
انواع الصداع وأسبابه وكيفية علاجه
ماهي أنواع الصداع؟ وما هو الصداع العنقودي؟ وهل يمكن أن يكون علامة لإصابتك بمرض خطير؟!
آخر تحديث في ديسمبر 13th, 2021
يُعرَّف الصداع بأنه الألم الناجم عن الرأس أو الرقبة العليا من الجسم، والذي ينشأ من الأنسجة والتراكيب التي تحيط بالجمجمة أو المخ، وهي الطبقة الرفيعة من الأنسجة التي تسمى (السّمحاق) والتي تحيط بالعظام والعضلات التي تغلف الجمجمة والجيوب الأنفية والعينين والأذنين.
كذلك ينشأ ألم الصداع من الأنسجة الرقيقة التي تُغطي سطح المخ والحبل الشوكي، والتي تسمى (السحايا) كما ينشأ الألم كذلك من الشرايين والأوردة والأعصاب، التي تصبح جميعها ملتهبة أو متهيجة وتسبب الصداع، وقد يكون الألم حاداً أو خفيفاً أو ثابتاً أو متقطعاً.
محتويات البحث:
- ما هي أنواع الصداع؟
- صداع التوتر
- الصداع النصفي
- الصداع العنقودي
- الصداع الثانوي
- صداع الألم العصبي القُذالي“occipital neuralgia”
- كيف يمكن علاج الصداع؟
ما هي أنواع الصداع؟
هناك ثلاث فئات رئيسية بناءً على مصدر الألم وهي:
1 – الصداع الأساسي ويشمل:
- صداع التوتر
- الصداع النصفي
- الصداع العنقودي
2 – الصداع الثانوي
3 – صداع الألم العصبي القذالي “occipital neuralgia”
سنتناول في هذا البحث كل فئة من هذه الفئات بالتفصيل:
الصداع الأساسي
ويشمل الصداع النصفي، وصداع التوتر، والعُنقودي، فضلاً عن مجموعة متنوعة من أنواع الصداع الأخرى الأقل شيوعًا.
1 – صداع التوتر
هو أكثر أنواع الصداع الأساسي شيوعاً، ويسبب ضغطاً وألماً خفيفاً إلى متوسطاً أو شديداً وحاداً، خلف عينيك وفي رأسك ورقبتك، وهو شائع بين النساء أكثر من الرجال، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إذ يعاني واحد من كل 20 شخص في العالم المتقدم من صداع التوتر بشكل يومي.
الإدمان على الأدوية المُسكنة للألم، والإفراط في تناولها بشكل دائم، قد يؤدي إلى إصابتك بأمراض خطيرة، كـ تهيج المعدة، والنزيف المعوي، ولربما الفشل الكلوي، وتليف الكبد.
أعراضه:
تشمل العلامات والأعراض الشائعة لصداع التوتر ما يلي:
- الألم الذي يبدأ في الجزء الخلفي من الرأس والرقبة، وغالباً ما يوصف بأنه ضيق أو ضغط يشبه الشريط الذي يطوق الرأس.
- قد يكون الضغط أكثر حدة في الهياكل المحيطة بالعيون والحاجبين والجبهة.
- قد يختلف الألم في شدته من شخص لآخر، لكنه في العادة لا يكون معيقاً، بمعنى أن المتألم قد يستمر في ممارسة الأنشطة اليومية.
- لا يرتبط الألم بهالة، أو غثيان ، أو حساسية للضوء والصوت.
- يحدث الألم بشكل متقطع ومن دون نمط محدد، ولكن يمكن أن يحدث بشكل متكرر أوحتى يومياً في بعض الأشخاص.
أسبابه:
يحدث صداع التوتر بسبب ضيق وتقلص العضلات في الكتفين والرقبة وفروة الرأس والفك(1)، وقد يكون مرتبط بالإجهاد أو الاكتئاب أو القلق، وقد يحدث في كثير من الأحيان عند الأشخاص الذين يعملون كثيراً، خصوصاً أولئك الذين يقضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات الكمبيوتر من دون تحرك، أو الأشخاص الذين ينامون كثيراً، أو يفتقدون إلى الوجبات الصحية، أو يتعاطون المشروبات الكحولية، كما أن الإجهاد العاطفي قد يتسبب أيضاً في صداع التوتر، عن طريق التقلص من العضلات المحيطة بالجمجمة.
2 – الصداع النصفي
هو اضطراب عصبي بيولوجي شائع جداً، ناجم عن زيادة استثارة الجهاز العصبي المركزي، وهو ثاني أكثر أنواع الصداع الأساسي شيوعاً، إنه يؤثر على نوعية حياة المرضى(2)، ويعيق العمل والقيام بالأنشطة الاجتماعية والحياة الأسرية، كما يؤثر على الأطفال والمراهقين قبل سن البلوغ، ويتأثر به الأولاد والفتيات على حد سواء، أما بعد البلوغ فتتأثر به النساء أكثر من الرجال، و يتضمن الصداع النصفي ألماً خفيفاً وخانقاً، وغالبًا ما يكون على جانب واحد من الرأس.
