مقالات وأبحاثأمراض شائعةرشاقة وريجيمعلوم صحية

دواء جديد يساعد على إنقاص الوزن بشكل مشابه للتمارين الرياضية

العقار الجديد أثبت قدرته على علاج السمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، عن طريق تنشيط العمليات المفيدة في الجسم، على غرار تلك الناجمة عن النشاط البدني.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • خلال السنوات الأخيرة، حقق العلماء والباحثون تقدماً كبيراً، في تطوير الأدوية التي يمكن أن تحاكي الفوائد الصحية للتمارين الرياضية.
  • عقار جديد يحتوي على مادة تسمى SLU-PP-332، يثبت قدرته على علاج السمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، عن طريق تنشيط العمليات المفيدة في الجسم، على غرار تلك الناجمة عن النشاط البدني.
  • تم اختبار الدواء على الفئران، ولم يؤدي إلى زيادة مستويات الطاقة فحسب، بل أدى أيضاً إلى تقليل تراكم الدهون، وتحسين حساسية الأنسولين، مما قد يمهد الطريق لطرق علاجية جديدة لدى البشر.
  • ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية، تجعل أجسامنا أكثر صحة، وتساعد على تقليل خطر الوفاة المبكرة بسبب الأمراض الخطيرة.

يدرس العلماء الأدوية التي يمكن أن تحاكي آثار التمارين الرياضية، وتساعد في علاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السمنة ومجموعة من الحالات المرضية، تسمى متلازمة التمثيل الغذائي.

في بحث جديد، نشرته مجلة علم الأدوية والعلاجات التجريبية، أظهر الباحثون كيف تعمل مادة تسمى SLU-PP-332، كمفتاح يقوم بتشغيل بعض العمليات المفيدة في الجسم، تماماً مثل ما يحدث لأجسامنا عندما نمارس الرياضة، وهي مادة مرتبطة بمستقبلات هرمون الاستروجين (ERR).

ERR هو نوع من المستقبلات، التي تشبه إلى حد كبير المستقبلات التي تربط هرمون الاستروجين، ولكن ليس لها رابط معروف في الجسم.

قام الباحثون في الدراسة باختبار هذه المادة على الفئران، التي كانت إما تعاني من السمنة المفرطة، بسبب نظامها الغذائي، أو لديها حالة وراثية تسمى ob/ob، مما يجعلها تعاني من زيادة الوزن بشكل كبير.

أعطى العلماء مادة SLU-PP-332 للفئران، ودرسوا آثاره على عملية التمثيل الغذائي لديها، وهي كيفية استخدام الجسم للطعام، من أجل الحصول على الطاقة والعمليات الأخرى.

في حال تطور هذا البحث إلى تجارب سريرية، وأدى في النهاية إلى تطوير علاج دوائي.

فقد يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة، من خلال تقليل عبء الأمراض المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي، مثل السمنة والسكري.

د. كاميرون هاينز

فوائد مشابهة لممارسة الرياضة

بعد الانتهاء من الجرعة، التي تم اعطاءها للفئران، وجد الباحثون أنها تحتفظ بمستويات طاقة أعلى، كما أحرقت المزيد من الدهون، ولم تتراكم الكثير منها في أجسامها بعد استخدام SLU-PP-332.

كما ساعدت هذه المادة أيضاً في تقليل السمنة لدى الفئران، وجعلتها أكثر حساسية للأنسولين، وهو الهرمون الذي يساعد على التحكم في مستويات السكر بالدم.

يعد هذا الأمر مهم بشكل خاص، للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والحالات المرتبطة بها، مثل السكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني.

إن تنشيط عمليات معينة في الجسم باستخدام  مادة SLU-PP-332، قد يكون طريقة واعدة، لعلاج السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي، في المستقبل القريب.



منبهات ERR لعلاج متلازمة التمثيل الغذائي

وفقاً لصحيفة MNT، أوضح المؤلف الرئيسي Thomas P. Burris، دكتوراه من معهد علم الوراثة بجامعة فلوريدا، قسم الديناميكيات الدوائية بكلية الصيدلة، بالقول:

“تمثل منبهات ERR فئة جديدة محتملة من الأدوية، التي يمكن استخدامها لعلاج الأمراض الأيضية، مثل مرض السكري من النوع 2 والسمنة، فضلا عن ضعف العضلات لدى كبار السن، كما لاحظنا أيضاً أن هذه الأدوية فعالة في علاج قصور القلب بنماذج الفئران”.

وتابع الدكتور بوريس قائلاً: “تشبه ERRs مستقبلات هرمون الاستروجين في البنية، لكنها ليست مستقبلات هرمون الاستروجين، ولها وظيفة مختلفة تماماً، من حيث أنها تنظم الطاقة الخلوية، في الأنسجة ذات المتطلبات العالية لإنتاج الطاقة، كالعضلات الهيكلية والقلب والدماغ”.

كما أضاف بالقول أيضاً: “تشارك ERRs بشكل طبيعي في ممارسة الرياضة ووظيفة القلب، وهذه الفئة الجديدة من الأدوية تعزز المسارات الطبيعية التي يتم تحفيزها أثناء ممارسة الرياضة (أو وظيفة القلب الطبيعية).

وكان الاكتشاف الرئيسي في هذه الدراسة، هو تحديد مثل هذه المركبات التي يمكنها تنشيط ERRs نظراً لأنها دائمًا “مفعلة”، ولم يكن من الواضح ما إذا كان بإمكاننا تصميم دواء من شأنه أن ينشطها بشكل أكبر من وضعها الطبيعي، الذي يمكن أن يؤدي إلى فائدة علاجية.

من جانبه أشار الدكتور Dr. Cameron Heinz، أحد مقدمي الرعاية الصحية، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، إلى أن “البحث الذي يستكشف استخدام ناهض ERR الاصطناعي، للتخفيف من متلازمة التمثيل الغذائي هو واعد للغاية”.

“متلازمة التمثيل الغذائي هي حالة معقدة ترتبط بعوامل خطر متعددة، بما في ذلك السمنة والسكري ومشاكل القلب والأوعية الدموية.

وأوضح الدكتور هاينز أنه إذا أثبت هذا الناهض الاصطناعي فعاليته، في تخفيف متلازمة التمثيل الغذائي، فإنه يمكن أن يوفر وسيلة جديدة لعلاج هذه المشكلة الصحية المنتشرة على نطاق واسع”.

علاج جديد للسمنة والسكري

أشار الدكتور هاينز أيضاً إلى “أنه في حال تطور هذا البحث إلى تجارب سريرية، وأدى في النهاية إلى تطوير علاج دوائي، فقد يكون له آثار سريرية كبيرة”.

“غالباً ما يواجه المرضى الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني، وأن العثور على علاج فعال يمكن أن يحسن نوعية الحياة، والنتائج الصحية طويلة المدى لهؤلاء الأفراد.

“تعد متلازمة التمثيل الغذائي مصدر قلق صحي عالمي، وقد ارتفع معدل انتشارها بسبب عوامل مثل أنماط الحياة المستقرة والعادات الغذائية السيئة.

إذا أصبح ناهض ERR الاصطناعي خيارًا علاجيًا قابلاً للتطبيق، فقد يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة من خلال تقليل عبء الأمراض المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى