مقالات وأبحاثعلوم صحية

المستويات العالية من السكر، هل تؤدي للسكتة القلبية فعلاً؟

في دراسة حديثة: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، لديهم خطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة 30 إلى 47٪

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من السكر في الدم، تكفي لتشخيصهم بمقدمات السكري، وليس مرض السكري بالضرورة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب والسكتة الدماغية.
  • إذا استثنينا عوامل مثل نمط الحياة والأدوية، فإن النساء المصابات بمقدمات السكري، قد يكنَّ معرضات لمخاطر، أمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة تفوق الرجال.

أظهرت دراسة جديدة، أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، يكون لديهم خطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية أو قصور القلب، بنسبة 30 إلى 47٪، حتى عندما يكون لديهم مقدمات السكري فقط.

مقدمات السكري، هي حالة صحية، تكون فيها مستويات السكر في الدم، أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص الشخص على أنه مصاب بمرض السكري من النوع 2.

وجد الباحثون أيضاً، أن النساء اللائي لديهن مقدمات السكر، يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالرجال.

عوامل نمط الحياة والأدوية

عندما أخذ الباحثون في الاعتبار، عوامل معينة مثل نمط الحياة التي يعيشها الشخص، واستخدام الأدوية، اختفت الاختلافات في المخاطر النسبية، بين الرجال والنساء إلى حد كبير.

يقول الدكتور Dr. Daniel Kiss، طبيب القلب التداخلي، في المركز الطبي بجامعة جيرسي شور في نيوجيرسي، والمدير الطبي لشركة Hackensack Meridian Health AngioScreen، إن هذه الدراسة تظهر، أنه عندما يتعلق الأمر بمستويات السكر في الدم، فإن هناك مجموعة من مخاطر القلب والأوعية الدموية، التي يمكن أن تحدث.

“بشكل أساسي، لا يتعلق الأمر فقط، بما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري أم لاء، ولكن جميع أطياف التحكم في نسبة السكر في الدم تلعب دورًا ،كما ومن المهم أيضاً ملاحظة، أنه يمكن تقليل هذا الخطر، عن طريق استخدام الأدوية، المشار إليها في الدراسة.”

مقدمات السكري بمثابة رسالة تحذير

من جانبها تقول الدكتورة Dr. Sharleen Sidhu، أخصائية الغدد الصماء في MarinHealth Endocrine & Diabetes Care ،UCSF Health Clinic في كاليفورنيا: ” إن الأشخاص المصابون بداء السكري، خاصة إذا كان السكر لديهم غير خاضع للسيطرة، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وهذا يشمل تلف الأوعية الدموية الصغيرة، التي يمكن أن تؤثر على الكلى والعينين والأعصاب، كما يمكن أن يتسبب أيضاً في تلف الأوعية الدموية الكبيرة، مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية، وفشل القلب الاحتقاني.

نظراً لأن مقدمات السكري، هي مقدمة لتطور مرض السكري من النوع 2، فمن المهم أن يدرك الأشخاص المصابون بمقدمات السكري أيضاً أن هذه المقدمات هي بمثابة رسالة التحذير، حيال المضاعفات التي قد تحدث للقلب والأوعية الدموية الدقيقة، جراء زيادة تلك المستويات للسكر في الدم.

طريقة عمل الدراسة

شملت الدراسة، التي نُشرت في 9 أغسطس في The Lancet Regional HealthTrusted Source، أكثر من 427000 شخص، نصفهم تقريباً من الرجال والنساء، المشاركون في Biobank في المملكة المتحدة، وهي دراسة رصدية طويلة الأجل.

تم تجنيد المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 69 عاماً عند التسجيل، في المملكة المتحدة بين عامي 2006 و 2010 ومتابعتهم حتى عام 2021.

قام الباحثون بتعيين المشاركين في فئات، بناءً على متوسط مستوى السكر في الدم، خلال الأشهر الثلاثة الماضية (مستوى HbA1c) وفي الزيارة الدراسية الأولى بناءً على الفئات التالية:

منخفض، طبيعي، مقدمات السكري، مرض السكري، سواء تم تشخيصه أو عدم تشخيصه.

باستخدام بيانات البنك الحيوي، تم تحديد المشاركين الذين عانوا من واحدة أو أكثر من مشاكل أمراض القلب والأوعية الدموية التالية خلال فترة الدراسة:

  • مرض الشريان التاجي
  • الرجفان الأذيني (AFib)
  • تجلط الأوردة العميقة
  • الانسداد الرئوي
  • السكتة الدماغية
  • فشل القلب.

النتائج

بعد التعديل حسب العمر، وجد الباحثون أن الرجال الذين يعانون من مقدمات السكري أو السكري غير المشخص، لديهم خطر متزايد بنسبة 30٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالرجال الذين لديهم مستويات سكر طبيعية.

كما وجدوا بأن النساء المصابات بمقدمات السكري، أو السكري غير المشخص، لديهن خطر متزايد بنسبة 47٪ لمقدمات السكري، و 33٪ للسكري غير المشخص، وذلك مقارنة بالنساء ذوات مستويات السكر الطبيعي في الدم.

في الرجال المصابين بمرض السكري، كان خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أعلى بنسبة 55٪.

من جانب آخر، اختفت الفروق بين الرجال والنساء إلى حد كبير، عندما أخذ الباحثون في الحسبان السمنة، والتي يمكن تقليلها من خلال تغييرات نمط الحياة، واستخدام الأدوية لخفض ضغط الدم أو الكوليسترول.

ومع ذلك ، فإن الرجال الذين يعانون من مقدمات السكري، أو مرض السكري غير المشخص، لا يزالون أكثر عُرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي، حتى بعد هذا التعديل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى