
دراسة جديدة: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالخرف
كشفت دراسة جديدة أن تدخين السجائر يسبب انكماش الدماغ، وكلما تعاطى الشخص التدخين لفترة أطول، كلما زاد الضرر أكثر.
التشافي بالغذاء – المحتوى القائم على الأدلة
- التدخين يسبب انكماش الدماغ، والإقلاع عنه قد يمنع المزيد من المخاطر.
- يؤدي فقدان حجم الدماغ إلى زيادة خطر التدهور المعرفي والخرف ومرض الزهايمر.
- يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في وقف انكماش الدماغ، لكن لا يمكن عكسه.
- يوصي مؤلفو الدراسة، الأشخاص المدخنين في أي عمر كان، أن يفكروا ملياً في الإقلاع عن التدخين.
- يرتبط انكماش الدماغ أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي والخرف ومرض الزهايمر (AD).
وفقاً لدراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن، في سانت لويس، فإن تدخين السجائر يؤدي إلى انكماش الدماغ.
كما تظهر نتائج الدراسة أيضاً، أن الإقلاع عن التدخين في أي وقت، يوقف فقدان المزيد من المادة الرمادية، ومع ذلك، فإن الدماغ لا يستعيد كتلته الأصلية بمجرد حدوث الانكماش.
من المعروف منذ زمن طويل، أن التدخين مضر بالرئتين والقلب، على الرغم من عدم وجود الكثير من الأبحاث المخصصة لتأثيره على الدماغ.
يهدف فريق البحث الجديد، بقيادة المؤلفة الرئيسية الدكتورة لورا جي بيروت، مديرة مركز أبحاث الصحة والسلوك التابع لـ WashUMed، إلى سد فجوة في الفهم الحالي للآثار الضارة للتدخين.
نُشرت نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة الطب النفسي البيولوجي، العلوم المفتوحة العالمية (Biological Psychiatry: Global Open Science).
المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالخرف
أشارت الأبحاث السابقة إلى أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف وضعف الإدراك، إذ تشير التقديرات إلى أن 14% من حالات مرض الزهايمر قد تعزى إلى التدخين.
يتطلب التحقيق في العلاقة بين انكماش الدماغ وتدخين السجائر، فك تشابك العوامل السلوكية والوراثية.
يمكن أن يتأثر انكماش الدماغ، والرغبة في التدخين بجينات الشخص، ويقول المؤلفون إن حوالي نصف تفضيل الشخص للتدخين يرجع إلى الجينات.
أثناء الدراسة، أخذ الباحثون في الاعتبار عض العوامل، مثل الاستعداد الوراثي للتدخين، وحجم الدماغ، وخلصوا إلى أن العامل الوراثي قد يزيد من فرص الانخراط في التدخين، وأن التدخين يؤدي بشكل كبير إلى انكماش الدماغ.
- قد يهمك أيضاً:
- هل يُزيد التدخين من خطر الإصابة بالأمراض العقلية فعلاً؟
- الإفراط في تناول السكر يزيد من خطر تدهو الدماغ
تحليل البيانات
في الدراسة حلل الباحثون البيانات الصادرة في عام 2019م من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وشملت 32,094 مشاركاً من أصل أوروبي، بالإضافة إلى بيانات تصوير الدماغ الخاصة بهم، وقد أبلغ المشاركون عن تعاطيهم للتدخين بشكل ذاتي.
قام الباحثون أيضاً بحساب عدد سنوات التدخين، للأفراد الذين أبلغوا عن تدخين علبة واحدة أو 20 سيجارة يومياً، وتمت مقارنة فحوصات أدمغتهم بأشخاص لم يدخنوا قط، أو يدخنون بشكل خفيف جداً.
بعد الانتهاء من تحليل البيانات، وجد الباحثون أن أولئك الذين يدخنون أكثر، حصل لديهم مستوى أكبر من انكماش الدماغ.
لماذا يؤدي انكماش الدماغ إلى التدهور المعرفي؟
قال الدكتور Dr. Dung Trinh، من عيادة الدماغ السليم في لونج بيتش، بكاليفورنيا، لـ Medical News Today: “إن انكماش الدماغ، أو ضموره، ينطوي على فقدان الخلايا العصبية والوصلات بينها”.
كما قال الدكتور ترينه أيضاً، والذي لم يشارك في الدراسة: “هذه الخسارة يمكن أن تضعف قدرة الدماغ على العمل بشكل صحيح”.
وأشار كذلك، إلى أنه في حالات مثل مرض الزهايمر والخرف بشكل عام، تتقلص بعض المناطق الحرجة، مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة.
على سبيل المثال، فإن الحصين، وهو أمر بالغ الأهمية لتكوين الذاكرة، غالباً ما يظهر ضموراً كبيراً للمصابين بمرض الزهايمر، ويمكن لمثل هذا الضمور أن يمنع التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة، مما يؤدي إلى التدهور المعرفي.
التدخين يسبب تلف في الدماغ
من جانبها أشارت الدكتورة Dr. Bierut إلى أن انخفاض حجم الدماغ يرتبط بالشيخوخة، وقالت: “بعبارة أخرى، الأشخاص الذين يدخنون لديهم دماغ أكبر سناً”.
كما أضافت بالقول، أنه عندما تدخن، فإنك تبتلع العديد من المواد الكيميائية السامة، وأن الأشخاص الذين يدخنون، لديهم انخفاض مزمن في مستويات الأكسجين بالدم.
وأضافت: “إن الدماغ يحب الأكسجين، وهذه المستويات المزمنة من انخفاض الأكسجين، تؤدي إلى فقدان الدماغ للأكسجين ببطء”.
وقد سرد الدكتور ترينه الطرق المختلفة، التي يمكن أن يؤدي من خلالها التدخين إلى الإضرار بالدماغ، وقال إن تلف الأوعية الدموية يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى موت الخلايا وضمورها.
واستشهد الدكتور ترينه بالإجهاد التأكسدي، والتأثيرات الالتهابية المرتبطة بالتدخين، قائلاً: “هذه العمليات يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الدماغ والهياكل الداعمة لها”.
كما قال إن بعض المواد الكيميائية الموجودة في السجائر، سامة للأعصاب وقادرة على إتلاف خلايا الدماغ بشكل مباشر.
وختم ترينه حديثه بالقول: “يؤثر التدخين على مستويات الناقلات العصبية المختلفة في الدماغ، مما قد يساهم في تلف الأعصاب وضمورها بمرور الوقت”.