أعراضه:
- الحساسية الزائدة تجاه الضوء والصوت.
- الشعور بالغثيان أحياناً.
- يعاني بعض المصابين من اضطرابات بصرية قبل الصداع النصفي، مثل رؤية خطوط متعرجة، أو الأضواء الساطعة، أو فقدان الرؤية مؤقتاً.
أسبابه:
من أهم أسباب الصداع النصفي هي القلق، الإجهاد، التغذية السيئة “الجوع”، الإفراط في النوم، التعرض للضوء، التغيرات الهرمونية “لدى النساء”، وقد تلعب الجينات التي تتحكم في نشاط بعض خلايا الدماغ دوراً في التسبب بحدوث الصداع النصفي.
3 – الصداع العنقودي
الصداع العنقودي (3) هو حالة من الألم الشديد على جانب واحد من الرأس، وهو يحدث في مجموعات أو نوبات قد تدوم من أسابيع إلى أشهر، وفي بعض المرضى تحدث الهجمات لهذا النوع من الصداع في فترات موسمية بعينها، وهو يعد أحد أكثر الحالات المؤلمة للصداع، لدرجة أن بعض النساء اللائي يعانين من الصداع العنقودي، يصفن الألم بأنه أسوأ من الولادة، وهو أكثر شيوعاً بين الذكور في سن العشرين إلى الأربعين من العمر، رغم أن النساء والأطفال قد يعانون أيضاً من هذا النوع من الصداع.
أعراضه:
- يأتي في شكل هجمات تتخللها حلقات ألم مفصولة بفترات خالية من الألم لشهور أو ربما لسنوات.
- يؤثر هذا النوع من الصداع على الرجال بشكل متكرر أكثر من النساء.
- يحدث الألم عادة مرة واحدة أو مرتين يومياً، وفي بعض الحالات قد يعاني بعض المرضى من الألم أكثر من مرتين يومياً.
- تستمر كل حلقة من حلقات الألم من 30 إلى 90 دقيقة.
- تميل الهجمات إلى الحدوث في نفس الوقت تقريباً كل يوم، وغالباً ما توقظ المريض ليلاً من نوم عميق.
- الألم عادة ما يكون حاداً ويتركز حول أو خلف عين واحدة.
- يصف بعض المرضى الألم بأنه شعور بوكز حار في العين، وقد تصبح العين المصابة حمراء وملتهبة ومائية.
- قد يحدث سيلان للأنف على الجانب المصاب.
أسبابه:
يعتبر الكحول أحد مسببات الصداع العنقودي المعروفة، كما يجد عدد كبير من الأشخاص المصابين، بأن المواد ذات الرائحة القوية مثل البنزين أو أبخرة الطلاء أو العطور والبخور، أو روائح الصوابين والمنظفات، أو مساحيق الغسيل، يمكن أن تؤدي إلى حدوث الهجمة لهذا النوع من الصداع.
صداع الألم العصبي القذالي هو نوع من الصداع الذي يسبب الألم على طول الرقبة العلوية ومؤخرة الرأس، ويتركز الألم في الأعصاب المعروفة باسم الأعصاب القذالية، وهي الأعصاب الحسية التي تمتد من أعلى النخاع الشوكي في الجزء العلوي للرقبة إلى الجزء الخلفي من الرأس.
الصداع الثانوي
هو ذلك الصداع الذي يحدث كردة فعل لمشكلة بُنيوية أو مُعدية، في الرأس أو الرقبة، أو في مكان آخر من الجسم، وهو يشمل مجموعة واسعة من الحالات العرضية أو المُزمنة، التي تتراوح ما بين ألم الأسنان الذي يحدث بسبب الأسنان المُصابة، أو الألم من التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، وهذا على سبيل المثال، مع ملاحظة أنه ليس كون هذا الصداع ثانوياً بمعنى أنه ليس هاماً أو غير مؤلماً، على العكس من ذلك، فصداع الجيوب الأنفية المزمن مثلاً، قد يكون مؤلماً إلى الحد الذي يجعلك تستيقظ من نومك، ولا تستطيع العمل.
هل يمكن أن يكون الصداع الثانوي علامة لمرض خطير؟
الصداع الثانوي عادة ما يكون علامة على إصابتك بمرض ما، ولكنه ليس بالضرورة مرضاً خطيراً، على سبيل المثال، يعتبر صداع الجيوب الأنفية ثانوياً كما أسلفنا، ولكنه ليس خطيراً إلى الحد الذي يهدد حياتك، لكنه بذات الوقت من النوع الذي ينغص حياتك، ويجعلها أكثر قسوة، وقد يعيقك عن العمل، طوال فترة الهجمة التي قد تمتد لشهر أو شهرين، وهناك حالات نادرة قد يكون الصداع فيها علامة لمشكلة خطيرة، مثل النزيف في الدماغ أو التهاب السحايا.
صداع الألم العصبي القُذالي؟
الألم القذالي هو شكوى شائعة بين المرضى الذين يعانون من الصداع، ويمكن أن يشمل العديد من الحالات الأولية، مثل صداع عنق الرحم، أو الصداع النصفي، ويعد الألم العصبي القذالي سبباً لحدوث هذا النوع من الصداع، الذي يتسم بالألم الموضعي الانتيابي في توزيع الأعصاب القذالية الكبيرة أو المتوسطة “الأدنى” أو الثالثة وهي الأصغر، وهو يسبب الألم على طول الرقبة العلوية ومؤخرة الرأس، ويتركز الألم في الأعصاب المعروفة باسم الأعصاب القذالية، وهي الأعصاب الحسية التي تمتد من أعلى النخاع الشوكي في الجزء العلوي للرقبة إلى الجزء الخلفي من الرأس، وقد يكون الألم من جانب واحد أو ثنائي على جانبي الرأس، كما قد يكون حاداً أو طعناً، أو وكأنه صدمة كهربائية على طول العصب.(4 – 5)
ولعل المثال الأكثر شيوعاً، لهذا النوع من الصداع هو الألم العصبي الثلاثي المسمى بـ”التوائم”، الذي يصيب العصب القذالي المرتبط بالوجه، والذي يمكن أن يسبب ألماً شديداً في الوجه عند حدوث تهيج أو التهاب.

كيف يمكن علاج الصداع؟
يمكن علاج الصداع المزمن بثلاث طرق وهي:
أولاً: العلاجات المنزلية الطبيعية وتشمل
1 – شرب الماء باستمرار:
أحياناً قد يكون العطش والجفاف، بسبب قلة شرب الماء، سبباً كافياً لإصابتك بالصداع، وقد ثبت علمياً أن الإكثار من شرب الماء يخفف من أعراض الصداع.
2– أكل الزبد ” Butterbur”
الزبد من النبتات الطفيلية (6)، التي تساعد في منع وتقليل الصداع لدى البالغين والأطفال، ويمكن استخدامه بشكل وقائي للحد من الصداع المتكرر بدلا من تناوله عندما يبدأ الصداع فقط.

3 – شرب الشاي أو القهوة
إن تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين(7)، مثل الشاي و القهوة، قد يوفر لك الراحة عند تعرضك لنوبة صداع شديد، فالكافيين يُحسِّن الحالة المزاجية، ويُزيد من اليقظة، ويقيِّد الأوعية الدموية، وكلها حالات وأوضاع يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على أعراض الصداع. ( إعرف المزيد حول فوائد القهوة الصحية )
4 – أخذ القسط الكافي من النوم
السهر الطويل والدائم يؤثر على صحتك، كما أنه يسبب لك الصداع الدائم أيضاً، فقد قارنت إحدى الدراسات بين تكرار الصداع وشدته لدى أولئك الذين يحصلون على معدل نوم يقل عن ست أو خمس ساعات في الليلة الواحدة، وبين أولئك الذين ينامون بشكل طبيعي بمعدل 7 ساعات في الليلة، وقد وجدت الدراسة، أن أولئك الذين يحصلون على مقدر أقل من النوم يعانون من صداع شديد بشكل متكرر.
6 – تناول جوز الهند الطبيعي والمياه المعدنية
المياه المعدنية وحليب جوز الهند الطبيعي هي علاجات طبيعية للجفاف وتخفيف الصداع المرتبط به، إنها مصادر طبيعية، لا تحتوي على السكر المضاف أو المُحلِّيات الصناعية، الموجودة في العديد من مشروبات الإلكتروليت التجارية.
بالإضافة الى العديد من الأغذية الطبيعية، ووسائل التشافي الذاتي والطبيعي، التي تلعب دوراً مساعداً في علاج أنواع متعددة من الصداع، والتي سنتناولها في بحث مستقل، سيتم نشره قريباً بحول الله.
اقرأ أيضاً: علاج الصداع الشديد في المنول بدون أدوية أو مسكنات
ثانياً: العلاج التكميلي
القائم على منهجية العلاقة بين الجسم والعقل، ويشمل هذا النوع من العلاج مايلي:
- الوخز بالإبر.
- التقنيات المرتكزة على الارتجاع البيولوجي.
- التدليك وتقنيات الاسترخاء
- تمارين اليوجا وتاي تشي، التي تجمع بين التأمل والحركات البطيئة والرشيقة والتنفس العميق والاسترخاء.
ثالثاً: تناول بعض الأدوية المسكنة للألم
تناول بعض الأدوية المسكنة للألم، مثل الأسبرين والأيبوبروفين(8)، والنابروكسين(9)، وغيرها من المسكنات التي تصرف عادة من دون وصفة طبية، وذلك عند الضرورة فقط، مع أننا في أكاديمية التشافي بالغذاء، لا ننصح أبداً باستخدامها، لأن الإدمان عليها والإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في المعدة والكبد والكلى، ليس أقلها التهيج للمعدة والنزيف المعوي، ولربما الفشل الكلوي، وتليف الكبد، في حالات الإدمان اليومي وشبه اليومي لتلك المسكنات.
إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، تكرم بإعادة مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على