون من تأثيرات عشبة الشبت المضادة للبكتيريا والميكروبات، ووجدوا بأن الزيت العطري لهذه العشبة فعال ضد العديد من سلالات البكتيريا، مما يمنع نمو Fusarium graminearum تماماً.

وهو مرض متلف للقمح والشعير، ينتج من مسببات الأمراض النباتية الفطرية، فضلاً عن كونه ساماً ضمن خمس أنواع من سلالات البكتيريا الأخرى، مثل المكورات العنقودية.

بالإضافة لذلك، وجدت دراسة أخرى، أن مستخلصات الشبت المأخوذة من البذور المخزنة لمدة 35 عاماً، تستطيع القضاء على العديد من السلالات الفطرية، مثل العفن Aspergillus niger، والخمائر Saccharomyces cerevisiae وCandida albicans.

3. خفض نسبة الكولسترول

توفر عشبة الشبت فوائد مذهلة لخفض نسبة الكوليسترول بالدم.

من خلال الدراسات الدقيقة، تبين أن مستخلص عشبة الشبت له تأثير فعال، على مستوى الدهون وأنزيمات الكبد، والتعبير الجيني، والنشاط الأنزيمي، حيث كان له نشاط إيجابي على الفئران التي تعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول.

في إحدى الدراسات، تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى 6 مجموعات، وتلقوا جرعات يومية من مستخلصات عشبة الشبت بأشكاله المختلفة.

بعد شهر واحد من تناول المستخلص، انخفض مستوى الدهون، وجلوكوز الدم، وأنزيمات الكبد، بشكل ملحوظ في جميع المجموعات التي تناولت أقراص الشبت أو مستخلص عشبة الشبت، وذلك مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول الشبت.



4. تخفيف آلام الدورة الشهرية

بحثت دراسة أجراها قسم الإحصاء الحيوي والديموغرافيا، بجامعة Khon Kaen University في تايلاند، حول آثار عشبة الشبت بين الطالبات اللاتي يعانين من عسر الطمث الأولي، والمعروف أيضاً بالفترات المؤلمة أو تشنجات الحيض، واللاتي كن في أواخر سن المراهقة، أو أوائل العشرينات من أعمارهن.

شملت التدخلات 12 دواءً عشبياً مختلفاً، هي عشبة الشبت، والبابونج، والقرفة، وماء الورد، والشمر، والحلبة، والزنجبيل، والجوافة، والراوند، والأوزارا، وحشيشة الهر، والزاتاريا.

بالإضافة إلى خمسة مكملات غير عشبية، هي زيت السمك، والميلاتونين، والفيتامينات B1 وE، وكبريتات الزنك، وذلك في مجموعة متنوعة من التركيبات والجرعات.

في حين أن التأثيرات لم تكن قوية، إلا أن بعض الأدلة على فعالية العديد من المكملات الغذائية كانت واضحة، من حيث أنها تقلل من بعض الانزعاج والألم المرتبط بالتشنجات، بما في ذلك عشبة الشبت.



5. الحد من أعراض الأرق

قد يكون للزيوت الأساسية الموجودة في الأعشاب الطبيعية خصائص قوية واستثنائية، حيث يُعتقد أن لها خصائص طبية قديمة، يمكن أن تكون محفزة ومهدئة، ومساعدة على الاسترخاء والنوم في نفس الوقت.

الزيت المستخلص من عشبة الشبت ليس استثناء عن باقي الزيوت الأساسية، فهو يحتوي على مركبات الفلافونويد وفيتامين ب، التي تساعد على تنشيط إفراز بعض الإنزيمات والهرمونات، ذات التأثيرات المهدئة والمساعدة على النوم، مما يساعد بعض الأشخاص في الحصول على نوم جيد ليلاً. (2)

6. الحماية من الجذور الحرة

تحتوي عشبة الشبت على مركبات المونوتيربين، والفلافونويد، وهي مضادات أكسدة قوية، تساعد في القضاء على الجذور الحرة، الناتجة عن الإجهاد التأكسدي، الذي يحدث أضراراً كثيرة للجسم مثل الالتهابات وتلف الأنسجة.

تم تأكيد هذه التأثيرات المضادة للأكسدة والجذور الحرو، في دراسة متعددة الجنسيات، حيث أظهرت أن نشاط مضادات الأكسدة لهذه العشبة، يمكن مقارنته بحمض الأسكوربيك، ألفا توكوفيرول وكيرسيتين، وبالتالي فإنه يعمل كمضاد للالتهابات تساعد في حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة.

كما أظهرت هذه الدراسة أيضاً، نشاطاً مضاداً للأكسدة في المستخلصات المائية لعشبة الشبت، تساعد في محاربة جزيئات الجذور الحرة والالتهابات.

7. قد تخفف من الإسهال

يحدث الإسهال بشكل رئيسي بسبب أمرين؛ عسر الهضم والعمل الميكروبي. فيما يتعلق بعسر الهضم، قد يكون الشبت مفيدًا جدًا، لأنه يتمتع بخصائص هضمية جيدة جدًا.

ثانيًا، قد تساعد العشبة أيضًا بسبب احتوائها على التربينات الأحادية والفلافونويدات الموجودة في زيوتها الأساسية، والتي تعتبر مبيدة للجراثيم أو للجراثيم بطبيعتها. قد تساعد في تخفيف الإسهال عن طريق تثبيط الالتهابات الميكروبية التي تحاول مهاجمة الجسم. (3)



8. قد تساعد في علاج الصرع

الصرع من الأمراض المؤلمة، خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين يعانون منه ولعائلاتهم أيضاً، إنه اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات عرضية لا يمكن التنبؤ بها.

في حين أن هناك العديد من الأدوية الموصوفة، للمساعدة في تقليل الأعراض مثل النوبات، فإن معظم هذه الأدوية تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها.

استخدمت العديد من الثقافات النباتات والأعشاب، للمساعدة في علاج الصرع لعدة قرون، وقد قام الباحثون من جميع أنحاء العالم بدراسة العديد من مجالات هذا الاضطراب، وفي بحث نشر في المجلة الماليزية للعلوم الطبية، تمت مراجعة المستخلص المائي لأوراق الشبت لتأثيراته في علاج التشنجات والصرع.

حدد التقييم أن النبات يتمتع بسمعة طبية تقليدية لأنشطته المضادة للاختلاج، ومن المحتمل أن يعمل كعلاج طبيعي بديل للصرع.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى