مقالات وأبحاثعلوم صحية

كيف تساعد ألعاب الألغاز الرقمية في تحسين الذاكرة والإدراك؟

في دراسة حديثة: ألعاب الفيديو الرقمية المحتوية على الألغاز، قد تساعد في تحسين الذاكرة والإدراك، لدى البالغين الصغار والكبار على حد سواء.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • كيف يؤثر لعب أنواع مختلفة من ألعاب الفيديو، على قدرات الذاكرة لدى البالغين الصغار والكبار على حد سواء.
  • كبار السن الذين يلعبون ألعاب الألغاز الرقمية، لديهم قدرات تركيز أفضل، مقارنة بكبار السن الذين لا يلعبون الألعاب الرقمية، أو يلعبون نوعاً مختلفاً من الألعاب.
  • البالغين الأصغر سناً، الذين يمارسون الألعاب الإستراتيجية الرقمية، لديهم ذاكرة عمل متفوقة، مقارنة بأقرانهم الذين ليس لديهم أي تاريخ في ممارسة الألعاب المحتوية على الألغاز.
  • عندما يتقدم الإنسان في السن، فليس من الغريب أو غير المألوف، أن يواجه صعوبات في الذاكرة والتركيز، وخاصة في الذاكرة العاملة.

في دراسة حديثة، نشرتها مجلة Heliyon، قارن الباحثون، مدى جودة الأداء للمشاركين في مهام معينة، وتم اختبار كلاً من ذاكرتهم العاملة، وقدرتهم على تجاهل الانحرافات، بأنواع ألعاب الفيديو، التي أبلغ المشاركون عن لعبها.

ماهي الذاكرة العاملة؟

وفقاً للمكتبة الوطنية للطب، يتم تعريف الذاكرة العاملة على أنها، الكمية الصغيرة من المعلومات ،التي يمكن الاحتفاظ بها في العقل، واستخدامها في تنفيذ المهام المعرفية.

على سبيل المثال، عندما يتم إعطاء شخص، تعليمات معينة لإكمال مهمة ما، فإن هذا الشخص يعتمد على ذاكرته العاملة، للحفاظ على التعليمات التي تلقاها، ووضعها في الاعتبار طوال مدة المهمة.

تعد ألعاب الفيديو الرقمية، واحدة من المجالات التي غالباً ما يستخدمها الخبراء والمهتمون، بالبحث حول طرق تحسين قدرات الذاكرة والإدراك.

وجد باحثون من جامعة يورك بإنجلترا، بأن نوع ألعاب الفيديو التي يلعبها الأشخاص، يمكن أن يؤثر على الذاكرة العاملة لديهم، ومدى قدرتهم على التركيز وتجاوز الأخطاء.

على سبيل المثال، وجد الباحثون أداءً أفضل في مستوى التركيز والذاكرة العاملة، لدى كبار السن، وكذلك البالغين الأصغر سناً، الذين لعبوا ألعاب الألغاز الرقمية في فترة ما من حياتهم.

طريقة عمل الدراسة وتحليل البيانات

قام الباحثون بتحليل بيانات لعدد 482 مشاركاً في الدراسة، منهم 297 من الإناث، والباقي من الذكور، وتراوحت أعمارهم بين 18 و 81 عاماً.

تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين كالتالي:

  • مجموعة البالغين الأصغر سناً، تتراوح اعمارهم بين (18-30 عامًا).
  • مجموعة البالغين الأكبر سناً، تتراوح أعمارهم بين (60-81 عامًا).

أبلغ المشاركون عن عاداتهم في الألعاب، وأدرجوا تفاصيل مثل عدد المرات التي لعبوا فيها الألعاب الرقمية، ونوع الألعاب التي لعبوها، ومقدار الوقت الذي قضوه في اللعب.

قام الباحثون بإحصاء جميع الألعاب الرقمية، بما في ذلك ألعاب الآركيد وأجهزة الكمبيوتر، ووحدات التحكم، وألعاب تطبيقات الهاتف المحمول.

أبلغ المشاركون كذلك، عن الوقت الذي بدأوا فيه بممارسة ألعاب الفيديو، على سبيل المثال، العام الماضي، أو قبل سنتان أو ثلاث، أو العقد الماضي، أو ما إلى ذلك.



كيف قيَّم الباحثون الذاكرة العاملة؟

الشيء التالي الذي كان على المشاركين يفعلوه، هو إكمال تقييم الذاكرة العاملة عبر الإنترنت. وقد تم التحقق من ذلك وفقاً للشروط التالية:

  • عدم الإلهاء
  • تشتيت الانتباه.
  • تأخير الإلهاء.

في فقرة “عدم الإلهاء” قام الباحثون بقياس مدى قدرة المشاركين، على تذكر مواقع الدوائر الحمراء، التي ظهرت على الشبكة لفترة قصيرة من الوقت.

بعد عرض الدوائر الحمراء لفترة وجيزة، أصبحت الشبكة فارغة، وكان على المشاركين أن يتذكروا مكان ظهور الدوائر الحمراء.

فيما يتعلق بفقرة “تشتيت الانتباه”، تحقق الباحثون حول ذلك، من خلال إظهار كلاً من الدوائر الحمراء والصفراء في التقييم، وكان على المشاركين التركيز على موقع الدوائر الحمراء فقط، وتذكر الموقع على الشبكة الفارغة.

كما كان للاختبار أيضاً، مكون إضافي للتحقق من حالة “تأخير الإلهاء”.

بالإضافة إلى وجود الدوائر الصفراء، ظهرت الدوائر الصفراء أيضاً أثناء فترة تأخير، بين اختفاء الدوائر الحمراء من الشبكة وملء البقع على الشبكة الفارغة.

ما هي أنواع الألعاب الرقمية التي تعمل على تحسين الذاكرة؟

بما أن التقدم في السن، له تأثير سلبي على الذاكرة العاملة، فقد أراد الباحثون اختبار ما إذا كانت أنواع معينة من الألعاب مرتبطة بتحسن الذاكرة بين البالغين الأصغر سنا وكبار السن.

وبالتالي، قام الباحثون أيضًا بتقسيم المجموعات الأصغر سناً والمجموعات الأكبر سناً، إلى فئة غير اللاعبين أو فئات بناءً على نوع اللعبة التي أبلغوا عن لعبها.

على سبيل المثال:

  • الأكشن
  • الاستراتيجية
  • الألغاز

أظهر البالغون الأصغر سناً، الذين لعبوا الألعاب الإستراتيجية، سعة ذاكرة عاملة أكبر، مقارنة بالشباب الذين لعبوا ألعاب الأكشن.

كان ذلك مفاجئاً للباحثين، لأن الأبحاث السابقة كانت قد أظهرت أن “ممارسة ألعاب الحركة، ترتبط بالأداء المتفوق في مختلف مقاييس الاهتمام، والإدراك والوظيفة التنفيذية، كما كتب مؤلفو الدراسة.

من جانب آخر، أظهر تحليل العناصر في الألعاب، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على عناصر أكشن، أو عناصر إستراتيجية بحتة، أن الألعاب الإستراتيجية، كانت لها اليد العليا، فيما يتعلق بالذاكرة العاملة لدى البالغين الأصغر سناً.

بحسب Medical News Today، قال مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور Dr. Joe Cutting، الذي يعمل في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة يورك:

“إن ألعاب الألغاز المخصصة لكبار السن، تتمتع بقدرة مدهشة على دعم القدرات العقلية، إلى حد أن مستويات الذاكرة والتركيز، كانت مماثلة لأشخاص بعمر 20 عاماً، لم يلعبوا ألعاب الألغاز”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى