ما هي أسباب سرطان الكبد.. وهل يمكن علاجه؟

تناولنا في مقالين سابقين، المرحلة الأولى والثانية من مراحل تطور الإصابة بمرض الكبد.

وفي هذا المقال سنتناول المرحلة الثالثة بشيء من التفصيل، باعتبارها المرحلة الأهم والأخطر، من بين مراجل التهاب الكبد، والتي تتضاءل فيها احتمالات البقاء على قيد الحياة للشخص المصاب.

إنها مرحلة “سرطان الكبد”.

يُمكنك الاطلاع على المقالين السابقين -لمزيد من المعلومات حول أمراض الكبد – من خلال الروابط التالية:

المرحلة الأولى: ما هو التهاب الكبد الفيروسي؟ وما أعراضه؟

المرحلة الثانية:  ماهو تليُّف الكبد؟ وما أسبابه؟

تعريف سرطان الكبد

سرطان الكبد هو حالة أو مرض، يحدث عندما تصبح الخلايا الطبيعية فيه غير طبيعية في المظهر والسلوك، حيث تصبح الخلايا السرطانية مُدمِّرة للأنسجة الطبيعية المجاورة لها، ويمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى منه، وإلى الأعضاء خارجه أيضاً.^{(1) مصدر موثوق}

يُعتبر إدمان المُخدرات، والكحول، والإفراط في التدخين، وتعاطي بعض الأدوية والعقاقير، مثل الأسيتامينوفين ومشتقاته، من أبرز أسباب الإصابة بسرطان الكبد.

تسمى الخلايا الخبيثة أو السرطانية، التي تتطور في خلايا الكبد الطبيعية بـ سرطان خلايا الكبد، كما تسمى الخلايا السرطانية التي تنشأ في قنواته، بـ سرطان الأوعية الصفراوية، ومعظم الناس الذين يعانون من سرطان الكبد، يُصابون به في وضع المرض المزمن.

أين يقع الكبد؟ وماهي وظائفه؟

يقع الكبد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، تحت الرئة اليمنى، ولديه الكثير من الوظائف الهامة، منها:

• يفرز الصفراء في الأمعاء من أجل امتصاص الدهون وتفتيتها.
• تخزين المواد الغذائية.
• تصنيع عوامل التخثر اللازمة لوقف النزيف.
• تحطيم العوامل السامَّة، مثل الكحول والمخدرات، وتخليص الجسم منها عن طريق البول والبراز، ومن المعلوم أنه لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدونه، ولذلك فإن تليُّفه وفشله يؤدي إلى الوفاة.⁽²⁾

أسباب سرطان الكبد

يُعتبر إدمان تعاطي المُخدرات، وتناول الكحول، والإفراط في التدخين، من أبرز أسباب الإصابة بسرطان الكبد⁽³⁾، وهناك أسباب أخرى كثيرة أيضاً منها:

• الالتهابات الفيروسية، مثل التهاب الكبد الفيروسي A , B.
• أسباب مرتبطة بالعوامل البيئية والغذائية ونمط الحياة.
• نقص المناعة الذاتية أو فقدانها.
• التليُّف الناجم عن الالتهاب المزمن و الدهني.
• عدوى التهاب الكبد من النوع B المزمن، وهذا يُعد عامل خطر للإصابة بسرطان الكبد، حتى وإن لم يحدث التليُّف.
• تعاطي بعض المواد السامة.
• تناول بعض الأدوية والعقاقير، مثل الأسيتامينوفين والأدوية المشتقة منه.

علامات وأعراض سرطان الكبد:

الأورام الخبيثة الأكثر شيوعًا في الكبد تُسمى النقائل أو الانبثاثات^(4–5)، وهي تلك الخلايا السرطانية التي تهاجر من عُضو إلى آخر داخل الجسم، مثل سرطان الرئة “النقيلي” الذي ينتقل من الرئة إلى الكبد، وهكذا .. .

أما السرطانات الحقيقية، فهي الأورام الخبيثة التي تنشأ في خلاياه، وأعراضها لا تظهر بشكل شائع وملحوظ، إلا في مراحل لاحقة ومتأخرة من المرض، ومن تلك الأعراض ما يلي:

• فقدان الوزن.
• الغثيان والقيء.
• فقدان الشهية للأكل.
• تعب دائم ومزمن.
• يرقان واصفرار العينين.
• لون البراز شاحب، ومصحوب بالدم.
• تورم في الساقين والكاحلين.
• تضخم الطحال، وزيادة السوائل في البطن.
• انتفاخ وألم في البطن والكتف الأيمن.

ما هو سرطان الكبد المنتشر؟

السرطان المنتشر⁽⁶⁾ هو الذي تكوَّن في مكان معين داخل الجسم، ثم هاجر وانتقل من مكان نشأته وتكوُّنه، إلى مكان آخر في الجسم، ولذلك يسمى السرطان “النقيلي”.

أما السرطان المنتشر في الكبد، فهو حالة ينتشر فيها السرطان من أعضاء ومناطق أخرى داخل الجسم، عبر مجرى الدم إليه، وبهذه الحالة يصبح هو المكان والموقع الذي انتشر فيه السرطان.

علماً بأن السرطان المنتشر يحمل نفس نوع وخصائص خلايا السرطان الأصلي، وتُعد أكثر أنواع السرطانات هجرة إلى الكبد، هي سرطان الثدي⁽⁷⁾ والقولون والمثانة والكلى والمِبيض والبنكرياس والمعدة والرحم والرئتان.

الشيء المؤسف والمؤلم، هو أن سرطان الكبد يصعب علاجه، لأنه في أغلب الأحيان لا يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة، بعد أن يكون قد انتشر واستفحل.

هناك بعض الأشخاص، الذين يعانون من أورام السرطان النقيلي، لا يشعرون بالأعراض، ويتم العثور على النقائل “الخلايا السرطانية” الخاصة بهم بالصدفة عندما يذهبون لعمل أي أشعة، مثل الأشعة السينية، أو المقطعية، أو الموجات فوق الصوتية، أو عند القيام بأي تحاليل أو اختبارات أخرى.

كما يمكن أن يشير تضخم الكبد أو اليرقان “اصفرار الجلد والعينين” إلى انتشار السرطان فيه.

ما هي أفضل طريقة لتشخيص سرطان الكبد

تُعد أفضل طريقة للكشف عن سرطان الكبد، هي من خلال مراقبة الموجات فوق الصوتية له، التي يقوم بها طبيب الأورام كل 6 أشهر مع تشخيص لتليُّفه، وكما هو الحال مع معظم أنواع السرطانات، فمن الأفضل علاج سرطان الكبد بمجرد اكتشافه.

كيف يصف الأطباء مرحلة سرطان الكبد؟

وفقا لجمعية السرطان الأمريكية⁽⁷⁾، فإن مرحلة السرطان هي وصف لمدى انتشاره، ومرحلة سرطان الكبد هي واحدة من أهم العوامل في النظر إلى خيارات العلاج.

ويُعتبر نظام العلاج بالتدريج هو وسيلة قياسية لرعاية السرطان، من أجل تلخيص المعلومات حول مدى انتشاره، ويستخدم الأطباء أنظمة التدريج للحصول على فكرة أولية عن تشخيص المريض، تساعدهم في تحديد العلاج الأنسب للحالة الماثلة أمامهم.

هل سرطان الكبد قابل للشفاء؟

الشيء المؤسف والمؤلم، هو أن سرطان الكبد يصعب علاجه لأنه في أغلب الأحيان لا يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة، بعد أن يكون قد انتشر واستفحل.

لذلك فإن المتابعة الدائمة من خلال الكشف الروتيني لوظائفه تعد مهمة جداً، وقد تكون اختبارات الدم واختبارات التصوير جزءاً من خطة نجاة المريض.

كما أنه يصعب تطبيق إحصائيات سرطان الكبد على مريض معين، حيث تختلف أشكال ومراحل واستجابات العلاج لكل مصاب، على حسب حالته، وقد بلغت إحصائيات الوفيات الناجمة عن سرطان الكبد خلال العام 2017 فقط 191010 حالة وفاة بين الرجال و 9310 امرأة.⁽⁸⁾

ما هو تشخيص سرطان الكبد؟

يعتمد تشخيص سرطان الكبد على عوامل متعددة، مثل حجم انتشاره، وعدد الآفات المتصلة به، ومقدار انتشاره خارج محيطه، وصحة الأنسجة المحيطة به، والصحة العامة للمريض ذاته، ويعتمد متوسط ​​العمر المُتوقع على العديد من العوامل التي تؤثر على إمكانية علاج السرطان.

ما هي معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الكبد؟

نصَّت جمعية السرطان الأمريكية، بأن معدل البقاء الكلي على قيد الحياة هو 5 سنوات فقط، وهذا في أحسن الأحوال لجميع مراحل سرطان الكبد.

أحد الأسباب الهامة لانخفاض معدل البقاء على قيد الحياة، هو أن العديد من الأشخاص المصابين بسرطان الكبد، غالباً ما يعانون أيضاً من حالات صحية أخرى أساسية، مثل تليُّف الكبد، ومع ذلك فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يمكن أن يختلف تبعا لمدى انتشار سرطان الكبد.⁽⁹⁾

يعتقد الباحثون بأن فطر كورديسيبس سينينسيس Cordyceps Sinensis، يمكنه التخفيف والحد من تليُّف الكبد لدى المريض، عن طريق تعزيز الوظيفة المناعية للمصاب بالتهاب الكبد من النوع C، وقدرته كذلك على مقاومة الأكسدة.

فإذا كان السرطان موضعيًا ” أي محصوراً في الكبد”، فإن مُعدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو 28٪، وإذا كان السرطان انبثاثياً من النقائل المهاجرة من مناطق أخرى داخل الجسم، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو 7٪ فقط.

بمجرد أن يصبح السرطان بعيداً ” أي أنه قد انتشر وانتقل إلى الأعضاء والأنسجة البعيدة في الجسم”، فإن معدل احتمالات البقاء على قيد الحياة تنحسر إلى عامين فقط.

يمكن أيضًا أن يتأثر معدل البقاء على قيد الحياة بالمعالجات المتاحة، فسرطانات الكبد التي يمكن إزالتها جراحياً، يتحسَّن لديها معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى أكثر من 50 ٪، عندما يتم اكتشافه في المراحل المبكرة.

عند زراعة الكبد، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يتحسَّن أكثر و يصل إلى 70٪، وعادة ما تكون الوفيَّات الناجمة عن سرطان الكبد الأولي، هي نتيجة لفشله أو لحدوث النزيف أو السرطان المتقدم.⁽¹⁰⁾

هل هناك علاجات بديلة ومُكمِّلة لسرطان الكبد؟

لا توجد خيارات علاج بديلة أو تكميلية مُعتمدة لسرطان الكبد، ولكن هناك تجارب سريرية لبعض المرضى المصابين بتليُّف الكبد، قادت العلماء والباحثين إلى الاعتقاد بأن مُكملات كورديسيبس سينينسيس Cordyceps Sinensis (¹¹)، يمكن أن تلعب دوراً هاماً في الحد من تزايد تلك الأمراض.

فهي تُزيد من مستويات ATP “وهو إنزيم أساسي يساعد على تجديد خلايا ووظائف الكبد”، كما يساعد أولئك المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد B.

هل يمكن الوقاية من سرطان الكبد؟

الوقاية من التليَُف، الذي يعتبر السبب الكامن وراء سرطان الكبد، سوف يساعد في منع تطوره، والمراقبة الروتينية الدائمة، عن طريق إجراء الموجات فوق الصوتية له كل 6 أشهر، في المرضى الذين يعانون من التليُّف، سوف تساعد على اكتشاف سرطان الكبد في وقت مبكر.

إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.

لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة. 

لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعنا على

فيس بوك – تويتر، – اتستغرام، واشترك بقناتنا على يوتييوب