مقالات وأبحاثعلوم صحية

كيف يؤثر التعرض لأشعة الشمس على تدمير بشرتك؟

هل يمكن أن تدمر أشعة الشمس خلايا الجلد فعلاً؟ وكيف تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على صحة الجلد والبشرة؟

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • في دراسة حديثة، وجد الباحثون أن سلوك البحث عن الشمس، يؤدي إلى تغيرات قصيرة المدى في تنوع بكتيريا الجلد، والتي يمكن أن تؤدي إلى حالات التهابية مثل الأكزيما.
  • حقق الباحثون في كيفية تأثير سلوك البحث عن الشمس، من قبل الأشخاص أثناء الإجازة الصيفية، على ميكروبيوم الجلد.
  • يحتوي جلد الإنسان على العديد من البكتيريا والفطريات والفيروسات ، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على توازن الجلد.

هل يمكن أن تدمر أشعة الشمس خلايا الجلد فعلاً؟

أشارت الأبحاث، إلى أن التعرض لجرعات عالية من الأشعة فوق البنفسجية (UVR)، القادمة من الشمس، أو غيرها من المصادر الأخرى، تعمل على تدمير الحمض النووي، الموجود في خلايا الجلد، وتحفز الالتهاب والتشيخ الضوئي.

لكن ومع ذلك، فإن هذه الأبحاث تعد محدودة نسبياً، حول كيفية تأثير الأشعة فوق البنفسجية، على بكتيريا الجلد في الجسم الحي.

في حين تشير بعض الدراسات، إلى أن الأشعة فوق البنفسجية، قد تؤثر إيجابياً على صجة الجلد، من خلال تقليل مستويات مسببات الأمراض الالتهابية.

تشير أبحاث أخرى أيضاً، إلى أن اختلالات الميكروبات، التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن وحالات مرضية، مثل الأكزيما والصدفية على سبيل المثال.

كيف تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجلد؟

في دراسة حديثة نشرتها مجلة Frontiers in Aging، فحص الباحثون آثار التعرض لأشعة الشمس على الجلد، وأفادوا بأن التعرض المفرط لأشعة الشمس، يؤثر على تنوع وتكوين ميكروبيوتا الجلد، لكن هذه التغييرات تنعكس وتتلاشى، بعد 28 يوماً من العودة إلى المنزل.

بحسب Medical News Today، تقول الدكتورة Dr. Adela Rambi G. Cardones، أستاذة ورئيسة قسم طب الأمراض الجلدية، في نظام جامعة كانساس الصحي، والتي لم تشارك في الدراسة: “يجب إجراء مزيد من الدراسات لتحديد السبب الكامن وراء هذا التحول، وما هي الآثار الصحية النهائية”.



طريقة إجراء الدراسة

في هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بجمع خلايا جلدية لعدد 21 شخصاً مشاركاً في الدراسة، من سكان شمال أوروبا، ينقسمون إلى 4 رجال و 17 امرأة، وبمتوسط عمر حوالي 33 عاماً.

قام الباحثون بجمع الخلايا الجلدية من جميع المشاركين، قبل ذهابهم في إجازة صيفية، إلى وجهة مشمسة لمدة سبعة أيام على الأقل، كما قاموا بجمع خلايا جلدية مباشرة أيضاً بعد انتهاء الإجازة، وكذلك بعد 28 يوماً و 84 يوماً.

تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حسب لون بشرتهم، بعد يوم واحد من عودتهم من العطلة.

تضمنت المجموعات الثلاث مايلي:

  • الباحثون (Seekers): وهم الذين تسبب الشمس بحدوث اسمرار في بشرتهم.
  • الدباغون (Tanners): وهم الذين سبق لهم دباغة جلودهم قبل السفر وحافظوا عليه في الخارج.
  • المتجنبون (Avoiders): أولئك الذين لم يسمروا، في الخارج وحافظوا على نفس لون البشرة قبل وبعد العطلة.

تحليل النتائج

بعد إجراء التحليلات الجينية لعينات الجلد، وجد الباحثون أن ثلاث بكتيريا شكلت 94٪، من جميع عينات الجراثيم الجلدية، في جميع الأوقات قبل العطلة وبعدها، وهي البكتيريا الشعاعية، والبكتيريا البروتينية، والبكتيريا الصلبة.

مباشرة بعد عودة المشاركين من الإجازة، أفاد الباحثون بأن المشاركين الذين ظهرت السمرة على جلودهم، كان لديهم مستويات أقل بكثير من البكتيريا البروتينية، مقارنة بالمجموعة المتجنبة.

ومع ذلك، بحلول اليومين 28 و 84، عادت مستويات البكتيريا البروتينية، إلى مستويات ما قبل العطلة.

في الوقت نفسه، ظلت مستويات البكتيريا الشعاعية والثبات، متسقة عبر المجموعات الثلاث على مدار جميع النقاط الزمنية.

تقول رامبي: “هذا يعني أن التأثيرات المفترضة، للتعرض لأشعة الشمس على ميكروبيوم الجلد ليست طويلة الأمد”.

وعندما سئلت الدكتورة أديلايد هيبرت، أستاذة الأمراض الجلدية في كلية الطب ماكغفرن في UTHealth Houston، والتي لم تشارك في الدراسة، عن كيفية تأثير التعرض لأشعة الشمس، على ميكروبيوم الجلد بهذه الطريقة.

قالت: “إن الجلد قد يتغير بسبب التعرض لأشعة الشمس، من حيث البكتيريا سالبة الجرام الطبيعية، التي تعيش على سطح الجلد، وهذه البكتيريا تحافظ على البكتيريا الطبيعية الأخرى “تحت السيطرة”.

الأكزيما وميكروبيوم الجلد

تشير الأبحاث السابقة، إلى أن انخفاض مستويات البكتيريا البروتينية، يرتبط بأمراض جلدية مثل الأكزيما.

بحسب مجلة Medical News Today تحدث الدكتور J.Wes Ulm، محلل الموارد العلمية المعلوماتية الحيوية، وأخصائي البيانات الطبية الحيوية في المعاهد الوطنية للصحة الذي لم يشارك في الدراسة، حول هذا الموضوع قائلاً:

“ن ميكروبيوم الجلد، يتكون من أنواع ميكروبية مثل الأمعاء تمامًا، وأن الاضطرابات مثل استخدام المضادات الحيوية، أو التغييرات الغذائية، يمكن أن تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء، كما يمكن أن تؤدي الضغوط، مثل الأشعة فوق البنفسجية، إلى تعطيل ميكروبيوم الجلد.

وأضاف بالقول أيضاً: “هناك تناغم دقيق بين التفاعلات التي تحدد كيفية تفاعل الجهاز المناعي للجلد مع بيئته، فعندما يتم تغييره، يمكن أن تحدث استجابة التهابية”.

يبدو أن هذا هو الحال مع التحولات في ميكروبيوتا الجلد، والتي يمكن أن تثير الجهاز المناعي المحلي، لإنتاج التهاب مرتبط بالأكزيما، والتهاب الجلد عموماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى