
الإجهاد الوظيفي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
في دراسة جديدة: الوظيفة المجهدة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفة خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصة بالنسبة للرجال.
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
- كيف يمكن أن تكون طبيعة وظيفتك، هي أحد أكثر مصادر التوتر والقلق لديك؟
- من المعروف أن الإجهاد والتعب الزائد، له عدد من الآثار السلبية على الصحة عموماً، ومنها صحة القلب.
- ربطت دراسة جديدة، بين أنواع معينة من الوظائف وضغوطات العمل وأمراض القلب التاجية.
- أحياناً تكون نتائج عقود من العمل المُجهد، هي مجموعة من المشكلات الصحية، ليس أقلها مرض القلب التاجي.
في دراسة حديثة، نشرتها مجلة الدورة الدموية في شهر سبتمبر الماضي، قام العلماء بفحص بيانات 6400 مشارك، لمدة 18 عاماً، وذلك بهدف تحديد كيف يمكن أن تؤدي أنواع مختلفة من ضغوطات العمل إلى الإصابة بأمراض القلب.
نتائج الفحص
أشارت نتائج فحص البيانات، إلى أن العمل عالي الضغط، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفة فرص إصابة الرجال بأمراض القلب، والتي يمكن أن تسبب نوبات قلبية ومضاعفات أخرى.
أنواع ضغوطات العمل
نظر الباحثون إلى نوعان من ضغوط العمل هما:
الأول هو الضغط الوظيفي: والذي يُعرّف بأنه العمل الذي تكون فيه المتطلبات على العامل مرتفعة، فيما يكون لديه سيطرة منخفضة على عمله. (أعمال تفوق قدراته البدنية أو الذهنية أو كليهما).
الثاني هي الوظائف المحفوفة بالقلق والتوتر: والتي غالباً ماتكون فيها المتطلبات مرتفعة، فيما يكون التحكم بتلك المتطلبات منخفضاً.
على سبيل المثال، أنت تاجر، تملك قدرات في الحصول على الصفقات، وتوقيع العقود مع الجهات الراغبة بالشراء، لكنك لا تملك السيطرة الكاملة على عملية التصنيع والإنتاج والنقل والضمان، وإيصال البضائع في الوقت المحدد… الخ.
خصوصاً إذا كانت العقود تنص على غرامات تأخير، وهذا مجرد مثال ليس إلاّ، حيث الأمثلة كثيرة في هذا السياق.
التوازن بين الجهد والمكافأة
قام الباحثون في الدراسة أيضاً بقياس التوازن بين الجهد والمكافأة (الأجر)، حيث تقيس هذه الطريقة ما إذا كانت متطلبات وظيفة الشخص تتماشى مع تعويضاته أو مستحقاته، مثل الرواتب والعلاوات وبدل السفر، وفرص الترقية، والاستقرار الوظيفي…الخ.
وفقاً لصحيفة Medical News Today، يقول الدكتور Dr. Joseph Ebinger، طبيب القلب السريري ومدير التحليلات السريرية في معهد سميت للقلب في سيدارز سيناي في لوس أنجلوس، والذي لم يشارك في الدراسة:
“تتوسع هذه الدراسة في المعرفة السابقة بمخاطر أمراض القلب المرتبطة بضغوط العمل، وعلى وجه التحديد، نظر الباحثون إلى الارتباط ليس فقط بين ضغوط العمل، أو اختلال التوازن بين الجهد والمكافأة فقط، وإنما نظروا أيضاً إلى المخاطر التي قد تترتب على الوظيفة أيضاً”.
من خلال بيانات المشاركين، وحد الباحثون أن بعض العاملين عانوا من ضغوط العمل، وبعضهم عانى من عدم توازن الجهد والمكافأة، والبعض الآخر عانى من الأمرين معاً.
كان المشاركون الذين ليس لديهم اختلال في التوازن بين الجهد والمكافأة، والذين لديهم أيضًا ضغوط وظيفية منخفضة، أقل تعرضاً لمخاطر الإصابة بالقلب، من المجموعات الأخرى المشاركة في الدراسة.
- سيهمك أيضاً:
- العيش بأنماط حياة سيئة يزيد من خطر أمراض القلب
- 3000 خطوة من المشي يومياً تحميك من السكتة القلبية
آثار الوظيفة على صحة القلب
من خلال نتائج الدراسة، ارتبط التعرض لضغوط العمل، أو عدم توازن الجهد والمكافأة في صفوف الرجال، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 49٪، مقارنة بنظرائهم في المجموعة الضابطة.
كما أن الإجهاد الوظيفي، وعدم التوازن بين الجهد والمكافأة، يؤديان معاً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 103٪.
يقول الدكتور Dr. Alex Dimitriu، خبير الطب النفسي وطب النوم، ومؤسس شركة مينلو بارك للطب النفسي وطب النوم في كاليفورنيا: “هذا حجم تأثير ضخم للغاية، ومن المثير للإعجاب أن الباحثين تابعوا 6000 حالى، على مدار 18 عامًا”.
وأضاف ديميتريو، الذي لم يشارك في الدراسة بالقول: “ليس هناك شك في أن التسرع، أو الشعور بعدم الاستعداد، أو الشعور بعدم التقدير يمكن أن يزيد من مستويات التوتر”.
يتم التعامل مع التوتر في بعض الأحيان على أنه حالة عاطفية، لكن الخبراء يقولون إن هناك العديد من التأثيرات الفسيولوجية أيضاً.
“يؤدي الإجهاد إلى استجابة “القتال أو الهروب”، مما يؤدي إلى ارتفاع هرمونات التوتر وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ويمكن أن يكون لهذا آثار فورية وطويلة المدى على صحة الجسم”.
ماذا بشأن النساء؟
بالنسبة للنساء، كانت النتائج غير حاسمة في هذه الدراسة، غير أن الخبراء يقولون بأن النساء لسن محصنات ضد آثار التوتر بسبب الوظيفة.
كما أشار إيبينجر إلى أن “الدراسة ركزت على نوع واحد فقط من أمراض القلب، مما يعني أن النساء اللائي يعانين من ارتفاع التوتر، قد يكنَّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض أخرى قد ترتبط أو لاترتبط بالقلب”.
“في الواقع، أظهرت النساء نتائج غير حاسمة – وقد يكون هرمون الإستروجين وقائيًا – لكن الباحثون يتفقون على أن التأثير قد يصبح واضحاً في وقت لاحق عند النساء مقارنة بالرجال”.