دقائق من النشاط البدني اليومي تقيك من أمراض القلب

التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة

• وجدت دراسة حديثة، أن ممارسة النشاط البدني، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
• كما أن ممارسة الحد الأدنى من النشاط البدني، للغير ممارسين له، يرتبط بانخفاض خطر الوفيات الناجمة عن الكثير من الأمراض.
• على الرغم من أهمية فترات النشاط البدني الطويلة نسبياً، إلا أنه غالباً ما يكون من الأسهل، القيام بأنشطة بدنية قصيرة، لكنها موزعة على مدار اليوم، في الحياة اليومية.

لا تزال الأبحاث جارية، حول مدى فائدة التمارين القصيرة لصحة القلب، وخصوصاً للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام، ومع ذلك فإن الأدلة تتزايد باستمرار حول أنه، حتى فترات النشاط القصيرة يمكن أن تحدث فرقاً.

فحصت دراسة حديثة نُشرت في The LANCET Public Health، عينة كبيرة من الأشخاص، الذين لا يمارسون، الرياضة خلال أوقات فراغهم.

قام الباحثون في هذه الدراسة، بفحص مدى تأثير النوبات الأقصر من النشاط البدني المتقطع والمعتدل إلى القوي، على خطر الوفاة الإجمالي للمشاركين، وخطر تعرضهم لأحداث خطيرة في القلب والأوعية الدموية.

وأظهرت النتائج النتائج أن فترات قصيرة من النشاط البدني لمدة لا تقل عن 1 إلى 5 دقائق على مدار اليوم قد تقلل من خطر الوفاة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرها من الأحداث القلبية الضارة الرئيسية.

كيف يمكن تنشيط القلب من خلال النشاط البدني اليومي؟

يمكن للأشخاص المشاركة في تمارين يومية منتظمة، مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو أخذ دروس معينة، أو قضاء بعض الوقت في ركوب الدراجات، أو الجري أو المشي لمسافات معينة.

لكن ومع ذلك، فإن إيجاد فترات زمنية أطول، لممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي ومنتظم، قد يمثل تحدياً كبيراً في كثير من الأحيان.

لقد أراد الباحثون في هذه الدراسة، أن يفهموا كيف يمكن أن تساهم فترات النشاط القصيرة، في صحة القلب والأوعية الدموية.

كانت نوعية الدراسة أترابية مستقبلية، استخدم فيها الباحثون بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، شملت أكثر من 25000 مشارك في تحليلهم، واستبعدوا فيها المشاركين الذين أبلغوا عن نشاط بدني أثناء وقت الفراغ، وأولئك الذين لا يستطيعون المشي.

• سيهمك أيضاً:
• 10 فوائد ستذهلك من النشاط البدني يومياً
• 5 دقائق من النشاط البدني يومياً تحميك من خطر السرطان

تحليل البيانات

نظر الباحثون في البيانات المتعلقة بفترات النشاط البدني المتقطع، المعتدل إلى القوي، الذي انخرط فيه المشاركون، بما في ذلك عدد ومدة استمرار هذه الاندفاعات من النشاط، كما ارتدى المشاركون مقاييس التسارع Axivity AX3 لمدة سبعة أيام لجمع البيانات.

وقد شملت الدراسة العديد من المتغيرات المشتركة، بما في ذلك الجنس، ومستوى التعليم، وتناول الكحول، وتناول الفواكه والخضروات، وكان متوسط مدة المتابعة 7.9 سنوات، وخلال هذا الوقت حدث ما مجموعه 824 حالة قلبية وعائية سلبية كبيرة، و1111 حالة وفاة.

كما تم في الدراسة استخدام الأجهزة القابلة للارتداء على المعصم، على غرار الساعات الذكية التقليدية.

نتائج الدراسة

من خلال تحليلهم للبيانات، وجد الباحثون أن نوبات النشاط البدني التي تزيد عن دقيقة واحدة، ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الضارة.

وفقاً لصحيفة Medical News Today، فقط سلط مؤلف الدراسة Matthew Ahmadi، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه، في كلية سيدني للعلوم الصحية، الضوء على بعض النتائج الرئيسية للبحث، حيث قال:

“وجدنا أن القيام بالأنشطة اليومية، مثل البستنة، أو المهام المنزلية، أو المشي إلى المتجر، بجهد إضافي في دفعات قصيرة، مع القليل من السرعة والجهد، الذي يستمر لمدة تتراوح بين 1-5 دقائق على الأقل في كل مرة.

كل ذلك له فوائد كثيرة تُعزز الصحة العامة، ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية بنسبة 29-44٪.

حتى النشاط لأقل من دقيقة واحدة مفيد أيضاً

وجد الباحثون أيضاً أنه حتى فترات النشاط التي تستمر لأقل من دقيقة واحدة، كانت مفيدة، حيث ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الضارة، ولكن ذلك فقط عندما يكون متوسط النشاط القوي للشخص بنسبة 15% أو أكثر.

بغض النظر عن ذلك، تشير الدراسة إلى أن فرص جني فوائد النشاط البدني كثيرة، حتى بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة خلال ساعات فراغهم.

من جانبه علق الدكتور Dr. Cheng-Han Chen، طبيب القلب التداخلي المعتمد والمدير الطبي لبرنامج القلب الهيكلي في مركز ميموريال كير سادلباك الطبي في لاجونا هيلز، كاليفورنيا بالقول:

“هذه الدراسة هي الأولى، التي تظهر أنه حتى فترات قصيرة من النشاط البدني، على مدار اليوم، يمكن أن تقلل من خطر الوفاة بسبب الإصابة بأمراض القلب”.

كما تعد هذه النتائج واعدة للصحة العامة، حيث قد يكون من الأسهل على الأشخاص، دمج فترات أقصر من النشاط البدني كعادة يومية، بدلاً من روتين تمرين منظم أطول”.

بالإضافة لذلك، يمكننا أيضاً استخدام هذه المعلومات، لتعزيز النشاط البدني بشكل أكبر، خاصة لدى المرضى غير القادرين على ممارسة الرياضة.