مقالات وأبحاثأمراض شائعة

لماذا تزداد أعراض الحساسية في الليل؟

ماهي الساعة البيولوجية؟ وما علاقتها بزيادة أعراض الحساسية وباقي الأمراض في الليل؟ ولماذا تزداد الأعراض سوءً عند الاستلقاء على فراش النوم؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة

في إحدى الليالي المظلمة، حينما اشتدت وطأة الحمى على أبو الطيب المتنبي، أحد فطاحلة الشعر العربي، الذي ذاع صيته منذ العصر العباسي وحتى اليوم، أنشد فيها قصيدته الشهيرة، التي كان مطلعها هاتان البيتان..

  • وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً ** فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ
  • بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا ** فَعافَتها وَباتَت في عِظامي

لماذا تزداد الحمى وأعراض الحساسية في الليل؟

إذا كنت تعاني، أو عانيت في وقت سابق من مشكلة صحية، فلعك تكون قد لاحظت، بأن أعراض تلك المشكلة، تزداد سوءً مع حلول المساء، وخصوصاً في الليل أثناء النوم.

كما أن أعراض الحساسية على وجه الخصوص، المسببة لالتهابات الحلق، والسعال، والعطاس وسيلان واحتقان الأنف، والطفح الجلدي، وغير ذلك المشكلات ذات العلاقة بالحساسية، تزداد سوءاً بحلول المساء، وتشتد أكثر عند الخلود إلى النوم.



السبب في ذلك يعود لعدة عوامل أهمها:

ايقاعات الساعة البيولوجية

تشير الأبحاث إلى أن إيقاعات الساعة البيولوجية في جسمك، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض بعد غروب الشمس.

يقول مايكل سمولينسكي، باحث الإيقاع البيولوجي وأستاذ مساعد في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة تكساس: “إلى جانب تنظيم نومك، تساعد ساعات الجسم اليومية، في إدارة جهاز المناعة لديك”.

عندما تصاب بنزلة برد، بسبب الأنفلونزا مثلاً، يزداد نشاط الجهاز المناعي لديك، تبعاً لإيقاع ساعتك البيولوجية.

وكلما كان رأسك وجسدك مرتفعاً، كما هو الحال في النهار، يكون جهازك المناعي يعمل، لكنه ليس في حالة استنفار قصوى، كما هو الحال في المساء والليل، عندما تستلقي على سريريك، وتخلد إلى النوم، وتسترخي كامل أعضاءك.

الاسترخاء والاستلقاء

إذا كانت أعراض الحساسية لديك بسبب احتقان الأنف، أو الجيوب الأنفية المزمنة، فإنها قد تسوء أكثر في الليل بسبب الاستلقاء على السرير أو على فراش النوم.

عندما تكون منتصباً أثناء النهار، تبقى ممرات أنفك إلى الأسفل في وضع طبيعي، بينما عندما تستلقي في المساء، يصبح اتجاه الممرات الأنفية إلى الحلق، مما يسبب نزول بعض المخاط إلى مؤخرة حلقك وزيادة وتيرة الحساسية.

كذلك في النهار يكون اتجاه الجاذبية لجسمك نحو الأسفل، بينما عندما تستلقي في الليل، يصبح اتجاه الجاذبية لجسمك في اتجاه مختلف، يسمح بمزيد من الانسداد أو السعال أو أصوات الأزيز طوال الليل.

التنفس من الفم بدلاً من الأنف

عندما تكون مستيقضاً طوال النهار، غالباً ما يكون تنفسك من خلال الأنف بشكل طبيعي، لكن عندما تستلقي في المساء وتذهب في غفوة أو في النوم العميق، تبدأ في التنفس من فمك دون أن تدري.

هناك أسباب متعددة، قد تجعلك تتنفس من فمك بدلاً من أنفك، أغلبها يكون بسبب مشكلات صحية لديك، مثل انسداد مجرى الهواء، أو الشخير، أو الإحتقان، أو … أي شيء.

عندما تتنفس من فمك، قد تصل الكثير من الأشياء الغريبة إلى تجويف حلقك، مسببة لك السعال أو البلغم، وهي غالباً ما تكون عبارة عن أتربة أو غبار أو عث أو وبر، أو أي شي ينتقل إلى داخل غرفة نومك مع الهواء.

نشاط جهاز المناعة

غالباً ما تميل إلى الشعور بزيادة أعراض الحساسية، أو أي مرض آخر كالحمى مثلاً، في الليل، والسبب في ذلك هو أن جهازك المناعة لديك يكون في أعلى مستوياته.

هذا الارتفاع الليلي في نشاط الجهاز المناعي، الذي تترجمه زيادة شعورك بالالتهاب، يمكن أن يبدو واضحاً كذلك في ساعات الصباح عند الاستيقاظ.

آظهرت بعض الأبحاث، أن فترة النهار من الصباح وحتى غروب الشمس، هي الأوقات التي غالباً ما يميل فيها نظام المناعة لديك إلى التلاشي.

وليس من غير المألوف أن تشعر بتحسن قليل في تلك الأوقات، ولكن بعد ذلك تعود الأعراض مرة أخرى في وقت لاحق من الليل.

انقطاع النفس أثناء النوم

انقطاع النفس أثناء النوم، والذي يطلق عليه طبياً، الانسدادي النومي، هو شكل من أشكال انقطاع النفس النومي المرتبط بالحساسية، والذي يعد أيضاً من الأسباب المؤدية للشخير أثناء النوم.

الشخير يجعلك تستيقط عدة مرات طوال الليل، وهو ما يحرمك من النوم الهنيئ، كما أنه صوته المزعج يحرك شريكك من النوم المريح أيضاً.



كيف تتخلص من الحساسية الليلية؟

بغض النظر عن مسببات الحساسية، التي تنتابك أثناء الليل، هناك بعض الخطوات والطرق البسيطة، التي يمكنك اتخاذها، للتخفيف من الأعراض والحصول على نوم أفضل هادئ ومريح.

تشمل أهم تلك الخطوات مايلي:

حافظ على نظافة وسادتك ومرتبتك؟

الوسائد والمراتب رائعة بالنسبة لك للحصول على نوم هانئ ليلاً، ولكنها أيضاً قد تكون سبباً في إيواء مسببات الحساسية، مثل عث الغبار وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، وغير ذلك من مسببات الحساسية.

قد يساعد استبدال الوسائد، أو غسلها وتنظيفها بشكل دائم ومنتظم، أو تغطيتها بأشياء تحميها من الأتربة وما شابه، في الحد من وصول تلك الملوثات والأتربة إليها، وبالتالي مساعدتك في الحصول على نوم هادئ ومريح أثناء الليل.

أزل الغبار والأتربة بانتظام

قم بنفض وإزالة الغبار عن أثاثك بشكل دائم ومنتظم، بواسطة قطعة قماش مبللة، أو قفاز من الألياف الدقيقة لضمان التقاط الغبار، وليس فقط نثره حوله، وكذلك نظف السجاد بالمكنسة الكهربائية بانتظام أيضاً.

استخدم أجهزة تنقية الهواء

تم تصميم أجهزة تنقية الهواء HEPA لإزالة الجزيئات المحمولة في الهواء، والتي تزيد أعراض الحساسية سوءً.

كما يمكنك ايضاً استخدام مكيف الهواء ومزيل الرطوبة، حسب الظروف المناسبة والأجواء المحيطة بك، وبمنزلك، وذلك لإبطاء نمو العفن أو العث، الذي غالباً ما ينتقل عبر الهواء.

أغلق الأبواب والنوافذ

قد يكون السماح للنسيم العليل، والهواء الطبيعية والبارد، القادم من الخارج شيئاً مغرياً، خصوصاً أثناء حر الصيب.

لكن يجب الانتباه كذلك أنه في بعض المواسم، يأتي هذا الهواء محملاً بحبوب اللقاح، والعث والغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، وغيرها من الأشياء التي تزيد من تفاقم أعراض الحساسية.

لهذا السبب من المهم إغلاق النوافذ، في المواسم التي تشعر بأنها كثيفة الرياح، وتحمل معها الكثير من تلك المواد.

تناول أدوية الحساسية قبل النوم

اعتمادًا على شدة الأعراض لديك، فقد يكون تناول بعض الأدية المضادة للحساسية، التي تصرف بدون وصفة طبية، مثل مضادات الهيستامين، مريحاً لك في الليل، حيث تعمل تلك الأدوية على تثبيط الهيستامين، المسبب للحساسية.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوككورةتويتر، – انستغرام، واشترك بقناتنا على يوتييوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى