علوم صحية

كيف يؤثر الطقس الحار على حالتك المزاجية ومناعتك؟

الحرارة الشديدة تؤدي إلى زيادة استجابة جسمك، للحفاظ على درجة حرارة طبيعية، وهذا يؤدي إلى إجهاد جهاز المناعة وإصابتك بضربة شمس.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • عندما يكون الطقس حاراً، تحاول أجسامنا، الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية للجسم عند المستوى الطبيعي، من خلال التعرق.
  • إذا لم يكن جسمك قادراً على التكيف ذاتياً مع ارتفاع درجة الحرارة، فقد يتسبب ذلك في الإجهاد الزائد لجسمك (ضربة شمس).
  • غالباً ما تكون الطريقة التي تؤثر بها التغيرات المفاجئة للأحوال الجوية، على الحالة المزاجية، مرتبطة بالتفضيلات الشخصية، أكثر من التغيرات الجوية نفسها.

يعتبر شهر يوليو من كل عام، هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وذلك فقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبيانات من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S)، الممولة من الاتحاد الأوروبي.

نظراً لارتفاع درجات الحرارة، يشعر الكثير من الناس بالقلق، حيال صحتهم وأنماط الحياة اليومية التي يعيشونها، ولذلك فإن فهم كيفية تأثير الحرارة الشديدة على صحتك، يعد أمراً مهماً لبقائك بصحة جيدة وآمنة.

كيف تؤثر الحرارة الشديدة على الجسم؟

بحسب healthline، تقول الدكتورة Dr. Eleni Horratas,، طبيبة طب الطوارئ في كليفلاند كلينك أكرون جنرال، “إن جسم الإنسان لديه نطاق معين من درجات الحرارة، حيث يمكن للأعضاء أن تعمل بشكل صحيح”.

وتضيف أيضاً: “يؤدي التعرض لدرجات حرارة متغيرة (سواء باردة أو ساخنة) خارج هذا النطاق، إلى محاولة جسمك للتكيف مع هذه المتغيرات، للبقاء داخل أطاقر النطاق الطبيعي”.

مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، يبدأ الدم في الانتشار على سطح الجلد، وببدأ الجسم في التعرق أكثر، وهو ما يساعد على تنتظيم درجة حرارة جسمك.

في حال كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً، ولا يوجد لديك سوائل كافية، أو كانت الرطوبة مرتفعة جداً، بحيث لا يتبخر العرق من جسمك بشكل فعال، فقد تبدأ في هذه الحالة بالشعور بالحرارة الزائدة.

توضح هوراتاس بالقول:” الحرارة الشديدة تؤدي إلى زيادة استجابة جسمك، للحفاظ على درجة حرارة طبيعية، وهذا يعني زيادة الإجهاد والاستنفار لجهاز المناعة لديك”.

هناك حدود لما يستطيع فعله جهاز المناعة لديك، من أجل التكيف مع المتغيرات، ولذلك فإن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير، يمكن أن تفوق قدرة نظام المناعة لجسمك، مما يؤدي إلى فشل الجسم في الحفاظ على بيئة متوازنة في الإطار الطبيعي.

عندما لا يتمكن الجسم، من الحفاظ على درجة حرارة متوازنة، فإن ذلك يؤدي إلى إصابته بالإجهاد الحراري، أو  ما يطلق عليه أيضاً “ضربة شمس”.



الإجهاد الحراري (ضربة الشمس)

يقول الدكتور Dr. Justin Cahill,، رئيس قسم طب الطوارئ، بمستشفى بريدجبورت في ولاية كونيتيكت: “استجابة لدرجات الحرارة البيئية الشديدة، تحاول أجسامنا الحفاظ على درجة حرارتنا الداخلية عند 98.6 درجة”.

غالبا ما يتم تحقيق ذلك عن طريق التعرق، لكن إذا كان شخص ما يعرض نفسه للحرارة بشكل مكثف، أو كان يعاني من حالة صحية معينة، فقد لا يتمكن جهاز المناعة لديه من السيطرة والحفاظ على درجة حرارة داخلية طبيعية للجسم.

هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإجهاد والإرهاق للجسم  والتعرض لضربة الشمس، والتي تعد في كثير من الأحيان، حالة صحية طارئة تتطلب عناية طبية.

تشمل أعراض ضربة الشمس ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 103 درجة فهرنهايت أو أعلى.
  • بشرة ساخنة أو حمراء أو جافة أو رطبة.
  • نبض سريع أو قوي.
  • الشعور بالتعب والإجهاد.
  • صداع
  • دوخة
  • غثيان
  • ارتباك
  • فقدان الوعي

كيف تؤثر موجات الحرارة الشديدة على حالتك المزاجية؟

تؤثر الحرارة الشديدة على مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي الأساسي، الذي ينظم الحالة المزاجية، لذلك يمكن أن تؤدي الحرارة إلى زيادة مستويات التوتر، والإرهاق وانخفاض مستويات الفرح والسعادة.

تقول Jennifer Bahrman، دكتوراه وعالمة نفس في UTHealth Houston: “مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن التأثير ليس فقط على رفاهيتنا الجسدية والبنية التحتية، ولكن أيضاً على رفاهيتنا وصحتنا العقلية”.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة للحرارة على الصحة العقلية الخمول، والتغيرات في أنماط النوم مثل الأرق، فضلاً عن زيادة التهيج، والغضب، والقلق، والاكتئاب، والتوتر طوال اليوم. ”

التأثير على الأداء الإدراكي

توضح باهرمان أيضاً، أن الحرارة الشديدة، يمكن أن تؤثر أيضًا على الأداء الإدراكي للفرد، وتحديداً على الذاكرة، والقدرة على التركيز والانتباه، وسرعة ردة الفعل والاستجابة.

كما يمكن أن يؤدي هذا العجز الإدراكي، إلى إحداث تغييرات في قدرة الفرد، على رعاية نفسه بشكل فعال، وعلى حل المشكلات، والتركيز، ووضع الخطط، وتبنى أحكام جيدة على سير الأشياء من حوله.

قال بهرمان: “في حين أن تأثير الحرارة على الإدراك يشمل جميع الأفراد والفئات العمرية، فإن كبار السن معرضون بشكل أكثر لخطر متعلق بهذا”.

“إنهم معرضون بشكل متزايد لخطر الوفاة لأن قدرتهم على حل المشكلات والعناية بأنفسهم تتأثر بالفعل بضعف الإدراك العصبي لديهم وتتفاقم بسبب تأثيرات الحرارة على الأداء الإدراكي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى