مقالات وأبحاثأخبار الصحة

كيف يؤدي الأرق المزمن إلى زيادة الشعور بالألم؟

في دراسة جديدة: الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافي من النوم، غالباً ما يعانون من بعض الآلام كالصداع الدائم، وآلام الظهر، والتوتر والشعور بالإعياء.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • يعاني حوالي ثلثي البالغين حول العالم من أعراض الأرق، في وقت ما من حياتهم.
  • الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافي من النوم، غالباً ما يعانون من بعض الآلام المصاحبة، كالصداع الدائم والدوار، وآلام أسفل الظهر، والإعياء والتعب، والتوتر والقلق، وآلام أخرى قد تكون مزمنة أحياناً.
  • يقول باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام، إن ناقلاً عصبياً محدداً، يتناقص أثناء النوم غير الكافي، مما يجعل الجسم أكثر حساسية للألم.

تم ربط النوم غير الكافي بسبعة أسباب من أصل 15 سبب رئيسي للوفاة بجميع أنحاء العالم، منها أمراض القلب والأوعية الدموية، والحوادث وداء السكري، والسكتات القلبية والدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين لا يحصلون على قسط كافي من النوم، كثيراً ما يعانون من الصداع، وخصوصاً الصداع النصفي، وآلام الجسم المختلفة، مثل آلام أسفل الظهر، وبعض الآلام المزمنة التي لا تختفي.

قلة النوم مشكلة عالمية، حيث يقدر الباحثون أن ثلثي سكان العالم من البالغين، يعانون من أعراض الأرق بشكل أو بآخر.

كما يعاني حوالي 20% منهم، من اضطراب النوم المتكرر، كانقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق، أو النوم الكاذب.

العلاقة بين فقدان النوم والألم

في الدراسة الجديدة، التي نشرتها مجلة Nature Communications، يعتقد باحثون من مستشفى Massachusetts General Hospital، أن الأمر يتعلق بناقل عصبي محدد، يتناقص أثناء النوم غير الكافي.

يقول الدكتور  Dr. Shiqian Shen، أستاذ التخدير المساعد، في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمدير السريري لمستشفى ماس جنرال، والمؤلف الرئيسي المشارك لهذه الدراسة:

“على الرغم من أن تجارب الحياة المشتركة، والأبحاث العلمية، تشير إلى وجود صلة وثيقة بين الألم وفقدان النوم، إلا أن الآليات التي يؤدي بها فقدان النوم، إلى تعزيز الألم ليست واضحة”.

كيف يحدث الألم بسبب قلة النوم؟

استخدم الدكتور شين وفريقه في هذه الدراسة نموذج فأر، لمحاولة معرفة سبب وجود علاقة بين فقدان النوم والألم.

وجد الباحثون أن قلة النوم، تسبب انخفاض مستويات ناقل عصبي يسمى N-arachidonoyl dopamine (NADA)، داخل منطقة من الدماغ تسمى النواة الشبكية المِهادية (TRN)، مما يؤدي إلى زيادة حساسية الألم، والمعروفة طبياً باسم فرط التألم.

كما أوضح الدكتور شين لصحيفة Medical News Today بالقول: “تعد TRN عقدة مهمة، لتعديل المعلومات المتدفقة بين المِهَاد والقشرة الدماغية، وكلاهما مناطق دماغية ذات أهمية حاسمة لتجربة الألم”.

وأضاف: “تؤدي قلة النوم إلى انخفاض مستويات NADA في TRN، مما يؤدي إلى خلل في TRN، مما يعزز حساسية الألم”.



هل الألم سبب أو نتيجة لقلة النوم؟

في حين أن الألم، هو شيء يمكن أن يعاني منه أي شخص، بأي وقت خلال فترة حياته، إلاَّ أنه عادة ما يختفي مع مرور الوقت.

بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن آلامهم لا تتوقف، ولذلك فإن أي ألم يستمر لأكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر دون توقف، يعتبر ألماً مزمناً، ونعني به الخفيف إلى المتوسط، وليس الألم الشديد، الناجم عن مشكلة صحية كبيرة أو خطيرة.

تشمل الأنواع الشائعة من الألم المزمن ما يلي:

تظهر الدراسات السابقة، أن الألم المزمن يمكن أن يكون سبباً، ونتيجة بنفس الوقت، لعدم كفاية النوم.

حلقة مفرغة

يقول الدكتور Dr. Medhat Mikhael، أخصائي علاج الألم، والمدير الطبي للبرنامج غير الجراحي في مركز صحة العمود الفقري في مركز ميموريال كير أورانج كوست الطبي بكاليفورنيا، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، لصحيفة Medical News Today:

“قلة النوم تؤدي إلى تفاقم الألم، والألم المزمن يمكن أن يجعل المرضى يعانون من الأرق، بسبب القلق والاكتئاب، ولأن أذهانهم منشغلة طوال الوقت بألمهم المزمن”.

إنها حلقة مفرغة لاتنتهي من الألم والأرق في حققة الأمر، الأرق، المزيد من الألم، الألم، المزيد من الأرق… وهكذا…

كيف يمكن علاج الألم الناجم عن قلة النوم؟

يعتقد الدكتور شين وزملاؤه، أن هذه النتائج يمكن استخدامها في المستقبل، للمساعدة في منع أو تقليل الألم المزمن، المرتبط بفقدان النوم، حيث أنه يوفر إطاراً لفحص التفاعلات المرضية، بين الألم المزمن وفقدان النوم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد [ناقل عصبي يسمى N-arachidonoyl dopamine (NADA)]، يؤدي إلى فرص مستقبلية في اختبار هذا الجزيء، أو غيره من الجزيئات المماثلة، لإمكاناتها في تخفيف الألم الناجم عن فقدان النوم.

الأهم من ذلك كله، أن هذه النتائج تسلط الضوء، على أن الألم المزمن هو حالة متعددة الأوجه، وأن هناك ما يبرر اتباع نهج متعدد التخصصات لمعالجة الألم المزمن.

يقول شين: “في الدراسات الآلية، نخطط لتشريح الآليات التي تنسق بها أنواع الخلايا المختلفة في TRN لإنتاج تأثير جماعي على الألم الناجم عن فقدان النوم.

ويضيف بالقول: “بالنسبة للدراسات الانتقالية، نخطط لفحص ما إذا كان من الممكن استخدام NADA أو جزيئات أخرى، لعلاج الألم الناجم عن قلة النوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى