مقالات وأبحاثأخبار الصحة

كيف يساعد الصيام المتقطع في الحفاظ على صحة الأمعاء؟

في دراسة حديثة: يعد الصيام المتقطع، وتقليل السعرات الحرارية، من الأساليب الفعالة، لدعم تنوع الميكروبيوم المهم لصحة الإنسان.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • كيف يساعد الصيام المتقطع، وتقليل السعرات الحرارية، في دعم صحة الجهاز الهضمي؟
  • ماهي العلاقة بين الصيام المستحب في الإسلام، كصيام الاثنين والخميس، وطريقة الصيام التي يوصي بها الباحثون في هذه الدراسة؟
  • الصيام المتقطع وتقييد السعرات الحرارية، يفيدان التنوع في ميكروبيوم الأمعاء، المهم لصحة الإنسان.
  • تعتبر بكتيريا الأمعاء الجيدة، الموجودة في الميكروبيوم، مهمة لمجموعة من العمليات المتعلقة بصحة الجسم، ويرتبط نقصها بالمزيد من الأمراض.

في دراسة جديدة، قام باحثون من كلية الطب بجامعة كولورادو، بالبحث حول كيف يمكن للتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، التي تحدث من خلال التدخلات الغذائية لإنقاص الوزن، أن تؤثر على تنظيم الجينات والصحة العامة للإنسان.

ووجدوا أن كلاً من الصيام المتقطع، والأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، تؤثر بشكل إيجابي على الميكروبيوم، وهو مجتمع البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي للإنسان، وفي جميع أنحاء الجسم أيضاً.

تم توجيه المشاركين في الدراسة، الذين يعانون جميعاً من زيادة الوزن أو السمنة، إلى الصيام المتقطع لمدة عام كامل بطريقتين:

  • الطريقة الأولى: صيام 3 أيام غير متتالية أسبوعياً.
  • الطريقة الثانية: الصيام بالتناوب (يوم بيوم).

كما تم تقديم دعم سلوكي شامل لجميع المشاركين، وتشجيعهم على تقليل تناول السعرات الحرارية بنسبة ~ 34٪ أسبوعياً، من متطلبات الطاقة المقدرة الأساسية، وزيادة النشاط البدني إلى 300 دقيقة، من النشاط المعتدل إلى القوي أسبوعياً.

تحليل النتائج

من خلال تحليل النتائج، وجد الباحثون أن تنوع بكتيريا الأمعاء الصحية في الميكروبيوم، قد تحسن بشكل ملحوظ لدى جميع الأفراد المشاركين، وذلك بعد 3 أشهر فقط من بدء الدراسة، التي استمرت لمدة عام كامل.

كما وجدوا أيضاً، بأن هناك تحسينات في الميكروبيوم لكلا المجموعتين، سواء الذين صاموا 3 أيام متتالية، أو الذين صاموا بالتناوب وركزوا على تقليل السعرات الحرارية اليومية.

معنى ذلك، أنه يمكن لأي شخص، أن يحسن من تنوع الميكروبيوم الخاص به، وتحسين صحته عموماً، باستخدام استراتيجية الصيام المتقطع بالطريقة التي تناسبه.

من جانب آخر، تعزز الدراسة الجديدة، فكرة أن التغيرات في بكتيريا الأمعاء تحدث أثناء فقدان الوزن.

ولاحظ الباحثون عدة ارتباطات بين وفرة الميكروبات المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي والسمنة ومثيلة الحمض النووي، وهي عملية يتم من خلالها تغيير تنظيم الجينات، مما قد يؤثر على صحتنا.

صيام الاثنين والخميس

لم تشر الدراسة إلى أيام محددة للصيام، ولكنها أشارت إلى الصيام المتقطع، واقترح الباحثون في هذه الدراسة، صيام 3 أيام غير متتالية من كل أسبوع، وهذا يتطابق إلى حد كبير، مع صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، والذي يعد من الأعمال المستحبة في الثقافة الإسلامية، عند جميع المسلمين.

كما اقترح الباحثون أيضاً، الصيام المتقطع بالتناوب (يوم بيوم) لمدة عام كامل.

وهي طريقة تتطابق تماماً مع صيام سيدنا داود عليه السلام، المعروفة في الموروث الثقاقي الإسلامي أيضاً، من خلال قول النبي ﷺ: “إن أحب الصيام إلى الله صيام داود…، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً”.



لماذا يعد التنوع الميكروبي مهماً للصحة؟

يوجد داخل جسم الإنسان، ما يقرب من 100 تريليون خلية ميكروبية تكافلية، معظمها عبارة عن بكتيريا تعيش في الأمعاء العلوية والسفلية، وفهمنا لهذه الكائنات الدقيقة لا يزال في بداياته إلى حد ما، ولكنها مع ذلك تعد كائنات فاعلة ومؤثرة في صحتنا.

وأوضح طبيب الجهاز الهضمي، الدكتور Dr. Rudolph Bedford، الذي لم يشارك في الدراسة بالقول: “إن ميكروبيوم الأمعاء، يتوسط في العديد من الأشياء المختلفة، مثل العمليات الالتهابية، التي تحدث داخل جسمك”.

لقد تورط الالتهاب في الجسم بالعديد من المشكلات الطبية، بدءًا من السرطان وحتى مرض السكري، والخرف، وأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الميكروبات الموجودة في الميكروبيوم على عمليات أخرى أيضاً، بما في ذلك الشهية والسمنة.

بحسب Medical News Today، يقول بيدفورد: “أنت تريد ميكروبيوم متنوع للغاية، لأنه كلما زاد التنوع لديك، كلما كان لديك تنوع أفضل في الوظائف، بمختلف جوانب جسمك، كما أنك تريد ميكروبيومًا متنوعاً من أجل تقليل وتنظيم جميع الآليات داخل جسمك”.

من جانبها قالت اختصاصية التغذية Kristin Kirkpatrick ، التي لم تشارك أيضاً في الدراسة: “إن التنوع الميكروبي يرتبط بميكروبيوم أفضل، وقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الأصحاء، غالبًا ما يكون لديهم ميكروبات أمعاء أكثر تنوعاً”.

وأضافت كيركباتريك بالقول: “نرى أيضاً في البيانات، أنه كلما زاد عدد الميكروبات المفيدة، زاد التغيير في النتائج الصحية المفيدة”.

لماذا يؤدي الصيام وتقليل السعرات الحرارية، إلى تحسين التنوع الميكروبي؟

بعد تحليلهم السابق علق الباحثون بالقول، بأن آلية الصيام المتقطع، وتقليل السعرات الحرارية، له فوائد صحية كبيرة، تظهر مع التغيرات في عملية التمثيل الغذائي، وفقدان الوزن، وعوامل التمثيل الغذائي للقلب، أو حتى التحسينات في الأنماط الغذائية المختلفة.

الدكتور بيدفورد يرى بأن هناك سبباً آخر أبسط، وهو أن الميكروبيوم يعمل بدوام كامل، ولذلك عندما تصوم وتتوقف عن الأكل فأنت تريحه لبعض الوقت، وتسمح له بإعادة السكن، تمامًا مثل النوم.

هذه بالتأكيد إحدى النظريات، التي تشرح سبب تحسين التنوع من خلال الصيام المتقطع، وأشياء من هذا القبيل.

مع ذلك، حذر كيركباتريك من أنه “لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع في التعامل مع النظام الغذائي، لذالك فإن كل نظام غذائي قد يحتاج إلى تقييم لوحده مع طبيب أو مختص غذائي”.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم بالنسبة للنساء الحوامل أو المرضعات، أو أي شخص آخر يعاني من حالة مزمنة، أن يتحدثن مع طبيبهن أو اختصاصي التغذية قبل إجراء أي تغيير في نمطهن الغذائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى