مقالات وأبحاثرشاقة وريجيمعلوم صحية

ما هو مقدار النشاط البدني المفيد لحياة أطول وأكثر صحة؟

في دراسة جديدة: النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة، يقللان من خطر الوفاة لجميع الأسباب المتعلقة بالأمراض، بنسبة 15 إلى23%.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • ما هو مقدار الرياضة والنشاط البدني، الذي يجب أن تمارسه، من أجل الاستمتاع بحياة أطول واكثر صحة وسعادة؟
  • كيف تؤثر التمارين الرياضية على طول العمر، والعيش بحياة أكثر صحة؟
  • هناك العديد من العوامل التي قد تساعد على العيش في حياة صحية وأكثر استقراراً.
  • بعض هذه العوامل لا يمكن تغييرها، والبعض الآخر قابل للتغيير.

وجدت دراسة جديدة، أجراها باحثون في جامعة يوفاسكولا في فنلندا والتي تخضع حاليًا لمراجعة النظراء، أنه على الرغم من أن التمارين الرياضية مهمة للعيش حياة طويلة، إلا أن اتباع عادات نمط حياة صحية أخرى قد يكون له تأثير أكبر.

هناك بعض العوامل لا يمكن تغييرها، عندما يتعلق الأمر بالعيش حياة طويلة وصحية، مثل العامل الوراثي والجنس، على سبيل المثال.

لكن ومع ذلك، يمكن تعديل العديد من العادات الأخرى أيضاً، مثل التغذية والنشاط البدني، وتقليل التوتر والقلق، وعدم التدخين، والنوم السليم.

كان المشاركون في المجموعات النشطة أقل في خطر الوفيات، الناجمة عن جميع الأسباب، بنسبة تتراوح بين 15٪ و 23٪،  مقارنة بالمجموعة غير النشطة.

العلاقة بين النشاط البدني وخطر الوفاة

السيدة Ms. Anna Kankaanpää، باحثة المشروع في مركز أبحاث الشيخوخة، بكلية الرياضة والعلوم الصحية، بجامعة يوفاسكولا في فنلندا، والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة، قالت لصحيفة Medical News Today:

إنها قررت دراسة العلاقة بين النشاط البدني وخطر الوفاة، لأن دراسة سابقة أجريت في جامعة يوفاسكولا، اقترحت أن الارتباط قد يكون بسبب التأثيرات الوراثية.

وتابع كانكانبا بالقول: “تتناقض هذه النتيجة مع نتائج دراسة أجريت على توائم سويدية، والتي وجدت ارتباطًا مستقلاً عن العوامل الوراثية، حيث هدفت إلى استكشاف سبب هذا التناقض.”

ناقش الباحثون في الدراسة أيضاً، أنه بينما تظهر الأبحاث السابقة، وجود صلة بين ممارسة الرياضة وانخفاض خطر الوفاة لجميع الأسباب ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية.

فإن بعض الأبحاث السابقة، كإحدى الدراسات التي نشرت في ديسمبر 2021م، والتي وجد فيها الباحثون، أن التمارين الرياضية لا تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

يقول الباحثون إن هذا قد يظهر أن هناك عوامل أساسية أخرى تؤثر على مدة حياة الشخص، غير ممارسة الرياضة.



النشاط البدني يحسن من فرص الحياة

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث بيانات أكثر من 11,000 مجموعة من التوائم البالغين الفنلنديين، وتم تقييم مقدار المشاركين في دراسة النشاط البدني، من خلال الاستبيانات المقدمة في أعوام 1975 و1981 و1990.

تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات كالتالي:

  1. غير نشطون
  2. نشطون قليلاً
  3. نشطون
  4. نشطون للغاية.

ثم تمت مراقبة وفيات المشاركين حتى عام 2020م، أي على مدى 45 عاماً.

نتائج الدراسة والمتابعة

في نهاية الدراسة، وجد فريق البحث، أن أكثر من ثلث المشاركين من المجموعة غير النشطون، (أي ما يقرب من 40%)، ماتوا أثناء فترة متابعة الوفيات، وهي النسبة الأكبر بين المجموعات الأربع.

فيما كان المشاركون في المجموعات النشطة أقل في خطر الوفيات، الناجمة عن جميع الأسباب، بنسبة تتراوح بين 15٪ و 23٪،  مقارنة بالمجموعة غير النشطة.

وعلقت كانكانبا قائلاً: “لم أتفاجأ بهذه النتائج، لأن العديد من الدراسات الرصدية، تشير باستمرار إلى هذا الارتباط”.

بدلاً من أن يكون النشاط البدني المنتظم سبباً في انخفاض خطر الوفاة، فقد يكون ذلك مؤشراً على نمط حياة صحي شامل، مما يساعد على إطالة عمر الشخص.

كيف تؤثر عوامل نمط الحياة على خطر الوفاة؟

أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل نمط الحياة الأخرى، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والحالة الصحية، وتعاطي الكحول، وحالة التدخين.

وعندما تم تطبيق هذه العوامل، انخفض معدل وفيات المشاركين من المجموعة المستقرة (غير النشطة) إلى حد أقصى قدره 7%.

وجد الباحثون أيضاً، أن المشاركين في المجموعات غير النشطة والنشطة للغاية، شهدوا شيخوخة بيولوجية متسارعة، مقارنة بالمجموعات النشطة والمتوسطة النشاط.

ووفقا للدراسة، يعتقد الباحثون أن الارتباط المفيد، بين ممارسة التمارين الرياضية على المدى الطويل، وانخفاض خطر الوفاة لم يتم حسابه إلى حد كبير، عن طريق ممارسة الرياضة، ولكن أيضًا عن طريق العوامل الأخرى المتعلقة بالصحة.

بدلاً من أن يكون النشاط البدني المنتظم سبباً في انخفاض خطر الوفاة، فقد يكون ذلك مؤشراً على نمط حياة صحي شامل، مما يساعد على إطالة عمر الشخص.

عندما سئلت عن الخطوات التالية في هذا البحث، قالت كانكانبا: “سيكون من المثير للاهتمام دراسة ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على الوفيات الناجمة عن سبب محدد، مثل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية”.

“علاوة على ذلك، أود التحقيق في الأسباب الكامنة وراء الشيخوخة البيولوجية المتسارعة التي لوحظت لدى المشاركين النشطين للغاية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى