
هل تساعد بكتيريا حب الشباب في تعزيز صحة الجلد حقاً؟
في دراسة حديثة: وجد الباحثون ان بكتيريا حب الشباب تزيد من إنتاج الدهون في الجلد وتعزز وظيفة حاجز الحماية له، مما يبقيه رطباً طوال الوقت.
آخر تحديث في سبتمبر 16th, 2023
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
- هل يمكن لبكتيريا حب الشباب، أن تساعد بالفعل في دعم وتعزيز وظيفة حاجز الجلد؟
- قام الباحثون بالتحقيق في آثار البكتيريا، المرتبطة بحب الشباب C. Acnes، على صحة حاجز الجلد.
- وجد الباحثون ان بكتيريا حب الشباب تزيد من إنتاج الدهون في الجلد وتعزز وظيفة حاجز الحماية له، مما يبقيه رطباً طوال الوقت، كما تزيد من النشاط المضاد للميكروبات فيه.
- يمكن أن تؤدي نتائج هذه الدراسة الجديدة، إلى إنتاج علاجات جديدة لحب الشباب، والأمراض الجلدية الأخرى.
الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، وله العديد من المهام المختلفة، مثل تنظيم درجة الحرارة، والتحكم في فقدان الماء، والحماية من العدوى بمسببات الأمراض.
كما أن الدهون ضرورية لوظيفة الجلد، حيث يمكن أن تؤدي اضطرابات الدهون في الجلد إلى أمراض جلدية، مثل الأكزيما والصدفية.
في حين أن تركيبة الدهون في الجلد توفر للبشرة حماية ضد الميكروبات، إلا أن الكيفية التي يتفاعل بها ميكروبيوم الجلد مع حاجز الدهون لا تزال غير معروفة.
ماهي بكتيريا حب الشباب
بكتيريا حب الشباب، هي أحد أكثر أنواع البكتيريا الجلدية شيوعاً، والتي تصيب حاجز الجلد، ويُعتقد أنها تلعب دوراً رئيسياً في ظهور وتطور حب الشباب.
تشير بعض الأبحاث أيضاً، إلى أن بكتيريا حب الشباب، قد تساهم في توازن حاجز الجلد، وتمنع البكتيريا المسببة للأمراض، مثل المكورات العنقودية الذهبية.
في الوقت نفسه، تشير أبحاث أخرى إلى أن حب الشباب قد يُنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة، تمنع المستويات الزائدة من البكتيريا المكورات العنقودية البشروية.
وهي بكتيريا شائعة غير ضارة نسبياً، عندما تكون على الجلد، ولكنها يمكن أن تصبح معدية بمجرد دخولها إلى مضيف بشري.
إن فهم المزيد حول كيفية تأثير بكتيريا حب الشباب C. Acnes على تخليق الدهون في الجلد، يمكن أن يساعد الباحثين على تطوير علاجات جديدة لحب الشباب، وتحسين صحة حاجز الجلد.
ماذا وجد الباحثون في الدراسة الجديدة؟
في الدراسة الجديدة، التي نشرتها مجلة Microbiology، وجد الباحثون أن بكتيريا حب الشباب C. Acnes، تساعد على تحقيق التوازن بين ميكروبيوم الجلد، وتقليل فقدان الماء من الجلد، وزيادة مقاومته للغزو الميكروبي.
بحسب صحيفة Medical News Today، يقول الدكتور كريستوفر بونيك، أستاذ مشارك في طب الأمراض الجلدية، في كلية الطب بجامعة ييل، والذي لم يشارك في الدراسة:
“هناك مفهوم خاطئ يحيط بحب الشباب الشائع، وهو أن جميع الدهون أو الزيوت الموجودة على جلد الإنسان سيئة، وتجعل حب الشباب أسوأ.
ويمتد هذا المفهوم الخاطئ إلى بكتيريا حب الشباب، حيث يتم إلقاء اللوم على هذه البكتيريا في ظهور حب الشباب، ولكن لا يُنسب إليها الفضل في الفوائد الصحية، التي توفرها لبشرة الإنسان.
“هنا، نتعلم أن بكتيريا حب الشباب C. Acnes تنتج مركبات، تحفز جلد الإنسان على إنتاج دهون مفيدة، تحافظ على بشرتنا ناعمة ورطبة وتعمل كحاجز.
يضيف هذا العمل إلى المجموعة المتنامية من الأدبيات التي تبين أن الميكروبيوم البشري يمكن أن يعمل كمتعايشين حقيقيين، مما يوفر مزايا صحية رئيسية لمضيفه البشري”.
حب الشباب وحمض البروبيونيك
قام الباحثون بتعريض الخلايا الكيراتينية للجلد البشري، وهي الخلايا التي تشكل الطبقة العليا من الجلد والمعروفة باسم البشرة، لأنواع مختلفة من البكتيريا الموجودة على جلد الإنسان.
من بين جميع البكتيريا التي تم اختبارها، أدت بكتيريا حب الشباب C. Acnes وحدها إلى زيادة إنتاج الدهون بين خلايا الجلد.
على وجه الخصوص، فقد زادت مستويات الدهون ثلاث مرات، بما في ذلك الكوليسترول والأحماض الدهنية الحرة، والدهون الثلاثية.، وكل هذه الدهون تلعب دوراً رئيسياً في حماية حاجز الجلد.
من خلال اختبارات أخرى، وجد الباحثون أيضاً، أن زيادات الدهون كانت مدفوعة في المقام الأول، بإنتاج حمض دهني قصير السلسلة يسمى حمض البروبيونيك، والذي يخلق بيئة حمضية للبشرة.
فوائد حمض البروبيونيك
من بين الفوائد المتعددة لحمض البروبيونيك، هي أنه يحد من نمو مسببات الأمراض، ويقلل من عدوى المكورات العنقودية، ويساهم في التأثيرات المضادة للالتهابات في الأمعاء.
سعى الباحثون بعد ذلك إلى معرفة كيف تعمل بكتيريا حب الشباب C. Acnes على زيادة إنتاج حمض البروبيونيك.
ومن خلال سلسلة من الاختبارات الجينية، وجدوا أن الحمض يزيد من إنتاج الدهون عبر مسار إشارات PPAR-alpha. PPAR-alpha هو مستقبل هرموني ينظم أكسدة ونقل الأحماض الدهنية.
تحفيز إنتاج السيراميد
من خلال تحفيز مسار PPAR-alpha، تستطيع بكتيريا حب الشباب C. Acnes زيادة تخليق الدهون في خلايا الجلد، وخاصة ثلاثي الجلسرين، وهي دهون غذائية رئيسية موجودة في الدهون النباتية والحيوانية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الدهون الثلاثية، تتحلل بعد ذلك إلى أحماض دهنية تعمل كمقدمة للسيراميد، وهي الدهون التي تلعب دورًا حاسماً في صحة حاجز الجلد.
يقول الدكتور بونيك: “أظهر الباحثون في نهاية المطاف، أن تراكم الدهون الناجم عن عدوى بكتيريا حب الشباب في خلايا الجلد يحسن بشكل مباشر وظيفة حاجز الجلد، مثل تقليل فقدان الماء وزيادة النشاط المضاد للميكروبات”.