
المشي يومياً هل يحميك من الموت المبكر حقاً؟
هل تحتاج حقاً للمشي 10000 خطوة يومياً، لتحقيق فوائده الصحية؟ وما الحد الأمثل لعدد الخطوات التي يجب مشيها للحد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
- أشارت العديد من الأبحاث والدراسات، بأن المشي يومياً، سواء بشكل منتظم أو غير منتظم، له فوائد صحية عديدة.
- دراسة وصفية جديدة، مكونة من 12 دراسة أخرى، تسلط الضوء على العدد الأكثر فائدة من الخطوات، التي يجب على المرء أن يمشيها كل يوم.
- تشير الدراسة إلى أن الفوائد الصحية للمشي، تبدأ بما لا يقل عن 2500 خطوة يومياً، ثم ترتفع بشكل تدريجي.
- لتجنب مخاطر الوفاة المبكرة، الناجمة عن الأمراض المزمنة، وخصوصاً القلب والأوعية الدموية، يجب على الشخص أن يمشي بمعدل 7000 إلى 9000 خطوة يومياً.
على مدى السنوات القليلة الماضية، حاول الباحثون الإجابة على السؤال التالي:
كم عدد الخطوات التي يجب أن أمشيها يومياً، للحصول على الفوائد الصحية؟
في دراسة وصفية حديثة، نشرتها Journal of American Cardiology، قام الباحثون بتحليل نتائج 12 من الأبحاث، التي أجريت حول فوائد المشي، وعدد الخطوات التي يجب أن يمشيها الأشخاص يومياً، لتحقيق أكبر قدر من الفوائد.
ماذا وجد الباحثون في الدراسة؟
وجد الباحثون في الدراسة، أن الفوائد الصحية تبدأ عندما يمشي الشخص بين 2500 و 2700 خطوة يوميا.
للحصول على أقوى الفوائد الصحية، ضد أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن المشي حوالي 7000 خطوة يومياً، يعد هو الرقم السحري لتحقيق ذلك، أو بشكل أكثر تحديداً ودقة (7126 خطوة).
كما أن أكبر انخفاض في خطر الوفاة بسبب تلك الأمراض، يحدث عند المشي حوالي 9000 خطوة كل يوم.
بالنسبة للأشخاص الذين يمشون 2500 خطوة، فقد انخفض خطر الوفاة لديهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 8%، في حين انخفض بنسبة 11% مع المشي 2700 خطوة.
عند المشي 9000 خطوة يومياً، تقل فرص الوفاة المبكرة بسبب مختلف الأمراض المزمنة بنسبة 60%، وعند المشي 7000 خطوة تقل فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 51%.
لقد تم فضح الهدف الذي تم الاستشهاد به كثيراً، وهو المشي 10000 خطوة يومياً، وقد نشأت هذه الفكرة في إعلان عن عداد الخطى عام 1964، ولم يتم دعمها بأي بحث علمي.
ووجد مؤلفو الدراسة أيضاً أن الفوائد الصحية الإضافية ترتبط بسرعات المشي المتوسطة والعالية، بالإضافة إلى الفوائد المرتبطة بعدد الخطوات.
شملت الدراسات الـ 12 المتضمنة في الدراسة الوصفية سجلات صحية لـ 111309 فردًا كانوا يرتدون أجهزة قياس التسارع، أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
- قد يهمك أيضاً:
- 3000 خطوة من المشي يومياً تحميك من السكتة القلبية
- كيف يقيك المشي وحمية المتوسط من الخرف المبكر؟
الحد الأدنى والأمثل للخطوات
وفقاً لصحيفة Medical News Today، قال كبير الباحثين الدكتور Dr. Thijs M.H. Eijsvogels: “هذه الدراسة هي الأولى، التي تحدد بشكل موضوعي الحد الأدنى والأمثل لحجم الخطوات للنتائج الصحية”
كما قال أيضاً: “وجدنا أن أهداف هذه الخطوات كانت مستقلة عن الجنس، أو نوع الجهاز، أو الموقع القابل للارتداء، مما يعزز قوة النتائج التي توصلنا إليها، وإمكانية إضافة أهداف الخطوات هذه إلى إرشادات النشاط البدني المستقبلية”.
من جانبها قالت الدكتورة Dr. Amanda Paluch، الأستاذة المساعدة في علم الحركة بجامعة ماساتشوستس، وعضو منظمة خطوات الصحة التعاونية، التي لم تشارك في الدراسة الوصفية الحالية:
“تكرر هذه الدراسة ما رأيناه في عملنا السابق، (تحرك أكثر واجلس أقل)، إنها ليست حالة كل شيء أو لا شيء”.
الدكتور Dr. Cheng-Han Chen، طبيب القلب والمدير الطبي لبرنامج القلب الهيكلي، في مركز سادلباك الطبي، والذي لم يشارك أيضاً في الدراسة، كان سعيداً بهذه الدراسة، لأنها تعطينا الكثير من الأهداف في الخطوات.
الفوائد الصحية تتحقق بأقل من 10000 خطوة
قالت الدكتورة بالوتش، أنه بغض النظر عن عدد الخطوات اليومية للشخص، فمن الجيد تحديد أهداف تدريجية، تزيد من عدد الخطوات بمرور الوقت.
إذا كان الشخص يسير 10000 خطوة يومياً، فلا توجد مشكلة، هذه النتائج ليست مؤشراً على أن المشي أكثر من 10000 خطوة قد يكون ضارا.
أوضح الدكتور جين مورغان، طبيب القلب والمدير السريري لفريق عمل كوفيد، في مؤسسة بيدمونت للرعاية الصحية في أتلانتا بجورجيا، والذي لم يشارك في الدراسة كذلك بالقول:
“في الواقع، لا يزال هناك انخفاض في الوفيات قد يصل إلى 8763 شخصاً، ويتم تحقيق انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، عند المشي بما يصل إلى 7126 خطوة يومياً”.
ويضيف: “يعد هذا أقل بمقدار 1.5 ميل تقريباً، من التوصية بـ 10000 خطوة، التي يتم الترويج لها غالباً”.
هل السرعة في المشي أمراً مهماً؟
قال الدكتور بالوتش: “في الدراسات الرصدية كهذه الدراسة، من الصعب اكتشاف الارتباط، نظراً لأن حجم المشي وسرعته مرتبطان ارتباطاً وثيقًا، فأولئك الذين يمشون بشكل أسرع، يقومون بخطوات يومية أكثر”.
“بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد أقل من الدراسات، التي تحتوي على بيانات متاحة، حول وتيرة الخطوات والفوائد الصحية، مما يحد من قدرتنا على التوصل إلى استنتاجات قوية، حول ما إذا كان الشخص يحتاج إلى المشي بشكل أسرع أو بخطوات عادية”.
واقترح الدكتور تشين، أن أفضل توجيه في هذا الصدد هو: “حاول المشي بوتيرة تشعر فيها أن معدل ضربات قلبك يرتفع قليلاً، أنا أقول إن الوتيرة الأعلى أكثر فائدة من الوتيرة الأبطأ”.
من جانبة قال د.جين مورغان: “هذا أمر يعود لهمتك وتقديرك، حيث أن المشي في متناول الجميع”.
وأضاف: “وعلى الرغم من أن الخطوات السريعة كانت مرتبطة بأعلى انخفاض في أمراض القلب، إلا أن وتيرة المشي البطيئة، أظهرت هي أيضاً انخفاضاً في خطر الإصابة بأمراض القلب، وإن كان ذلك بشكل أقل”.