
حبة البركة: كنز علاج وفوائد يدعمها العلم
ماهي القيمة الغذائية والعلاجية للحبة السوداء؟ ولماذا تعد مفيدة لتقوية جهاز المناعة ولصحة الدماغ والذاكرة؟ وكيف تساعد في خفض ضغط الدم وعلاج السكري؟؟
آخر تحديث في نوفمبر 27th, 2022
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
حبة البركة، أو الحبة السوداء Black Seed، اسمها العلمي (Nigella sativa)، هي نبات طبي واسع الاستخدام في جميع أنحاء العالم، وتحظى بشعبية كبيرة في العديد من أنظمة الطب التقليدية، كالطب العربي واليوناني والأيوروفيدا.
تستعرض هذه المقالة، الفوائد الطبية والعلاجية لمستخلصات حبة البركة (الحبة السوداء)، المدعومة بالأدلة والأبحاث العلمية الموثقة، وكذا ملفها الغذائي، الغني بالمركبات والأغذية الطبيعية..
فهيا بنا .. تابع القراءة…
التسمية والموطن الأصلي
حبة البركة تعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل الحبة السوداء، والكمون الأسود، والشونيز المزروع، وهي عشب طبي موطنه الأصلي، شرق البحر الأبيض المتوسط، وشمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا، وشبه القارة الهندية. (1) مصدر موثوق
تتم زراعة حبة البركة في العديد من البلدان حول العالم، مثل منطقة الشرق الأوسط، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وجنوب أوروبا، والهند، وباكستان، وسوريا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية. (2) مصدر موثوق
- اقرأ أيضاً:
- الكركم.. ملك التوابل ومنجم غذاء متعدد الفوائد
- الرمان: منجم من الياقوت والفوائد لصحتك
- شاهد فيديو:
- ماهي أهم 6 عناصر غذائية من دونها لا يمكنك العيش؟
حبة البركة في الأدب الاسلامي
تعتبر بذور حبة البركة (الحبة السوداء) وزيتها من أعظم أشكال الطب في الأدب الإسلامي، حيث ورد ذكر فوائدها في أحاديث نبوية صحيحة، وقد تم استخدامها على نطاق واسع في علاج الكثير من الأمراض والعلل المختلفة.
كما تعد حبة البركة وزيتها كذلك أحد أشكال الطب النبوي، حيث استخدمت كمضاد لارتفاع ضغط الدم، ومقويات الكبد، ومدرات البول، والجهاز الهضمي، ومضاد للإسهال، ومحفز للشهية، ومسكنات للألم، ومضاد للبكتيريا واضطرابات الجلد.(2) مصدر موثوق
كما ذكرها ابن سينا في كتابه الشهير “القانون في الطب”، حيث قال بأن حبة البركة يمكن أن تحفز الطاقة وتساعد على التغلب على الإرهاق والإجهاد.
القيمة الغذائية لحبة البركة
أفادت إحدى الدراسات إلى أن بذور حبة البركة تتكون من:
- 45 ٪ دهون.
- 20 ٪ كربوهيدرات.
- 20 ٪ بروتين.
بالإضافة إلى بعض المعادن مثل البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم.
كما أشارت دراسة أخرى إلى أن حبة البركة، توفر أيضاً كميات صغيرة من فيتامينات A و C و E، بالإضافة إلى بعض فيتامينات B، لكن لم تحدد الدراسة المقادير والكميات بشكل واضح ودقيق. (3) مصدر موثوق
حبة البركة غنية بشكل خاص بمضادات الأكسدة مثل البوليفينول، والتوكوفيرول، والتربينويد ، والتربين.
ومن بين جميع مضادات الأكسدة هذه يعد الثيموكينون، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تنتمي لعائلة التربين والتربينويد، هو الأكثر وفرة في حبة البركة بشكل كبير، ويُعتقد أن هذا المركب النشط هو من يقف وراء معظم الفوائد الصحية لحبة البركة. (3) مصدر موثوق

فوائد حبة البركة الطبية والعلاجية
يستخدم الكثير من الناس حبة البركة لعلاج مشكلات كثيرة منها الربو، وحمى القش، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والأكزيما، وفقدان الوزن، واضظرابات الدورة الشهرية، وحالات أخرى كثيرة.
هذه قائمة بأهم فوائد حبة البركة المدعومة بالعلم:
تقوي جهاز المناعة
تساعد حبة البركة في تقوية جهاز المناعة لديك، فقد أشارت الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات، إلى أن مستخلصات حبة البركة، قد تحفز نشاط خلايا الدم البيضاء، وهي النوع الذي يحارب العدوى والأمراض. (4) مصدر موثوق
في دراسة أخري صغيرة أجريت على الأطفال المصابين باضطراب الدم الوراثي، وجد الباحثون نتائج مماثلة، حيث أدى إضافة 2 جرام من مسحوق حبة البركة إلى وجبات الأطفال المصابين، يومياً لمدة 3 أشهر، إلى تحسن كبير في عدد خلايا الدم البيضاء لديهم، وتقليل علامات الإجهاد التأكسدي. (5) مصدر موثوق
في دراسة خاصة بالنساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كان لدى النساء اللائي تناولن مقدار 1 جرام من زيت حبة البركة يومياً، مستويات أعلى بكثير من خلايا الدم البيضاء، وذلك بعد شهرين من بدء العلاج، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، كما كان لديهن كذلك علامات التهاب، وتورم أقل في المفاصل. (6) مصدر موثوق
غنية بمضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة، هي مركبات نباتية تساعد على حماية خلايا جسمك من التلف، الذي تسببه الجزيئات غير المستقرة في جسمك، والمعروفة باسم الجذور الحرة.
عندما تتراكم الجذور الحرة في جسمك، فإنها تسبب الإجهاد التأكسدي، الذي يزيد من خطر الإصابة بحالات صحية ومرضية، مثل السرطان، وأمراض القلب والسكر وغيرها. (7) مصدر موثوق
حبة البركة غنية جداً بمضادات الأكسدة القوية، ومنها (ثيموكينون)، أحد المضادات القوية المضادة للالتهابات، حيث يعتقد الخبراء أن معظم الفوائد الصحية المرتبطة بحبة البركة لها علاقة بهذا المركب.
كما أشارت مراجعة بحثية إلى أن الحبة السوداء لها تأثيرات قوية مضاد للأكسدة، خصوصاً عند استخدامها على البشر. (8) مصدر موثوق
قد تخفض ضغط الدم والكوليسترول
يعتبر ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، من عوامل الخطر الهامة للإصابة بأمراض القلب، و يبدو أن حبة البركة تساعد في تخفيض مستويات كليهما معاً. (9) مصدر موثوق
أفادت الدراسات التي أجريت على النساء البالغات، المصابات بالسمنة، وبداء السكري من النوع 2، إلى أن تناول مقدار 3 جرامات من مستخلصات حبة البركة يومياً، لمدة 8-12 أسبوعاً، يمكن أن يقلل بشكل كبير من مستويات الكوليسترول الكلي في الدم، وكذلك مستويات الكوليسترول الضار. (10) مصدر موثوق
بالإضافة لذلك أشارت بعض المراجعات إلى انخفاض في مستويات الكوليسترول الكلي، يتراوح ما بين 16 إلى 23 ملجم، وكذلك في مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ما بين 14-22 ملجم، وفي الدهون الثلاثية مابين 7-21 مجم، وذلك بعد تناول مكملات حبة البركة.(11) مصدر موثوق
هناك دراسات أخرى أشارت كذلك إلى أن تناول مستخلصات حبة البركة، سواء كان ذلك على شكل بذور أو مسحوق أو زيت، يمكن أن يزيد من مستويات الكوليسترول الحميد (الجيد)، كما يمكن أن يقلل أيضاً من مستويات ضغط الدم. (12) مصدر موثوق
كما أن المشاركون الذين تناولوا مستخلصات حبة البركة لمدة 8 أسابيع في المتوسط، قد شهدوا انخفاض في ضغط الدم الانقباضي لديهم بواقع 3.3 مل زئبق.
وبالرغم من كل ذلك، هناك دراسات اخرى أشارت إلى عدم وجود تأثير كبير في خفض ضغط الدم، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث، قبل إجراء استنتاجات وتوصيات واضحة وأكيدة. (13) مصدر موثوق
قد تساعد في تخفيف الالتهابات
الالتهابات التي تستمر لفترات طويلة، يتم توصيفها على أنها التهابات مزمنة، كما يُعتقد أن هذه الحالة هي السبب وراء الإصابة بالعديد من الأمراض، منها على سبيل المثال مرض السكري من النوع 2، والسرطان وأمراض القلب، والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة. (14) مصدر موثوق
أشارت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات، إلى أن حبة البركة قد تقلل من علامات الالتهاب في الجسم بعد الإصابة. (15) مصدر موثوق
كما تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة لدى النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، وهو مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب المفاصل، حيث أدى استخدامهن لمستخلصات حبة البركة إلى التخفيف من تلك الالتهابات.
في دراسة أخرى، كان لدى النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي اللائي تناولن مقدار 1 جرام من زيت حبة البركة يومياً لمدة شهرين، علامات أقل للالتهاب، كما أبلغن عن تورم وألم أقل في المفاصل، من أولئك اللائي تناولن دواءً وهمياً. (6) مصدر موثوق
يعتقد الخبراء أن مركب الثيموكينون هو المركب الرئيسي المسؤول عن كل تلك التأثيرات المضادة للالتهابات في الحبة السوداء.
قد تحمي صحة الدماغ والذاكرة
يعتقد الباحثون بأن الالتهابات التي تصيب الدماغ، تلعب دوراً رئيسياً في تطور بعض الأمراض، مثل مرض الزهايمر وباركنسون. (17) مصدر موثوق
تشير الأبحاث التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات، إلى أن مركب الثيموكينون، المتواجد في الحبة السوداء، يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات في الدماغ.
يعتقد الخبراء كذلك أن هذا المركب قد يمنع أو يبطئ على الأقل، تطور الحالات العصبية المرتبطة بالالتهابات، مثل مرض الزهايمر، والتهاب الدماغ، والنخاع الشوكي، والصرع، والاكتئاب، ومرض باركنسون. (1 مصدر موثوق ، (18) مصدر موثوق
في دراسة أخرى، تم إعطاء محموعة من كبار السن، مقدار 500 ملغ من مستخلص حبة البركة، يومياً لمدة تسعة أسابيع، في مقابل مجموعة أخرى تم إعطاءها الدواء الوهمي.
وعند النظر في النتائج، كانت مقاييس الانتباه والذاكرة والإدراك المعرفي العام، مرتفعة في المجموعة التي تناولت مستخلص حبة البركة، في مقابل مجموعة الدواء الوهمي. (19) مصدر موثوق
قد تحسن مستويات السكر في الدم
قد تساعد حبة البركة كذلك في تنظيم مستويات السكر في الدم.
في دراسة حديثة، اجريت على مجموعة من الأشخاص البالغون، المصابون بداء السكري من النوع 2، حيث تم اعطاء كل واحد منهم جرعة بمقدار 1 جرام من مستخلص حبة البركة، وذلك يومياً لمدة 8 أسابيع، وقد شهد الجميع انخفاضاً كبيراً في مستويات السكر بالدم أثناء فترة الصيام. (20) مصدر موثوق
على ذات السياق، مراجعتان إلى أن تناول مستخلصات حبة البركة، قد يخفض مستويات السكر في الدم بمعدل 17.8 ملجم / ديسيلتر، اثناء فترة الصيام. (12) مصدر موثوق
كما أشارت نفس المراجعات أيضاً إلى انخفاض في نسبة الهيموجلوبين (A1C) بمقدار 0.7٪، وهو ما يشير إلى تحسن في نسبة السكر بالدم. (13) مصدر موثوق
بالإضافة لذلك، يعتقد الباحثون والخبراء، أن حبة البركة قد تكون قادرة على زيادة إفراز الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم، كما يوصون بأن مستخلصات هذه البذور قد تحسن من حساسية الخلايا للأنسولين، وتزيد من امتصاصها للسكر. (23) مصدر موثوق
إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على