مقالات وأبحاثأمراض شائعةعلوم صحية

هل يمكن أن تقلل جراحة السمنة من سرطان الدم فعلاً؟

في دراسة جديدة: جراحة السمنة، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم، لدى النساء اللائي يعانين من السمنة والوزن الزائد.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • تعتبر السمنة أحد عوامل الخطر للإصابة بالعديد من أنواع السرطانات، التي لم تكن معروفة في السابق، سوى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
  • أساليب انقاص الوزن والتخلص من السمنة، من خلال تغييرات النظام الغذائي وأنمط الحياة، تعد هي الأفضل للتخلص من السمنة، لكنها قد لا تحقق النتائج المرجوة لبعض الأشخاص.
  • فريق من الباحثين من جامعة جوتنبرج في السويد، يُفيد بأن جراحة السمنة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم لدى النساء.

تشكل السرطانات المرتبطة بالسمنة 40% من حالات السرطان، التي يتم تشخيصها من قبل الأطباء، وتتأثر النساء بها بنسبة أعلى من الرجال، ومن بين 13 نوعاً من السرطانات المرتبطة بالسمنة، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا لدى النساء، في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

تشمل الحالات الأخرى سرطان الرحم والمبيض، وتشير بعض الأدلة إلى أن النساء المصابات بالسمنة، أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم أيضاً.

الأسباب الكامنة وراء الاختلاف بين الرجال والنساء ليست مفهومة تماماً، على الرغم من أن بعض الباحثين يعتقدون أن العلاقة بين الأنسولين والهرمونات الجنسية، والجزيئات التي تلعب دوراً في الالتهاب، والتي تسمى السيتوكينات يمكن أن تلعب دوراً أيضاً.

وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، هناك 13 نوعا من السرطان مرتبطة بالسمنة، وتشير الأبحاث الحالية، إلى أنه يمكن إضافة سرطان الدم إلى تلك القائمة.

كيف تُزيد السمنة من خطر الإصابة بالسرطان؟

تزيد السمنة المفرطة من خطر عدم حساسية الأنسولين، حيث تكون الخلايا أقل تقبلاً لوجود الهرمون.

هذا الأمر يجعل الجسم يُنتج المزيد من الأنسولين، وفي النهاية تصبح الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس غير قادرة على مواكبة كمية الأنسولين، التي يحتاجها الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

كما أنه يؤدي أيضاً إلى خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وبينما يشترك كلاهما في العديد من عوامل الخطر الأساسية، إلاَّ أن الآليات التي يقوم عليها الارتباط، لا تزال محور البحث.

ماذا تقول الدراسة الجديدة؟

في الدراسة الجديدة، التي نشرت نتائجها في مجلة The Lancet، قادت الدكتورة Dr. Magdalena Taube فريقاً من الباحثين، من جامعة جوتنبرج في السويد، للتحقيق في معدل الإصابة بسرطان الدم، لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة السمنة.

وفقاً لمقابلة مع مجلة Medical News Today، قالت الدكتورة تاوبي:

“يبدو الأمر كما لو أن الأنسولين هو الذي يحفز الإصابة بالسرطان لدى الإناث، وبما أن الأنسولين والإستروجين يمكن أن ينظما التعبير عن بعضهما البعض، فقد يكونا متداخلين، مما يجعل النساء أكثر عرضة للسمنة وتأثيراتها، لأن النساء البدينات يكنَّ معرضات لخطر ارتفاع مستويات الأنسولين.

بسبب زيادة خطر الإصابة بالسرطان، الذي يواجهه الأشخاص الذين يعانون من السمنة، فإن إحدى الفوائد الصحية طويلة الأمد لجراحة السمنة، هي تقليل خطر الإصابة به.



كيف تقلل جراحة السمنة من خطر الإصابة بسرطان الدم؟

من أجل قياس ذلك، تابعت الدكتورة تاوبي وفريقها فحص مجموعة من المشاركين، مكونة من 4047 شخصاً يعانون من السمنة في السويد، نصفهم خضعوا لعمليات جراحة السمنة، ونصفهم الآخر كانوا بمثابة مجموعة تحكم فقط.

تم تسجيل جميع المشاركين في الفترة ما بين 1 سبتمبر 1987 و31 يناير 2001، في دراسة التدخل السويدية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة (SOS).

كما تم إعداد هذه الدراسة في الأصل، لمقارنة معدل وفيات الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والذين خضعوا لجراحة السمنة مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

لغرض هذا التحليل، نظر الفريق في معدلات الإصابة بالسرطان في هذه المجموعة، على مدى فترة متابعة خلال 33 عاماً.

ووجد أن جراحة السمنة قللت من خطر الإصابة بسرطان الدم لدى النساء بنسبة 56%، ولم يلاحظ نفس الانخفاض في المخاطر لدى الرجال.

وكانت معظم حالات سرطان الدم، التي تم اكتشافها خلال الدراسة، عبارة عن أورام لمفاوية، وعندما تم فحص هذا النوع من سرطان الدم فقط، تم العثور على انخفاض في خطر الإصابة بنسبة 55٪ لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة.

تقول الدكتورة تاوبي: “إنه على الرغم من اتخاذ قرار في عام 1991م، بوضع عتبة لجراحة السمنة عند مؤشر كتلة الجسم (BMI) البالغ 34 للرجال و38 للنساء، فإن المجموعة التي نظروا إليها كان لها مؤشر كتلة الجسم مماثل بين الجنسين.

وسيلة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان

يرى مؤلفو الدراسة بأن النتائج التي توصلوا إليها، تضاف إلى الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن سرطان الدم يمكن اعتباره شكلاً من أشكال السرطان المرتبط بالسمنة، كما يمكن أن تعزز استخدام جراحة السمنة، كوسيلة لتقليل معدلات السرطان، لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

تقول تاوبي: “لسنا وحدنا، فقد أظهرت العديد من الدراسات بأثر رجعي، أن جراحة السمنة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان”.

كما أوضحت بالقول أيضاً: “لذا فإن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، يمكن أن يصابوا بأنواع السرطان التي يصاب بها عادة كبار السن”.

“لذلك، من المهم جداً محاولة تقليل خطر الإصابة بالسرطان، لأن هؤلاء الشباب الذين يعانون من السمنة، من المحتمل أن يصابوا بالسرطان أيضاً، وبالتالي، يجب أخذ جراحة السمنة في الاعتبار بشكل أكبر في الوقاية من السرطان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى